أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - الاعتقاد بعدالة الطبيعة (فرضية من نوع أخر)














المزيد.....

الاعتقاد بعدالة الطبيعة (فرضية من نوع أخر)


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6517 - 2020 / 3 / 18 - 02:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وجد عالم الاجتماع "كلايد كلاهون" عبر دراساته الأنثروبولوجية أن الإنسان محكوم بالاعتقاد أنه جزء من الطبيعة، وخاضع لها، وأنها مثل الأم ترعاه أو تعاقبه على أفعاله، لاسيما أذا تمرد على سلطتها أو تجاوز على أبنائها. لذا من قال أن الطبيعة لا تنتقم لنفسها!! ورغم تقدم الإنسان وتمدنه ورقيه الحضاري، فأن معتقداته وارتباطاته مع الطبيعة ما زالت موجودة، إذ توجد مجموعة من الأحزاب والجمعيات التي تؤمن بقوة الطبيعة وتحاول حمايتها (الأرض)، فهي ترى أن الطبيعة تمتلك قوة سببية، وتترك عواقب بعيدة المدى، وتكون خارجه عن إرادة الإنسان، وتفترض أن الكوارث والزلازل والفيضانات والأمراض عقوبات تقوم بها الطبيعة من أجل تأديب الجماعات المعتدية، وكبح شرورها وظلمها وخطاياها بحق الجماعات المستضعفة. لذا تعتقد هذه الجماعات بعدالة الطبيعة، وتشير إلى أن الناس والجماعات تنال ما تستحق، وأن العدالة تطبقها الطبيعة عندما يعجز القانون أو المؤسسات العقابية على تحقيقها، وبهذا يعزو الأفراد الأمراض والكوارث إلى النتائج غير العادلة التي سببت الظلم للضحايا.
وينطلق الاعتقاد بعدالة الطبيعة بسبب حاجة الناس الأساسية لرؤية العالم كمكان أمن، تكافئ فيه الجماعات على أعمالها الصالحة، وتعاقب على أعمالها السيئة، لأن من دون هذا الاعتقاد أو الوهم سيصاب الناس بالقلق والإرباك والإحباط وعدم الأمان، ومن دونه سوف يرون العالم غير مستقر وعشوائي، وبهذا يرى أنصار الطبيعة أن الإنسان على اتصال دائم معها، وأنها تراقب، وتقيم الأحداث، وتنتصر للجماعات المظلومة عبر الأوبئة، وقلة الأمطار، والمجاعات، وارتفاع درجات الحرارة ..وغيرها من دون أن يشعر بذلك.
ومن أجل إرضاء الطبيعة أو تقليل غضبها يقوم أنصارها ببعض الطقوس والشعائر (مثل الصلاة والأدعية)، وتقديم القرابين بهدف الاعتذار إليها، وطلب مسامحتها، ومساعدتها، وعندما لا يجدون استجابة سريعة للمصائب التي تواجههم فأنهم يدركون أن الطبيعة سوف لا تسامحهم، وان البلاء محقق ولا مفر منه.
إن رغم تلاشي فرضية الاعتقاد بقوة الطبيعة وعدالتها عبر السنوات السابقة إلا أنها عادت للظهور بقوة خلال الأشهر الماضية، لأن ضعف البشرية أمام وباء كورونا وعجز العلم عن إيجاد لقاح فاعل للتخلص منه، عاد إلى أحياء هذه المعتقدات، والأيمان أن ما حدث عبارة عن غضب الطبيعة على أبنائها البشر، مما يحتم عليهم التكفير عن آثامهم، ومراجعة أفعالهم، والبحث عن فرص جديدة يجددون فيها روابط الحب والسلام مع أمهم الأرض، عسى أن تسامحهم الطبيعة على ما فعلوه.



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشييء الجماهير: القيادة الثيوقراطية والإثنية
- الاحلام لدى رجال الدين في العراق والعالم العربي
- الاغتراب الانتخابي : قراءة في سيكولوجية الناخب العراقي
- الوعي التمردي في الشخصية العراقية
- سيكولوجية التغيير في العقل العراقي
- الف حرز وحرز : سيكولوجية العقل المزيف
- الاغتصاب الجنسي الداعشي : المشروع الجديد لخلافة دولة العراق ...
- ذاكرتنا .. هويتنا .. شخصيتنا
- اقحام الذات : هل انت شخصية متطفلة؟
- سيكولوجية التجاوز الايجابي
- الشخصية الخيالية : (برنامج عرب ايدول نموذجا)
- هل انت من النمط الشخصي موافق - غير موافق
- التعافي الايجابي : طريقنا نحو تجاوز محن الحياة
- الشخصية العفوية : التلقائية الايجابية للذات
- الشخصية الشرائية القهرية : سيكولوجية في انفاق الموارد الذاتي ...
- منعشات الحياة
- أناقة الشخصية : مهارات تنظيم جمال الذات
- الصيام الروحي للذات : طريقنا الى قهر غرائزنا الدنيوية
- الشخصية المثرثرة : سيكولوجية اضاعة الوقت وهدر الجهد
- المختصر في الشخصية الداعشية السلفية : التعريف ، العقلية الفك ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - الاعتقاد بعدالة الطبيعة (فرضية من نوع أخر)