أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء محمود حسين - سبعة أيام في باشاك شهير ( قصة قصيرة )















المزيد.....

سبعة أيام في باشاك شهير ( قصة قصيرة )


رواء محمود حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6275 - 2019 / 6 / 29 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


سبعة أيام في باشاك شهير
(قصة قصيرة )

بقلم
رواء محمود حسين

إهداء:
إلى أخي الحبيب
الدكتور أنمار أحمد محمد
وعائلته الكريمة
من أجل ذكريات اسطنبول الجميلة
وليالي باشاك شهير التي لا توصف

إلى أخي الحبيب
الدكتور عبد الصمد يشيلداغ
الذي بواسطته ومساعدته استعدت كل ذكرياتي الجميلة في مدينة قرقلا


‏هبطت الطائرة عصر يوم الجمعة الساعة 6:30 عصراً في مطار اسطنبول الجديد، ‏وكنت أراقب من النافذة المباني الجديدة التي يشملها هذا المطار، وكانت هذه أول مرة أزور فيها مطار اسطنبول الجديد. من خلال نافذة الطائرة تبين لي أن ما كنت أقرأه وأشاهده في الإنترنت عن مطار اسطنبول الجديد صحيح جداً، فحجم المطار الهائل واضح للعيان، مما جعل الطائرة تقطع شوطاً وهي تهبط وتسير على المدرج، هذا فضلاً عن التطور الواضح جداً في مرافق المطار وصالاته وتوفر الخدمات الكبيرة فيه..
أخيراً وصلت الطائرة إلى الجسر الذي يؤدي بالمسافرين للخروج من الطائرة إلى داخل المطار. كان علي أن أسير بمحاذاة المسافرين الآخرين وأن استرشد باللوحات الدالة الموضوعة في الممرات من أجل أن أتبين الطريق إلى صالة دخول القادمين. وبعد مشي متواصل استمر ربما لأكثر من عشرة دقائق وصلت إلى القسم الخاص بتدقيق تأشيرة الدخول إلى المطار.
كنت أحمل في حقيبتي التأشيرة الإلكترونية التي حصلت عليها من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بمنح التأشيرات السياحية، وكنت قد طبعت التأشيرة على ورقة، كما كنت أحمل أيضاً حقيبة يدوية على كتفي و سترتي ذات اللون الأزرق والتي كنت أحملها بيدي اليسرى، فضلاً عن حقيبة صغيرة وضعت فيها جواز سفري ‏وبقية المستلزمات الخاصة بي. وصلت إلى مكاتب منح التاشيرة، وبعد أن دقق الضابط في التأشيرة وفي جواز سفري ختم على جواز السفر ختم الدخول إلى إسطنبول.
كان صديقي الدكتور عمار ينتظرني في الصالة الخاصة بالقادمين، فقد كنت أخبرته بموعد وصول الطائرة إلى مطار اسطنبول بالضبط، وبالفعل وجدت الدكتور عمار وأولاده ينتظرونني عند المطار وتحديداً في صالة الدخول، وحين دخلت الصالة وجدت صديقي الدكتور عمار يلوح لي بيديه وعلامات الفرح واضحة على وجهه. تعانقنا وحييت الدكتور عمار وأولاده محمد وياسين الذين لم أرهم منذ اكثر من ثماني سنوات، ويبدو أن الأولاد خلالها قد كبروا بشكل واضح إذ أنني لم أرهم لأكثر من ثمان سنوات، لكنهم لا يزالون يحملون ملامح الطيبة والبراءة على وجوهم.
حمل الأولاد الحقائب إلى السيارة وتم وضعها في الصندوق الخلفي للسيارة، ثم أخذت السيارة تذرع الطريق سريعاً بقيادة محمد الإبن الأكبر للدكتور عمار والذين كان قد حصل على إجازة السوق قبل يومين فقط. انطلقنا باتجاه الشقة التي كان الدكتور عمار قد حجزها لي مسبقاً عن طريق صاحبه التركي المدعو موسى، والذي يمتلك محلاً للعقار ويقوم بتأجير المنازل والشقق في باشاك شهير وغيرها من بلديات اسطنبول.الشقة التي تم حجزها لي تقع في الطابق الرابع والعشرين من الأبراج التي تسمى مديكولا، وهذه الأبراج تقع، كما علمت فيما بعد، في بلزية من بلديات اسطنبول تسمى باشاك شهير...
أخذنا المصعد إلى في الشقة في الطابق الرابع والعشرين، وأخذ الدكتور عمار يبين لي ما هو متوفر من الشقة من أثاث، كانت الشقة تتألف من صالة وغرفة نوم، أما المطبخ فهو مفتوح على الصالة مباشرة، وكان الدكتور عمار قد أعد لنا سلفاً مستلزمات الذهاب في سفرة إلى شاطئ البحر ‏في اسطنبول، من اللحوم والمشروبات الغازية، والسلطة وغير ذلك...
