أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - منتهى عبد الكريم جاسم - المكتبات الإلكترونية: مكتبة مركز التطوير والتعليم المستمر في جامعة بغداد انموذجا















المزيد.....



المكتبات الإلكترونية: مكتبة مركز التطوير والتعليم المستمر في جامعة بغداد انموذجا


منتهى عبد الكريم جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6496 - 2020 / 2 / 21 - 23:47
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يهدف البحث إلى توضيح مفهوم المكتبات الإلكترونية (بأنواعها) والأهمية باعتبارها بوابة موضوعية توفر مصادر منظمة وفقاً لتصانيف موضوعية تخضع محتوياتها للتقييم والمراجعة من مجموعة من المكتبيين والخبراء المتخصصين موضوعياً، وتمثل نقطة الإتاحة للمستفيدين للوصول المباشر للمعلومات التقليدية والإلكترونية ويمكن أن نوجزها بجملة من النقاط:

التعرف على أنواع المكتبات الإلكترونية، ملامحها وأهميتها.
استعراض التجارب العربية في مجالات الحوسبة ونظم المعلومات.
التعرف على نماذج المكتبات الإلكترونية في جامعة بغداد.
أهمية البحث:
تبرز أهمية البحث في استعراض تجارب المكتبات الجامعية العربية بشكل عام وتجربة مركز التطوير والتعليم المستمر بشكل خاص في مجالات الحوسبة ونظم المعلومات، لتحقيق الأهداف المتمثلة في تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين والعمل على الارتقاء بمستوى تلك الخدمات وأهمية الحفاظ على موقعها واستمراريتها في ظل تحديات المجتمع الإلكتروني التي تواجهها المكتبات بأنواعها كافة.

مكانة البحث حالياً:
أجريت العديد من البحوث والدراسات تناولت موضوع المكتبات الإلكترونية ومفاهيمها وأنواعها...بشكل عام.

وجاء هذا البحث للإطلاع على واقع نماذج حقيقية ناجحة لمكتبات إلكترونية تم إنجازها وفق أسس علمية مدروسة من متخصصين وأكاديميين وذوي خبرات تقنية وعلمية بهدف تسهيل وصول الباحثين إلى مصادر المعلومات الإلكترونية بأنواعها بيسر.

مفهوم المكتبات الإلكترونية:
على الرغم من كثرة المصطلحات الدارجة وتعدد استعمالاتها حسب شيوعها:

المكتبة الرقمية Digital Library.
المكتبة الإلكترونية Electronic Library
المكتبة المهجنة Hybrid Library
المكتبة الافتراضية Virtual Library
مكتبة المستقبل Library Of Future
مكتبة بدون جدران Lib. With out wall
البوابات Portals
Cybrary
إلا أننا نجد هناك ثلاث مصلحات تعتبر الأكثر شيوعاً وهي (المكتبة الإلكترونية- المكتبة الافتراضية- المكتبة الرقمية).

المكتبة الرقمية
digital library
مجموعة من المصادر الإلكترونية والإمكانات الفنية ذات العلاقة بإنتاج المعلومات، والبحث عنها واستخدامها...وتعتبر امتداداً ودعماً لنظم خزن المعلومات واسترجاعها التي تدير المعلومات الرقمية، بغض النظر عن الوعاء سواء أكان نصياً أم صوتياً أم في شكل صور بنوعيها الثابت وغير الثابت، ويمكن الوصول إليها من خلال شبكة محلية أو على المشاع عبر الشبكة العنكبوتية.

ومن وجهة نظر إحدى هيئات اليونسكو(1)، تمثل المكتبات الرقمية البيئة التي تجمع معاً بين المجموعات والخدمات والأشخاص لدعم الدورة الكاملة لإنتاج البيانات والمعلومات والمعرفة، وبثها وإخضاعها للدرس والتعاون، والإفادة منها.

أشهر تعريف للمكتبة الرقمية هو أنها مجموعات منظمة من المعلومات الرقمية(2)، تصحبها بعض الخدمات، ويجمع هذا التعريف بين تنظيم المعلومات وجمعها، تلك العمليات التي تقوم بها المكتبات ودور الأرشيف التقليدية، ولكن مع عملية التمثيل الرقمي Digital Representation التي غدت ممكنة بواسطة الحاسبات.

المكتبة الإلكترونية
(Electric library)
تستخدم خليطاً من التقنيات من مصادر معلومات تقليدية كالكتب الورقية والإلكترونية كالأقراص المدمجة أو الشبكات المتنوعة- المكتبة الرقمية تعتمد مصادر رقمية بشكل كامل، وهي ليست وحدة مستقلة بذاتها وتعتمد على روابط لمصادرها كما يتوافر فيها العنصر الإنساني مما يجعلها تتحول من مجرد برنامج حاسوبي ذكي تقدم خدمة معينة إلى قاعدة معلومات تعمد إلى الاستجابة للأسئلة التي تردها من الباحثين.

يفيد الدكتور حشمت قاسم(3)، بأنه على الرغم من الاستعمال التبادلي في بعض الأحيان لمصطلحي "المكتبة الإلكترونية" و "المكتبة الرقمية"، فإن أولها أوسع دلالة من الثاني إذ يشمل كلاً من التناظري analog والرقمي digital، بينما يقتصر الثاني على الشكل الرقمي فقط. وعادة ما تنشأ المكتبة الإلكترونية أو المكتبة الرقمية في مكان بعينه، اعتماداً على الأوعية الإلكترونية القائمة بذاتها والقابلة للتداول بشكلها المادي الملموس، سواء أكانت مسجلة على أسطوانات ضوئية مكتنزة أم على وسائط ممغنطة.

