أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - عزيز باكوش - حول القرصنة في مجال المعلوميات















المزيد.....


حول القرصنة في مجال المعلوميات


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1570 - 2006 / 6 / 3 - 06:30
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


حمى «السيدي» و» الدي في دي "والفيسيدي» بالمغرب إلى أين؟
«الأقراص المدمجة» أو المضغوطة ظاهرة تجارية خارج نطاق التقنين والسيطرة


عزيز باكوش
" درب غلف" قد لا يعني بالنسبة للمواطن العربي شيئا, وربما في أحسن الأحوال مجرد زقاق يفضي إلى تجمع سكني تتزاحم فيه حاجيات المعيش اليومي لحوالي 7ملايين مغربي , في مدينة غول تسمى" الدار البيضاء" , لكنه بالنسبة " للمهتمين بمستويات قرصنة البرمجيات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" أمر مختلف تماما. ففي هذا الحي ,يتم قرصنة و عرض احدث الأفلام والبرامج قبل عرضها على العموم, الأمر الذي يكبد قطاعات البرمجيات والسينيما والموسيقى المغربية حوالي ملياري درهم سنويا بسبب القرصنة والتزوير. هناك من يسمي الأمر قرصنة وجب إحالة مرتكبيها على العدالة..وهناك من يرى في ذلك ذكاء يجب احترامه..والتنويه به وبين هذا وذاك.. مسافة غير قابلة للتجسير.
ما الذي نعرفه عن «السيدي» و»الفيسيدي» وعن تجارة الأقراص المضغوطة والمبرمجة، وعن تجارة المعلوميات وأنظمة الحاسوب في المغرب؟ هل هي بطالة مقنعة «عالمة» مقتحمة، تدخل في خانة المهن الموسمية؟ أم أنها بالنسبة لممتهنيها من الشباب، مجرد وقفة تأملية في مواجهة حياة باتت قاسية ومجحفة لا ترحم، ما حجم رأسمالها المتداول في بورصة القيم؟ هل هناك قانون يحكم وينظم الظاهرة؟ لاشك أن انخراطنا في العولمة، قد حجب عن أعيننا حقائق مثيرة ومقلقة حول أكبر عملية قرصنة تطال مجال الفن والفكر والإبداع بالمسخ والتشويه تارة أو للتوظيف الإيديولوجي لحساب متقدم ومؤشر على حدوث الطفرة الاقتصادية المأمولة تارة أخرى•
الاستطلاع الذي نقدمه سيطوف بالقارئ في تجليات الظاهرة دون عمق• دراسة وصفية غايتها تسليط الضوء على تمظهرات ومشاهدات تقارب الوجه الظاهر للعملة من غير سبر الأغوار••• فحيث لا يوجد قانون لا توجد شرعية أيضا•



