أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه - علاقة الدولة بالمجتمع.. في نفي مغالطات تاريخية














المزيد.....

علاقة الدولة بالمجتمع.. في نفي مغالطات تاريخية


علي طه
كاتب

(Ali Taha)


الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 04:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا توجد شعوب واعية وأخرى جاهلة بحسبما تصوِّره لنا الثنائيات القاطعة المدفوعة بروح مرضية مازوخية واحيانا سادية... حيث تُعتمَد آلية التنميط: أخذ صورة نمطية بفعل الانتقاء عن مجتمع ما، ليرفع مصاف المثالية والنموذجية، بالمقابل، وبالضرورة، يتم انتقاء نماذج عن مجتمع آخر لتكوين صورة نمطية عنه بنحو سلبي..

الانتقاء التنميطي تنتجه ذهنياتُ عقدةِ النقصِ، تجلِد الذات اعتمادا على تبجيل الآخر، أو تنتجه ذهنياتُ عقدةِ الكمال، تبجِّل الذات استنادا لجلد الآخر... ولنا في ذلك مثالا واضحا، للأول نموذج "المستلَب" الذي يرى نفسه يعيش بمجتمع عربي متخلِّف مقابل مجتمع غربي متفوق، وللثاني نموذج "المركزية الغربية" الذي يرى نفسه متفوقا بالفطرة وبنحو جوهري أمام العالم الثالث المتخلِّف بحكم الضرورة والفطرة..

تتقدم المجتمعات او تتاخر بحسب ظروفها التاريخية، فيكون تقدمها وتأخرها مشروطا بعوامل لا علاقة ضرورية بينها وبين طبيعة المجتمعات الذاتية، اذ لا ذات للمجتمعات اصلا... إن اشتراط المجتمعات بظروفها ينفي عنها طبيعتها الجوهرية المدعاة، وبذلك يكون المجتمعُ مفتوحا على الاحتمالات الممكنة بحسب سياقاته الحافَّة به..

لا مجتمع دون دولة، تتغيير المجتمعات لتتغير معها أشكال الدول، دون أن يعني ذلك انتفاء وجود الدولة عن مجتمعات قديمة، او مجتمعات آخر التاريخ بالغةِ التطور.. فالدولة كيان طبيعي ينشئ من داخل المجتمع ونتيجة تلقائية لقواه، تتعقد مع تعقده، وتخيُّل مجتمع دون دولة هو من نوع "الطوبى" التي تنجرُّ إليها عمليا اتجاهات معينة..

يذكر عبد الله العروي بكتابه "مفهوم الدولة" بأن ثمة ثلاثة توجهات طوبية، الاولى، اسلامية تمثَّلت بدولة الخلافة، والثانية ماركسية تمثَّلت بالشيوعية، والثالثة الليبرالية المتمثلة بالفوضوية، فهذه التوجهات تنظر الى المستقبل دون الارتكاز على الحاضر، ومؤدّاها نفي الحاضر من خلال المحافظة على الوضع القائم دون الانخراط بتغييره، فهي توجهات تنفي الواقع اذ تسبِّح بحمد المثال اللاواقعي والمنتظر..

للدولة قوة الإكراه من جهة، والاقناع من جهة ثانية، جانب تعنيفي وآخر أدبي، لا يمكن للمجتمع ان يسلك بنحو قانوني دون فرض من سلطة أعلى، على أن يكون الفرض مشفوعا بمسطرة قانونية معلومة مسبقا، وكذا مشروطا برغبة مزروعة داخل أفراد المجتمع على صحَّة الخضوع القانوني وجدواه...

إن الوعي الذهني ليس شرطا كافيا للسلوك الديمقراطي، عند النخب، فكيف ذلك بالنسبة لعامة الشعب؟... للدولة ادلوجتها المؤسِّسة لرغبة الخضوع القانوني، علاوة على سلطتها الفرضية والقمعية، فيكون "الإكراه" مطلوبا طلبا ضروريا سواءً بالتلويح او بالتصريح، ومثمرا اذا استند لشرعية القبول الاخلاقي عند افراد الشعب وجماعاته..

ارفع قوة الفرض القانوني المستند لشرعية القبول الجمعي، فإذا بك تجد المجتمعات التي تدَّعي التفوق أكثر وحشية وبربرية وفوضوية من المجتمعات التي طالما يسمُّونها متخلفة، بينما كل ما بالأمر أن الأخيرة لم تحظَ، للاسف، بدولة تنتج لها ظروفها المناسبة لمنافسة هذا الآخر المتفوق!..

لا تتقدم المجتمعات دون دولة، وشماعة الوعي الجمعي تتعاون على خلقها الذهنيات المرتكسة والاخرى المتنرجسة... لا معنى لأن تكون ديمقراطيا وقانونيا بسلوكك ومن تلقائك كشرط أولي ومنطقي لضمان ديمقراطية وقانونية أنظمة الحكم المطلوبة كما تسوِّقه لنا، تحديدا، الأمزجة العاجزة، ابتكارا نظريا او مقدرة عملية، عن جدية وفاعلية العمل على بناء الدولة مستبدلة إياه ومكتفيا بأدبيات اللوم وجلد الذات المرضية..



#علي_طه (هاشتاغ)       Ali_Taha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك الشعبي ضد السلطة.. دواعيه وآلياته


المزيد.....




- أطول وأصغر كلب في العالم يجتمعان معًا.. شاهد الفارق بينهما
- -وحوش لطيفة-..صور درامية لأشبال فهود بوجوه ملطّخة بالدماء
- إدارة -تسلا- تبحث عن بديل لإيلون ماسك بالشركة.. مستثمر بارز ...
- أوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرة
- فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ ...
- غالبية الألمان قلقون خائفون من اندلاع حرب عالمية ثالثة
- مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين في حريق بمنشأة صناعية بطشقند (فيدي ...
- إيطاليا وقبرص وفرنسا وكرواتيا ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل ...
- في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والإمارات
- بوليانسكي: مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قد تعقد قريبا جدا إذا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه - علاقة الدولة بالمجتمع.. في نفي مغالطات تاريخية