وما أن انتهينا من وضع الأغراض في الشقة انطلقنا بالسيارة باتجاه ساحل البحر، حتى إذا وصلنا إلى هناك تفاجئت بأن المنظر جميل للغاية، والهوى منعش بشكل لا يوصف.. بدأ الأولاد بشي اللحم والكفتة وأسياخ الدجاج، و‏بعد أن انتهينا من العشاء أخذنا نتمشى على شاطئ البحر.. بعدها قرر الدكتور عمار أننا في هذه الليلة المميزة جداً لا ينبغي لنا أن نعود إلى الشقة مباشرة واقترح أن نقوم بجولة في نواحي اسطنبول وأخذنا بسيارته إلى مضيق البسفور وبدأنا نشاهد القوارب المنتشرة في المضيق والنَّاس الذين يجلسون على ساحله،. وعند الساعة 1:00 بعد منتصف الليل عدنا إلى الشقة بعد أن قضينا ليلة فائقة الجمال.
في اليوم التالي، أي في يوم السبت، إلتقينا بصاحب محل العقارات الأخ موسى، وتعرفت إليه، ووجدته رجلاً طيباً للغاية ومحل ثقة لمن يريد أن يتعامل معه بخصوص شراء وبيع وتأجير العقارات في اسطنبول.. دفعت له مبلغاً من المال مقابل الأيام التي سأقضيها في الشقة، وحدثته برغبتي في شراء قطعة أرض في منطقة سلفري، والتي كان الدكتور عمار قد حدثني عنها من قبل، وهي إحدى بلديات اسطنبول وتبعد عن باشاك شهير ما يقرب من خمسين دقيقة بالسيارة، وكنت راغباً بشراء قطعة أرض في المنطقة حيث عرفت الخيارات الموجودة هناك سلفاً من خلال تطبيق صاحبندن وهو موقع اليكتروني متخصص بعروض الشقق‏ والمنازل وقطع الأراضي. عرض الأخ موسى علينا أن نذهب إلى من مدينة سلفري من أجل أن نرى قطع الأراضي المعروضة للبيع، واقترح أن نذهب إلى هناك مبكراً من أجل أن نرى المنطقة قبل مغيب الشمس وحلول الظلام... رأينا عدداً من قطع الأراضي هناك لكن الذي رأيته لم يكن ضمن طموحاتي، واستفدنا من فرصة وجودنا في سلفري لزيارة مركز المدينة، وتناول طعام الغداء في أحد المطاعم وزيارة
ساحل البحر في المدينة.
يوم الأحد هو يوم أجازة رسمية في اسطنبول، وبالتالي لم نفعل شيئاً يذكر، أقصد في مراجعة الجامعات والمدارس ومحلات العقارات، لكننا ذهبنا في سفره إلى بحيرة قريبة من منطقة باشاك شهير، وقضينا بقية اليوم هناك، وكان الجو جميلاً للغاية، وتناولنا طعام الغداء على ساحل البحيرة، وكانت الوجبة الرئيسة فيه هي الدولمة، وهي أحد الأكلات المميزة جداً..
عند العصر تقريباً ذهبنا إلى محل غسل السيارات، وقام أولاد الدكتور عماد بغسل السيارة، وكنت قد حدثت الدكتور عمار برغبتي الأكيدة في أداء صلاة المغرب في جامع أبي أيوب الأنصاري والذي كنت زرته في شهر أكتوبر من العام 2012 م وأردت أن أسترجع عدداً من الذكريات الجميلة هناك، وبالفعل ذهبنا إلى منطقة أيوب سلطان وزرنا الجامع، وكان هناك إطلالة ساحرة وفائقة الجمال خلف الجامع وتطل مباشرة على المضيق، وتناولنا العشاء هناك، وفي المساء، بعد منتصف الليل تقريباً عدنا إلى البيت...
‏يوم الإثنين والثلاثاء ذهبت مع الدكتور عمار ‏ لزيارة عدد من المدارس الدولية في اسطنبول من أجل التفكير في إمكانية تسجيل أولادي في أحدها، وكان من ضمن الاكتشافات الجديدة أننا تعرفنا إلى وجود مدرسة أمريكية في باشاك شهير من خلال إعلان وضع في برج مديكولا الذي أقيم فيه، وذهبنا إلى هناك، وقمنا بجولة في المدرسة من خلال الدكتورة سراء، ولاحظنا أن المدرسة الأمريكية متميزة جداً.. وانتهيت من خلال التجوال في المدارس الدولية المذكورة إلى نتيجة مفادها أن فرص الدراسة بالنسبة لأولادي متوفرة بكثرة في اسطنبول والمدارس الدولية الموجودة فيها تقدم تعليماً متميزاً جداً.
بعد الزيارة التي قمنا بها إلى منطقة سلفري بدأت أفكر في مشروع جديد يتمثل في شراء شقة في منطقة باشاك شهير، وسبب التغير في التفكير الذي حصل أنني لاحظت من خلال التجوال في باشاك شهير خلال اليومين الماضيين أن المنطقة ستراتيجية للغاية، ففيها توجد الجامعات والمدارس الدولية، وكالعادة حين أفكر في مشروع معين أجري حسابات متعددة ومن زوايا مختلفة للمشروع الذي أنوي القيام به. ووجدت عدداً من الشقق في موقع صاحبندن واطلعت عليها الأخ موسى الذي شرح لي أبعاداً أخرى في المشروع الذي أنوي القيام به.
