أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق ابراهيم - صراع النفوذ وخداع الشعوب














المزيد.....

صراع النفوذ وخداع الشعوب


مشتاق ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6468 - 2020 / 1 / 18 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفروض أن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا انتهت عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق ولكن في الحقيقة أن هذه الحرب لم تنتهي والذي انتهى هو التسابق النووي بين البلدين بعد الاتفاقيات التي تحد من انتشار تلك الاسلحة خاصة بعد انفجار مفاعل تشرنوبل عام 1986 م . اما حرب النفوذ بين روسيا الجديدة والولايات المتحدة استمرت , وكلاهما يسعى لخنق الاخر .
ولأن الموقع الجغرافي المنعزل للولايات المتحدة والمحاط بالبحار من كل الجهات كان صعبا على روسيا من بسط نفوذها بالقرب من الولايات المتحدة خاصة بعد أن خسرت حليفتها الوحيدة كوبا التي مارست عليها الولايات المتحدة كل الضغوط لكي تخرج من الدوران في فلك روسيا ومنها الحصار الاقتصادي الخانق الذي دام خمسين عاما والذي انهك الدولة الكوبية وجعلها تتخلف عن الركب العالمي , وكان لأمريكا ما ارادت .
بدأت روسيا تبحث عن نفوذ من شكل اخر لتضيق الخناق على الولايات المتحدة ولتكون وسيلة رادعة خاصة بعد توسع النفوذ الامريكي في أوربا الشرقية خاصة في الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق ناهيك عن الوجود في تركيا وافغانستان وباكستان . والمنطق العسكري يفرض على روسيا بشن هجوم معاكس ومن محور هو الاضعف بعد ان خسرت المحور الغربي والجنوبي لها .
روسيا قررت ان يكون لها تواجد عسكري بالقرب من اسرائيل البنت المدللة للولايات المتحدة لتكون ورقة ضغط تستخدمها في المفاوضات مع الولايات المتحدة ولضمان سلامتها من أي اعتداء امريكي عليها . ولكي تؤمّن خط امداد لوجودها قرب اسرائيل رسمت روسيا خط نفوذها ليشمل ايران فالعراق ثم سوريا ووصولا إلى لبنان . ولكي تضمن ولاء تلك الدول تعهدت روسيا بالوقوف مع المذهب الشيعي الذي يشكل نسبة لا بأس بها من سكان تلك الدول مستغلة العلاقات الوطيدة بين الولايات المتحدة وبين تركيا ودول الخليج ذات المذهب السني . فكانت ايران المحطة الاولى لروسيا التي ساعدتها في بناء قوة عسكرية متفوقة على دول الجوار العربي . وبسبب وجود قواعد روسيا في طرطوس السورية ووجود حزب الله في لبنان سهل الامر على روسيا لإكمال خط امدادها ولم يبقى لها سوى العراق .
الولايات المتحدة كانت تدرك تماما تحركات روسيا وهدفها المنشود فكان عليها الزاما من قطع خط الامداد الروسي فكانت عملية احتلال العراق .
فالاحتلال الامريكي للعراق لم يكن بسبب امتلاك العراق لأسلحة نووية او لارتباطه بتنظيم القاعدة او من اجل النفط او لتخليص الشعب العراقي من نظام فاشي كما تدعي ولكن السبب الحقيقي هو تواجد امريكي يفكك دول النفوذ الروسي .
بعد احتلال العراق لعبت ايران وبدفع من روسيا دورا كبيرا في محاربة القوات الامريكية من خلال دعم فصائل سنية متشددة لتصيد عصفورين بحجر واحد وهما اخراج القوات الامريكية من العراق واضعاف الطرف السني المتهم بالإرهاب , وقد نجحت ايران ومن خلفها روسيا في هذا الجانب وقررت الولايات المتحدة الانسحاب من العراق عام 2011م لتترك العراق بيد ايران حليفة روسيا .
ولأن الولايات المتحدة لا تقبل الخسارة مطلقا قررت من بسط نفوذها على سوريا من خلال دعم الفصائل الكردية وفصائل سنية مسلحة ضد نظام بشار الاسد الموالي لروسيا مستغلة ثورات الربيع العربي التي انطلقت عام 2011 م .
ركزت حكومة أوباما على سوريا وتركت العراق لفترة وجيزة . وبعد صراع عقيم بين روسيا والولايات المتحدة على بسط النفوذ في سوريا جاء دونالد ترامب للحكم ليعلن صراحة أن انسحاب بلاده من العراق كان خطأ فادحا وقرر ترك سوريا والعودة إلى العراق لتثبيت وجود القوات الامريكية وتفكيك دول المحور الروسي . فتخلت الولايات المتحدة عن الفصائل الكردية والسنية في سوريا لتلقى مصيرها المحتوم على يد القوات الروسية مكتفية بدور تركي بسيط ليعيق التقدم الروسي ولمشاغلتها .
العراق الان هو هدف الولايات المتحدة , وروسيا وايران يدركان تماما هذا الامر , فهل ستنجح روسيا في الحفاظ على العراق أم أن الولايات المتحدة ستنجح في مساعيها لطرد ايران وروسيا من العراق ؟
الولايات المتحدة تراهن على حصار ايران الخانق لتجبرها على التفاوض معها لتطلب منها الخروج من الفلك الروسي كما فعلتها مع كوبا قديما . وروسيا تراهن على الفصائل الشيعية المسلحة في محاربة أي تواجد عسكري امريكي في العراق .
وبين كل هذه الصراعات فإن الخاسر الوحيد هي شعوب الدول العربية التي دفعت الغالي والثمين واصبحوا بين قتيل وجريح ومشرد ولاجئ .
فمتى يدرك العرب شيعة وسنة انهما ادوات بيد الشرق والغرب , وأن الغرب والشرق لا يلقي لهما بالا حتى وأن قتل منهم الملايين ؟
ومتى تدرك ايران أنها اداة بيد روسيا وسيأتي اليوم الذي تتخلى عنها كما تخلت عن العراق وليبيا وكوبا مقابل صفقات بسيطة ؟



#مشتاق_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الروسي البريطاني في العراق
- تظاهرات العراق تُغير اللعبة السياسية
- مؤشرات انهيار الدولة العراقية
- لماذا لم يدخل داعش بغداد ؟
- أهمية الانبار لتنظيم الدولة الاسلامية
- صراع المجال الحيوي بين داعش والبيشمركة وقوات المالكي
- مقومات الدولة الإسلامية في العراق والشام
- الموقف الغربي من ثورات الربيع العربي :
- خيوط المؤامرة الامريكية في الربيع العربي


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق ابراهيم - صراع النفوذ وخداع الشعوب