التطرف في مواجهة الحداثة


أول سؤال يتبادر إلى الذهن فيما يتعلق بظاهرة المتاجرة في برامج وأنظمة الحاسوب في شوارع المدن العامة, واحتضانها بقبول ومودة•, ومعانقتها بحميمية لا حماس فيها في غالب الأحيان من طرف فئة من الشباب المتعلم «الحداثي» كمهنة مؤقتة لمواجهة آفة البطالة . أو بطالة موسمية بزي مقنع هو: هل الهدف فني ترفيهي تجاري كما تعلن عن ذلك مورفولوجية الظاهرة؟ وبالتالي يمكن الاطمئنان إن الأمر يتعلق بقفزة نوعية تهم فئة من الشباب المغربي المحموم بكل ما هو تكنولوجي استيعابا وتمثلا• من جهة؟ أم أنها هجمة شرسة, واعتداء همجي محموم ومقصود, يطال الذاكرة الفنية العربية ويعبث بمقوماتها عملا بقاعدة «السم في الدسم» ؟
على أن المثير في الظاهرة، انفلاتها من أي نوع من المراقبة, فهي تسبح خارج نطاق الشرعية والقانون• هي إذن في حكم المحظور• والدليل على ذلك، إن بإمكان أي كان في أي مكان «معزول منفرد» تصوير عرس شعبي ,أو نزهة عائلية , أوحتى مجرد تمثيلية سخيفة , في ضيعة أو زريبة على الفيديو، ثم نقشه أو حفره graverعلى قرص مضغوط في مئات النسخ، مع مراعاة إرفاقها بصورة بالألوان• كتب عليها بألوان وجاذبية «أفخم الحفلات في القرن الواحد والعشرين «قنبلة الشرق» طوب الرأي «ملك الغناء» إلى غير ذلك من الألقاب والأسماء الباذخة•• ليتسنى ترويجها في السوق• وفي هذا السياق، يمكن للقارئ أن يتكهن بما يمكن للحرية بالمعنى الفوضوي أن تنشط•• إذ بات من الممكن جدا تصوير الخلاعة، واستنساخ أفلام البورنو، المقرصنة من الفضائيات التي تملأ سماء العالم، مع توظيف موفق لتقنية حذف العلامات التجارية لقنوات البث الحقيقية• ومن المفيد الإشارة إلى جديد القفزة• حيث إن المنتج لم يعد يهتم بالمادة كما هي• بل تجاوز ذلك للاستغوار في تفاصيلها بالمسح وبالإضافة مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مضمون المادة والأهداف التي سوقت لها•
والمحصلة أن إنتاج الأقراص كانت مدمجة أو مضغوطة وتوزيعها وبيعها للعموم، بات أمرا مستساغا ومقبولا، من كل الأطراف• حيث لن يسألك أحد من أين لك هذا•


الفيسيدي / البراد


عرفت السنوات الماضية دخول مفهوم سمعي بصري جديد سرعان ما سيؤثث المشهد الإعلامي ببلادنا بهالة من «الوهم التيكنولوجي» ويدفع به توا إلى أطوار متقدمة من الحداثة «القافزة» أو المتخطية للمراحل• انه «الفي سي دي» جهاز في حجم «بارابول» سهل الاستعمال, وبأثمان معقولة وأسعار جد مناسبة ,أضحى أحد ديكورات الاساسية للبيت المغربي الشعبي • فكل بيت به" براد "به فيسيدي «هامش الخطأ (20 بالمائة.
من الناحية التكنولوجية يعتبر القرص المضغوط أو «السيدي» كما هو شائع عند العامة جهاز لتخزين المعلومات رقميا، مهيأ لتسجيل وإعادة إنتاج الصوت والصورة تم اختراعه وتطويره سنة 1979 من طرف شركتي «سوني» و»فيليبس» حيث صنع منه لاحقا عدة نماذج، القرص المدمج الكلاسيكي cd وcd rom وcd1 وdvd•
هو قرص قطره 12 سنتم وسمكه 1 ملم مصنوع من البلاستيك ومغطي بطبقة معدنية من إحدى وجهيه• هذا النوع من الأقراص يستطيع تخزين حتى 80 دقيقة من الرنين بشكل رقمي بمساعدة ليزر قوي بالمقارنة مع الأسطوانات القديمة المستعملة في تخزين الموسيقى فإن cd يتمتع بمزايا متعددة تتجلى في الحفاظ على الصوت دون صوت دخيل ودون نقص في جودة الصوت كما يعتبر سهلا في الاستعمال، وأخيرا تتم قراءة القرص المدمج دون أدنى تماس بين القارئ والقرص• لونكاترت»
2004•