فالمكتبة الإلكترونية نمط من المكتبات توفر أوعية المعلومات ومصادرها على وسائط رقمية (Digital)، مخزنة في قواعد بيانات (Databases) مرتبطة بشبكة الإنترنت، تتيح للمستفيدين الإطلاع والحصول على هذه الأوعية من خلال نهايات طرفية مرتبطة بقواعد البيانات الخاصة بالمكتبة. وهذه الطريقة تسمح للمستفيدين بالإطلاع على أوعية المعلومات ومصادرها والحصول عليها في أي وقت ومن أي مكان تتوفر فيه نهايات طرفية مرتبطة بتلك القواعد المعلوماتية.

تشترط توافر جهاز كمبيوتر، متصل بشبكة الإنترنت، كي يتمكن المستفيدون من الدخول على المصادر المعلوماتية الموجودة فيها بأنواعها المختلفة من خلال الاتصال بالشبكة والدخول على موقعها.

ويُقصد بالأنواع المختلفة للمصادر المعلوماتية المتوافرة في المكتبة الإلكترونية طبيعة المواد التي يتم حفظها وتخزينها في موقع المكتبة الإلكترونية؛ فقد تكون مواد نصية، وقد تكون مواد مسموعة، وقد تكون مواد بصرية، وقد تكون مواد سمعية بصرية.

والحقيقة أن المكتبة الإلكترونية يمكن أن تشتمل على كل من المواد الإلكترونية والتقليدية كما أنها يمكن أن تكون فحسب مكتبة مدارة بواسطة الحاسب الإلكتروني؛ ومن هنا جاءت تسمية المكتبة الآلية. أما مصطلح المكتبة المهجنة، فعادة ما يُستخدم للتركيز على حقيقة أن المكتبة تشتمل على كل من المواد التقليدية والإلكترونية. وأما مصطلح الأوباك أو الفهرس المتاح على الخط المباشر، فلا يتعدى كما هو معلوم كونه المقابل الإلكتروني لفهرس المكتبة البطاقي.

قد يُطلق على المكتبة الإلكترونية: المكتبة المهجنة Hybrid Library أو المكتبة الآلية Automated Library، أو المكتبة المتاحة على الخط المباشر on-line library. كما أنها قد تطلق أيضاً على الفهرس العام المتاح على الخط المباشر. OPAC

المكتبة الإلكترونية، أو المهجنة Hybrid Library

تقوم على كيان مادي، إلا أنها تقدم خدماتها في صورتين: مادية، ورقمية(4). وتعني المكتبة المهجنة Hybrid Library التكامل بصورة ما بين كل من المكتبة التقليدية والمكتبة الرقمية integrating the traditional library with the digital library نجد هنا ثمة توازن بين كل من المواد الورقية المطبوعة والمواد الرقمية، مع ميل مستمر إلى اقتناء المواد الرقمية.

ومن هنا يمكن القول إن المكتبات الإلكترونية هي مكتبات ذات كيان مادي Physical، وتشتمل على مواد مختلفة ومتنوعة من أوعية المعلومات التقليدية والإلكترونية، وتُدار بواسطة نظام آلي يتوافر به الحد الأدنى من النظم الفرعية، كما أنها تقدم خدماتها في صورتين: مادية، ورقمية.

تستخدم كأداة لإيصال المعلومات delivery mechanism؛ ومن نقطة الإتاحة هذه access point ينبغي على المستفيدين أن يكونوا قادرين على الوصول المباشر للمعلومات الإلكترونية.

وتسمى المكتبة في هذه الحالة Web-based e-library أو المكتبة الإلكترونية المتاحة على العنكبوتية(5)، كما أنها يمكن أن تتيح الوصول إلى الفئات التالية من مصادر المعلومات:

مجموعة من المصادر التي تم تحويلها إلى صفحات عنكبوتية أو أية أشكال إلكترونية أخرى.
مجموعة من الخدمات التي تم توليفها adapted مع البيئة الإلكترونية.
المواد الإلكترونية:
تنقسم المواد الإلكترونية بطبيعتها إلى شقين؛ المواد ذات الشكل التناظري analog format التي من نماذجها الأشرطة الصوتية Sound tapes وأشرطة الفيديو المرئية video tapes، والمواد ذات الشكل الرقمي digital format والتي من نماذجها الأقراص المكتنزة CDs وأقراص الفيديو الرقمية DVDs والمصادر العنكبوتية Web resources.

الرقمنة أو التحويل الرقمي digitization هو عملية تحويل البيانات إلى شكل رقمي وذلك لأجل معالجتها بواسطة الحاسب الإلكتروني(6). وفي سياق نظم المعلومات، عادة ما تشير الرقمنة إلى تحويل النصوص المطبوعة أو الصور (سواء أكانت صوراً فوتوغرافية أم إيضاحات أم خرائط...إلخ) إلى إشارات ثنائية signals binary باستخدام نوع ما من أجهزة المسح الضوئي scanning التي تسمح بعرض نتيجة ذلك على شاشة الحاسب. أما في سياق الاتصالات بعيدة المدى، فتشير الرقمنة إلى تحويل الإشارات التناظرية المستمرة continuous signals analog (إلى إشارات رقمية ثنائية) pulsating.

وبحسب تعريف تاننت(7) فإن المواد الرقمية هي تلك المواد التي تم اختزانها ومعالجتها ونقلها عبر الأجهزة والشبكات الرقمية (الثنائية binary). وإذا كانت المكتبة الرقمية هي مجموعة من المعلومات التي يتم تخزينها والوصول إليها بصورة إلكترونية، فإننا لا ينبغي أن ننسى في هذا الصدد أن المعلومات الرقمية شيء مستقل عن الأجهزة المادية، مثل السواقات الصلبة drives hard والنادل servers والمراقب أو الشاشات monitors؛ وذلك كما تستقل الحروف المطبوعة عن الكيان المادي للكتاب. كما تنبغي الإشارة إلى أن مفهوم الوثائق الرقمية أوسع دلالة من مفهوم الوثائق العنكبوتية، فالأخيرة تعد جزءاً من الأولى.

