أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم خليل العلاف - تاريخ الطاعون في الموصل















المزيد.....

تاريخ الطاعون في الموصل


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 6522 - 2020 / 3 / 24 - 18:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل

الطاعون مرض قديم ، وسببه القوارض كالفئران . وقد ظهر وانتشر في فترات كثيرة في العصور القديمة ولربما كانت له اسماء اخرى غير الطاعون .

وفي الفترات الاسلامية هناك الكثير من الإشارات على وجوده . وقد وردت اخبار للسنوات التي انتشر فيها الطاعون في العراق وما يجاوره في كتاب المؤرخ الموصلي الاستاذ احمد الصوفي الموسوم ( ارض السواد ) .

ومما يشير اليه أن وباء الطاعون إجتاح العراق سنة 65 هجرية - 684 ميلادية . وفي سنة 87 هجرية -705 ميلادية ، ظهر وباء الطاعون ثاني مرة في العراق ، ثم عاد اليها مرة اخرى سنة 132 هجرية - 749 ميلادية .
وفي سنة 378 هجرية -988 تفشى داء الطاعون في العراق وخاصة في البصرة ، فمات به خلق كثير حتى امتلأت الطرق والشوارع بجثث الموتى .

وفي سنة 406 -1015 ميلادية تفشى الطاعون ايضا وعجز الحفارون عن حفر القبور لمواراة الموتى . وفي سنة 469 هجرية -1076ميلادية ، ظهر الطاعون في الجزيرة والعراق وبلاد الشام وكان وباءا جارفا فمات به عدد كبير من الانفس في العراق حتى بقي كثير من المزارع ليس لها من يعمل فيها لكثرة الموت في الناس .

وتذكر الروايات التاريخية انه في سنة 531 هجرية -1136 ميلادية كثرت الامراض الوبائية في العراق . وفي سنة 713 هجرية -1317 ميلادية انتشر مرض الطاعون في سائر العراق ، ومنه الموصل ، وفتك بالسكان فتكا ذريعا ، وأعقب ذلك موجة من الغلاء .

وفي سنة 1175 هجرية -1761 ميلادية انتشر الطاعون في الموصل منتقلا من كردستان حيث أهلك الكثيرين من الذين كانوا قد نجوا من المجاعة التي حدثت قبل سنة من التاريخ المذكور .

وعاد الطاعون الى الموصل مرة اخرى سنة 1186 هجرية -1773 ميلادية ، وكان الوالي أنذاك سليمان باشا بن محمد امين باشا الجليلي (صفر 1185 -اول شعبان 1189 هجرية -1772- 1776 ميلادية ، قد أوعز الى حراس الابواب أبواب الموصل ان يحصوا كعادتهم كل يوم عدد الجنائز التي تخرج من السور ، فوجد عند انتهاء الطاعون ان اكثر من (100) الف ميت ، دفنوا خارج المدينة اضف الى ذلك الكثيرين الذين دفنوا في المقابر داخل البلدة ، وقد عم الطاعون العراق بأجمعه
.
وتروي المصادر التاريخية عن كارثة هذا الطاعون بأنه لم ينج منه رجل ولا إمرأة ، ودام يفتك بالناس حتى أخر شهر محرم سنة 1187 هجرية -1774 ميلادية بعد ان كان مبتدأه في اوائل شعبان
.
وثمة حديث للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يشير الى الطاعون ويقدم نصيحة بشأنه قبل 1441 سنة ويقول : (اذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها واذا وقع بأرض وانتم بها فلا تدخلوها .(
لكن مما يظهر واضحا لدينا عن تاريخ الطاعون في الموصل وما يجاورها ما وجدناه عند المؤرخ الموصلي ياسين العمري .
المؤرخ الموصلي الكبير ياسين العمري وهو من مؤرخي القرن 19 ، (توفي يعد سنة 1821 ميلادية ) الف كتابا بعنوان ( غرائب الاثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر ) وقد حققه ونشره الدكتور محمد صديق الجليلي في الموصل سنة 1940 ، كما حققه ايضا الدكتور يوسف عز الدين في طبعة جديدة متوفرة على النت ، تحدث فيه عن ما اصاب الموصل وما كان يجاورها وقريب منها من المدن من امراض ومنها الجدري ، وودت ان اطلعكم على ما جاء في هذا الكتاب المرتب حول السنوات او ما نسميه نحن المؤرخين ب (الحوليات) وكما يلي :
في سنة 1100 هجرية 1688 ميلادية ، حدث طاعون عظيم في نابلس بفلسطين مات فيه خمسون الف نفس.

وفي 1206 كان الطاعون العظيم في مدينة اورفة ابتدأ اولا بالفقراء حتى افناهم وكان الاغنياء يكفنونهم ويدفنونهم حتى اتى على آخرهم ثم شرع في الاغنياء حتى مات الكثير ثم انقطع وقيل ان جملة من مات في ذلك الطاعون 100 الف نسمة .

وفي سنة 1211 هجرية 1789 ميلادية كان في مدينة موش ، طاعون اتلف خلقا كثيرا فكان يموت فيها كل يوم 300 شخص واكثر واقل .

