أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضريف - الأنظمة السياسية الهجينة














المزيد.....

الأنظمة السياسية الهجينة


محمد ضريف

الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل التحولات العالمية التي عرفها العالم بعيد الحرب الباردة، عملت بعض الأنظمة السلطوية على التكيف مع التطورات السياسية، إذ عملت على تنظيم الانتخابات بشكل دوري، وفتحت المجال أمام الصحافة المستقلة، وأفرجت عن المعتقلين السياسيين، وغيرها من الإجراءات التي تروم امتصاص الضغوط الداخلية والخارجية. تتسم هذه الأنظمة السياسية بكونها تمزج بين الديمقراطية والسلطوية، فهي تظهر للمراقب الخارجي على أنها تحمل بعض خصائص الديمقراطية أكثر من كونها سلطوية، نظرا لامتلاكها لمؤسسات ديمقراطية الواجهة، وتقوم بإجراء انتخابات دورية بالحد الأدنى من التنافسية والنزاهة، وهو ما يجعل من مهمة وصفها سلطوية أمرا صعبا. كان فاينر Finer 1970 من الباحثين الأوائل الذين أكدوا على وجود أنظمة شبه ديمقراطية semi-democratic التي عرفها بكونها لا هي سلطوية بالكامل ولا هي حققت الحد الأدنى من الديمقراطية.
فهذه الأنظمة دفعت الكثير من الباحثين في حقل العلوم السياسية إلى النبش في طبيعتها وخصائصها، فهناك من أوسمها ب " الديمقراطية الاقصائية، أو"شبه الديمقراطيات"، أو "الديمقراطيات الانتخابية"، أو الديمقراطيات غير الليبرالية "، أو السلطويات التنافسية" أو "شبه السلطويات"، أو "الديمقراطيات المختلة"، أو "الأنظمة المختلطة"؛ فرغم هذا التنوع المفاهيمي والدلالي الذي حاول تشخيص تحولات الأنظمة السلطوية بعد انهيار جدار برلين عام 1989؛ فهي حسب الباحث الايطالي ليوناردو مورلينو Leonardo Morlino تندرج ضمن تصنيف واحد وهو "الأنظمة الهجينة" Hybred Regimes.
تتسم الأنظمة الهجينة بكونها مؤسسات فقدت بعض خصائص الأنظمة الديمقراطية واكتسبت بعض خصائص السلطوية، فهي تسهر على تنظيم انتخابات تنافسية بشكل دوري، ويمكن أن تقدم المعارضة مرشحيها فيها، كما أن التزوير المباشر يكون محدودا. ولكن، مع ذلك، فالانتخابات ليست حرة ونزيهة . نظرا لتحكمها في نتائج الانتخابات بشكل قبلي ومرن، من خلال هندسة متطورة للوائح والتقطيع الانتخابي بشكل يخدم أصحاب النفوذ، الذين ترغب السلطة في وصولهم إلى البرلمان والمجالس المنتخبة.
من خلال هذا يمكن تعريف الأنظمة الهجينة بأنها تلك المؤسسات التي كانت موجودة، سواء كانت مستمرة أم لا -على الأقل لمدة عقد من الزمن- والتي كانت تحت حكم الأنظمة السلطوية التقليدية أو التي تفتقد إلى الكثير من خصائص الأنظمة الديمقراطية. فمن خصائص هذه الأنظمة الهجينة هو تفكك حدود التعددية بداخلها أو تحديدها المسبق لتعددية سياسية مفتوحة مع القليل من الديمقراطية، كما تكون هذه الأنظمة غير قادرة على تثبيت مؤسساتها، علاوة على صعوبة العودة لمؤسساتها وممارستها السابقة التي اختفت أو فقدت شرعيتها بسبب سياسة الانفتاح التي عرفتها.
ويعتبر المغرب ضمن الأنظمة الهجينة ديمقراطيا؛ ففي تقرير صادر سنة 2016 عن مؤسسة "ايكونوميست أنتليجنس يونيت" البريطانية تم وضع المغرب ضمن قائمة الأنظمة السياسية "الهجينة"، حيث جاء في الرتبة 107 من بين 167 بلادا شملها التصنيف. وبحصوله على معدل 4.77 من أصل عشر نقاط. كما لم تحرز البلاد نقاطا جيدة ضمن الجوانب الخمسة التي درسها المؤشر، إذ حصلت على معدل 4.75 من أصل 10 في ما يهم جانب الانتخابات التعددية، و4.64 في ما يتعلق بالأداء الحكومي، ثم 4.44 في جانب المشاركة السياسية؛ ناهيك عن كونها لم تتجاوز معدل 4.41 في ما يتعلق بالحريات المدنية، و5.63 بخصوص الثقافة السياسية.
باحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس

المراجع:
1- محمد مصباح، السلطوية الناعمة https://mipa.institute/6269
2- Stefano Sarsale, Morocco_A_case_of_Hybrid_Regime
https://www.academia.edu/5102230/Morocco_A_case_of_Hybrid_Regime, p2.
3- Leonardo Morlino, Are there hybrid regimes?´-or-are they just an optical illusion?, European Political Science Review (2009), European Consortium for Political Research (ECPR), pp. 273-296.



#محمد_ضريف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا وكيف يتمرد اليشر؟
- تونس، مصر...أية علاقة؟
- في ماهية العلمانية
- نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون
- الشباب و سياسة التمييع


المزيد.....




- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضريف - الأنظمة السياسية الهجينة