المكتبات الافتراضية
(Virtual libraries):
تشكل روابط لعدد من المكتبات الرقمية ومن المؤسسات لتقديم خدمة معينة من دون أن يعرف الباحث بالضرورة أين مصدر الخدمة وتتم فيها معالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها بالطرق الالكترونية الحديثة، وتتوافر هذا النوع من المكتبات في الحيز الافتراضي virtual space ، وهو الفضاء المعلوماتي cyberspace.

ويرى حشمت قاسم (3) أنه لا يوجد ما يناظر المكتبات الافتراضية في المكتبات التقليدية، فالمكتبة الافتراضية تتجاوز الحدود المكانية والجغرافية فضلاً عن قدرتها على الجمع بين أكثر من فئة وظيفية واحدة للمكتبات يجمعها هدف مشترك.

كما يرى المعجم العنكبوتي " أودليس (6) ODLIS" ، أن المكتبة الافتراضية هي مكتبة بلا جدران library without walls، إذ إن مجموعاتها لا توجد على مواد ورقية أو فيلمية، أو أي شكل ملموس ومتاح في موقع مادي physical location ، لكنها متاحة بصورة الكترونية في شكل رقمي ويتم الوصول إليها عبر شبكات الحاسبات.

والهدف من المكتبة الافتراضية بناء بوابة موضوعية توفر مصادر مصنفة وفقاً لتصانيف موضوعية خاضعة للتقييم والمراجعة لمحتوياتها من مجموعة من المكتبيين والخبراء المتخصصين موضوعياً، متاحة للمستفيدين.

والخدمة التي تقدمها هي في الأساس خدمة توجيهية أو إرشادية. وباختصار فإن هذا النوع من المكتبات يرتبط بالنادل المتاح عليه وجوداً وعدماً، أي أنه متاح مادام النادل موجوداً، فإذا أغلق النادل ذهبت المكتبة ولم تعد. وكما يفيد البعض (8)، فإن المكتبة هنا لا توفر مجموعة من المجموعات والخدمات بشكلها التقليدي، وإنما مجرد وصول إلى المجموعات access to that collection المتاحة على الشبكة.

وثمة مدى واسع من المصطلحات الدالة على هذا المفهوم (9، 10) مثل: الادلة-dir-ectories، والأدلة الموضوعية subject -dir-ectories ، والأدلة الالكترونية cyberguides، وأدلة المواد المنتقاة Clearinghouses ، وفهارس مصادر الانترنت Internal Resources Catalogues،´-or-Portals Gateways وبوابات المعلومات Information gateways، والبوابات الموضوعية subject Gateways، إلخ؛ إلا أن مصطلح المكتبات الافتراضية هو أسبق هذه المصطلحات إلى الظهور على الشبكة. كما أن هناك كثيراً من نماذج هذا النمط من المكتبات المتاح على العنكبوتية .
أسباب الاتجاه من المكتبات الورقية إلى الالكترونية بأنواعها:
1- الحاجة إلى تطوير الخدمات وتقديمها بشكل أسرع وأفضل.

2- وجود تقنية مناسبة وبتكاليف مناسبة.

3- وجود العديد من أوعية المعلومات بشكل رقمي ومتاح تجارياً.

4- انتشار الانترنت وتوفرها لدى العديد من المستفيدين.

أهم مزايا المكتبات الالكترونية:
لا شك أن المكتبة الالكترونية والرقمية تتميز عن التقليدية وتنفرد بخصائصها وفوائدها ومنها:-

1- السيطرة على أوعية المعلومات الالكترونية، ودقة وفاعلية في تنظيم البيانات والمعلومات وتخزينها وحفظها وتحديثها مما ينعكس إيجابياً على استرجاع الباحث لهذه بيانات والمعلومات.

2- الإفادة من إمكانات المكتبة الالكترونية المتاحة في استخدام برمجيات معالجة النصوص، وبرمجيات الترجمة الآلية عند توافرها، والبرامج الإحصائية فضلاً عن الإفادة من إمكانيات نظام النص المترابط والوسائط المتعددة.

3- إمكانية الحصول على المعلومات والخدمة عن بعد تخطي الحواجز المكانية والحدود بين الدول والأقاليم واختصار الجهد والوقت، وبإمكان الباحث أن يحصل على كل ذلك وهو في مسكنه أو مكتبه الخاص.

4- إمكانية البحث والاستعارة منها في كل الأوقات ومن على بعد.

5- إمكانية الاستفادة من الموضوع ومطالعته من عدد كبير من الباحثين في وقت واحد.

6- تساعد في نشر الوعي الثقافي الرقمي وتشجيع الباحثين والمؤلفين على الاستفادة من الوسائط المتعددة (Multimedia).

7- مواكبة التقدم التقني في العالم واستغلال وجود تسهيلات أكبر للوصول إلى شبكات المعلومات.

8- الخدمة ذاتية وبالتالي يقل العبء على المكتبة.

9- أنها أقل تكلفة.



مراحل تحول المكتبة الورقية إلى مكتبة الكترونية:
إن تحول المكتبة من ورقية إلى رقمية يحتاج للمرور بثلاث مراحل رئيسية يمكن تلخيصها على النحو التالي:

المرحلة الأولى: إعداد شبكة قادرة على تغطية كافة الأنشطة في المكتبة، تتكون من حاسبات آلية عالية الأداء وترتبط بالوظائف الأساسية بالمكتبة من إعارة وتزويد وفهرس آلي للاتصال المباشر والتعامل مع قواعد المعلومات من داخل المكتبة وخارجها، إلى جانب تدريب مجموعة مكتبيين فنياً والارتقاء بمستوياتهم، والتزود بنخبة من أوعية المعلومات غير التقليدية للتحقق من فعالية أداء النظام في مرحلته التجريبية.

