أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه - الحراك الشعبي ضد السلطة.. دواعيه وآلياته














المزيد.....

الحراك الشعبي ضد السلطة.. دواعيه وآلياته


علي طه
كاتب

(Ali Taha)


الحوار المتمدن-العدد: 6495 - 2020 / 2 / 20 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تكون الحركات الشعبية شعبية بالمعنى الخاص إن لم تكن سياسية، فهي تتحول طبيعيا بحسب رد الفعل من قبل السلطة، من تظاهرات مطلبية الى احتجاجات تذمرية الى انتفاضة فرضية، ويتناسب ذلك مع رتم الزخم الشعبي.. كل مرحلة يتناسب فيها المطلب مع الزخم الشعبي تناسبا طرديا بفعل العناد السلطوي، سيما سلطة ذات بنية مغلقة ومفصومة طبقيا عن واقع الشعب كسلطتنا بعمليتها السياسية التي يشهد القاصي والداني على فسادها..

السلطة اداة ادارة الدولة في خطوطها العريضة والاساسية، وليست هي الدولة، فهي شرط ضروري لعمل الدولة لكنها ليست الشرط الكافي، وبالتالي، لا معنى للمماهاة بين الدولة والسلطة الا بوجهة نظر السلطة نفسها، نتيجة استئثارها بالدولة من أجل الاصرار على بقائها، وتهديد الشعب المنتفض بخيار "الدولة/السلطة أو اللادولة/الفتنة، عدا ان ذلك ناشئ ايضا من انعدام الثقافة السياسية، والفكر الرؤيوي لطبقة السلطة وهو الامر الاخر الذي يشهد عليه الكل..

الدولة كأكبر مؤسسة تدير المجتمع عن طريق مؤسسات فرعية متنوعة تنتظم تحت إمرتها بتنسيق وتنظيم محكم، أمر لا بد منه لكل مجتمع يندرج بما يسمى المجتمعات الحديثة، عدا أن ذلك لا ينفي وجود تشكلات للدولة معينة في المجتمعات التقليدية القديمة، وهو ما يرجعنا الى التأكيد على ضرورة الدولة القصوى، وانها شرط لا بد منه، ويضعنا امام تحدي منافسة الاشكالُ القديمة ذات البعد الديني او الطائفي او القبلي، لمؤسسة الدولة الحديثة، بحيث ان الاشكال القديمة للدولة اصبحت مدمرة للمجتمعات الحديثة ومنافسا شرسا للدولة بالمعنى الحديث، وبالتالي هي شر لا بد التخلص منه بشكل من الاشكال..

عندما تتعقد المجتمعات لا بد ان تتعقد معها اليات ادارتها، والانفصام بين بنية الدولة وبنية المجتمع، هو مشكلة المشكلات التي تحاول معالجتها الديمقراطية.. ولائحة حقوق الانسان الحديثة هي ضرورية بمقدار انها جديدة، وتتضمن من حيث بنيتها مقولتي (الحرية والمساواة)، حرية الانسان في التفكير والتعبير والسلوك والامتلاك، والمساواة من حيث الكرامة الانسانية والحقوق المدنية -التي فرضت بموجب الحرية- بين الحاكم والمحكوم على حد سواء، وكذلك بين المحكومين انفسهم، وهنا تأخذ فكرة العدالة الاجتماعية دلالتها الحقة..

الشعور بالهوية الوطنية "نريد وطن" يتأتى من خلال ملموسية اداء الدولة لمهامها تجاه الشعب، المتحددة بالحقوق الانسانية "الحريات والمساواة"، واي خلل بذلك، يخلق انفصاما بين الدولة والسلطة من جهة، وبين الشعب والدولة من جهة ثانية، وبديهيا وضمنيا بين السلطة والشعب، السلطة التي استأثرت بالدولة لنفسها ومنعتها من أن تسير سيرا طبيعيا في وظائفها تجاه الشعب، الذي هو الهدف والغاية.. فيأتي شعار "نريد وطن" بهلجته الشعبية، مؤكدا على شعبية المطالب بحقوقه، وعلى فقدان الهوية الوطنية نتيجة فقدان الحقوق الضرورية للمواطن/الشعب..

تحدث المشكلة عندما يتم القفز من تظاهرات مطلبية الى ثورية بسرعة دون سير طبيعي، وهو اشد مبرر يجعل الناس تتراجع عن موقفها علاوة على احقية الاتهام بالتآمر، اذ ذلك ليس تطورا طبيعيا لأي حركة تمرد شعبية... لكن ذلك ولحسن الحظ لم يحدث لدينا بهذه الكيفية، بل حدث التدرج الطبيعي ببطئ، وهو الامر الذي زاد من ثبات الشعب وإصراره كلما اصرت السلطة على اتهامه بالتآمر والاندساس، بعكس مما لو كان التطور غير طبيعي، اذ نتيجته التراجع، لانه يحتوي فعلا على ما يتم اتهامه به، ولأن العنف الذي لا يكون كرد فعل هو اداة العاجز عن استيفاء الرأي العام والشعبي لصالحه، فيحاول بالقوة فرض ما لم يحصل بدونها، فكيف لو كانت انتفاضة شعبية لا تسمح بالعنف حتى كرد فعل اساسا؟..

من لم يستطع اجراء الحقوق للمواطنين، بعد المطالبة والتشديد من قبلهم على فقدانها، عليه مغادرة كرسي السلطة رغما عن انفه، والا فإن لم تحدث ثورة فعلية ذات عنف لطرده، فبأحسن الاحوال لن ترحمه حتى الاليات السلمية بالتغيير الديمقراطي، حيث اليوم اللاعب الاول والأكبر هو الشعب كرأي عام يرفع ويسقط من يشاء من السياسيين، إن توافرت نخب تحسن بنضالاتها التعامل مع الشعب وتقترب من ايقاعاته ومعاناته وآماله، لتضعه بالصورة الصحيحة امام السلطة وتساعده بالكيفية التي ينبغي أن تقلع به السلطة بعد أن يثبت لا شرعيتها..



#علي_طه (هاشتاغ)       Ali_Taha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه - الحراك الشعبي ضد السلطة.. دواعيه وآلياته