أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور يوسف ابراهيم - التضخم التراثي - 1- الاجماع















المزيد.....

التضخم التراثي - 1- الاجماع


نور يوسف ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6480 - 2020 / 2 / 2 - 16:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان التضخم الحادث في التراث الديني مقارنة بالنص المؤسس والذي يعود الى القرون الاولى من الاسلام لهو رمز لبقاء الاحتكار والاستلاب الذي ابتلي به الانسان المسلم لصالح منظومه اصولية تتبنى تراثا انسانيا تمت ترقيته الى رتبة المقدس وتساوى عندهم البشري بالالهي والمطلق بالنسبي فقد وضع علماء الاسلام منظومة اصوليه تتبنى مصادرا اضافية للتشريع بجانب النص المؤسس مما جعل الدين يتدخل في كل التفاصيل الدقيقة في حياة الانسان حتى ان من احصى مسائل الفقه قال انها بلغت مليون ومائتين الف مسألة فقهية وهذا العدد الضخم لا يقارن بعدد المحرمات في القرءان مثلا وهذا مما جعل العقل المسلم يفقد معيار الصحة والخطأ ويحتاج لمن يقود حياته حتى في ادق دقائقها وخصوصياتها وانه لمن المفيد أن نلقى الضوء على هذه المصاد الاصولية تباعا لنضع ايدينا على احد مكامن الخلل في في البناء الذي انبنى عليه التراث الهائل الذي ورثناه ولا ندري عنه الا القليل
ان علماء الاصول يرتبون القرءان في بداية وأوليه مصادر التشريع وكذلك السنة وسنأتي للحديث عنهما في نهاية البحث و لكنهم بعد ذلك يتخذون ما يسمى بالاجماع كأهم مصدر من مصادر التشريع بعدهما فما هو الاجماع
الاجماع كمصدر من مصادر التشريع الاسلامي كما يعرفه الاصوليون هو اتفاق جميع المجتهدين من امه محمد على امر من الامور في عصر غير عصر الرسول , اي ان معناه ببساطه أن يتفق كل علماء الدين على رأي واحد فيكون هذا الرأي حجه شرعية وجدير بالذكر ان الاجماع لابد ان يكون له مستندا شرعيا من قرءان او حديث بمعنى ان الاجماع يكون في فهم المراد من الآية او من الحديث وهذا معناه ببساطه ان الفهم البشري المحدود للنص أصبحت حجيته مساويه لحجيه النص الالهي فالاجماع مصدر من مصادر التشريع مثله مثل القرءان!!
وبما ان الموضوع بهذه الدرجه من الخطوره فإنني أحب أن اتساءل هل هذا التعريف منطقي وممكن حدوثه ؟ بل لعلني اتساءل هل تحقق فعلا في عصر من العصور ؟ بل يبدو أنه يجب ان أتجاوز وأسأل هل اجمع الفقهاء على هذا التعريف ؟ وماذا اذا لم يجمعوا على الاجماع ؟ واخيرا هل خالفهم أحد ؟ كيف يمكن التاكد من الاجماع اي كيف يثبت لهم انه لم يخالفهم أحد ؟ وحتى لا يطول الكلام فمن أردا أن يستزيد من الموضوع فليرجع لقول المعتزله مثلا في مسأله الاجماع والمعتزله فرقه كانت معاصره لحقبه التأصيل وكانت لهم آراؤهم العقلانيه ونقودهم والذين لو قدر لهم الاستمرار لكان للتشريع الاسلامي تاريخ آخر مختلف تماما فكل مجهود بشري يجوز ان لا يحدث اصلا ويجوز ان يحدث بطريقه مختلفه تماما وقد يتدخل في حسم الصراعات بين تلك الفرق سلطه سياسيه ما فتنتصر فرقه على اخرى وتصبح اقوالها هي الدين فمن العبث ان نعتبر ان هذا المجهود البشري دينا ازليا مطلقا وقد خالفهم الرازي ايضا قائلا بظنية الاجماع وليس بقطعيته وهناك قول عن احمد ابن حنبل انه من ادعى الاجماع فهو كاذب لعل الناس اختلفوا
وعلى كل حال فقد اختلفوا في تعريف الاجماع ثم اختلفوا في حجيته بمعنى هل هو حجه قطعيه كالقرءان ام ليس كذلك ثم اختلفوا في الاجماع الذي بلغ عدد المجمعين فيه عدد التواتر والذي لم يبلغوا فيه عدد التواتر واختلفوا في من هم العلماء الذين يعتد بقولهم والذين لا يعتد بقولهم واختلفوا في شروط صحته واختلفوا ايضا هل يمكن حدوثه واجتماع اهل العصر على راي واحد ام لا وهل الاجماع اللاحق ينقض السابق ام لا .. ومن المفيد هنا اعاده النظر في حجيه الاجماع كأصل من اصول التشريع فهي ما بين حديث اختلفوا في وقفه ورفعه وبين آية لا تدل عليه بشكل مباشر ولا أولوي