المرحلة الثانية: معالجة مواطن الضعف التي قد تنشأ خلال تطبيق انجازات المرحلة الأولى، بالإضافة إلى التزود بعدد إضافي من أوعية المعلومات ثم تقييم الخدمة من جميع الجوانب.

المرحلة الثالثة: ربط المكتبة ببقية المكتبات ومراكز المعلومات المماثلة على المستوى المحلي بالإضافة للاتصال بقواعد المعلومات الدولية عبر شبكات الاتصال الدولية.

المرحلة الرابعة: تطوير النظام ليشمل العناصر التالية:

1- البدء في تقديم خدمات المكتبة الرقمية.

2- تنمية مصادر المعلومات على نطاق واسع.

3- الحفظ الآلي للأوعية الرقمية وحماية محتواها.

4- توجيه المكتبة الرقمية نحو تقديم الخدمات.



تنظيم مجموعات المكتبة الرقمية:
أسباب ودواعي تنظيم مجموعات المكتبة التقليدية ينطبق ويتأكد أكثر في حق مجموعات المكتبة الالكترونية والرقمية، فإذا كانت مجموعات المكتبة التقليدية توضع على الرفوف ويمكن للمستفيد أن يصل إليها وإن لم تنظم، فإن مجموعات المكتبة الالكترونية والرقمية مجموعات رقمية
(digital objects) متناثرة وسط التخزين الالكتروني في الحاسب الآلي لا يراها المستخدم ولا يمكنه الوصول إليها من خلال التنظيم.

وتنظم مجموعات المكتبة الالكترونية:
تنظيماً مادياً (physical organization) يمكن برمجيات نظام المكتبة من التعرف عليها وإدارتها.
تنظيماً منطقياً (logical organization) يمكن المستفيد من تصورها والحصول على ما يريد من المعلومات.
أولاً: التصنيف:
تصنف مجموعات المكتبة الرقمية لتسهل للباحث الإبحار والتنقل في المجموعات ومن مجال موضوعي إلى آخر متفرع عنه، ومن العام إلى الخاص إلى الأخص ليجد ما يبحث عنه من المعلومات، وتصنف المجموعات بخطة تصنيف مثل: تصنيف ديوي العشري، أو التصنيف العشري العالمي أو أي خطة تصنيف أخرى تناسب المجموعات. ويمكن أن تصنف المجموعات وفق خطة تصنيف خالية من الرمز ويسمى ذلك تبويباً categorization كخطة تبويب دليل نسيج. ويتم تصنيف المجموعات إما يدوياً بالكامل أو نصف آلي أو آلياً بالكامل.



ثانياً: بيانات البيانات
Metadata
يعني مصطلح بيانات البيانات Metadata بيانات تصف بيانات أخرى، وهذا المصطلح وإن لم يستخدم بهذا المعنى إلا حديثاً في سياق الحديث عن تنظيم المكتبات الرقمية وموارد المعلومات الالكترونية، إلا أنه معروف لدى المكتبيين منذ القدم لكن بمسمى الفهرس. فالبيانات التي يتكون منها الفهرس مثل: أسماء المؤلفين، عناوين الكتب وغيرها هي بيانات تصف بيانات أخرى (أوعية المعلومات التي تتكون منها مجموعات المكتبة التقليدية). والميتاداتا عبارة عن بيانات تصف سمات وخصائص مصادر المعلومات، وتوضح علاقاتها، وتساعد على الوصول إليها أو اكتشافها، وإدارتها واستخدامها بفعالية.

وتستخدم الميتاديتا أو ما وراء البيانات أو البيانات الخلفية كما يسميها بعض المتخصصين لتنظيم مصادر المعلومات في البيئة الالكترونية كي يسهل استرجاعها والإفادة منها.

ثالثاً: البحث والاسترجاع عبر محركات البحث:
تعد محركات البحث بمثابة كشافات شاملة للانترنت، وعلى الرغم من أنها تهدف إلى تكشيف كل كلمة واردة في كل صفحة من صفحات الانترنت إلا أنها لا تحقق هذا الهدف الذي يعد مستحيلاً. ولكنها تكشف ما يقارب 60-80% من المعلومات المتوافرة على الانترنت. وتقوم بذلك آلياً بعد تجميع صفحات باستخدام برمجيات منها الإنسان الآلي Robots والعناكب Spiders وزواحف الويب Web Crawler والديدان Worms وتعتبر محركات البحث Engine Search من الأدوات التي تساعد الباحث في إيجاد كل ما يرغب في الحصول عليه من الانترنت عن طريق البحث في عماق المعلومات الهائلة الموجودة في الانترنت ووضع محتوياتها بين يديه، موفراً بذلك الوقت والجهد للوصول إلى المعلومة المناسبة مجنبة إياه الوقوع في متاهات البحث.

ومن أهم الثمرات المتوقعة للمكتبات الالكترونية والرقمية والافتراضية:

1-

إيصال المعلومات إلى المستفيد أينما كان في عمله أو منزله إذا توافر له حاسب شخصي واتصال شبكي
.
لكي يستخدم القارئ المكتبة التقليدية عليه أن يذهب إليها، وقد يستغرق ذلك وقتاً بالنسبة للقارئ من داخل الجامعة، إلا أن جميع الناس ليسوا طلاباً بالجامعة، كما أن المكتبات ليست قريبة للجميع، يضاف إلى ذلك أن كثيراً من الباحثين يجدون صعوبات في الحصول على أحدث المعلومات التي تدخل في إطار اهتماماتهم من خلال استخدامهم للمكتبات التقليدية. فالمكتبات الالكترونية تنقل المعلومات إلى مكتب المستفيد، سواء أكان في عمله أم في منزله، ومن ثم لم يعد القارئ في حاجة لزيارة مبنى المكتبة، فقد أصبحت هناك مكتبة حيثما يكون هنالك حاسب شخصي متصل بإحدى الشبكات.

