أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف الصافي - - صفاقة - القرن














المزيد.....

- صفاقة - القرن


عبد اللطيف الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 14 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض الذين يطبلون ل "صفاقة القرن" ويشحذون ألسنتهم البذيئة ضد كل من ينتقد مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني، يبررون موقفهم المتخاذل بالقول ان الفكر الذي يستند عليه هؤلاء المناهضين ينتمي لزمن ساد فترة وباد، ولم يعد ينتمي لهذا العصر. وأن الواقعية تفرض على الجميع إرساء علاقات ود وتكامل مع الدولة العبرية التي يمكن الاستفادة مما راكمته في المجال العلمي والتيكنولوجي وبناء دولة الرفاه، متناسين أن إسرائيل دولة احتلال قامت بالحديد والنار وشيدت على أشلاء مئات الآلاف من البشر و مثل ذلك من المهجرين قسرا الذين توزعوا في الشتات بدون هوية. والحال ان العديد من الانظمة العربية والإسلامية بالتحديد وأدعياؤهم من " الانتهازيين الجدد" لا يستطيعون الإفصاح بشكل واضح عن ماهية هذا الفكر الذي انتهى إلى غير رجعة، فتراهم يرددون كالببغاوات ما تمليه عليهم الإدارة الامريكية راعية الارهاب في العالم وقلعة الرأسمالية المتوحشة التي لا ترى في القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي سوى صفقة يتم تمويلها من ثروات الشعوب العربية نفسها وتصب أرباحها في الخزينة الأمريكية وفي مصارف التوحش الإمبريالية.
إن تجيير العلاقة مع العدو الصهيوني من خلال صبغها تارة بالعمل المشترك ضد الارهاب ( بأي معنى؟ ) وطورا باجبار الفلسطينيين على قبول الأمر الواقع المتمثل في تخليهم، طوعا أو كرها، عن أحلامهم التي شكلت مسوغ وجودهم وأساس هويتهم الوطنية هو تقويض للعدالة الانسانية و انتهاك للشرعية الدولية وتنكر لا مثيل له لدماء الشهداء و قتل عن سابق إصرار لفعل المقاومة المشروع . كما أن توغل الفكر النكوصي والتبريري  في عمق العقل العربي سواء منه النخبوي أو الشعبي الذي يؤصل لمقولة : بالخبز وحده تحيا الشعوب، وفك الارتباط بين الوطني والانساني بذريعة ان الأولويات تقتضي الارتكان للداخل الوطني المثقل بالمشاكل والرهانات والنأي بأنفسنا عن القضايا التي لا تهمنا وكأننا نعيش في جزيرة من جزر الواق واق، يدخل حتما في عملية تعبيد الطريق للقبول بفكرة أرض الميعاد وان الشعب اليهودي أحق بهذه الارض التي سلبت منه في غفلة من  التاريخ، وأن العرب الفلسطينيين كانوا على امتداد قرون من الزمن مجرد خماسين يحرسون تلك البقعة المقدسة من العالم إلى حين عودة أصحابها الشرعيين الذي ليسوا سوى اليهود المتصهينين.
لا شك أن عالمنا العربي يعيش اليوم حالة من التردي والحيرة، فكرا وايديولوجيا، يصعب معها مواجهة كل القضايا المطروحة على جدول أعمال النضال اليومي العقلاني ورسم ممكنات التحول نحو ترسيخ ممارسة نضالية ترتبط بالعيش اليومي للإنسان العربي و تأمين كرامته من دون فصله عن واجبه في التضامن الإنساني ضد كل أشكال البشاعة والجشع الذي بات يهدد الوجود الإنساني برمته. وتلك مهمة المثقفين الذين لازالوا يؤمنون بأن خلق عالم جديد، خال من الاستغلال، أمر ممكن.

      عبد اللطيف الصافي- كلميم / المغرب 



#عبد_اللطيف_الصافي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظار
- محطتي الأخيرة
- ثلاث قصائد
- قصائد
- هلا أتيت
- يضيئني
- أم الخير
- حدثني
- وجه مريم
- منذ متى.. ؟
- دعيني أحبك
- على هذه الأرض
- هي هناك.. وأنا هنا
- بدر التمام
- وجهك يا مرام
- يا مريم
- يا بدرا
- تلاحم
- بورتريه
- رؤية إخراجية لمسرحية -نصراني ف تراب البيظان-


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف الصافي - - صفاقة - القرن