أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - لا مؤاخذة البنية التحتية















المزيد.....

لا مؤاخذة البنية التحتية


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 08:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هي مجموعة الوسائل، والأدوات المستخدمة في تصميم، وبناء المرافق، والأماكن التي تتكوّن منها الأحياء، والقُرى، والمُدن كالطُرقِ، والحدائق العامّة، والتمديدات الكهربائية، وشبكات المياه والصرف الصحي، والأنفاق والهاتف وشبكات الاتصالات ، والكباري وغيرها من البُنى التحتية الأخرى.
وعندما تفاجئنا كارثة طبيعية كبيرة ينكشف ضعف وهشاشة هذه البنية التحتية التي انفق عليها مليارات الجنيهات علي مدي العقود الماضية.ولكي نكون منصفين فالمأساة التي نعيشها بدأت من ايام السادات وممتدة حتي الآن لما يقرب من نصف قرن من الفساد الممتد وشبكات المصالح التي قادت لما نحن فيه الآن. وكما نري عندما نواجه خطر حقيقي وغضب من الطبيعة الأم يتساوي الجميع سكان التجمع الخامس والرحاب و6 أكتوبر مع سكان زرايب 15 مايو وإمبابة والمرج.
في نوفمبر 2019 كشف الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر أنفقت نحو 4 تريليونات جنيه، خلال السنوات الماضية، على البنية التحتية.وقال خلال كلمته بمؤتمر "استثمر في إفريقيا 2019" إن السير على هذا النحو فيما يخص الاستثمار في البنية التحتية في كل دولة إفريقية بشكل مستقل سيواجه تحديات كبيرة، مقترحاً أن يتم توفير تمويل ضخم لتنفيذ تلك المشروعات على المستوى القاري.
وقالت " العربية " أن الحكومة المصرية أنفقت نحو 4 تريليونات جنيه (248.7 مليار دولار) على مشاريع البنية التحتية خلال السنوات الماضية، وإن القارة الإفريقية تنفق نحو 20 مليار دولار سنوياً على البنية التحتية.وهو ما يشير إلى أن إنفاق القارة السمراء على البنية التحتية يوازي نحو 8% فقط من إجمالي إنفاق مصر على البنية التحتية خلال السنوات الماضية .
تضم إفريقيا 54 دولة عضو في الاتحاد الأفريقي و تبلغ مساحتها حوالي 30 مليون كلم2، وقد بلغ إجمالى عدد سكان القارة الإفريقية 1.3 مليار نسمة عام 2018 ، و يمثل هذا العدد 16.8٪ من إجمالى عدد السكان فى دول العالم.بينما بلغ إجمالى عدد سكان مصر، 97.1 مليون نسمة في منتصف عام 2018 حيث يمثل هذا العدد 1.3٪ من إجمالى سكان العالم و7.6٪ من إجمالى عدد السكان فى القارة الإفريقية. كما تمثل مصر 3% من مساحة إفريقيا و 7.6% من سكان إفريقيا ورغم ذلك أنفقت علي البنية التحتية أكثر 13 ضعف إجمالي الدول الأفريقية.
لذلك فإن ما انفقته مصر علي البنية الأساسية خلال السنوات الماضية يمثل 73% من إجمالي قيمة الديون المحلية ( 3.7 تريليون جنيه ) والخارجية ( 1.8 تريليون جنيه) حتي سبتمبر 2019. إذن تم توجيه الجزء الأكبر من هذه الديون للإنفاق علي البنية التحتية والمدن الجديدة بدعوي حل مشكلة الإسكان والقضاء علي العشوائيات فهل تم حلها ؟!!.
شهدت مصر منذ أيام السادات أربعة أجيال من المدن الجديدة:
- مدن الجيل الأول وتشمل مدن العاشر من رمضان و15 مايو والسادس من أكتوبر والسادات وبرج العرب الجديدة والصالحية الجديدة ودمياط الجديدة تمت في عهد السادات والوزير حسب الله الكفراوي.
- مدن الجيل الثاني وتشمل مدن بدر والعبور وبني سويف الجديدة والمنيا الجديدة والنوبارية الجديدة والشيخ زايد تمت في عهد مبارك والوزير محمد إبراهيم سليمان .
- مدن الجيل الثالث وتشمل مدن الشروق والقاهرة الجديدة وأسيوط الجديدة وطيبة الجديدة وسوهاج الجديدة والأقصر الجديدة وأسوان الجديدة وقنا الجديدة والفيوم الجديدة وأخميم الجديدة تمت أيضاً في عهد مبارك والوزير محمد إبراهيم سليمان .
- مدن الجيل الرابع وتشمل مدن العاصمة الادارية الجديدة والمنصورة الجديدة والزقازيق الجديدة والعلمين الجديدة وتوشكى الجديدة وشرق بورسعيد وغرب اسيوط وغرب قنا وجمصة الجديدة وشمال خليج السويس واللوتس وبيت الوطن والإسماعيلية الجديدة ورأس الكنيسة ورفح الجديدة وبئر العبد.وتمت في عهد الرئيس السيسي والوزير مصطفي مدبولي .
والمتابع سيجد فروق كبيرة بين مستويات البنية الأساسية في كل جيل من أجيال المدن الجديدة ما بين العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر وبين المنصورة الجديدة وأسيوط الجديدة وتدهور في مستوي الأداء.
ووفقاً لنتائج آخر تعدد للسكان في 2017 يتضح أن أزمة السكن لم تحل رغم الأجيال الأربعة من المدن الجديدة بل أوضحت نتائج التعداد وجود 4.6 مليون وحدة سكنية مكتملة وخالية و 4.3 مليون وحدة سكنية خالية بدون تشطيب . أي 8.9 مليون وحدة سكنية خالية .
في نفس الوقت أوضحت دراسة مركز معلومات مجلس الوزراء عام 2014 أنه يوجد في مصر 37% من المساحة مناطق عشوائية غير مخططة ويسكنها أكثر من 12 مليون نسمة و 364 منطقة غير أمنة يسكنها أكثر من 813.2 ألف نسمة..
لذلك لم تحل المدن الجديدة بأجيالها الأربعة أزمة السكن والعشوائيات في مصر بل مع تفاقم الأزمة زادت المناطق العشوائية.ورغم إنفاق تريليونات علي مشاريع البنية الإساسية لم تعطي النتائج المرجوة وتتكشف هشاشتها عند أي اختبار حقيقي وذلك لعدة أسباب أهمها :
- قانون إيجارات المساكن الذي حول عقود الايجار إلي عقود مؤقته أو ما يعرف بالايجار الجديد الذي يزيد سنوياً ويعطي المالك حق فسخ العقد أو ما يعرف بقانون الملاك ضد المستهلكين.
- صدور قانون تحصين العقود الحكومية رقم 32 لسنة 2014 (تحصين العقود الفاسدة).
- القانون رقم 182 لسنة 2018 بشأن تنظيم التعاقدات التي تبرمها الجهات العامة .
لذلك عندما يغرق التجمع الخامس أو عزبة الزرايب في 15 مايو لا نجد وسيلة لمراجعة عقود البنية التحتية التي تكلفت 4000 مليار جنيه تحملها الشعب المصري وفي النهاية تتعرض شبكات الطرق والكباري لأزمات كبري في الكوارث الطبيعية إضافة الي إنقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات.
إن الاستمرار في ظل الأوضاع الحالية أصبح رحلة معاناة متواصلة تحتاج إلي إعادة تقييم كل عقود البنية التحتية التي انجزت خلال العقود الأربعة الأخيرة . لكي يعرف الشعب المصري من هو المصيب ويكافأه ومن هو الفاسد ويعاقبه. بدون ذلك سنظل نتبادل فيديوهات غرق المدن والأحياء المصرية علي شبكات التواصل الاجتماعي ويظل الموظفون الفاسدون في مواقعهم وتستمر شركات المقاولات الفاسدة تبدد مليارات من ثروة الشعب المصري الذي اصبح يغرق في شبر ميه. وتظل مشاريع البنية التحتية عورة يتجاهلها المسئولين ويدفع الشعب التكلفة.
13/3/2020