بل وقد اخرج شارحو هذا الاصل كل من كفره العلماء ببدعته .. وهذا يعني ببساطه ان الاجماع ان يتفق كل من معنا ورضينا عنه على رأي واحد فلا عبرة بقول من خالفنا فهل كل من خالفهم كافر بالفعل ام انه فقط قد اجتهد اجتهادا لم يرضوا هم عنه ولعل التاريخ يحكي لنا كيف كان يتم تفسيق وتبديع الناس لمجرد الاختلاف في الاجتهاد معهم او لمجرد الاختلاف السياسي معهم ولناخذ مثالا على ذلك
يقول الدكتور محمد حسن هيتو في كتابه الوجيز في اصول التشريع الاسلامي (ان كثيرا من الفرائض المتفق على فرضيتها قد ثبتت بأخبار الآحاد التي تقبل التأويل ولا تفيد الا الظن ومع ذلك نرى الامه متفقه على تكفير جاحدها أو مؤولها وما ذلك الا للاجماع ونرى ان كثيرا من الاحاديث والآيات تحتمل التاويلات البعيدة لدلالتها الظنيه الا اننا نمنع هذه التأويلات ونحكم على مرتكبها بالفسق والزندقة والضلال وما ذلك الا للاجماع )
وهذا كلام خطير في الحقيقه انه يعترف وبكل بساطه باغلاق باب الاجتهاد والتفسير والتأويل وفهم الدين بناء على افهام بعض الناس واحتكارالكلام باسم الله وتكفير وتفسيق وتبديع المخالف ولكن الاخطر في هذا الكلام نقطتان
اولا .. قوله( أخبار الآحاد التي تقبل التأويل) .. فمادامت تقبل التاويل باعترافكم فلم الحجر على استمرار الاجتهاد فيها ؟ ومادامت أخبار آحاد بمعنى ان عدد رواه الحديث قليل او قد يكون الراوى شخص واحد فبالتالي يكون الحديث اصلا ظني كيف تستفاد حجه قطعيه من دليل ظني؟ ثم يقول ان الامه متفقه على تكفير جاحدها او مؤولها بسبب الاجماع !! في الحقيقه تعمدت أن لا استشهد ببعض الامثلة في هذه النقطه تحديدا لان الامثلة قد تكون صادمه جدا ولكن سيتضح الكلام عندما نتكلم لاحقا عن السنة وحجيه خبر الآحاد
ثانيا ..كلامه عن تأويل الآيات القرءانيه اي تفسيرها يقول انها تحتمل التاويلات ثم يصفها بالبعيده وهذا الوصف نسبي اي ان مايراه هو بعيدا قد يراه غيره قريبا ثم يعترف بان دلالتها ظنيه اي محتمله وليست قطعيه ثم يقول اننا نمنعها ونحكم على مرتكبها بالفسق والزندقه والضلال لانه خالف الاجماع!! اليس هذا مناقضا لمقوله ان القرءان صالح لكل زمان ومكان فكانهم حولوا الامر لان يكون فهم البشر للقرءان صالح لكل زمان ومكان
يقول الشيخ علي جمعه في كتابه الاجماع عند الاصوليين معقبا على شرح الشيخ بخيت على الاسنوي" ومن هذا نعلم ان الاجماع لا يتصور ان يكون ظنيا باعتبار الدلالة والحجية بل هو قطعي في الحجية والدلالة دائما على الصحيح كما قدمنا ايضا وانه متى عارض الاجماع نص من كتاب او سنة وكان النص قاطعا قابلا للتأويل أول بما يوافق الاجماع وان لم يقبل التاويل قدم الاجماع لما ذكرناه من ان النص يقبل النسخ والاجماع لا يقبله فكان الاجماع اقوى"
ومفاد كلام الشيخ علي جمعة ان الاجماع مقدم على النص سواء كان قرءان او سنة لاحتمال النسخ في النص بالرغم من ان النسخ نفسه مختلف فيه , وفي وجوده و الغريب أن الذين قالوا بالنسخ مختلفين على كيفية النسخ وعلى عدد الآيات المنسوخة فمنهم من قال بأن القرآن لا ينسخ إلا بالقرآن و منهم من قال بأن الحديث ينسخ القرآن و منهم من قال بأن النسخ هو تخصيص العام أو تقييد المطلق فقط
ويقول في موضع اخر " فعدم القول بالاجماع يؤدي لضياع الدين بالجملة وهذا دليل كاف على حجيته " فانظر الى حجة الشيخ الذي يجعل ما كان من افهام واجتهادات البشر دينا مطلقا لا اجتهاد بعده
قال الزركشي في البحر المحيط:" قال أبو إسحاق الإسفراييني في شرح الترتيب: نحن نعلم أن مسائل الإجماع أكثر من عشرين ألف مسألة" فتخيل ان المعلوم من الدين بالضروره قد اصابه التضخم بسبب ما يسمى بالاجماع واعتباره مصدرا من مصادر التشريع و انظر الى الاصر والاغلال التي القيت على كاهل المسلم البسيط الذي اصبح لا يستطيع ان يمارس حياته الطبيعية قبل أن يسأل أحد الفقهاء والمفتيين هل هذا جائز ام لا والامر لا يتوقف على الاجماع فقط بل هو اول سلمة في بناء الاصول الفقهية ومصادر التشريع ولكن لنا وقفة قادمة عن مصدر آخر الا وهو القياس .



#نور_يوسف_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضخم التراثي - 1- الاجماع


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور يوسف ابراهيم - التضخم التراثي - 1- الاجماع