أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - دق المسامير في نعش الوزارة الغائبة















المزيد.....

دق المسامير في نعش الوزارة الغائبة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 16 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المواطن العراقي ضاقت به الافق و فاض كأس صبره على آخره وسال على الأرض الواقع و تملكه اليأس من أداء ووجود القوى السياسية الحاكمة غير الجديرة بالثقة، المتمسكة بمكاسبها على الرغم من غليان الشعب والدماء التي سالت على أرضه ومناهضة للواقع المتردي وانعدام الحقوق الأساسية وتزايد نفوذ القوى الخارجية ولان الامور لازالت تراوح في مكانها وولادة الحكومة تتفاقم في ظل السوداوية على امال اعلانها وعدم وجود ضوء ينير طريقها بسبب الخلافات الحادة التي تشوب تشكيلها والمعطيات التي تشير الى عدم مرورها في مجلس النواب بسهولة .
اليأس في ظل غياب رئيس لمجلس الوزراء اساسي يحمل إرادة والتزام سياسي قوي ومتواصل لوضع أسس لمكافحة الفساد وتقوية إطار المحاسبة والمساءلة، يعمل على تأسيس مصداقية شعبية مع الفاعلين السياسيين الذين لهم مقبولية نحو تبني سياسة عدم التسامح مع الفساد مما ينجز الفاعلية في أداء المؤسسات ويشجع الإصلاحات بأسرع وقت ويحقق نتائج سريعة لتحقيق الرفاهية المتواضعة التي يطالب بها الشعب ،وهو يعيش في بلد غني بالثروات والموارد، فرغم ثرواته الهائلة، فهو بلد يعاني الفقر وعدم الاستقرار الأمني وضعف البنية التحتية،
وتراجع مستوى التعليم، والصحة ، وباقي القطاعات الحيوية الأخرى، الأمر الذي وسع من فجوة انعدام الثقة بين الشعب والسلطة الحاكمة،
مما اجبرت نخب المجتمع المختلفة يتقدمهم الشباب للنزول الى الشارع واكثرهم سلمية ( إلأ الشواذ منهم وهم قلة ) تحت راية العراق واسم الله يرفرف فوق رؤوسهم وصدورهم مفتوحة مطالبين بحقوقهم التي بقيت لأعوام كثيرة على رفوف الحكومة ودوائرها ودهاليزها المتهرءة والمتآكلة من الصدأ الذي علا سياستها العقيمة التي أضرت بشرائح المجتمع جميعا .
المواطن بحاجة لحكومة يثق بها وتصارحه وتقوده نحو العدالة و الخروج من الأزمة التي يكابدها والإعداد للانتخابات المبكرة وتوليف حكومة قادرة على إعادة بناء مؤسسات الدولة بعيدا عن مجموعات الفساد التي تعرقل أي مساع للإصلاح، من منطلق قناعة المحتجين التي اتسمت بأن معظم المشاركين فيها من مناطق فقيرة مهمشة ذات غالبية شيعية، حيث اعتبر الكثير من المراقبون ذلك مؤشرا على "استياء القاعدة الشعبية الأوسع التي تعتمد عليها الحكومة في العراق حاليا وعدم تسويف تشكيلة الحكومة والمماطلة في تلبية مطالبهم التي هي في حقيقتها امتدادا لمطالب الشعب منذ سنوات في ظل رئيس لمجلس الوزراء متحمل بكل شعور لمسؤوليته و اتخاذه قرارات حازمة للحد من نفوذ المسيئين بمشيئته وقدرته وتعاون وزرائه وسيطرته وآليات عمله لتنفيذ الإصلاحات المنتظرة ، وتعكس المشاريع المنجزة القادمة والتحديات بما يتعلق بالقضايا المهمة المطلوبة منها لا لتحقيق المعجزات في هذه المرحلة القصيرة، وإنما تستطيع الاستقواء بالناس لايجاد فرص حقيقية تجعلها قادرة على العمل والإنجاز على ان تتكون من فريق عمل منسجم، قادر أن يواجه الظروف الصعبة و إن لا تنطلق من المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والمناطقية وتؤدي دورها لحل الملفات المطروحة و من أجل تحمل المسؤولية جميعاً بعيداً عن الاتهامات ولا سيما اذا ابتعدت عن التجاذبات السياسية التي سادت المراحل الماضية ويراد منها وضع خطط صحيحة يقبل بها الشارع عموماً على ان لا تكون على حساب ثوابته ومبادئه وقضاياه. ووضع اللبنة الاولى لإصلاحات سليمة وطموحة وضرورية وذات صدقية تستجيب لتطلعات العراقيين التي غابت عنهم منذ سنوات طويلة خلت .