#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتجاجات أصحاب المعاشات تجتاح العالم من شيلي إلي فرنسا
- انخفض سعر النفط العالمي 22.2% فخفضت الحكومة المصرية أسعار ال ...
- السدود علي نهر النيل بين العلم والحقيقة والأكاذيب
- أزمة التوك توك في مصر بين التنظيم والحظر والسبوبة جمهورية ال ...
- أزمة عجز الأطباء وكيفية المواجهة ؟! نعم لدينا حلول وبدائل فه ...
- أسعار النفط في مصر بين الدعم والضرائب والسعر العالمي وصندوق ...
- تعقيدات أنظمة وسياسات الأجور في مصر ( 1 )
- الميرغني النجار الذي غيرته ثورة 1919
- أزمة الموازنة العامة للدولة خلال الخمس سنوات الأخيرة 2015/20 ...
- بيت حسنين كشك
- الشركة الأهلية للصناعات المعدنية ( مصنع أبو زعبل للحديد والص ...
- مقدمات 18 و 19 يناير 1977 وحاتم زهران
- الشعب السوداني حول الشتاء إلي ربيع الحرية
- القطاع العام في مصر الى اين؟
- أزمة المصطلحات والمفاهيم وإشكاليات التغير وطرح البدائل في مص ...
- الانيميا والبدانة والتقزم وسوء التغذية أهم أمراض الفقراء في ...
- بيع الجنسية المصرية حلقة من مسلسل التسليع والتفريط و البيع
- الانتحار في مصر
- أكاذيب حول غلاء الاسعار في مصر
- تعديل وزاري أم وزارة جديدة؟!!!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - لا مؤاخذة البنية التحتية