أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رواء محمود حسين - خاطرة في الفلسفة (1)















المزيد.....

خاطرة في الفلسفة (1)


رواء محمود حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 20 - 10:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولعل هذه الرحلة الطويلة والانتقال من منهج الفلسفة إلى المنهج الواضح لعلم الحكمة الإسلامية تذكر برحلة الغزالي في البحث عن الحقيقة، حينما حكى في كتابه (المنقذ من الضلال) ما عاناه في استخراج الحق من بين ارتباك الطوائف مع اختلاف المسارات والاتجاهات، وما تجاسر عليه من التعال عن التقليد إلى التبصر، وما استفاده من علم الكلام، ومن مناهج علماء التثقيف، المحدودين عن الوصول إلى الحق، وما استقله، من الطرق الفلسفية، وما انكشف له من مسائل حينما شرع بالبحث عن كلمات الخلق، من لباب الحق.
حتى أنه ذكر أن تباين الطبائع والبشر في الأديان والطوائف، واختلاف المناهج، بحر سحيق غرق فيه أكثر الناس، ولم ينج منه إلا الأقلون، وقد أمضى ثلاثين عاماً وهو يخوض ضجيج هذا اليم السحيق، ويقتحم غماره اندفاع الشجاع، لا اندفاع الخواف الحذور، ويتعمق في كل معتمة، ويصول على كل معضلة، ويدهم كل مأزق، ويستقرئ عن عقيدة كل طائفة، ليميز بين الحق والباطل، فبين الباطنية في كل من هو باطني، والظاهرية فيمن هو ظاهري، وفلسفة من كان متفلسفاً، حتى العابد بحث في تعبده، والملحد بحث في إلحاده.
(الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد الطوسي (المتوفى: 505هـ): "المنقذ من الضلال"، تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود، دار الكتب الحديثة، مصر، بدون تاريخ، ص 101 – 107).
إنه العطش في البحث عن الحقيقة، هو من دفع الغزالي إلى ذلك من أول أمره وريعان عمره، وهو غريزة وفطرة من الله وضعها في جبلته لا باختياره وقصده، إلى أن ترك التقليد واتجه إلى التجديد.
بدأت تتضح الحقائق بتحديد مفاهيم ومنهجية علم الحكمة الدينية شيئاً فشيئاً، حينما بدأت أكتشف تأثر الفلاسفة بالفلاسفة القدماء، مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو وغيرهم، مع أنهم وثنيون، وتنطبق عليهم الثقافة الوثنية القديمة. وبدأت أوجه النقد للفلسفة والفلاسفة وأتوغل كثيراً في منهج النقد الفلسفي على أساس ذلك.
فبدأت أبحث في تاريخ الفلسفة اليونانية بشكل مبكّر، واطلعت على ما كتبه القفطي في سيرة أفلاطون.
فقد ذكر القفطي أن أفلاطون بن أرسطون، أحد أساطين الفلسفة الخمسة من اليونان، تعلم على فيثاغورس اليوناني واشترك مع سقراط فِي الأخذ عنه وَلَمْ يذع خبره بَيْنَ علماء اليونان إِلاَّ بعد موت سقراط. وَكَانَ أفلاطون عال النسب فِي أهل اليونان، فقد كان من بيت علم احتوى عَلَى كافة فنون الطبيعة، وألف كتباً كثيرة معروفة فِي مسائل الفلسفة ونهج فِيهَا بطريق المثال والإقفال، وذاعت شهرة مجموعة من طلابه الخريجين على يديه وبرزوا بانتمائهم إِلَيْهِ. وَكَانَ أفلاطون في أول أمره يفضل الشعر وأخذ منه بتوفيق كبير ثُمَّ أتى ديوان سقراط فرآه يذمم الشعر والشعراء ويرى أنها تصورات تخطر بالبشر لا عَلَى الأصالة والرغبة بالحقيقة فالأفضل الامتناع عند ذَلِكَ، ثُمَّ تحول إِلَى رأي فيثاغورس فِي المسائل المفهومة، ويقال إنه عاش إحدى وثمانين سنة. وَكَانَ يعلم طلاب الفلسفة وهو ماش وأطلق الناس على فرقته المشائين وعهد فِي آخر عمره التعليم والتثقيف إِلَى أقرب أصدقائه وتفرغ إِلَى التعبد والاعتكاف وعاش ثمانين سنة. وعنه تعلم أرسطوطاليس حل محل بعد موته وقال إسحاق أنه أخذ عن سقراط وتوفي أفلاطون فِي العام الذي ولد فِيهَ الإسكندر وهو العام الثالث عشر من ملك الأوخس وكان ملك مقدونية فِي ذَلِكَ الوقت فلبس وهو أبو الإسكندر.
(جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي (المتوفى: 646 هـ): " إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، المحقق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى 1426 هـ - 2005 م، ص 20 – 21).
وقال ثاؤن إن "أفلاطون بن أرسطون بن أرسطوقليس من أهل أثنيس، وكانت أمه فاريقطيوني ابنة غلوقون، وكان من كلا الوالدين شريف الآباء وأمه هَذِهِ المذكورة من نسل سولن الَّذِي وضع القوانين لأهل أثينس وأرجع لهم مدينة سلمينا الَّتِي أخذها منهم أهل ماغارا. وَكَانَ لسولون أخ يدعى ذرونيذس يذكره أفلاطون مراراً فِي شعره وَكَانَ لذرونيذس ابن يقال لَهُ أقريطس وَقَدْ ذكره أفلاطون فِي كتاب طيماؤس وابن أقريطس فلسخروس وابن المسخوري. وَقَدْ ذكر ثاؤن مَا ألفه أفلاطون من الكتب ورتبه وهو كتاب السياسة فسره حنين بن إسحاق فِي كتاب النواميس ثقله حنين ويحيى بن عدي وَكَانَ يسمي كتباً بأسماء الرجال الطالبين لَهَا وهي فِي فنون متعددة منها. كتاب أوتوفرن. كتاب أسين. كتاب ثالطلطس. كتاب قيلوطوقن. كتاب قراطولس. كتاب سوفسطس. كتاب فاذن. كتاب قريطن. كتاب طيماؤس أصلحه يحيى بن عدي. كتاب أبرخيس. كتاب مانكسانس. كتاب أطليطغرس. كتاب طيماؤس ثلاث مقالات. كتاب فرمانيذس. كتاب فدرس. كتاب ماثن. كتاب مينس. كتاب المناسبات. كتاب التوحيد. كتاب فِي العقل والنفس والجوهر والعرض. كتاب الحس واللذة. كتاب مسطسطس. كتاب لاخس فِي الشجاعة. كتاب أرسطوطاليس فِي الفلسفة. كتاب خرميذس فِي العفة. كتابان سماهما الفيناذس فِي الجميل. كتاب أوثوذيمس فِي الحكمة. كتابان سماهما اقتاه. كتاب غورجياس. كتاب تأديب الأحداث كتاب أصول الهندسة وله رسائل موجودة. كتاب الجنس فِي الفلسفة. وقال ثاؤن أفلاطون يرتب كتبه فِي القراءة وهو أن يجعل كل رتبة أربعة كتب يسمي ذَلِكَ رابوعاً وعُرفَ أفلاطون وشُهر فِي زمن أرطخشاشت من ملوك الفرس وهو المعروف بالطويل اليد وهو يشتاسف الملك الَّذِي خرج إِلَيْهِ زرداشت والله أعلم"
(القفطي: " إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، ص 21).
وأراد أفلاطون أن يناضل نفسه فِي طلب الفلسفة الأصلية فذهب إلى سقراط لأن فيثاغورس كَانَ قَدْ مات وذاع بعده سقراط، فاتفق أن رأى سقراط وهو يخطب المجموعة المنعقدة إِلَيْهِ وَكَانَ قَدْ حشدهم إِلَيْهِ ذبونوسيوس فلما استمع إلى كلامه اهتمم كل الاهتمام بطلب الفلسفة الفيثاغورية وترك مَا كَانَ عَلَيْهِ من كتابة الشعر والأحاديث. وَكَانَ عمره إذ ذَاكَ عشرين سنة وسمع من سقراط بعد ذَلِكَ وصحبه مدة خمسين سنة حَتَّى وصل فِي الأمور الذهنية والعقلية إِلَى منزلة فيثاغورس وَفِي سياسة المدينة الفاضلة إِلَى منزلة سقراط وشهد لَهُ بذلك أهل العلم فِي زمانه. وَكَانَ لأفلاطون رغبة مشددة فِي العلم، فقد كان شديد الالتماس لَهُ كثير التشجيع له والبحث فِي جمعه، باذخاً فِي جمع الكتب بما يقدره حَتَّى أنه أمر ديون أن يشتري لَهُ من فيلولاؤس ثلاثة كتب مخزونة عنده من كتب فيثاغورس فاشتراها لَهُ بمائة دينار، ولما بلغ إحدى وثمانين سنة من عمره مات وذفن بالبساتين فِي اقاذاميا ومشى في تشييعه وجنازته كل من كَانَ بأثينس والذي خلفه من التركة البساتين المذكورة وخلف مملوكين وكأساً وجاماً وحلقاً من ذهب كَانَ يلبسه وهو غلام وهو لباس أشراف اليونان فِي ذَلِكَ الزمان.
(القفطي: " إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، ص 23 – 26).