2.

قوة الحاسب تستخدم لأغراض البحث والتصفح( استغلال طاقات الحاسب الهائلة في البحث عن المعلومات واستعراضها)
:
قد تبدو الوثائق الورقية مناسبة للقراءة، ولكن الوصول إلى المعلومات المختزنة في تلك الوثائق يمكن أن يكون أمراً غير يسير، وبالرغم من آلاف الأدوات الثانوية والمهارات التي يتمتع بها اختصاصيو المراجع، فإن استخدام المكتبات الكبرى يمكن أن يكون تحدياً قوياً، وثمة إدعاء استخدام المكتبات التقليدية ينمي موهبة اكتشاف الأشياء المفيدة، ذلك لأن رواد هذه المكتبات قد يعثرون على المعلومات عبر مواد قد تبدو قيمتها غير متوقعة لهم، وحقيقة الأمر أن المكتبات مليئة بالمواد المفيدة التي قد لا يكتشفها القراء إلا عن طريق الصدفة فقط. وفي معظم الأحوال تعد نظم المعلومات المبنية على الحاسبات الآلية بالفعل أفضل من الطرق اليدوية في البحث عن المعلومات، وإن لم تكن بالكفاءة التي يطمح أي إنسان أن تكون عليها، فإنها تعد جيدة، كما أنها تشهد تحسناً، هذا فضلاً عن أن الحاسبات الآلية تكتسي أهمية أو فائدة خاصة في العمل المرجعي حيث يتطلب ذلك تنقلاً متكرراً من مصدر معلومات لآخر.

3.

إمكانية تقاسم المعلومات:
تقتني المكتبات والأرشيفات كثيراً من المعلومات الفريدة، ولا شك أن تحميل المعلومات في صيغ رقمية وإتاحتها على الشبكات يعزز من إتاحتها للجميع، وهناك الآن العديد من المكتبات الرقمية والمطبوعات الإلكترونية يتم حفظها في مواقع مستقلة مركزية، وربما يتم الاحتفاظ بنسخ مكررة قليلة حول العالم. ويعد ذلك تطوراً كبيراً قضى على التكرار المادي المكلف للمواد قليلة الاستخدام، أو على مشكلة الحصول على المادة الفريدة التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالانتقال إلى الموقع الذي تختزن فيه.

4.

سهولة تحديث المعلومات( تحديث المعلومات التي تشكل محتويات المكتبة بأنواعها)
:
لاشك أن كثيراً من المعلومات الهامة تحتاج إلى تحديث مستمر، والمواد المطبوعة يصعب تحديثها، لأن ذلك يعني أن الوثيقة كلها تحتاج إلى إعادة طباعة، وأن تستبعد جميع نسخ الطبعة القديمة وتحل محلها النسخ الجديدة. أما تحديث المعلومات فهو أمر سهل عندما تكون الإصدارة الأصلية في صيغة رقمية ومختزنة في حاسب آلي مركزي.

5.

الإتاحة الدائمة للمعلومات( في جميع الأوقات)
إن أبواب المكتبة الالكترونية لا توصد أبداً، وهي مفتوحة دائماً على مصراعيها؛ وقد أظهرت دراسة حديثة في إحدى الجامعات البريطانية أن ما يقرب من نصف واقعات الإفادة من المجموعات الرقمية في إحدى المكتبات قد تمت في ساعات إغلاق مبنى المكتبة، يضاف إلى ذلك أن المجموعات المستخدمة لم يتم إعارتها مطلقاً لقراء خارج حدود المكتبة، ولم ترتب بشكل سيء ولم تسرق، ولا تودع أبداً في مستودع بعيد عن المدينة الجامعية، يضاف إلى ذلك أن مجال المجموعات يتسع إلى خارج حدود المكتبة. كما أن الأوراق الشخصية المتواجدة في أحد المكاتب، أو في مكتبة معينة في الجانب الآخر من العالم من السهل استخدامها كما تستخدم المواد في المكتبة المحلية.

6.

إمكانية توفير أشكال جديدة من المعلومات( قد لا يمكن تخزينها وبثها من خلال القنوات التقليدية)
لم تعد الأساليب الطباعية دائماً هي الوسيلة المثلى لتسجيل المعلومات ونشرها، فقواعد البيانات يمكن أن تكون وسيلة مثلى لتخزين البيانات الخاصة بالإحصاءات الحيوية، ومن ثم يمكن تحليلها بواسطة الحاسبات الآلية واستخراج مؤشرات جديدة منها.

7.

انخفاض التكلفة إذا ما قورنت بالمكتبات التقليدية
الثمرة الأخيرة المحتملة للمكتبات الالكترونية تتمثل في عملها على توفير الأموال. وعلى الرغم من عدم توافر البيانات القوية عن حجم تكلفة المكتبات الالكترونية، فإن هناك بعض الحقائق الأساسية الواضحة في هذا الصدد.

يتسم واقع المكتبات التقليدية بارتفاع التكلفة، إذ تشغل مباني مرتفعة الثمن في مواقع حساسة، كما أن المكتبات الكبرى منها كثيراً ما يعمل بها المئات من الموظفين المثقفين- وبراتب غير مجزي، ومن ناحية أخرى لا تمتلك المكتبات المبالغ المالية الكافية للحصول على المواد التى ترغب فى الحصول عليها،ولا المبالغ الكافية لإعداد هذه المواد، كما أن عملية النشر هي الأخرى باهظة التكاليف، وتضيف عملية التحول نحو النشر الالكتروني تكاليف جديدة. ولكي يتمكن الناشرون من تغطية تكاليف تطوير منتجات جديدة فإنهم أحياناً يتحملون دفع مبالغ أكثر، كما هو الحال عند إنتاج طبعة رقمية لنظيرتها الورقية.

