أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - طاهر الشريفي - كورونا يا أمي














المزيد.....

كورونا يا أمي


طاهر الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 6520 - 2020 / 3 / 22 - 13:48
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


كورونا يا امي ...

سلاما اماه .. اعلمك انه وبعد رحيلك بثلاثة أشهر اضطرب الكون من حولنا ،، و توقف العالم عن الحركة ،،
العالم الذي كان فيه الناس كزمر النمل المنتشر في كل مكان ،، توقف !!
جاءنا فايروس معدي جدا وسريع الانتشار ،، عجز العالم عن مكافحته ،، ضرب اكبر بلد في قارتنا اسيا وهي الصين يا امي تعرفينها ، احال مدنها لمقابر جماعية وانزل فيها الرعب حتى نبذ بعضهم البعض ونبذهم العالم ليس كرها لهم ولكن خوفا ان ينقلوا للاخرين عدوى الفايروس والذي اسماه العلماء والناس بكورونا لان حوله ما يشبه التاج ،، الصين فقدت من شعبها الكثير وحجرت مدنها بسكانها وبدأت حربا مع عدو مجهول لا تعرفه ولا تعرف مصدره ولا تعرف السر وراء انتشاره السريع واكتشوا انه ينتقل بالملامسة فلم يجرء احد على لمس الاخر وهجر الناس القبل والتصافح والاحضان ومنعوا الاختلاط والتجمعات البشرية ،، هذا الفايروس تحول الى وباء خطير وفتاك يا امي كالطاعون والجدري والكوليرا ،، واصبح الناس يغلقون ابوابهم. عليهم خشية انتقال المرض لهم وحبسوا انفسهم جبرا في بيوتهم واصابهم القحط والجوع الا من مساعدات غذائية توزعها الحكومات المحليه في المدن الموبوءة ولكن الصين تكاتفت ونتصرت على الوباء خلال اشهر معدودة وبنت مستشفيات للمرضى بايام قليلة مجهزة بكل شيء ولكنها فقدت من شعبها عددا كبيرا في الوقت ذاته تسيل عليه دموع الطيبين ،، لم يتوقف الفايروس عند حدود الصين يا امي بل انتقل لكل العالم فضرب اليابان وكوريا الجنوبيه والهند وباكستان وروسيا وهجم على ايران المسلمة فنزل بيها الموت امام عجز السلطات هناك عن مكافحته ومقاومته ومات خلق كثير ،، ثم شن الكورونا هجومه على اوربا تلك القارة المتحضرة حد الجنون والمتطورة تكنولوجيا حد الذهول والمحصنة علميا بكل العلوم فما نفعهم تقدمهم ولا طغيانهم ولا جبروتهم فانهارت ايطاليا انهيارا كبيرا واستسلمت للفايروس امام اعداد الوفيات اليومية وهي عاجزة عن انقاذ شعبها حتى انها قررت ان تترك كبار العمر والمسنين ليواجهوا مصيرهم المحتوم دون ان تعينهم على بلائهم ،، وكذلك انجلترا والمانيا واسبانيا وفرنسا وتحولت تلك المدن الى خربات ومدن اشباح وخلت شوارعها واسواقها وملاعب الرياضة فيها من الناس والجمهور وأوصدوا أبوابهم عليهم وقد سكنهم الرعب والموت والخراب ،، وتسابقوا فيما بينهم عمن يكتشف لهذا المخلوق المخيف مصلا ودواءًً دون جدوى !!
اماه تخيلي ان اوربا بعظمتها انهزمت امام هذا اللامرئي انهزام جالوت امام نبي الله داود ،، وعبر هذا الوحش التاجي الى امريكا الجبارة فأنزل فيها الموت والرعب والاضطراب وبات رئيسها يبحث عن منفذ ينفذ اليه تحت قسوة الظرف وحاول ان يرشي المختبرات الطبية في اوربا ليحتكر الدواء فلم يأبه لرشوته احد وصار كجرذ مبلول يسبح للخروج من الماء ،، لكن يا امي ليس هذا المهم بل ما سأخبرك واطلعك عليه الان عنا وعن عالمنا وبلداننا الاسلامية : امي تمعني بأحرف رسالتي هذه وتعالي اقص عليك الاخبار ،، فما ان انتشر وباء كورنا وادرك الناس في كل العالم انهم عاجزون عن ايجاد الحلول لوقف انتشاره السريع حتى خرجت الاصوات العلميه داعية لغلق الاسواق امام المتبضعين وغلق الجوامع امام المصلين وغلق المقاهي والملاعب وصالات الاعراس ومنع كل التجمهر والتجمعات البشرية وحجر الناس في بيوتهم خشية العدوى بهذا القاتل الخفي وتصارعت الحكومات مع الوقت لتنفيذ الخطة حتى خلت مكة من حجيجها والمساجد من معمريها والمراقد الشريفة من زائريها والاسواق من متبضعيها والشوارع من عابريها والمدارس من طلابها وبنيها والدوائر من موظفيها والمطارات من مسافريها والقطارات والحافلات من راكبيها ودب الرعب والخوف كل دبيب في مدننا الاسلامية وحصدت كورونا منا اعدادا كبيره والغريب المستغرب يا امي ان الذي يموت بهذا المرض لا يغسل ولا يصلى عليه الا صلاة الغائب ويدفن بعيدا في الصحراء بحفرة عمقها اربعة امتار ويلف بالبلاستك ويغلف ويدفن حتى لا يكون بؤرة للعدوى فأي ميتة هذه يا امي واي خراب هذا الخراب يا امي ،، فالجوع يقف على الابواب والدول تستعد لاعلان افلاسها فلا بيع ولا شراء ولا تجارة تلهي الناس عن ربها ،، فقد حقت كلمة الله ،، أرأيتي يا امي اسمعتي يا امي ما حل بنا بعد رحيلك ولا اعرف القادم ان كان خيرا ام شرا لكني اعرف ان كورونا جندي من جنود الرب ارسله ليوقض العالم من طغيانه وجبروته واستهتاره لعلهم يتعضون ويؤوبوا لرشدهم لعلهم يفلحون ،، كورونا يا امي كالكهرباء حين تصيب الانسان بصاعقة فتوقض فيه كل الحواس !
الى امي في العالم الآخر 2020/3/22



#طاهر_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة التاريخ الاسلامي
- المصعد


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - طاهر الشريفي - كورونا يا أمي