أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نشات نصر سلامه - طلاق الاقباط مشكلة دولة وليست مشكلة كنيسة














المزيد.....

طلاق الاقباط مشكلة دولة وليست مشكلة كنيسة


نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)


الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 22:45
المحور: المجتمع المدني
    


يعتبر اقباط مصر اقل حظا من كل الطوائف المسيحية فى جميع انحاء العالم ... لماذا ؟؟ لان معظم دول العالم علمانية القوانين بما فيها قوانين الاحوال الشخصية من زواج وطلاق وورث ولكن فى نفس الوقت تترك المواطن بحريته ليمارس طقوس دينه فى هذه الحالات مثلما يعتقد , فمثلا اذا تزوج اثنان فيجب ان يتم ذلك بمكتب البلدية بالمحافظة ويتم تسجيل كل البيانات للزوج والزوجة مع الشهود ...وتكون هذه هى الوثيقة القانونية امام الدولة المعترف بها واذا ارادا الطلاق يتوجهون الى المحكمة وتحكم بينهما بالقانون مع مراعاه حقوق الزوجين والاولاد .. بعدالزواج اذا كانا الزوجين مثلا مسيحين ومتدينين يذهبان الى الكنيسة ويتم ممارسة طقوس الزواج بالكنيسة ..لنوال بركة الكنيسة كما يعتقدان واذا كانا مسلمان فانهما يذهبان بعد ذلك للماذون لعقد قرانهما وهذا يحدث تقريبا لحوالى 20% من حالات الزواج اما معظم الزيجات فتكتفى بالزواج القانونى تحت مظلة الدولة .
الامور فى مصر مختلفة تماما الزواج والطلاق بنظام دينى بحت والمواطن ليس لديه اى مجال للاختيار فاذا كانا الزوجين مسلمان فالمأذون هو المنوط به اتمام اجراءات الزواج والكاهن فى الكنيسة هو المنوط به اجراءات الزوج للاقباط ويخضع الطلاق ايضا للشريعة الاسلامية والكنيسة القبطية والدولة ترجع عشر خطوات للوراء قانونا وتترك الحالة الدينية هى التى تسيطر على موقف الزواج والطلاق والارث مهما كانت قناعة المواطن المصرى ومهما كانت درجة تدينه .لكن مازالت الدولة تعلن انها دولة مدنية وليست دولة دينية .
واذا كان الطلاق لدى المسلمين يخضع لشروط ميسرة نسبيا لكن الطلاق فى المسيحية يخضع لشرطين فقط الزنا وتغير الدين .. وتتفق معظم الطوائف المسيحية على هذين الشرطين ومن المعروف ان ثوابت الاديان غير قابلة للتغير انما القوانين هى دائمة قابلة للتغيير لتتماشى من المتغيرات وحاجة المجتمع ,ولذلك فان ممارسة اى ضغوط شعبية او جماهيرية ضد الكنيسة هى جهود ضائعة لانها ضمن الثوابت لديها . ولكن معظم دول العالم جعلت المواطن حر فى تنفيذ ايمانه بالثوابت انما هو امامها مواطن مهما كان دينه او عرقه او لونه انما المواطن فى مصر اما مسلم او مسيحى اما اى اعتقاد شخصى اخر فليذهب للجحيم .
لذلك كما ذكرت فى اول المقال ان اقباط مصر يعيشون تحت وطأه الكنيسة وتشريعاتها فى الزواج والطلاق فأى رجل وانثى يريدان الزواج يجب ان يكون لهما اب اعتراف يعرف كل اسرارهما الشخصية . وقبل الزواج يجب عليهما اجتياز كورس دينى يسمى المشورة .. اى ان القبطى الغير متدين او الغير حريص على اداء الطقوس الكنسية يكون مرغم بالقوة على ممارسة هذه الشعائر والا فلن ترضى الكنيسة ان تقوم باجراءات الزواج اما قناعته الشخصية فيخيط رأسة بالحيط .
نفس المشكلة فى حالة الطلاق .. فالثوابت المسيحية لا تسمح بالطلاق الا فى حالة الزنا او اختلاف الدين وبالتالى لا تعترف بعدم التوافق او مئات الاسباب الاخرى او حتى احترام الرغبة الشخصية للطرفين .. فى الوقت نفسه ان الطلاق بالمحكمة معترف به بجميع دول العالم ويستطيع المطلق او المطلقة الزواج فى اليوم التالى لحدوث الطلاق وكذلك يستطيع الرجل المسلم الزواج فى اليوم التالى للطلاق اما الرجل او المراة المسيحية لا يستطيعان ذلك لان الكنيسة القبطية _ مثل الطوائف الاخرى _ لا تعترف بالطلاق ولا يوجد اى مخرج للمواطن او المواطنه المسيحية للزواج مرة اخرى وتقف الدولة موقف المتفرج فى هذه المشكلة الكبيرة والغير انسانية وتترك الكنيسة والمواطن يتصادمان فى مواقف انسانية مثيرة للشفقة بدون ان تتدخل بصفتها الدولة وتفتح الباب للمواطن اذا كان يرغب فى اتباع تعاليم دينه من عدمه لانها فى هذه الحالة لا تسمع لا ترى لا تتكبم كانما باعت المواطن للكنيسة تفعل به كما تشاء
ان الزواج المدنى والذى يحارب تطبيقة كل من الازهر والكنيسة هو اول الطريق لبسط نفوذ الدولة على المواطن وجعل الكنيسة والجامع هو اختيار شخصى حر للانسان وليس مجبر عليه كما هو حادث الان ..



#نشات_نصر_سلامه (هاشتاغ)       Nashat_Nasr_Salama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزية اقباط مصر للازهر
- علم الكون والارهاب
- هل فشل الزواج كظاهرة اجتماعية؟
- مهزلة الاعلام المصرى الحالى
- المسيحية دخلت الكنائس والاسلام خرج الى الشارع
- التدين الشديد والوسواس القهرى
- شاهد على العصر : الوضع الاقتصادى بمصر بين 2110 و 2112
- الاعلام المصرى و .. الحقيقة المطلقة
- ميزانية الازهر
- هل تحتاج مصر لبناء اكبر مسجد واكبر كنيسة فى الوقت الحاضر؟
- الارهاب الدينى ... والزومبى
- شيخ الازهر.. وبابا الاسكندرية
- انقذوا المصريون من .. غياب القانون
- العودة من النمسا الى مصر ... برا
- ذكريات قديمة عن قبرص واليونان
- ذكريات قديمة عن النمسا والسويد
- انطباعاتى عن موسكو
- الدخل الشهرى المصرى
- هل يقرأ الله .... الفيس بوك ؟
- الحكومة لا تركب التاكسى


المزيد.....




- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نشات نصر سلامه - طلاق الاقباط مشكلة دولة وليست مشكلة كنيسة