وإذا كانت تكلفة المكتبات الالكترونية في هذه الأيام أكثر من تكلفة المكتبات التقليدية، فإن أسعار مقومات المكتبات الرقمية تنخفض بشكل سريع، نتيجة للانخفاض المستمر لتكلفة التقنيات المتصلة بالمكتبات الرقمية، فإنها ستصبح مع مرور الوقت أقل تكلفة، ومن أكثر المجالات التي تشهد انخفاضاً في التكاليف مجالات اختزان وتوزيع المعلومات الرقمية، ومع أن الانخفاض في التكلفة سوف لا يكون بالدرجة نفسها، فإن بعض الأمور تكون تكلفتها بالفعل أرخص عند معالجتها بالطرق الآلية مقارنة بمعالجتها بالطرق التقليدية.

ملامح المكتبة الإلكترونية:
تختلف ملامح المكتبة الإلكترونية اختلافاً بيناً عن ملامح المكتبة التقليدية ذات المحتوى الورقي؛ فالمكتبة الإلكترونية ليس لها حيز فيزيائي (مادي) كالمكتبة التقليدية، ولا تتضمن رفوفاً ولا كتباً ذات دفتين، إنما تقع في العالم الافتراضي محتلة موقعاً على شبكة الإنترنت، وتتضمن كتباً عبارة عن مواد نصية مخزنة في ملفات موجودة في الموقع.

الفهرس في المكتبة الإلكترونية أكثر دقة منه في المكتبة التقليدية؛ فلا يتوقف عند حدود البحث التقليدي بواسطة المؤلف، أو العنوان، أو الموضوع، للوصول إلى الكتاب أو الكتب المطلوبة، بل يمتد ليشمل البحث في صفحات الكتاب نفسه، من خلال الكلمة أو الجملة، بما يتيح للباحث عن موضوع ما تتبعه داخل متون الكتب، كما ييسر عملية الوصول إلى صفحة محددة داخل كتاب ما.

وكما سبقت الإشارة فإن مواد المكتبة الإلكترونية قد تكون نصية مكتوبة، أو مسموعة، أو مرئية، وفي كل الأحوال يمكن الحصول على نسخة من تلك المواد على اختلاف تصنيفها بتحميلها على الجهاز الشخصي، أو على قرص مدمج، دون جهد يُذكر، ودون مقابل مادي غالباً.

والحديث عن المكتبة الإلكترونية يعني بشكل أو بآخر الحديث عن النشر الإلكتروني، الذي بدأ ينتشر مؤخراً بسرعة كبيرة، دون أن يؤثر سلباً على حركة النشر الورقي، ودون أن يزاحمه، أو يسحب البساط من تحته؛ فلا يزال النشر الورقي يحظى بجمهور ممتد وعريض، يحرص على متابعة آخر مستجداته، سواء أكان على شكل صحف يومية، أم مجلات دورية متخصصة أم غير متخصصة، أم على شكل كتب. ولعل الإقبال المتزايد الذي تشهده معارض الكتب المتعددة في عواصم ومدن مختلفة في العالم دليل على أن النشر الورقي لم يفقد بريقه، وأن له جمهوراً لا يفرط به حتى إن كان إقبال هذا الجمهور نفسه على نتاجات النشر الإلكتروني كبيراً، بما يؤكد أن التوجه نحو الإلكترون لا يعني إزاحة الورق أو إلغاءه وإحلال الإلكترون محله.

ولما كان المكان الذي تتوافر به مصادر المعلومات والمرتبط تقليدياً بالذهاب إلى المكتبة يتجه، وبشكل واضح نحو اللامركزية وإمكانية التعامل معه عن بعد فإن دور المكتبة في تقديم هذه الخدمات سوف يتغير حتماً، وهناك حاجة ملحة لإدخال بعض التعديلات وسبل تقديم الخدمات لبناء نموذج عملي للتقييم في بيئة المكتبة الإلكترونية للتعامل مع فئات المستفيدين ورصد احتياجاتهم وسلوكياتهم..

وفيما تتيح المكتبة التقليدية للمستفيدين القدرة على التفاعل تزامنياً مع الأوعية نفسها في ظرف مكاني معين فإن المكتبة الإلكترونية تعزز فرص المستفيدين في الإفادة تتابعياً وتزامنياً من الوثائق نفسها في شكلها الإلكتروني، فضلاً عن تمكينهم من الاتصال ببعضهم البعض حول ما يتداولونه من وثائق ومصادر معلومات إلكترونية- ويصاحب تطور المكتبات الإلكترونية اهتمام الارتباط بتقييم مشروعاتها وبرامجها من خلال الطرق والأساليب النوعية التي قام بتطويرها الباحثون الذين ينتمون لحقول معرفية مختلفة.

دور المكتبي وأمناء المكتبات في المكتبة الإلكترونية
لابد لأمناء المكتبات العاملين في هذه المؤسسات المعلوماتية من تيسير سبل الوصول إلى المعلومات بإنشاء قواعد بيانات، وأن يكونوا على استعداد لإعداد وثائق مركبة جديدة تبعاً لاحتياجات المستفيدين...ومع استمرار احتفاظ المكتبي بأهميته كوسيط بين المستفيدين والمعلومات...فإن هناك من يرى بأن المكتبي ينبغي أن يكون مفسراً للمعلومات لا مجرد وسيط فضلاً عن المشاركة في التنقية وإبراز المضمون لصالح المستفيدين..