تغيير بقوة 180 درجة



هذا الاقتحام الإعلامي على نطاق واسع، لم يواكبه قانون منظم يخضع المسألة لنصوص وضوابط بمواصفات عالمية• مما ساعد على إحداث خلخلة ملتبسة الفهم، ذات حمولات ودلالات فنية ثقافية وفكرية ممسوخة ومشوهة•• الأمر الذي دفع بالمشهد الإعلامي في مستواه الشعبي إلى التغيير بقوة 180 درجة، وبسرعة فائقة• أصبح معه الوضع خارج نطاق السيطرة• ذلك أن كلمات كانت إلى عهد قريب رمزا للحداثة مثل «الكاسيت» أجهزة مسجلة، تشتغل بشريط مغناطيسي يشمل وجهين• وقصيدتين غنائيتين في أحسن الأحوال يتراوح ثمنها بين 10 و20 درهما• أضحت الآن متجاوزة «بفتح الزاي» أمام اندفاع تكنولوجي محموم غير محسوب العواقب أمام قرص مضغوط من نوع mp3 يضم 300 قطعة غنائية مقابل 5 دراهم•
إن أهمية المرحلة ,لا تعود فقط إلى بروز هذا المعطى العلمي التكنولوجي الذي فرض نفسه في ظل العولمة ,وانتفاء الحدود في أشكالها الفكرية والبشرية والرأسمالية• وإنما إلى آلية التعميم، بساطة الاستعمال وسهولة التسويق, التي يسرت تداولها، ليس بأقصى سرعة وحسب، وإنما بأقل تكلفة أيضا• غير أن ذلك، لا يعني أن إسهاما عربيا في مجال الصناعات الإلكترونية قد حصل• وإنما مظهر سرابي من تجليات النمط الاستهلاكي المتجذر لدى الأمم والشعوب التي تتمسك بالتلابيب ليس إلا• المشكلة هي بيع هذه الأقراص المضغوطة كمادة أساسية مدعمة , رغم أنها لا تخضع للضوابط المتعارف عليها عالميا• ولذلك لابد من طرح السؤال والبحث عن إجابات مقنعة, خاصة في سياق تزايد قرصنة الأعمال الفنية والاتجار فيها خارج المعايير والمواصفات الدولية•
ـ من هنا ضرورة السؤال• ماذا يمكن أن ينجم من آثار سلبية على الفن وحقوق الفنان داخل الوطن وخارجه؟
ليس بإمكان الكلمات أن تكون فتاكة فحسب، وإنما الصورة المقرصنة أيضا• فعلى امتداد شوارع ودروب مدينة فاس• وربما في كامل التراب الوطني• يؤثث الفضاء العشرات، بل الآلاف عبر التراب الوطني من الشباب المراهق• يقظ ومتحمس ويائس• يدفعون بـعرباتهم المليئة بأجهزة العرض من dvd وvcd ومكبرات الصوت• إنهم أشبه باستوديوهات متنقلة تجوب الممرات وتنشر غسيل «التكنولوجيا» في فضاء مسكون بالبحث عن الخبز وقوت الأطفال• الأقراص المدمجة بطموح محبط وأمل في الحياة لا حد لمداه• ثمة نقط كثيرة للبيع• حيث تعرف إقبالا كبيرا• لانخفاض ثمنها «5 دراهم» للقرص• حيث تصبح في متناول الجميع ولأن سعرها رخيص فإن فائضا ضخما يفوق الطلب يزلج مختلف الفضاءات والأمكنة جديده غير جيد• وجيده غير جديد• فالمعروض من أفلام وبرامج توثيقية «عالم الافتراس» وسيتيكومات» مركبة بمنتهى العبث والاستخفاف، وقلة الذوق مما وصلت إليه التفاهة من لغة «الشمكارى»• لقد عاينا نموذجا من الرقص الإفريقي على إيقاع الكمان أو الشعبي والعيطة في تنافر يعدم الذوق، ويصيبه في مقتل• أما عن الأفلام فحدث ولا حرج• أفلام سينمائية أنتجت في الخمسينات والستينات من كل صنف «الحركة» والرعب و»المغامرات»• وذلك من غير السؤال عن كيفية تسجيلها وإنتاجها دون الجودة• وإذا كانت الظاهرة قد أبرمت معاهدة صلح مع عناصر القوات المساعدة، حيث تحظى بتقدير خاص احتراما على ما يبدو للتكنولوجيا• فإن للمهتم حق السؤال: هل كان الممثل العالمي «ميل كبسون» الذي صرف ميزانية ضخمة تقدر بالملايين من الدولارات من أجل إنتاج «آلام المسيح» على علم أن فيلمه سيباع وسينزل لأسواق درب غلف بالبيضاء وسيعرض في أسواق أحياء فقيرة بـ: 10 دراهم فقط قبل نزوله القاعات السينمائية؟ أكثر من ذلك نشطت وبشكل مواز مهنة كراء وتبديل أقراص السيدي مقابل 2د للقرص• كما النار في الهشيم• ونتيجة لذلك، لاحظنا أن أسرا كثيرا• استغنت كليا أو جزئيا عن برامج «التلفزيون بقنواته الأرضية والفضائية» واكتفت بالفيسيدي كبديل•
عن هذه الموجة أو التقليعة حاورنا عددا من باعة الأشرطة المتجولين وأصحاب العربات المحمولة والثابتة عن رأيهم• كما استقرينا آراء العديد من الفاعلين والمهتمين في المجال من فنانين ومثقفين ومهتمين• فكانت الورقة التالية:


شهادات/شهادات



محمد لعروصي فنان شعبي: ليس لدي علم بما يباع وبعدد الأقراص الرائجة• لا علم لي حتى بمن يقوم في الاتجار في إنتاجاتي الفنية المسجلة سواء على القناتين 1 و2 أو غيرها•• هناك خطر حقيقي محدق بحقوق الفنان في بلدنا• على الدولة أن تتحرك• ومضى يقول بعد أن سلمنا نسخة شمسية تظهر امتلاكه لحقوق التأليف والإبداع لأعماله والمسجلة بفرنسا• «من حقي كفنان إن امنع الاعتداء على أعمالي بالقرصنة أو غيرها كما أسمح لنفسي بالمطالبة بتعويضات عن ذلك»• واستطرد داعيا الفنانين إلى المبادرة بخصوص حقوق التأليف بالمغرب• والعمل على تفعيله بشكل يضمن حقوقه ويصون جهده من عبث العابثين• وختم «الظاهرة كغيرها من الانفلاتات التي باتت خارج نطاق السيطرة، جيوش من الشباب همها الوحيد ترويج المنتوج• الخاسر هو الفنان••• والرابح الوحيد هو الشركات المنتجة للأقراص المدمجة والتي على ما يبدو أرقام معاملاتها التجارية تقدر بالملايير من العملة الصعبة•

شاب يمتهن بيع أقراص مضغوطة:

إنه نوع من التجارة غير المنظمة صحيح• لماذا لا نطرح السؤال الحقيقي• ؟لماذا تباطأت الحكومة عن التفكير قانونيا في المسألة؟ مقدما مثالا «الإرهاب»• ترك الأمور على حالها, يشكل خطرا حقيقيا• وهو من غير أدنى شك, سيكون له أوخم العواقب علينا وعلى اقتصادنا• أما صاحب محل لبيع منتجات السمعي البصري فيعقب متسائلا، «كيف لنا أن نؤدي ضرائب..؟ ومبيعات أصحاب الكراريس والعربات تزود السوق بأكثر من %70 في المائة من الطلب؟• والاستوديوهات المتنقلة خطر حقيقي يهدد حياتنا وحياة أسرنا وتجارتنا المنظمة• كما يهدد أيضا وفي الصميم اقتصاد بلدنا المهدد سلفا• يقوضون تجارتنا من الداخل وأمام أعين الجميع•••

محمد شهيد شاعر وفنان:

عندما شاهدت عينة من هذه الانتاجات تسوق على أساس أنها منتوج كوميدي ثنائي، أحسست بالغثيان• فالأمر مجرد شخصين نكرتين اتفقا على تصوير نكت بليدة وساذجة على الفيديو• حفروها على أقراص, ثم أنزلوها للأسواق• أين الدولة؟ والقيم؟ الفن؟ والإنسان؟ أمام هذا التكالب المفضوح والتجرؤ الوقح الوضيع على الفن• على الدولة أن تبادر فورا إلى سحب هذا العفن من الأسواق• سجل ما سأقول وأريد أن أتأكد أنك لن تحذف منه شيئا• أرجوك••

خالد ب، صاحب محل
لبيع الأشرطة:


أنا أشتغل برخصة•• فالمحل كان لبيع أشرطة الفيديو الذي يمر بمرحلة الاحتضار، إن لم يكن قد مات• لابد من تدخل حازم للدولة / فالشاب الماثل أمامك• يبيع السيدي بـ 5 دراهم هامش الربح لديه 30 بالمائة• لأنه معفى من الضريبة، وغير ملزم بالباتانتا أيضا / أما أنا فالحقيقة تعلمها ضريبة• تيفييا••• ومع ذلك مضطر للبيع بنفس الثمن وكما ترى فالمنافسة ليست شريفة• معربا عن كبير أمله بإجلاء الذين يتاجرون في هذا المنتوج دون رخصة أو إجبارهم على دفع ضرائب•

زبونة ربة بيت:

السيديات «أوليدي بحال لتشتري» دلاحة «أو رمانة»• يمكن أن تكون حلوة المذاق، ويمكن إن تكون مرملة•"فاسدة"• وغالبا ما تكون مثل «الكرعة»"صنف من الخضر" طعمه لا بالمالح ولا بالحلو• مجرد فرقعات.. وتزليجات ..متعددة الألوان تظهر على شاشة العرض, من دون وجه حق•• وعن سؤال حول ما تفضله من الاقراص المعروضة, قالت الزبونة بجرأة «عزيز» علينا أولدي "الشطيح" الرقص" والسهرات والغنى••»•

إلياس باكوش: طالب باكالوريا شعبة الاقتصاد:أولا أنا لا أحبذ كلمة قرصنة, فكلمة قرصنة بمدلولها الشاسع توحي على الاجرام و السلب و النهب..و استعمالي لها لا يعني بالضرورة تأييدي لها..ف"القرصان", هو شخص يحل مسائل و معادلات , يصنع أشياء, يؤمن بمبادئ الحرية و الإرادة و الحق في المعرفة, و تحت أي ظرف كان لا يسعى للربح المادي بل ولا ينتظره...بدليل أن الأفلام المعروضة بدرب غلف يتراوح ثمنها بين 5 الى10 دراهم !!

لا أعتبر الأمر قرصنة بقدر ما أعتبره سبقا بشكل عام.. فجهل الرأي العام بمدلول هذه الكلمة يستغل من طرف وسائل الإعلام لتشويه صورتها الحقيقية ...و من يصدق وسائل الإعلام على كل حال... كلنا نعلم أن الأنترنيت كانت في بداياتها شبكة عسكرية فالجامعات و المعاهد هم من جعل منها الشبكة العالمية التي هي عليها الآن و ليس "وسائل الإعلام", لذا فكل ما يمكن أن يقال أو يسمع بخصوص قراصنة الأنترنيت ليس بالضرورة صحيح.
دون قرصنة, أو بشكل أوضح دون صراع بين كتلة المنتجين و كتلة المستعملين "السيئي السمعة" أو بشكل أكثر وضوحا, دون منافسة لن يتحقق العامل الأول من عوامل التقدم.....
نتكلم هنا عن الخسائر التي تتكبدها الشركات جراء القرصنة, وأنا أريد أن أقارن حجم هذه الخسائر بالخسائر الناتجة عن الاحتكار...Money99 برنامج مايكروسوفت الشهير لتسيير الحسابات لن يعمل إلا إذا استعمل معه Internet Explorer4 –من انتاجات مايكروسوفت أيضا- !!! فالاتهامات الموجهة ل Bill Gates, والتي تصب كلها في اتجاه توجهه الواضح نحو احتكار سوق المعلوميات يمكن القول أنها صحيحة %100 .. يمكن تشبيه مايكروسوفت في السوق العالمية ب "كوكا كولا" بالنسبة "رايبي جميلة"...فالإحصاءات تدل على أنها تملك 90% من السوق العالمية. فهل يمكن تجريم بيل كيتس؟؟
ومن لم يستسغ Windows يمكنه أن يتجه نحو Linux أو Unixو اللذان يستلزمان أيضا المتصفح Netsape Navigator..!!!
فباختصار يمكن القول أن الصراع بين وجهي العملة سيستمر الى أن يرث الله الأرض و من عليها...مما سيساهم بالتأكيد في الرقي بمستوى الإجراءات الأمنية المتبعة..و لكن تبقى المقولة الرائجة "برامج الأمن عليها أن تربح كل مرة, لكن القرصان يكفيه أ يربح مرة واحدة" مقض مضاجع المنتجين.....

