حيدر عباس جعيجع
الحوار المتمدن-العدد: 6482 - 2020 / 2 / 4 - 14:41
المحور:
المجتمع المدني
العقلية الدوغمائية وإلغاء الإخر...
ثقافة إلغاء الآخر ليست وليدةَ اليوم أو الساعة، فإننا نجد جذورَها وأصالتها في مفاهيمِنا ومعتقداتِنا، وحتى في طريقةِ تفكيرِنا.
وهناك الكثيرُ مِن الأمثلةِ والشواهدِ يضيقُ المجالُ لذكرِها.
لذا ليس مُستَغرَبًا أن نشاهدَ اليومَ هذا الصراعَ العبثي الذي بدأ يتنامى وبشكلٍ مُخيفٍ في المجتمع العراقي.
وبدأ وباؤه بالإنتشار، فَمِن تخوينٍ إلى تسقيطٍ فتكفيرٍ وهكذا دواليك.
والفكر الأُحادي الذي لا يؤمن بأن للآخر حقًا في الإختلافِ وإبداءِ الرأي، عادة ما يكون ضيقًا ويؤدي إلى نتائج عكسية تُجَزئ الحقيقةَ وتُشوهها.
فالأحكام ليست كلها قطعية، والحكم الإستباقي غالبًا ما يؤدي إلى رتابةِ في التفكير وانغلاقٍ في الأفق. وهو غيرُ موضوعي في طبيعته.
وما نعيشه اليوم من حالة التشظي والتفكك في النسيج المجتمعي ما هو إلا نتاجُ هذه الثقافة وهذا الخطاب المتطرف.
وفي الأخير أقول.. قبل أن نطالبَ بوطنٍ علينا أن ننظرَ للآخرين بأنهم جزءٌ لا يتجزأ مِنا حتى وإن اختلفوا معنا في الرأي أو المعتقد.
وبدل محاولة استئصالهم علينا أن نستأصل هذا المرض الذي يفتك بالجسد العراقي.
دمتم أخوةً في الدينِ والوطنِ والإنسانية.
#حيدر_عباس_جعيجع (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