وفي سنة 1213 هجرية -1799 ميلادية عم الطاعون كثيرا في البلاد منها ارضرون وقيصرية وقارص ووان وسيواس وطوقات وديار بكر ومدينة السليمانية وهرب الكثير من اهل ديار بكر وكان يموت اولا في اليوم العشرة والعشرين ثم كثر فكان يموت الخمسون والستون ثم اشتد فكان يموت المائة واكثر وخرجت السنة
.
وفي سنة 1214 هجرية 1800 عم الطاعون كثيرا في البلاد مثل قيصرية وقارص وسيواس والمعدن وديار بكر وجرم ووصل الى ماردين والجزيرة فكان يموت بالجزيرة في اسبوع الف ومائتين وقيل اكثر واما ماردين فقد هلك منها الاكثر وسلم الاقل واما قراهم فقد قل من سلم منها حتى بقيت اغنامهم ودوابهم بلا راعي ثم تقدم الطاعون الى الموصل وابتدأ في شهر نيسان 1800 ميلادية ، فكان يموت في اليوم الخمسة والسبعة والعشرة والاكثر وسرى في بعض محلات -احياء الموصل ايضا - اواخر نيسان وهرب غالب سكان محلة الخزرج وطبعا محلة المشاهدة القريبة منها التي باتت بعد هذا الطاعون تسمى محلة الخراب ، الى البر لانهم عرب ولم يزل ينمو وخرجت السنة .

وفيها أي في هذه السنة 1800 ميلادية ، بعث الى الموصل والي بغداد ان لايقدم عليهم (كلك) ولا ( قافلة) ، واتفق ان قافلة كانت قد سرت في الطريق قبل مجيء الامر فبعث والي بغداد الى تكريت ومنعها من المسير اليه والقدوم عليه خوفا من الموت قال الله تعالى "قل ان الموت الذي تفرون منهم فإنه ملاقيكم " فأقامت القافلة بالبر اربعة اشهر واكلت امتعتها كلها .

وفي سنة 1215 هجرية -1801 ميلادية اشتد الطاعون في الموصل ، وكان ابتداؤه في ذي القعدة وظهوره في ذي الحجة من السنة السابقة ولما دخل محرم سرى في اكثر محال أي محاليل ( محلات واحياء ) الموصل ، فكان يموت في اليوم مائة وثمانون أو اقل خمسة ، وكان جملة من يموت هذا العدد الى ان دخل صفر فجعل ينقص وانقطع في منتصف صفر الخير وغلت الاسعار بالموصل لعدم مجيء القوافل من بغداد وبلاد الاكراد وهرب كثير من اهل الموصل الى القرى
.
وفي سنة 1801 كان مبدأ الطاعون في (قرش ياخا) اي الجانب الايسر من الموصل وهرب غالب اهلها ثم سرى الطاعون الى بغداد وجعل الناس يهربون وخرج من بغداد الوالي سليمان باشا وقدم الى سامراء وارسل الى الموصل يطلب ذخائر واسلحة فأرسل والي الموصل الوزير محمد باشا الجليلي اليه ( 300) طغار بغدادي حنطة ودقيقا .

وفي سنة 1217 هجرية 1803 ميلادية انقطع الطاعون من بغداد ودخل اليها واليها سليمان باشا ورجع اليها من فر من الطاعون .
وفي سنة 1247 هجرية - 1831 انفجر الطاعون في بغداد وكان شديد الوطأة فقد محا بيوتا كثيرة .

في سنة 1890 اكتشف في العالم لقاح الطاعون (بالإنجليزية . ( Plague vaccine) وشاع واستفاد العالم كله من هذا اللقاح بعد التأكيد على اهمية النظافة ، ومكافحة القوارض والتحصن ضدها وقانا الله واياكم شر الامراض والاوبئة وعندكم العافية دوما .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاسم حسن 1910-197- .المتنور العراقي اليساري الكبير وأضواء جد ...
- حافظ القباني وأمل القباني
- المرأة العراقية في الثورة التشرينية
- فرج عريبي
- وثائق الفكر الشعبي الدمقراطي العراقي من العهد الملكي الى الع ...
- المثقفون والانتفاضة
- الحفر على مسلة عراقية شعر : عبدالمنعم حمندي
- شاكر سليم الحاج ياسين القصاب ....جانب من سيرته
- بعشيقة : مدينة العشق والسلام
- ثامر معيوف ...القاص والروائي والكاتب والصحفي والانسان
- في رُدنِ الغياب ....المجموعة الشعرية للشاعر رائد عزيز
- هناك حيث نموت ............قصائد شعرية للشاعر محمد جلال الصائ ...
- الشيخ صفاء الدين عيسى البندنيجي في كتاب
- كيف تؤثر في الناس وتغيرهم ؟
- هل كان لكارل ماركس مذكرات ؟!
- الكتابة العربية ..............في الاكاديمية الكوردية
- هل سنشهد جبهة عربية جديدة ؟
- أجنحة الفراشات ..............رواية فخري أمين
- بوح الدخان ...........مرة أخرى
- سامي عبد الحافظ القيسي المؤرخ العراقي الكبير وداعا


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم خليل العلاف - تاريخ الطاعون في الموصل