أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق ابراهيم - مقومات الدولة الإسلامية في العراق والشام















المزيد.....

مقومات الدولة الإسلامية في العراق والشام


مشتاق ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة هي تجمع سياسي يؤسس كياناً ذا اختصاص سيادي في نطاق إقليمي محدد ويمارس السلطة عبر منظومة من المؤسسات الدائمة.
اما عناصر الدولة الرئيسية فهي :
1- الحكومة .
2- الشعب .
3- الإقليم .
4- السيادة .
ظهر مؤخراً كيان يطلق على نفسه " الدولة الاسلامية في العراق والشام " في إقليم جغرافي يتوسع يوما بعد يوم وهذا ما دفعنا لكتابة هذا المقال ومحاولة معرفة امكانية نجاح هذا الكيان في إقامة دولته ؟ وهل ممكن اطلاق وصف دولة على هذا التنظيم ؟ وما هي امكانية الاعتراف بتلك الدولة عالميا واقليميا ؟
" داعش " وهي كلمة مختصرة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام , احد فروع تنظيم القاعدة العالمي والتي تحمل نفس الفكر العقائدي والايدولوجي لكنها انشقت عنهم بعد الاحداث في سوريا , وكان الاختلاف الجوهري هو " ايران " فالقاعدة العالمية كانت تحايد ايران في كل صراعاتها الخارجية وتركز كل مجهودها وتحصر الصراع مع الغرب فقط , فعلاقة ايران بالقاعدة علاقة سلمية ان صح التعبير ومما يؤكد كلامنا هو وجود أسر وعوائل زعماء التنظيم في طهران كعائلة ابن لادن وغيرها , وكذلك عدم استهداف القاعدة لإيران بأي عمل عسكري رغم قدرة هذا التنظيم للوصول الى قلب وعواصم اكبر الدول في العالم الا وهي الولايات المتحدة الامريكية . اما داعش فكانت تصنف ايران بانها الخطر الاكبر على العرب والمسلمين وان محاربة ايران هي اولى من محاربة الغرب والصليبين . وكان هذا من اهم اسباب نجاح هذا التنظيم وتوسعه وانتشاره بين الشباب العربي والمسلم . فايران مكروهة من جميع الشعوب العربية بسبب تدخلاتها في الشؤون العربية ومحاولتها نشر التشيع او ما يسمى تصدير الثورة الاسلامية .
ومما ساعد على انتشار هذا التنظيم وتوسعه وحصوله على التأييد الشعبي في سوريا والعراق هي السياسة الاقصائية الفاشلة من قبل بشار الاسد ونوري المالكي وتقارب هذين النظامين من طهران .
بعد ان حصل تنظيم داعش على التأييد والحاضنة الشعبية مستغلاً الخلافات والتأجيج الطائفي في المنطقة , اعلن نفسه ممثل ومدافع عن أهل السنة " المضطهدين " ومن ثم اعلان دولته الاسلامية مستفيداً من المكاسب العسكرية على الارض .
سنناقش هذا الموضوع من الناحية السياسية بعيدين كل البعد عن التخندق الطائفي ومتبعين منهج البحث العلمي في طرحنا هذا .
هل يتوفر تعريف الدولة في داعش ؟
الجواب نعم , وذلك حسب التعريف الذي ذكرناه في بداية مقالنا .
هل تتوفر عناصر الدولة في داعش ؟
لنناقشها كل على انفراد :
اولا : الحكومة :
داعش لا يحمل فكر علماني ولا يؤمن بالمصطلحات العلمانية كالديمقراطية والرأسمالية والشيوعية وغيرها , بل يؤمن بإقامة خلافة اسلامية على نفس منهاج الرعيل الاول في الاسلام , ولذلك فهو نصب خليفة واميراً للدولة الاسلامية من اول اسبوع سيطرته على الموصل ومناطق اخرى من العراق , وقام ايضا بتعين ولاة على المدن وقضاة شرعيين وعين كذلك مدراء للدوائر الخدمية لتسيير امور الناس . ويمتلك داعش جيش قوي ومدرب على الحروب ومسلح بأسلحة ثقيلة ومتطورة غنمها من انهيار جيش المالكي ويحوي جيشه على العديد من ضباط الجيش العراقي السابق الذين لديهم الخبرة العسكرية الواسعة . وأسس داعش شرطة اسلامية تقوم بحل النزاعات بين الناس , والمراقب لتحركاته العسكرية وسيطرته على منابع المياه ومصادر النفط يؤكد ان لديه مستشارين اذكياء يقدمون له النصح والمشورة . داعش اذن لديه حكومة لكنها تواجه صعوبة في الإدارة وهذا حال اي حكومة ناشئة .
