أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 6474 - 2020 / 1 / 27 - 22:10
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
من محطّةِ قطارٍ إلى أُخرى،
ومن قطارٍ إلى آخر،
ومن عربةٍ إلى أُخرى،
كنتُ أسحبُكِ من يدكِ
مجنوناً بجمالكِ أو عطرِكِ أو شفتيكِ.
كانتْ أسماؤكِ تتغيّر
في كلِّ محطّةٍ أو قطارٍ أو عربة
لكنّكِ تبقين كما أنتِ
ساحرةً أو ضائعةً أو تائهةً
أو عابثةً أو مجنونة،
وأنا أعبرُ بكِ الأسرّةَ العارية
والأسرّةَ المُظلمة
والأسرّةَ المُضاءةَ بضوء الشّموع
والأسرّةَ الطّائرةَ فوقَ بحرِ الدّموع.
أعبرُ بكِ محطّاتِ الشّمسِ المُنهارةِ وفجرها المذهول
ومحطّاتِ الخبزِ المُبلّلِ بالأسى والليلِ والسّكاكين.
في آخر مرّة
عبرتُ معكِ شيئاً لم أعرفه من قبل.
لكنّكِ لم تعبري معي
تاركةً أصابعكِ في كفّي،
فأمسكتُ بها كما يمسكُ البخيلُ بليرةِ ذهب،
أمسكتُ بها كدليلٍ أخير
على أنّني عبرتُ المحطّةَ الأخيرة،
المحطّةَ الأخيرةَ التي لا يُسْمَحُ لأحدٍ بعبورِها أبداً
إلّا لمَن نسي كلَّ شيء حتّى النّسيان.
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