والمكتبي مسؤول عن بناء أدوات أفضل وفهارس أفضل متاحة على الخط المباشر وواجهات وقواعد بيانات أفضل. وأبرز دليل على ذلك تلك الجهود الجارية في بعض المكتبات بهدف تطوير النظم الخبيرة لتقدم المساعدات المرجعية والتوجيه الببليوغرافي وتطوير النظم ونظم البحث والاسترجاع وأدوات الملاحة في الشبكات ونظم الإمداد بالوثائق...ويتفق مجموعة من المتخصصين على أن مكتبي المستقبل ينبغي أن يشارك بكثافة في إعادة تجميع المعلومات واقتناص المصادر الإلكترونية من مختلف عناصر الشبكة ثم تفريغ هذه المصادر في مستودع محلي لينشئ مصادر إلكترونية جديدة- كما يمكنهم أن يصبحوا مهندسين للنظم الفائقة (المترابطة)، إذ يمكن لبعضهم توفير الروابط الفكرية بين أعمال مختلف المؤلفين أو تحويل الوثائق البسيطة إلى وثائق النصوص المترابطة التشعبية- وهذا يعني أن من ينهض بمسؤوليته القيادية في المكتبة ينبغي أن يكون (إستراتيجياً)، لديه رؤية وخطة فضلاً عن الإرادة اللازمة لتنفيذ هذه الخطة وتحقيق تلك (الرؤية)- ويتعين على جميع العاملين المهنيين أن يكونوا متعددي المواهب والقدرات فضلاً عن كونهم من أهل المهارة والاختصاص. وتدل التطورات في هذا الميدان أن مكتبة المستقبل سوف تتعامل وبشكل متزايد مع مصادر معلومات يمكن الوصول إليها عن طريق الشبكات ويتراجع تعاملها مع تلك المصادر التي يتم اقتناؤها كمنتجات مادية وما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية لها حتى يكون لهذه المؤسسات فرصة وحرية إدخال الأوعية الإلكترونية ضمن مجموعاتها وخدماتها، فرغم التطورات الكبيرة في مجال تقنيات هذه المكتبات واستخدامها، فما يزال أمامها بعض المعوقات لتحقيق الانتشار الكامل- وبخاصة موضوع حقوق النشر والتأليف- حيث يجمع الكثير من أقطاب الصناعة على أن تقنيات حماية وإدارة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالمحتوى الرقمي لم تحقق بعد مستوى الأمن المطلوب ومهما يكن فإن هذه المكتبات ستحدث تغيرات جذرية في أساليب العمل والنشاط العلمي لدى الباحثين في مختلف مجالات المعرفة البشرية، وستكون هي الحقيقة الواقعة المصاحبة للتطورات التقنية الحديثة، والأصل الجديد الذي يعمله عصر الفضاء الإلكتروني، لتحويل جميع مصادر المعلومات التقليدية إلى أشكال إلكترونية، بما في ذلك تخزينها، واسترجاعها، وإتاحتها عبر شبكات المعلومات على اختلاف أنواعها، وإتاحة مستودعات المعرفة للتراث العلمي وتسهيل عمليات البحث والتنمية للمجتمع الإنساني.

التجارب العربية في الحوسبة:
حرصت أغلب المكتبات الجامعية العربية على مواكبة التطورات في مجالات الحوسبة ونظم المعلومات، لتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين منها، الذين يتمتعون بخصائص وميزات تتطلب من تلك المكتبات الاهتمام بها، والعمل على الارتقاء بمستوى تلك الخدمات، عبر تجارب ومحاولات بعض المكتبات الجامعية العربية في استخدام نظم معلومات محوسبة، لتحقيق أهدافها المتمثلة في تقديم أفضل الخدمات والحفاظ على موقعها واستمراريتها في ظل تحديات المجتمع الرقمي التي تواجهها المكتبات بأنواعها كافة. لازالت تجارب المكتبات العربية غير واضحة المعالم وغير مكتملة.

وفيما يأتي بعض النقاط التي يمكن أن تؤخذ على تجارب استخدام المكتبات العربية للنظم المحوسبة:

أن أهم نقطة يمكن ملاحظتها في تجارب المكتبات عدم توفر عامل الاستمرارية عند اعتماد نظام معين، ونلاحظ تنقلها من نظام إلى آخر، ومع كل نظام جديد يتم البدء بالعمل من جديد، وهكذا تظل المكتبة تدور في حلقة لا تعرف متى الخروج منها، وكل هذا على حساب نوعية الخدمات التي تقدمها للمستفيدين، فضلاً عن الجهود والتكاليف التي تتحملها دون مردود، وهذا راجع إلى افتقار تلك التجارب إلى التخطيط الدقيق والمسبق.
عدم وجود نظام يلبي متطلبات المكتبة العربية، لأن النظم المستخدمة مصممة بما يلائم خصائص اللغة الإنكليزية، وترجمتها تؤدي إلى حدوث الكثير من الإشكالات لخصوصية واختلاف اللغة العربية عن غيرها من اللغات.
ظهور بعض المعوقات في نظام الأفق (Horizon) وهو نظام مستخدم في غالبية المكتبات الجامعية في الوطن العربي، ويعود السبب إلى أنظمة التشغيل، والمؤسسات الموردة للنظام والملزمة بتلافي المعوقات عبر إبرام العقود التي تلزمها صيانة الأنظمة مع المكتبات التي تتعامل معها، من التجارب العربية مثلاً نجد مكتبة جامعة السلطان قابوس تبنت نظاماً ظهرت فيه العديد من المعوقات أثناء التنفيذ، وهي غير ملتزمة بعقد صيانة مع المؤسسة الموردة للنظام، والذي توقفت الشركة المنتجة له عن إصدار الطبعات المحسنة منه.
حاولت جامعة القاهرة استخدام نظاماً مصمم خصيصاً للمكتبة العربية لتتلافى المعوقات التي رافقت استخدام النظم الأجنبية، ولكن النتيجة كانت مشابهة لما حصل مع المكتبات التي اعتمدت تلك النظم، فبعد خمس سنوات من الدراسة والتعاون بين خبراء الحاسوب والمكتبات وشركة الجيزة للأنظمة، ظهرت العديد من المشكلات الإدارية والفنية في النظام، ومن غير المعروف كيف ستتعامل المكتبة معها لعدم التزامها بعقد صيانة مع الشركة المصممة للنظام(11).