ثانيا : الشعب
لولا وجود حاضنة شعبية وتأييد جماهيري كبير لداعش لما استطاع ان يحقق كل تلك الانتصارات المتتالية وبسط سيطرته على مناطق واسعة خلال فترة زمنية وجيزة. فهذا الشرط متحقق هو الاخر .
ثالثا : الإقليم
يسيطر داعش على اقليم جغرافي يمتد من المناطق الشرقية في سوريا مرورا بالمناطق الغربية من العراق الى حدود ايران شرق العراق . وهذا الاقليم الجغرافي يتميز بوجود حقول نفط كبيرة ويحتوي كذلك على مصادر المياه والسدود والبحيرات ويحتوي كذلك على حقول كبيرة من المعادن والخامات , هذا الاقليم الواسع مكن داعش من المناورة السياسية والعسكرية , فكبر مساحة اي دولة يعتبر من عناصر القوة خاصة اذا كان هناك عدد سكان ملائم لتلك المساحة , وان كبر المساحة يعني تنوع في الموارد الاقتصادية ويعني ايضا استحالة طرد داعش وهزيمتها عسكرياً وهذا معروف لذوي الاختصاص في الجغرافيا السياسية.
داعش اذن لديها حكومة وشعب وإقليم
رابعا : السيادة
هي إمكانية الدولة على ارغام الشعب على تنفيذ القوانين التي تضعها , فالدولة هي صاحبة القوة العليا غير المقيدة في المجتمع، وهي بهذا تعلو فوق أية تنظيمات أو جماعات أخرى داخل الدولة. ومن خلال معايشتي للأوضاع في الموصل بات لي وبدون شك ان داعش لها قدرة متناهية في فرض قوانينها على المجتمع من خلال عدة اساليب قد تراها هي مناسبة .
خامسا : الشرعية
تستمد داعش شرعيتها من الفكر الاسلامي التي تؤمن به وتعتقد انه الصحيح وهو نفس الفكر الذي يؤمن به الشعب , ولهذا لا يستطيع احد معارضة داعش داخليا لان هذا يعني معارضة الشريعة الاسلامية التي تحاول داعش تنفيذها وتطبيقها على ارض الواقع .
ما هي فرص نجاح داعش ؟
من الناحية العلمية تمتلك داعش فرص كبيرة للنجاح اذا ما احسنت التصرف والتعامل وخاصة مع المواطنين والحفاظ على الحاضنة والتأييد الشعبي الذي اكتسبته من أول يوم دخولها للموصل , وعدم الاعتماد على الحلول العسكرية والامنية في حل المشاكل الداخلية التي قد تواجهها .
هل سيعترف بداعش عالميا وإقليميا ؟
تحكم دول العالم مصالح عليا وتبنى كل العلاقات الدولية على تلك المصالح . إقليميا هناك مصلحة لدول الخليج بإقامة دولة داعش لان ذلك يبعد خطر تمدد النفوذ الايراني على دولهم رغم ما تعلنه تلك الدول من محاربتها لداعش , واذا ما رأينا خارطة داعش التي نشرت مؤخرا نجد انها تحادد الاردن والسعودية والكويت . الاكراد بدورهم لهم مصلحة بإقامة دولة سنية في الوسط لان ذلك يمكنهم ويشجعهم من اعلان الدولة الكردية .
الولايات المتحدة لا تعارض وجود إقليم او دولة سنية في وسط العراق لان ذلك يقوض النفوذ الايراني الروسي في المنطقة ولان هذا ما تريده الولايات المتحدة اصلاً والذي اعلنته من قبل والمتمثل بمشروع بايدن وتقسيم خارطة الشرق الاوسط. ولو كان هناك تخوف امريكي حقيقي من داعش على أمنها القومي لما ترددت في توجيه ضربات عسكرية لهم , وخاصة اذا ما علمنا ان الولايات المتحدة تدرك تماما ان العدو الاول لداعش هي ايران , وبهذا وجدت الولايات المتحدة من يتكفل بمحاربة ايران نيابة عنها .
داعش تسيطر على منابع النفط وهذا لوحده يكون كفيلاً بإمكانية اعتراف دول العالم بها لحاجة دول العالم للنفط ومصادر الطاقة .
في نهاية مقالي دعوني اقول ان هناك دولة جديدة قادمة وبقوة في الشرق الاوسط اسمها " الدولة الاسلامية في العراق والشام " وان فرص نجاحها متوفرة . دعونا نرحب بها



#مشتاق_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف الغربي من ثورات الربيع العربي :
- خيوط المؤامرة الامريكية في الربيع العربي


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق ابراهيم - مقومات الدولة الإسلامية في العراق والشام