#رواء_محمود_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاطرة في الحب
- خاطرة في الصداقة
- سبعة أيام في باشاك شهير ( قصة قصيرة )
- جاء الإسطواني ( قصة قصيرة)
- محسن مهدي في مأزق
- أمبرتو إيكو ملاحظات حول كتابة الرواية
- باولو كويلو ( الخيميائي) الذي نجح أخيراً
- طه عبد الرحمن في كتابه: - دين الحياء -
- الحداثة والإيديولوجيا
- جلبرت سينويه وروايته (ابن سينا أو الطريق إلى أصفهان)
- قراءة في كتاب مارتن هيدجر - الفلسفة، الهوية والذات -
- سؤال المنهج: الحلقة الأولى
- ماكس فيبر وإقتصاديات الحداثة
- هل هناك منهج واحد للحداثة؟
- أطياف جان جاك روسو ( 3 ) في التفاوت بين الناس
- أطياف جان جاك روسو ( 2 ) في العقد الإجتماعي
- أطياف جان جاك روسو ( 1 ) مكانة روسو في الأنوار الأوربية
- في الجدوى الإجتماعية: جدال حول المعيارية
- تاريخية مفهوم اللذة والطبيعة الإنسانية الكونية
- نقد فلسفة التحطيم الحداثية


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رواء محمود حسين - خاطرة في الفلسفة (1)