أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - المنطقة الخضراء أم المنطقة السوداء؟














المزيد.....

المنطقة الخضراء أم المنطقة السوداء؟


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 15:28
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


إن المنطقة الخضراء في بغداد هي المنطقة التي تقع على نهر دجلة، وتسمى كرادة مريم ومن ضمنها حي التشريع والقادسية وبعض من الحارثية وقسم من متنزه الزوراء. وكانت منطقة سكنية لقيادات النظام السابق وتضم العديد من الوزارات وتحوي عددا من قصور رئيس النظام السابق وأولاده. كان القصر الجمهوري وقصر السلام ومن أكبر القصور ضمن هذه المنطقة، وبعد الاحتلال في عام 2003، وتذكر إحدى القنوات الفضائية إن مصطلح "المنطقة الخضراء" ابتدعه بعض أفراد الأمن الأمريكي لتصنيفها بمثابة المنطقة الآمنة. وسبب التسمية هو لكثرة الخضرة فيها بسبب قربها من متنزه الزوراء وحدائق القصر الجمهوري وسائر المناطق الأخرى القريبة منها والمحيطة بها، وقد يكون الاختيار من باب الصدفة المحضة، لكن القدر أحيانا يكون له دور في دلالة الاسم والمسمى، لان التسمية بسبب كثرة الأشجار واخضرارها، وهذه هي طبيعة العراق لأنه بلد زراعي خصب، وكان العرب يطلقون عليه ارض السواد لخضرته بالزرع والأشجار، وفي لسان العرب يقول ابن منظور إن (السواد: جماعةُ النخلِ والشجرِ لِخُضْرَته واسْوِدادِه؛ وقيل: إِنما ذلك لأَنَّ الخُضْرَةَ تُقارِبُ السوادَ) وتشير أستاذة التاريخ الدكتور ناجية عبدالله ابراهيم في كتابها الموسوم (ريف بغداد ـ منشورات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية ـ الطبعة الثانية عام 2012) بان ريف بغداد هو (سواد بغداد) ومنها المنطقة الحالية التي تسمى بالمنطقة الخضراء لأنها من نواحي محلة الحربية وهي محلة مشهورة وكبيرة عند باب حرب قرب منطقة الشيخ بشر الحافي، وهذا ما ورد في الكتاب أعلاه في الصفحة 31، لذلك اعتقد إن التسمية وان أطلقها احدهم دون دراية في التاريخ أو الدلالة الرمزية لها ، إلا إن كتاب (ريف بغداد) قد لفت انتباهي إليها عند مطالعتي إياه ، حيث تستشهد الكاتبة على إن السواد هو ذاته اللون الأخضر بالنسبة للزرع والأشجار ومن أدلتها على ذلك بيت الشعر الذي تغنى به الشاعر الفضل بن العباس ابن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب وكان اسود البشرة وشديد الأدمة فانشد تفاخراً بنسبه إلى الرسول الكريم بقوله
وأنا الأخضر من يعرفني .... أخضر الجلدة من بيت العرب
من يساجلني يساجل ماجدا ..... يملأ الدلو إلى عقد الكرب
برسول الله وابني عمه .......... وبعباس بن عبد المطلب
لذلك لا ضير إن أطلقنا عليها (المنطقة السوداء) لان ما حل بالعراق من محن ومصائب وموت ودمار وحروب وقتل كان مصدره هذه الرقعة الجغرافية، ففيها مقر كل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ عام 1921 ولغاية الآن وما من خبر فيه حرب أو قتل او موت إلا وهذه المنطقة لها حضور فيه، وفي فترة ما بعد عام 2003 كانت وما زالت تسبب الوجع إلى الشعب العراقي وإنها تصدر الموت وتستورد القصف الذي يستهدفها بين الحين والآخر، وان جل ما لحق بالعراق من مستقبل مجهول وحاضر معتم وطغيان لون السواد على لباس عامة الناس بسبب القتل والتهجير من القاعدة وداعش والمليشيات وغيرها من المجاميع المسلحة، كان لهذه الرقعة الجغرافية دور واثر فيه، لذلك أرى إن القدر كان له يد في التسمية وإنما استعمل أسلوب التورية والمقصود بالتورية عند أهل اللغة والأدب أن يذكر المتكلم لفظا له معنيان ، احدهم قريب غير مقصود ودلالة اللفظ عليه ظاهرة ، والآخر بعيد مقصود، ودلالة اللفظ عليه خفية ، فيتوهم السامع انه يريد المعنى القريب ، وهو إنما يريد المعنى البعيد بقرينة تشير إليه ولا تظهره .
وفي الختام لابد من توجيه الشكر إلى الدكتورة ناجية عبدالله إبراهيم على تلك الالتفاتة في كتابها الموسوم (ريف بغداد) الذي ضم بين ثناياه معلومات عن نظام تلك الأرياف المدني والعسكري وصناعتها وطرقها ومزارعها، كما بينت بان (ريف بغداد) كانت تشتهر بعدد من الصناعات ومنها صناعة الخمور بسبب وفرة أعنابها ومن الصدف إن مصنع الخمور هذا يقع في المنطقة التي تعتد من نواحي المنطقة المنطقة الخضراء، وتكون بين جسر الجمهورية وبين منطقة الجادرية حاليا وأشار إلى ذلك المؤرخ الشابشتي في كتابه الموسوم الديارات مطبعة المعارف عام 1951 في الصفحة 45، فهذه المنطقة التي فيها تحديد مصيرنا لأنها تحوي على كل المقرات الرئيسية للسلطات الثلاث، فإذا كان أصلها مصنع للخمور ولونها السواد، ماذا ستقدم لنا من عطاء؟ ولابد من التذكير إن تلك المادة للترويح عن النفس بطرائف الحكم لان القلوب إذا كلت عُميِت فروحوا عنها بطرائف الحكم وأخشى على قلوبنا أن تعمى بسبب حالنا وما حل بنا من كورونا الصحة وكورنا الفساد، لذلك بين الحين والحين أروحُ عنها بهذه الطرائف التاريخية ذات الدلالات المعاصرة.
القاضي