اختارت مكتبة جامعة بغداد الطريق السهل وذلك بتبنيها حزمة برمجية جاهزة تدعمها منظمة اليونسكو (WINISIS)، وحرصت وحدة النظم الآلية في المكتبة على تنفيذ قواعد بيانات منها:

قاعدة بيانات الكتب العربية والأجنبية، قاعدة بيانات الدوريات، قاعدة بيانات الأطاريح والرسائل الجامعية...وهي بصدد إدراجها ضمن موقع الجامعة.
تجربة مركز التطوير والتعليم المستمر في جامعة بغداد في المكتبات الإلكترونية:

سعى مركز التطوير والتعليم المستمر في جامعة بغداد بدوره إلى استثمار إمكانياته والعمل من خلال بناء نظام آلي متكامل معتمداً النظام المستعمل في العديد من المكتبات العربية (الحزمة البرمجية الجاهزة (WINISIS)، المعروف بانخفاض كلفته وسهولة استخدامه ودعمه من منظمة اليونسكو، التي تحرص على تطويره وتزويد المكتبات بالطبعات المحسنة منه، فضلاً عن كونه يمثل فهرساً ممتازاً Supper Catalog لفهرسة مقتنيات المكتبة من كتب، ودوريات، ورسائل جامعية، ومواد سمعية وبصرية في تصميم نظم معلومات محوسبة، تغطي أنشطة المكتبة كافة وتسهل من عملها، وترتقي بالخدمات التي تقدمها إلى المستفيدين.

1.

المكتبة الافتراضية العلمية العراقية
(IVSL)
بدأت أعمال إنشائها في عام 2004، هدفها العمل على إعادة بناء البنية التحتية التربوية والعلمية في العراق، وهي نتاج عمل تعاوني بين مؤسسات علمية من الدول المانحة، ومؤسسة البحوث والتطوير المدنية، والتبرعات الكبيرة المقدمة من شركات النشر والهيئات الاحترافية، وشراكات مع الأكاديمية القومية الأميركية للعلوم، وأقسام ووكالات أخرى تابعة للدول المانحة، وشركة صن مايكروسيستمز، ومعهد ماشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وشركتي يوسفول يوتيليتيز وفايتالكت تكنولوجيز.

تم إنجاز البوابة الإلكترونية للمكتبة الافتراضية بجهود فريق عراقي متخصص، بالتعاون مع اختصاصيي ومحللي النظم من شركة صن مايكروسيستمز، المشاركين في الموقع التعليمي المخصص لتطوير المكتبة الافتراضية العراقية، والمنشأ سابقاً على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) (http://e-science-library.dev.java.net) وحسب الشكل الجدية للمكتبة.

طورت البوابة الإلكترونية الجديدة للمكتبة الافتراضية وباستخدام منصة تطوير مفتوحة (open source)- وباستخدام لغة جافا (Java platform). والتي تعتبر السابقة الأولى من نوعها في المنطقة العربية من حيث المحتوى العلمي، وكذلك طريقة التطوير، ونقل التكنولوجيا باستخدام المواقع التعليمية المفتوحة عبر الإنترنت (wiki) وهي أحدث طريقة للتواصل والتعليم المستقبلي في العالم.

يشترك في هذا المشروع الإلكتروني العلمي عدد من الجهات العلمية والأكاديمية، منها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة العلوم والتكنولوجيا، فضلاً عن جامعات الأنبار وتكريت والمثنى والنجف والقادسية وتكريت وصلاح الدين ودهوك وديالي وكربلاء وميسان وصلاح الدين وذي قار وواسط، والجامعة الإسلامية، وجامعة أهل البيت...أي أنها تغطي العراق من شماله إلى جنوبه، فضلاً عن إسهامات جهات أخرى ومواد تدريبية قدمت من الجمعية الكيميائية الأميركية، والجمعية الفيزيائية الأميركية، والمعهد الأميركي للفيزياء، والجمعية الأميركية للرياضيات، واتحاد مصنعي أجهزة ومعدات الكمبيوتر، والجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين، والجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين، ودورية "مراجعات سنوية"، ودار نشر "السفير"، ودار نشر "أي بي اس سي أو"، ومعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، وشبكة أي أس أي للمعرفة/ تومسون العلمية، وجي أس تي أو أر، وبرنامج أوبن كورس وير من جامعة أم أي تي(12).



مصادر الدراسة :

(1) قاعدة مذكرات التخرج والدراسات الأكاديمية : على الرابط : https://mothakirat-takharoj.com/ ٬ المكتبات العربية ٬ تصفح بتاريخ : 20-02-2020-
(1) UNESCO-IITE (2003). Digital Libraries in Education: Analytical Survey. Moscow: Education Service.

(2) Lesk, Micheal. (1997) Practical Digital Libraries: Books, Bytes & Bucks. San Francisco: Morgan Kaufmann Publishers.

3- حشمت قاسم. نحو مبادرة عربية لمكتبة بحثية افتراضية. في كتابه: الاتصال العلمي في البيئة الالكترونية. القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، 2005.

(4) Breaks, Michael (2002). Building the Hybrid Library:
A Review of UK Activities. Learned Publishing. Vol. 15. Pp. 99-107.

(5) Kovacs, Diane K. and Elkordy, Angela (2000). Collection development in cyberspace: building an electrical library collection. Library Hi Tech. vol. 8. No. 4. Pp. 335-359.

(6) Joan M. Reitz (2004). ODLIS: Online Dictionary for Library and Information Science. Available at:



#منتهى_عبد_الكريم_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - منتهى عبد الكريم جاسم - المكتبات الإلكترونية: مكتبة مركز التطوير والتعليم المستمر في جامعة بغداد انموذجا