كنا قد توخينا النزاهة ,ونحن نقوم بمعاينة أقوى الاحتجاجات من لدن سيدة اقتنت سهرة لكن ,إذا بها تتفاجأ بمنوعات شعبية لم ترُقها• فأعادتها للبائع الذي أجبرته على مشاهدتها• لنتأكد أن هناك مشكلتين تواجهان مشاهد القرص المضغوط، في حالته الراهنة• تتمثل في عدم الاهتمام باللغة العربية 1 أو الفرنسية 2 باعتبارهما الأقرب إلى التداول• حيث أغلب الأفلام المقرصنة والمرتبة عالميا تكون بلغتها الأصلية• الانجليزية, ثم العبرية في بعض الاحيان . 2 الأمر الثاني, رداءة الصورة, وضعف ملحوظ على المستوى جودة الصورة والصوت. ومع ذلك يستمر الإقبال•


زبون مخلص:

عن أية جودة يتحدثون؟ "نحاسبوهم على البطالة"•• ثم بعد ذلك نتحاسبوا على الجودة في الصورة والصورة• اتركونا نسترزقوا الله••• لكن من سنحاسب؟ من؟ بهذا الكلام عبر احد الشباب عن موقفه من الموضوع.•
رشيد صاحب «انترنيت»: الأصل أن تكون هناك رقابة، على مثل هذه المجالات حيث تصبح القرصنة وسيلة للاستقواء ودخول عالم التيكنولوجيا• لابد من التعامل بحزم وليس غض الطرف من أجل الابتزاز في بضعة دراهم يشفطها الجابي قبل أن تصل إلى صندوق البلدية• والأهم من هذه العملية هو تنظيم السوق وحماية المستهلك والفنان معا• فالمهنة في شكلها الحالي لا تخضع لأي نوع من الرقابة لا القبلية ولا البعدية•


بائع أقراص متجول:
«
"منذ 4 شهور ركبت الموجة " يقول بائع متجول" ويتابع في ثقة " متوسط مبيعاتي ما بين 6 و10 أقراص يوميا, اما هامش الربح فقد لا يتعدى درهمين في القرص الواحد. ليس لدي «كرافور» (نقاش) ولا حاسوب• أتزود كغيري من الشباب من بعض الأشخاص الذين ينتجون• إنهم يشترونه بـ 2.50 دراهم, ويبيعونه بالجملة بـ 4 دراهم• أعرف من يبيع في المتوسط 500 قرص مضغوط يوميا من مختلف الأجناس•• الفيلم السهرة• المونولوغ••• إنهم يأتون إليك في محلك••• في المقهى••• أو في البلكون•• من كل جهات فاس, إنهم محترفون, يحققون أرباحا ضخمة ,• لكنهم يشتكون•• لست أفهم قلت له مازحا: هل لديك قرص••" لي على بالك"••• لا•• لا•• استعمل ذلك•• وانصرف•


مصطفى الداحين: باحث اجتماعي: هناك أمور لابد من التصريح بها فيما يتعلق بتجارة أنظمة الحاسوب البرمجة والمعلوميات• من حيث المبدأ هي ظاهرة صحية في حالة تقنينها وإحاطتها بالشرعية• هناك دول سبقتنا الى ذلك• لكن متاعب كثيرة تعترض هذا النوع من التجارة غير المنظمة• أخطرها أننا سواء كعرب أو مغاربة مستهلكون في كل الأحوال• هناك أيضا هامش كبير للسرية واللاشرعية• هناك أشرطة بعينها تحتل الصدارة في المبيعات• إضافة إلى حصول التباس كبير في موقف الدولة من ذلك• في أحيان كثيرة يفسر الموقف على العادة• مثل ما حدث مع البارابول في بداياته• حيث سنت الدولة ضريبة سنوية ثم سرعان ما تراجعت أمام ضغوطات العولمة•• من الأشياء المثيرة أيضا وجود أقراص تحكي عن حياة المسيح ومريم، ويوسف، وعدد كبير من الأنبياء ولا أحد يعرف عن أية وجهة نظر تعبر هذه القصص• هل تصرف وجهة الإسلام في الخلق كما ورد في القرآن الكريم•
أو هي تصرف وجهة نظر أطراف أخرى متطرفة سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو غيرها•