الحكومة ايا يكن شكلها وأعدادها، محكومة بالتوازنات الوطنية بلا شك والتي لا يمكن الغنى عنها و اختلال بقواعدها في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها مع التطورات المرتقبة في المنطقة، وتستدعي منها العمل لتحصين الواقع الداخلي والإبتعاد عن لغة التشنج والكيدية والسير نحو الامام بخطى ثابتة تأخذ في الإعتبار المعايير الموحدة لحكومة وطنية جديدة أمامها فرصة حقيقية للنجاح في إحداث تغيير في مسار الازمات الموجودة لتحقق انفراجاً اقتصادياً ومالياً وتعيد الثقة للناس بأنّ مطالباتهم واحتجاجاتهم تأتي بنتائج إيجابية لمصلحتهم و تُعطى الفرصة لأجل تحقيق المطالب المحقة، وبالمقابل على القوى السياسية التي فشلت في ادارة البلد ولم تقدم مشروعا وطنيا ولا أداءً إنجازيا قادر على إدارة البلد ولانتشاله من أزماته من خلال عمل سياسي قانوني قادر وفاعل وعلى القاعدة الشعبية السلمية مسؤولية في هذه اللحظة الحساسة التي يمرّ بالعراق على كيفية التعامل مع الحكومة الجديدة من ناحية تحديد الموقف ضمن سياسة محددة جادة لوضع الحلول الايجابية ورفع المعوقات من امامها وان يكون التحرك إيجابياً وليس سلبياً وعدمياً، او يرفع شعارات سياسية ليس لها قابلية التحقيق في ظلّ موازين القوى الحالية، التي تفرض طرح مطالب وشعارات قابلة للتنفيذ ومن خلال التحرك السلمي الضاغط لوقف نزف الدماء و أعمال العنف والقتل والتخريب من بعض الجهات الخارجة عن السياق و في قطع الطرقات من ناحية ثانية والتي تهم عيش جميع المواطنيين دون استثناء:
لقد أصبح من الضرورة الوطنية الإسراع في تعيين الحكومة ، و التخلص من إرث الأحزاب والشخصيات التقليدية، التي لم تقدم شيئاً و لا بد من الحد من نفوذها بعد ان عرضت الشعب لهزات وتحولات كادت أن تعصف بالمجتمع والدولة والنظام بشكل مأساوي، لكن الإرث الاصيل في حفظ الوطن والوعي الشبابي وبعض معطيات التحول الديموقراطي قادرة على حفظها وتقوية المناعة المتأصلة فيه من الانهيار الكامل الذي يتعرض إليه العراق بين حين واخر وهذه مسؤولية المعنيين الحريصين قبل غيرهم، على الا يستثنى اي غيور على سيادة الوطن ولهم سياسة ملموسة للنأي بالنفس عن الصراعات والازمات السياسية التي اغرقت البلد بسيل من الاضطهاد والتعسف و يستشعر المواطن بطمئينة بعد ما عاناه من ظلم وحيف، وتسعى أولا لنيل ثقة المواطن، وأن تكون شفافة، وأن لا تتعالى على ما يُطرح أمامها من ملاحظات وأن تتعامل مع تلك الملاحظات بجدية و تفتح باب الحوار على مصراعيه حيال كل ما يعانية من أزمات اقتصادية أو سياسية او اجتماعية و تفهم جيدا رسائل الشارع وأن تتعامل بحنكة وبمزيد من الذكاء مع قراراتها من ناحية استغلال الوقت المناسب لها حتى لا تكون مسمارا في نعشها كما هو الحال في الأزمة التي عايشها خلال السنوات الماضية ،
عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية رجل الامن حماية للسلم الاهلي
- الحكومة القادمة وجوهر عملها اعادة الثقة
- العراق.. والحق المكفول لاعادة وجهه الحقيقي
- المهمة الصعبة والتفائل بالخير و حسن الظن
- العراق ....ضياع التكليف بين الممطالة والتسويف
- العراق ....ضياع التكليف بين المماطلة والتسويف
- صفقة القرن وانتزاع سيادة الدولة الفلسطينية
- بلايا فساد السياسيين وتساقط الالسن ...
- طال الانتظار.. دون الإقرار بمبررات غضب الشعب
- إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ
- المواقف الدولية والاستهانه بالقيم الدبلوماسية
- الايمان والشهادة امتثال لواقع الانتصارالحتمي
- الاعتداءات الامريكية والرسالة الخاسرة
- العراق والازمات المتشابكة والمتراكمة
- قانون الانتخابات والارادة الشعبية المتحققة
- الافول الحكومي والانتعاش الشعبي في العراق
- لا سبيل إلا الانتصار للشعب
- العراق: المختصرالدستوري في حرية الراي والتعبير
- يظهر بعد الحبل على الجرار
- الضغوطات الامريكية والارادة العراقية


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - دق المسامير في نعش الوزارة الغائبة