يوم الأربعاء ذهبنا إلى زيارة جامعة صباح الدين زعيم والتقينا بعميد الكلية، و من ثم توجهنا إلى زيارة جامعة ابن ‏ابن خلدون، بعد الظهر اتجاهنا إلى جامعة الفاتح حيث يعمل الدكتور عمار وجلسنا هناك إلى ما بعد العصر، وكانت فرصة كبيرة للتواصل مع الأساتذة في الجامعة، ولقاء عميد الكلية التي يعمل فيها الدكتور عمار، فضلاً عن لقاء مع الكادر الإداري الموجود فيها والاطلاع على بناية الكلية في منطقة الفاتح وتناول الغداء في مطعم قريب من جامعة الفاتح، بعدها ذهبنا لزيارة عدد من دور النشر الموجودة هناك، ولاحظت أن دور النشر متوفرة بشكل كبير في اسطنبول بشكل عام وفي منطقة الفاتح خصوصاً.
‏خلال الأيام الماضية ‏كنت أحدث الدكتور عمار عن رغبتي في زيارة مدينة قرقلا، هذه المدينة الساحرة والجميلة والتي عشت فيها مع عائلتي بين عامي 2011 و 2012، والتي غادرتها في أكتوبر 2012 م وكانت لدي رغبة أكيدة وقوية في زيارتها، وكنت أفتقدها كل تلك السنين الطويلة.. وبعد أن غادرنا جامعة الفاتح اتجهنا إلى اوتوغار إسطنبول حيث قطعنا تذكرة للسفر إلى هناك بالباص، وأعادني الدكتور عمار إلى الشقة من أجل تهيئة أغراضي للسفر في ليلتها، واتصلت أيضاً بصديقي الدكتور عبد الحميد ترك أوغلو الذي يعمل أستاذاً للأدب العربي في جامعة قرقلا وأكدت له أني سأصل إلى قرقلا صباح اليوم التالي، أي يوم الخميس، وأخبرني أن سيكون بانتظاري في أوتوغار قرقلا..
أوصلني الدكتور عمار بسيارته عند الساعة الحادية عشرة مساء إلى الأوتوغار، فمن المقرر أن يغادر الباص اسطنبول متجهاً إلى قرقلا عند الساعة الحادية عشرة والنصف. غادر الدكتور عمار الأوتوغار متجهاً إلى منزله في باشاك شهير، وبقيت هناك في مكتب شركة ميترو بانتظار الباص الذي سيوصلني إلى قرقلا.. وفي الموعد المحدد غادر الباص الأوتوغار متجهاً إلى قرقلا.. وفي الطريق كنت أنام وأستيقظ، وأتذكر بين الفينة والأخرى تلك الأيام الجميلة التي قضيتها أنا وعائلتي في قرقلا، وأتسائل مع نفسي: يا ترى كيف سيكون شكل قرقلا بعد كل هذه السنين ( مضى ما يقرب من سبع سنوات على مغادرتي قرقلا مع عائلتي)، واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن وصل الباص إلى أوتوغار أنقرة، وحين غادر الباص أوتوغار أنقرة كتبت إلى صديقي الدكتور عبد الحميد ترك أوغلو بالواتساب أخبره بأنني متجهاً إلى قرقلا..
خلال الطريق من أنقرة إلى قرقلا كنت ألتفت يمنة ويسرة وأنا أتأمل القرى والحبال والوديان المطلة على جانبي الطريق، وأسترجع العديد من الذكريات الجميلة التي كنت عشتها من قبل في قرقلا.
وصل الباص بالفعل عند الساعة 9:15 صباحاً، حملت حقيبتي متوجهاً إلى داخل الأوتوغار ووجدت صديقي الدكتور عبد الحميد تورك أوغلو ينتظرني في صالة الانتظار الرئيسة في الأوتوغار.. تعانقنا طويلاً وبكيت كثيراً وأنا أرى أخي الحبيب الدكتور عبد الحميد ترك أوغلو بعد كل هذه السنين الطويلة..
عرجنا بالسيارة على الشقة التي يسكن فيها الدكتور عبد الحميد ترك أوغلو والتي تقع في محيط جامعة قرقرة، وهناك تناولنا طعام الإفطار في شقة الدكتور عبد الحميد، وكنت قد زرت الشقة من قبل مع عائلتي بدعوة كريمة من الدكتور عبد الحميد لي أنا وعائلتي، وبعد أن أنهينا تناول طعام الفطور طلبت من الدكتور عبد الحميد أن نذهب إلى زيارة قرقلا، وبالفعل ذهبنا إلى هناك، وبدأنا السيارة تقترب تدريجياً من المدينة، وحين اقتربنا من مركز المدينة قرقر لم أكن لأعمالك نفسي، فبدأت أبكي بكاءاً شديداً وأنا أتذكر ذكرياتي فيها، وازداد بكائي حين مررنا بالسيارة على شقتنا القديمة في محلة أوفاجك مهلسي والتي تقع في مركز المدينة وفي منتصف السوق فيها، وقريباً جداً من جامع جارشة (أي جامع السوق)، وهناك في تلك الشقة قضيت سنة وبضعة أشهر أنا وعائلتي لاجئاً في المدينة، وبدأت أسترجع شريط الذكريات رويداً رويداً وأنا أمر بكل تلك المشاهد.ثم طلبت من الدكتور عبد الحميد أن ‏نذهب إلى محل الحاج مصطفى إدريس وهو أحد الرجال الطيبين الذين تعرفت إليهم أثناء إقامتنا في المدينة، والتقيته وهو يتمشى في الشارع واحتضنته وذهبت معه إلى محله للقاء يعقوب الذي يعمل معه، والذي فرح فرحاً كبيراً بقدومي.
