أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - مَنْ المواطن المهاجر في الجزيرة السورية؟ -1















المزيد.....

مَنْ المواطن المهاجر في الجزيرة السورية؟ -1


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 15 - 09:39
المحور: القضية الكردية
    


كثر اللغط حول نظام الحكم الأفضل لسوريا القادمة، منذ سنوات، وجددت قبيل المحاولات الفاشلة لكتابة الدستور، من قبل اللجنة الثلاثية المعدومة النشاط والعمل (والتي تحصل على رواتبها المغرية من دماء الشعب السوري ومعاناة الملايين من المهاجرين والذين تدمرت بيوتهم ويعيشون في العراء، ولو كان لأعضاء هذه اللجان، ومثلهم حثالة الإتلاف والهيئة العليا للمفاوضات والحكومة المؤقتة، وتجار الحروب المشاركين مع هؤلاء، ذرة من الوطنية والإحساس بآلام الشعوب السورية لتبرعوا برواتبهم، لبعض من العائلات المتضررة الذين هم اليوم بلا مأوى يعانون الويلات من إجرام الأسد ونفاق المعارضة وقساوة الطبيعة) ويرفضون النظام اللامركزي الفيدرالي، وفيدرالية المنطقة الكردستانية إلى جانب المناطق السورية الأخرى، دون أن تسبقها أية دراسة، أو يتم النقاش على سلبياته وإيجابياته، ودون أن يؤخذ بعين الاعتبار ما هو الأفضل للمجتمع السوري، بشعوبه وأقلياته وأديانه وطوائفه، وجل الرفض يصدر على خلفية الحضور الكردي، أو لنقل الطموح بديمومة السيادة العربية، علما أن أغلبيتهم في لا شعورهم مقتنعون أنه للكرد الحق في إدارة جغرافيتهم، بنظام فيدرالي، المتبين على أنه أحد أفضل الأنظمة الديمقراطية الحضارية، الذي سيحتضن كل المكونات المتواجدة في المنطقة، المطبق في أغلبية دول العالم، وخاصة المتطورة، وأثبت عمليا نجاحه في الدول المتعددة القوميات والإثنيات على خلاف جميع الأنظمة المركزية.
فرغم معرفة أغلبية المعارضين لفيدرالية سوريا، أن الصور النمطية المترسخة عن الكرد في أذهانهم، مشوهة، وتمت على خلفيات عنصرية ولا بد من إزالتها، إلا أنهم لا يملكون جرأة مواجهة الحقيقة، وبالتالي يفضلون الاستمرار تحت نظام لا مركزي استبدادي كنظام بشار الأسد؛ أو مشابه له؛ ومع الكوارث التي تنتج عنه، على العيش مع الكرد ضمن الوطن المأمول المحتضن للجميع، والمزال فيه منطق السيد والموالي.
ومن الغرابة أن شريحة من السياسيين الكرد بدورهم لا يملكون جرأة عرض هذا الطلب، رغم أنهم يحلمون به، ويدركون أنه أفضل للمكون العربي قبل الكرد، إما لعدم القناعة بالذات، أو على خلفية التحريفات الهائلة للتاريخ الكردي، والذي أدى إلى انعدام الثقة بتاريخهم وبحقهم في السيادة على أرضهم. أو أن جرأة الطلب تكاد تنعدم أمام الشريحة العروبية المعارضة، وهي مشابهة للحالة التي تواجهها الشريحة العربية الوطنية أم العروبية والمستعربة، فيتحججون بعدمية الظروف المؤاتة، أو حتى بطوباوية تطبيق مثل هذا النظام، علما أن مثل هذه الحجج كثيرا ما كان يتردد على مسامعنا قبل تطبيقه في جنوب كردستان.
أصبحت المواد التي ستدرج أو ستمنع كتابتها في دستور سوريا القادمة، مجال خلافات ليست بين المعارضة والسلطة المركزية بقدر ما هو بين الشعب الكردي ولجان الطرفين، وكثيرا ما نسمع أن البعض من أطراف الحراك الكردي المشترك؛ رغم هزال نسبته، لا يتجرؤون على عرض هذا الطلب بصيغته الواضحة، والحجج حاضرة، وغير شفافة للمجتمع الكردي، وفي الواقع لا بد من فتح حوارات واسعة تاريخية وسياسية وعلى أبعاد متنوعة، علا الإخوة في المكون العربي وخاصة الوطنيين منهم الاقتناع وإعادة النظر فيما يرفضونه، ويضعون الأخرين أمام الأمر الواقع، ويطبقون النظام الأمثل لكل المجتمع السوري، لبناء الوطن المأمول، الخالي من السيادة والموالي.
وهنا من المهم إعادة النظر في بعض الصفحات من تاريخ الجزيرة الحديث، لتعديل بعض التحريفات، وتبيان بعض الحقائق الغائبة أو التي يتم تناسيها، لتظهر لهم فضاحة ما يستندون عليه عند كتابة الدستور الحديث لسوريا القادمة، على أمل إقناعهم لتحقيق الأفضل لكل سوريا.