محمد قنيبو فنان تشكيلي :

هناك على ما يبدو مزية يمكن الجهر بها كنقطة حسنة لهذه الظاهرة وأستطيع أن أؤكد لك أن مستوى الأمية انخفض بمعدل طفيف بفضل دخول كل من الهاتف المحمول الذي يستعمل الآن من طرف الرعاة•• أقصد أشخاصا أميين بعيدين عن الحضارة والمدنية•• لم يسبق لهم أن تعلموا بالمدارس•• إنها طفرة•• لا أدري لصالح من في نهاية المطاف• لكن عندما أشاهد سيدة طاعنة تبيع الدوم في أحد الأسواق• كما يمكن لك بالعين المجردة رؤية بائع الببوش وطايب بوهاري وصاحب عربة لبيع القزبر والمعدنوس يحدث طرفا آخر على المحمول، لابد أن تعلن داخل قرار نفسك ان شيئا ما حدث حصل•• من دون التأكيد على حصول تقدم• ويمكن الجزم في هذا السياق إن الأمية لم يعد من يحاربها طرف وحيد هو السبورة والطباشير داخل أقسام جماليتها غير مختارة بذوق• وإنما في تسريبات العولمة وحيثيات التكنولوجيا التي تتقدم كل ساعة وكل دقيقة في حجم تخلفنا• وهي التي أبدعت السيدي والديفيدي وأصغر محمول والبقية تأتي•• لكن ما أنتجنا نحن؟ يتساءل الفنان قنيبو• «مسخ•• قيل عنه ثنائي•• كوميدي•• بالنسبة لي شحنة من الكلام الساقط الفج المهترئ والنابي• سقطة مدوية للأخلاق• انحدار قيمي بكل اللغات والمقاييس يسجل على أقراص خارج المراقبة وسلطة القانون•••


الدكتور التوزاني عبد المجيد
فنان تشكيلي:

لابد من التأكيد على حقيقة هامة• التكنولوجيا أوجدت الآلة الكاتبة لإبداع أروع القصص والأشعار والروايات••• عندما وصلت عند العرب, حولوها الى كتابة التقارير الذاتية, عن الحساسيات المارقة والوطنيين, في مخافر البوليس• هذا هو التحدي بعينه الذي يواجهنا الآن, وأعتقد أن الانزياح وفق المعادلة السابقة, هو الحسم• بدليل أن ما نراه الآن من قرصنة أعمال شارلي شابلن ودبلجته الى لغة دراجة"عامية" فجة مبتذلة سخيفة تافهة• «ويلي ويلي دارها•• ولد الحرام••• والأمثلة لا تعد ولا تحصى• صدقني هناك انتصار كاسح للرداءة في هذا الجانب•• طبعا تم تطويع برمجيات لهذا الغرض•• هناك برمجية «لوجيستيل» لمسح العلامة التجارية للقنوات الفضائية يتم استعماله على نطاق واسع•• ويمكن أن تشاهد برنامجا فضائيا محفوظ حقوق البث على قرص مدمج من غير ترخيص وربما يتم إدخال نوع من التغيير في الصورة والصوت بشكل يشوه المادة ويتعسف على المضمون الذي أنتجت من أجله• كل ذلك من غير حسيب أو رقيب، بل ويتم الافتخار بذلك وبرأيي أن تقنية تزوير العملة والشيكات وجوازات السفر، لا تخرج عن هذه القاعدة فمتى تتحرك الجهات الحكومية من أجل تسنين وتقنين الظاهرة؟

الدكتور محمد فتحي باحث في علوم الاتصال والتربية:

بالطبع نحن أمام مرحلة جديدة• قبل عشر سنوات لم يكن من الممكن طرح هذا السؤال• تراجع السياسة الحمائية تراجع الرقابة سواء تعلق الأمر بالدولة أو الأسرة أو المجتمع• العولمة فتح عظيم بالنسبة للبشرية، لكن ماذا نوظف منه كعرب ومسلمين• باستثناء غرف الدردشة استثمار لا يساوي 1 بالمائة من القيمة العلمية والمعرفية لتكنولوجيا العولمة• أضف إلى ذلك غياب الروح النقدية إزاء ما يبث من طرف شبابنا• لو توفرت التربية الجنسية لكان الوضع عادي جدا• إنه عصر انتهاك على أوسع نطاق• عصر انتهاك حق الأمة، انتهاك حق الإنسان في فلسطين في العراق، انتهاك حق الإبداع والفن والتأليف والتفكير•••


الوارثي بوشتى رجل تعليم:

أستاذ التعليم الابتدائي: سيديات «حمل الأثقال» أو «مكة» هذه هي الأسماء الحركية لأقراص مضغوطة تعرض الجنس وأفلام البورنو تباع بحرية «لا سبيل للمقارنة• عند الشعوب المتحضرة في أوربا وغيرها، لا تعرض أفلام البورنو في الأماكن العمومية• حتى أنها لا تبث إلا في أوقات محددة• والمسألة تقود وراءها اقتصادا منظما• أرقام معاملاته بالملايير ما بين شركات الإنتاج والإشهار للملابس الداخلية للنساء• يكفي ظهور عارضة أزياء بمايوه وحمالة النهدين لتقبض الملايين • وقد حدث أن ظهرت عارضة عارية إلا من حذاء رياضي من نوع «أديداس»• مما زود أرباح الشركة ورفع من مبيعاتها إلى أعلى مستوى• أما في بوادينا التي وصلها الكهرباء فالآباء في الصفوف الخلفية للمقاهي والأبناء أمامهم والفقهاء وقد اندسوا يتابعون عروضا ليلية خاصة بالجنس وقد أخفوا رؤوسهم متنكرين تحت قباب جلابيبهم• إنها العولمة على الطريقة المغربية عزيز باكوش/المملكة المغربية



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدروس الخصوصية -تسونامي-جديد يجتاح المغرب
- حوار مع الاستاذة فائزة السباعي مفتشة مركزية بوزارة التربية ا ...
- الغش في الامتحانات المهنية بين التحليل والتبرير
- الغش في الامتحانات المهنية في التعليم بين جدلية التحليل والت ...
- الدكتور شكير فيلالة يصدر-الكتابة الموازية- ايضاءات في السرد ...
- الملتقى الفيلمي التربوي الخامس بين الانتاج واعادة الانتاج
- أحدث تقرير عن وضعية الطفولة بالمغرب
- الانترنيت في العالم العربي الواقع والآفاق
- العوادة كاسلوب تقليدي في العلاج بين الهلوسة الاجتماعية والتص ...
- انين الموتى
- لماذا تغييب الصحافة الالكترونية عن ندوة الاعلام الجهوي والتن ...
- العرب والرسوم المتحركة
- عندما نبكي أمام وسائل الاعلام..
- حوار مع فاعل اعلامي
- بكاء العربي
- حوار مع الكاتب الصحافي المقيم بالمانيا محمد نبيل
- حوار جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية مع الفاعل الإعلامي الش ...


المزيد.....




- الإمارات: حالات -محدودة- مرضت بسبب التأثر بالمياه الناجمة عن ...
- بوتين: النجاح في ساحة المعركة يعتمد على السرعة في حل المشكلا ...
- الجزائر.. منتدى تكنولوجيا الإعلام
- ما مشروع -نيمبوس- الذي ضحت غوغل بموظفيها وسمعتها من أجله؟
- رجل مصاب بالسرطان.. نمت رموشه بطريقة نادرة
- تبوك السعودية تحقق توصيف مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية ...
- انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أي ...
- طبيبة: الكركم يبطئ الشيخوخة ويحمي من السرطان
- الناقة تحلّ محل البقرة بسبب التغيُّر المناخي
- باحثون يكشفون سر التوهجات الغامضة حول الثقب الأسود


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - عزيز باكوش - حول القرصنة في مجال المعلوميات