بعدها ذهبت مع الدكتور عبد الحميد لزيارة جامعة قرقلا هذه الجامعة العريقة التي قضيت فيها سنة وأنا ألقي عدداً من المحاضرات على طلبتها في مجال اللغة العربية، وحضرت حفل التخرج لديهم للطلبة المتفوقين، وكانت فرصة للقاء الأستاذ إبراهيم أحد الأساتذة الأتراك الذين زاملوني أثناء مدة التدريس في الجامعة.
بعد العصر، طلبت من الدكتور عبد الحميد أن أتجول في المدينة أكثر، وقررت الذهاب لوحدي لكي أفسح المجال لذهني أن يعيد التأمل في ذكريات مدينة قرقلا القديمة، واستجاب لذلك حسب رغبتي، واتفقنا أن نلتقي في الساعة العاشرة مساءاً لكي نذهب إلى الأوتوغار، بعد أن حجزنا تذكرة الباص إلى اسطنبول مسبقاً. ودعته ومضى، ثم أخذت (الدولمش)، وهو باص صغير ينقل الركاب من الأوتوغار إلى داخل المدينة. نزلت من الباص عند الحديقة العامة في مركز قرقلا، ويدأت الذكريات تعود شيئاً فشيئاً، فبعد أن اجتزت الحديقة العامة ذهبت إلى شقتنا القديمة التي عشنا فيها عاماً وبضعة أشهر قبل أن ننتقل إلى الولايات المتحدة، ومررت بما كنا نسميه الهيكل وهو تمثال أتاتورك في منتصف الساحة الرئيسة في قرقلا. بعدها ذهبت إلى جامع نقطة والذي لدي فيه العديد من الذكريات الجميلة.
حل المساء ولم يبق إلا أقل من ساعة للقاء الدكتور عبد الحميد ترك أوغلو، تناولت وجبة عشاء سريعة عند الهيكل، وبعدها، وتقريباً عند الساعة العاشرة مساءاً إتصل بي الدكتور عبد الحميد ليخبرني أنه قادم إلي، وبعد دقائق معدودة التقيته وابنه سالم عند الهيكل وأبى إلا أن يدعوني لتناول الحلويات والشاي في مطعم.. فذهبنا إلى أحد المطاعم في قرقلا قريباً من دوار الساعة فيها. وبعد أن أنتهينا أقلني الدكتور عبد الحميد إلى الأوتوغار وانتظرنا هناك إلى الساعة الحادية عشرة ونصف حين جاء الباص، فودعت الدكتور عبد الحميد وابنه وودعاني وداعاً حاراً، وأخذت ألوح لهما بيدي من خلال نافذة الباص وهما كذلك، فيما أخذ الباص يشق طريقه تدريجياً خارجاً من الأوتوغار مبتعداً شيئاً فشيئاً عن قرقلا متجهاً نحو اسطنبول.
وصل الباص إلى أوتوغار اسطنبول صباحاً حيث كان الدكتور عمار ينتظرني هناك لأني أخبرته مسبقاً بموعد وصول الباص إلى هناك، ومن هناك ذهبنا إلى الشقة في مديكولا، وكنت متعباً فنمت ولم استيقظ إلا بعد أن انتصف النهار، حين ذهبت إلى المسجد القريب لأداء صلاة الجمعة.
‏ذهبنا للقاء الأخ موسى في محل العقارات الذي يعمل فيه من أجل أن أعطيه باقي مستحقات إيجار الشقة، ومن أجل توديعه أيضاً.. وأخبرته أني سأتريث الان في مشروعي لشراء شقة في اسطنبول لعل قادم الأيام يسمح بإنجاز هذا المشروع المهم إن شاء الله.. ودعني الأخ موسى وداعاً حاراً وقال:
إنا سعيد جداً بمعرفتك.
فأجبت:
وأنا أيضاً سعيد بأني أتيحت لي الفرصة لمعرفتك.
بعدها ذهبت بصحبة الدكتور عمار إلى الشقة في مجمع مدي كولا حيث تناولنا طعام الغداء سوياً ثم غادر متجهاً إلى شقته. إلتقينا بعد العصر حيث قمتا بحجز تذكرة لي للسفر بالطائرة إلى بغداد من مكتب للسفريات في أقصراي، وانشغلت مساء اليوم بتجهيز حقيبة السفر خاصتي.
صباح اليوم التالي، أقلني الدكتور عمار إلى مطار اسطنبول الجديد وهناك ودع أحدنا الاخر على أمل لقاء جديد إن شاء الله.
انتهت الأيام الماضية بسرعة وأخذت أنظر إلى جمال مدينة اسطنبول الأخاذ من خلال نافذة الطائرة، فيما أخذت الطائرة تحلق شيئاً فشيئاً في الفضاء مبتعدة عن اسطنبول ومتجهة إلى بغداد.
وبينما كنت أحدق في الغيوم كنت أفكر مع نفسي، فأقول:
اسطنبول ليست مدينة فائقة الجمال فحسب، بل هي مدينة استراتيجية فائقة الأهمية على مدى طويل إن شاء الله.