لماذا وكيف ظهر مفهوم حق المواطنة للشعب الكردي في سوريا؟ متى أنتشر، ومن يقف وراءه؟ وهل ديمغرافيتنا في الجزيرة تكونت على خلفية الهجرة من شمال كردستان؟ وهل كانت هناك وجود لتسمية (الجزيرة السورية) قبل بداية القرن الماضي؟ ومتى ظهر المكون العربي في الجزيرة؟ من أين قدموا ومتى دخلوا إلى جغرافية الجزيرة؟ لماذا سخر البعض من الكتاب العرب جل طاقاتهم الفكرية لتحريف تاريخ المنطقة؟ وأين كانت المجالات الجغرافية لهجرات الكرد على مر التاريخ؟
أسئلة لا بد من تصعيدها والبحث فيها، مع كل دراسة حول الديمغرافية الكردية في الجزيرة، فما تم من التحريف لتاريخ المنطقة بشكل عام، وتاريخ الشعب الكردي في جنوب غرب كردستان خاصة، ومثلها لتاريخ القبائل العربية في الجزيرة وعفرين وجرابلس والباب وإعزاز، تعتبر بحوث شبه كارثية. الحفاظ عليها كما هي ستؤدي إلى القضاء على ماض القبائل العربية قبل الكردية، وستزيل آثار ثوراتهم في شمال شبه الجزيرة العربية، وحقوقهم في أراضيهم التاريخية تلك، وستؤدي إلى ديمومة الصراع في المنطقة، وستفاقم من ضحالة معرفة المكون العربي بتاريخه الصحيح، وبالتالي عدمية بناء وطن يحتضن الجميع، وقد يكتب دستور مطعون فيه لا يقل عن الحاضر عنصرية.
تحتاج القضية إلى بذل الكثير من الجهد من قبل الباحثين العرب قبل الكرد، لتصحيح المحرف وإزالة الموبوء، بعدما لوحظ أن أغلبية العروبيين شوهوا ليس فقط تاريخنا بل تاريخ القبائل العربية المهاجرة من شمال شبه الجزيرة العربية قبل قرابة قرن من الزمن، لغايات، جل ما يقال عنها، عنصرية. فمن مصلحة السلطات القائمة عليها، ديمومة الصراع بين الشعبين، في سوريا عامة والجزيرة بشكل خاص، وقد تمت مثل هذه المحاولات سابقاُ، ونحن هنا لا نتحدث عن التفاهات التي يصرح بها البعض من المرتزقة المستعربين والبعثيين المنافقين من سلطة الأسد والمحسوبين على المعارضة السورية، وبعضهم ضموا إلى لجان كتابة الدستور، الذين والكتاب العروبيين قدموا ويقدمون المهاجر العربي على أنه صاحب الأرض، والشعب الكردي ضيف قادم إلى الجزيرة، وسيمنون علينا بحقوق المواطنة، ضمن الدستور القادم لسوريا المتكونة على المصالح الفرنسية.
يقف وراء هذا الوباء الفكري السياسي، سلطات ومنظمات عروبية. ففي العقدين الأخيرين، ساهم المركز العربي للاستراتيجيات ودراسة السياسات - مركزها قطر في نشره، بعدما أخذ المهمة من سلطة بشار الأسد وبدأ بعمليات الطعن في الوجود الكردي في جنوب غرب كردستان عن طريق عقد مؤتمرات خاصة، ونشر دراسات وكتب ومقالات.
وقد تبوأ المركز هذه المهمة بعد الكارثة السورية، علما أن سلطة بشار الأسد والبعث لم تتخل عنها، بل خفت الموجة على خلفية الظروف المحاطة بهم. فقام بتوظيف وتسخير نفس الشخصيات البعثية الأكاديمية بعد هروبهم من سوريا، ومعهم شريحة من أنصاف الكتاب، وكلفوا بأداء المهمات ذاتها، أو أنهم طلبوا من المركز السماح لهم بالاستمرار فيه، فشملت دراساتهم مجالات متعددة، من تحريف للتاريخ إلى تبيان الكرد كمواطنين مهاجرين من شمال كردستان، أو كما يقولون من تركيا، مرحب بهم ضمن سوريا العربية، وقد كانوا يتوقعون أن تسيطر المنظمات العروبية الإسلامية على هذا الوطن الجدلي، وسيخطون الدستور على نهجهم ومفاهيمهم ...
يتبع...

الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
3/2/2020م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب دونالد ترمب السنوي
- جمهورية سوريا الفيدرالية
- هل نحن الكرد مذنبون؟
- تأويل كنتم خير أمة
- مراحل التمدد العربي في جغرافية جنوب غرب كردستان- الجزء الساد ...
- مستقبل جنوب غرب كردستان - 2/2
- مستقبل جنوب غربي كردستان- 1/2
- حسن نصر الله والعتم الفكري
- موقع الكرد في الصراع الأمريكي الإيراني
- نساء الدولة الإسلامية- 2/2
- مخلفات الدولة الإسلامية- 1/2
- نجاح الدواعش في مؤتمر أستانة-14
- سلبيات المؤتمر الوطني الكردي
- بديل ال ب ي د- 2/2
- بديل ال ب ي د -1/2
- لمحة عن دونالد ترمب وموقفه من الكرد
- الفوضى الممنهجة في جنوب غرب كردستان
- آفاق الحركة الكردية وقضيتهم
- القضية الكردية ثورة
- مراحل التمدد العربي في جغرافية جنوب غرب كردستان- الجزء الخام ...


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - مَنْ المواطن المهاجر في الجزيرة السورية؟ -1