أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب طلال - اليوم العالمي للمسرح - الكوروني -














المزيد.....

اليوم العالمي للمسرح - الكوروني -


نجيب طلال

الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 26 - 11:46
المحور: الادب والفن
    



أي لـغة وأي خطاب يمكن أن يقال أو يستقيم قـوله ؟ أمام الوجه المكشوف والبشع الآن تجاه ( اليوم/ العالمي) ( للمسرح) الذي أمسى أياما تداخلت فيما بينها بسرعة متناهية؛ منـتجة عرضا " مسرحيا" دوليا / عالميا/ كونيا / بطله " فيروس" يُـمـسرح أحداثه بكل وثوقية وجرأة متناهية النظير !
" فيروس" يمارس فعله التلقائي أمام شخوص عالمية اختلفت لغتهم وتميزت قدراتهم الفكرية والفنية.
إنَّـه يحاور ويلاعب بإبداعه الواقعي/ الزئبقي، جموعا بشرية تميزت ديانتهم وسلوكياتهم وذهنيتهم .
بذلك مقدما عرضا [ " كورونِـيّا" ] دونما تداريب ولا اتفاق مسبق ولا قبل رفع الستار؛ وبدون استقبال الجمهور لصالة العرض ؛ مغيرا عوالمنا وأحلامنا وطموحاتنا لكوابيس لم تكن متوقعة؛ ماسحا من الخريطة السنوية [[ اليوم العالمي ]] للحميمية والحركة الخلاقة في بقاع العالم؛ وإن كان اليوم العالمي للمسرح في (العالم العربي) يأخذ طابع ( الشكوى ) وصناعة ( الأزمة) والبحث عن أفق الإنتظارات ! لكن المثير في 2020 العالم بأناسه وعباده وحيواناته وطيوره وجدرانه ومعالمه تشرئب أعناقها وأرواحها لأفق الإنتظارات من سينتصر: هل الطبي أو الفقهي ؟ أم السياسي أو المشعوذين ؟ أم الديني أوالسحرة ؟ أم العلمي أو الدجالين ؟ أو مروجي الشائعات والإشاعات ؟ أم اللجوء إلى بركة الأولياء والشيوخ وترديد الأدعية ؟ أم فيروس كورونا ؟
ذاك الفيروس ( اللعين) لقد حـصد أرواحا في الشرق الأقصى؛ وهو يحصد أرواحا بكل قناعة وجرأة في أوروبا التي حولها إلى – جريحة – بكل المقاييس ! معلنا فتوحاته في الشرق الأدنى و إفريقيا؛ التي حول ركحـها المظلم سلفا إلى روايات سوريالية ومشاهد مسرحية تراجيدية اختلط فيها الواقعي بالديني والخيال بالسياسي ! وأيهما حقيقة ؟ أمام الحزن المؤجل والبكاء المضمر بين قتامة الوجود ؛ وجـود يزاحمه ويسعى أن يلتهمه الوباء؛ ذاك الوباء الذي يحمل مملكته فوق تاجه / إكليله المتطور ؛ الذي أوقف الحركة الإبداعية من فوق الركح وخارجه وشل جمالية الإبداع و نسف جغرافية الجسد في بلاغته ؛ فارضا إغلاق مسارح عالمية وغيرها وخلت من العاملين والممثلين والجمهور بدون فتوى فقهية بل بقوة وجوده الحارق ! وإضفاء الأنوار بدون سند قانوني بل بقوة وجوده القاتل ! وإعادة أموال كثيرة لجمهورها الذي حجز " تذاكر" العروض بشهور قبل اجتياح " فيروس كورونا" بدون دعاوي ولا محاكم بل بالأخلاق السامية والاتفاق المبدئي بين المسارح التي تحترم جمهورها ؛ وتحترم نفسها قبل كل شيء . علاوة على الإغلاق هناك عزلة ثقافية / فكرية / جمالية مرفوقة بتكبيل وإيقاف ملامسة الأيادي أو تحريكها بدون تدخل سلطوي بل بشبحه التخويفي ؛ تلك الأيادي والأكف التي كانت تصفق طربا واستحسانا ولذة وفرحا بعطاء الممثلين الموهوبين والمبدعين، الذين فرض عليهم ((الفيروس المشؤوم ))معانقة الجدران ( الآن) كبقية الخلق في مملكة الربِّ . والذين اعتقلوا بدون جريرة ولا جريمة تذكر؛ ليظل مولانا " الكوروني" يقدم عرضه المسرحي الساخر؛ معاندا مسرحية [ الخرتيت] (ليونيسكو) ومتحديا [حياة جاليليو] ( لبريشت)أو [ الوباء ] (لوكتاف ميربو) لكي يسري بعناده ويتحرك بكبريائه وغروره بين المناطق ويهرول ويزحف بطمعه واندفاعه بين الفضاءات ؛ يخترق ويطير عبر الأقاليم المعلومة والجهات المعروفة والقارات المرئية؛ لكنه هو غير مرئي؛ ليس جنيا ولا شيطــانا بل فيروسا يحطم ويهدم ما تبقى من رمق الإنسان ؛ حينما يلتصق به ! حتى اختلطت حولنا الحقيقة بالوهم كرواية [الطاعون]( لألبير كامو) فانمحى الرمز ليظل الوهمُ متناسلا بالإشاعة والإشاعة بالشعْـوذة والشعوذة بالعِـلم والعِلم بالدجل والدجل بالطب؛ وأيهما سينتصر؟ والإنسان في خطئة المأسوي يسقط تراجيديا أمام عرضه الساخر. كما سقط يومه 24/03/2020 الكاتب المسرحي الأمريكي (تيرينس ماكـْنالي) بسبب مضاعفات إصابته بفيروس كورونا. ليفقده مسرح برودواي ( نيويورك) للأبد.
يالسخرية القـدر " فيروس" ملعون السلالة ؛ منبوذ المعاشرة؛ مكروه المصافحة. يمثل ويشخص دوره البطولي في اليوم العالمي للمسرح ؛ عرضا مسرحيا لوحـده . ! إنه بطل أسطوري ! تيمته [[ تدمير إنسانية الإنسان ]] وكل مسرحيي العالم يكافحون بالكاد من أجل البقاء ؛ لكي يعودوا على الأقل لعوالم الأضواء ومعانقة الستارة الحمراء. وليس بحثا عن سبب الوباء الذي ضرب مدينة " طيبة" وأهلك نسلها ورجالها؛ حتى سادت الفوضى وامتلأت المدينة بالجثث و... كما فعل " أوديب ملكا" سوفوكليس. الذي دون في القرن الخامس (ق ؛ م ) كاشفا سريان وباء الطاعون وآثره الإجتماعية والسياسية ؟ فهل هذا العمل بضخامته وروعته الأسطورية ؛ سيفكر في إنتاجه أحد المسرحيين ؟ إيفاء وعربونا لأرواح من فارقونا بسبب مسرحية " فيروس كورونيا" وللتخفيف من أعراض الوباء الذي أصابنا في اليـوم العالمي لـلمسـرح " الكورونــي " ولو نفسيا. أو مسرحية روميو وجولييت ( لشكسبير) هذا العمل الذي وظف الدين في الوباء والوباء في الحب بعدما تم حجز الراهب الذي ساعد " جولييت" الحبيبة ؛ ليصبح محجوزا في الحجز الصحي؛ وذلك لاشتباهه بإصابته بمرض الطاعون؛ رفقة كاهن آخر.
هَـذا بعْـد شفـاء العالم من وقع صدمة العَـرض المسرحي "التراجيدي" حقيقة. بحيث لما لا يفكر مسرحيو العالم العربي ( تحديدا) إعادة إنتاج أغلب الأعمال الدرامية التي تناولت الوباء بشتى تلويناته وأسمائه ؛ تعويضا لما ضاع في اليوم العالمي للمسرح . لكل من يعمل في هذا الفن ال رغم هشاشة الفن المسرحي . وتعويضا عن المخيلة ، لأن المخيلة في العالم العربي قد جفت أو توقفت لأسباب متعددة. فتلك الأعمال على الأقل ندرجها من باب الاستئناس وإعادة روح الإبداع لموقعه أو كإعادة قراءة أولفهم من أين جاءت قوة وضراوة هذا الوباء( الكوروني) الذي فاق كل الأوبئة التي اجتاحت تاريخ البشرية .



في صبيحة 26/03/2020



#نجيب_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كـُورونا- حقيقـة أم إشـاعــة ؟
- كورونا اللعين... تحياتي !!
- المسرح وذهنية التحريم (3)
- تلك المرأة !!
- المسرح و ذهْـنية التحْـــريم (02)
- المسرح وذهنية التحريم (1)
- شيوع السرقات الفنية والأدبية
- باب ما جاء في عناوين الاحتفالية !!
- مهرجان الهواة بين الغواية والهاوية
- حربائية في مهرجان هواة المسرح بالمغرب !!
- في أفق الموسم الثقافي المغربي ؟
- حكايا سطح سيدي بلعباس
- بوح الصدمة
- النقابات المهنية على ضوء اليوم الوطني للمسرح !!
- رَحمة
- باب ماجاء في احتفالية التكريم
- اليوم العالمي للمرسح
- باب ماجاء في احتفالية الدعم!! (02)
- باب ما جاء في احتفالية الدعم !!(01)
- دموع شهرزاد


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب طلال - اليوم العالمي للمسرح - الكوروني -