#رواء_محمود_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاء الإسطواني ( قصة قصيرة)
- محسن مهدي في مأزق
- أمبرتو إيكو ملاحظات حول كتابة الرواية
- باولو كويلو ( الخيميائي) الذي نجح أخيراً
- طه عبد الرحمن في كتابه: - دين الحياء -
- الحداثة والإيديولوجيا
- جلبرت سينويه وروايته (ابن سينا أو الطريق إلى أصفهان)
- قراءة في كتاب مارتن هيدجر - الفلسفة، الهوية والذات -
- سؤال المنهج: الحلقة الأولى
- ماكس فيبر وإقتصاديات الحداثة
- هل هناك منهج واحد للحداثة؟
- أطياف جان جاك روسو ( 3 ) في التفاوت بين الناس
- أطياف جان جاك روسو ( 2 ) في العقد الإجتماعي
- أطياف جان جاك روسو ( 1 ) مكانة روسو في الأنوار الأوربية
- في الجدوى الإجتماعية: جدال حول المعيارية
- تاريخية مفهوم اللذة والطبيعة الإنسانية الكونية
- نقد فلسفة التحطيم الحداثية
- السياق الإيديولوجي للعقل الحديث واختلاف البنية الثقافية
- ما المفهوم الدقيق للحداثة؟
- لآن تورين ونقد الحداثة: بداية نقدية


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء محمود حسين - سبعة أيام في باشاك شهير ( قصة قصيرة )