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي كورونا (إن الفم الذي يظل مطبقاً لا يدخل الهواء إليه، ...
- حكام القضاء الدستوري تعتبر من مصادر القاعدة القانونية
- نطاق الرقابة الدستورية في ضوء أحكام القضاء الدستوري العراقي
- الأسوار والعدالة
- في الذكرى الخامسة عشر لإنشاء المحكمة الاتحادية العليا (إنجاز ...
- صلاحية رئيس الجمهورية بإصدار المراسيم بين التقييد والإطلاق
- هل يجوز الحكم بعدم دستورية جزء من النص القانوني ؟
- الديمقراطية بين النص الدستوري والواقع الراهن
- حماية الملكية الخاصة في ضوء أحكام القضاء العراقي
- لا يملك مجلس النواب سلطة الرقابة على حكومة تصريف الأعمال
- عدم وضوح الصياغة التشريعية تكون سبباً في عدم دستورية القانون ...
- هل تخضع الإعمال السياسية -أعمال السيادة- لرقابة القضاء
- مفهوم المخالفة الدستورية في التشريعات وتصرفاتةالسلطة
- فكرة الزعيم الأوحد والدستور العراقي في ضوء الأزمة الراهنة
- في الذكرى السنوية لصدور الدستور العراقي المحكمة الاتحادية ال ...
- آليات تعديل الدستور العراقي في ضوء احكامه النافذة
- آليات تفسير نصوص الدستور العراقي والجهة المختصة بذلك
- الإقالة والاستقالة وأثرها في خلو منصب رئيس مجلس الوزراء في ض ...
- إسقاط عقوبة السجن في حالة التنازل والتراضي في ضوء قانون المر ...
- قانون الانتخابات حجر الزاوية في الإصلاح


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - المنطقة الخضراء أم المنطقة السوداء؟