أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - ابراهيم ومروان وحمد ..آهات عراقية يرسمها الفنانون ولايرثيها من السياسيين أحد !















المزيد.....

ابراهيم ومروان وحمد ..آهات عراقية يرسمها الفنانون ولايرثيها من السياسيين أحد !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يتظاهر الرجال الأصحاء بمعية الشباب الأشداء في الساحات والميادين العامة للمطالبة بحقوقهم السليبة في أي بلد من بلدان العالم فقد تتفاوت وسائل الإعلام المختلفة في زاوية النظر الى تلكم التظاهرات وتتباين من حيث طريقة التعامل معها فضلا عن مطالبها بين مهتم وغير مهتم ، متعاطف وغير متعاطف ، الا أنه ومن دون شك وعندما يتظاهر ذوو الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم والمكفوفين والمشلولين وفاقدي الأطراف وقصار القامة ممن يعانون من التقزم بسبب سوء التغذية وفقر الدم الحاد أو توقف النمو نتيجة التلوث والحروب المتعاقبة والألغام والتفجيرات الإرهابية والعمليات الحربية ،إضافة الى احتجاج مرضى السرطان وبالأخص ضحايا اللوكيميا منهم ،علاوة على مرضى الثلاسيميا والتصلب اللويحي ومن على شاكلتهم من الأيتام والعاطلين والمفصولين وأصحاب العقود والأجراء اليوميين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد أمام نصب الحرية للمطالبة بعمل شريف ، أطراف صناعية، كراس متحركة ،أدوية وعلاجات، إجراء تحليلات مرضية ،عمليات جراحية ليس بمقدورهم دفع تكاليفها الباهظة قبل أن يدهمهم الموت المحتم وسط تجاهل كامل للأحزاب السياسية الطائفية الحاكمة المنشغلة بمغانمها ومناصبها فحسب ، هنا لابد من أن يبلغ السيل الزبى ويتماهى التعاطف الدولي والشعبي معهم ليبلغ مداه وليقف العالم كله مناهضا لإنعدام إنسانية وأخلاق وضمير ووطنية الطغمة السياسية الفاسدة وجل وجوهها الكالحة من مزدوجي الولاء والتبعية بما لم يعد خافيا على أحد ما يتطلب التغيير والاصلاح الجذري وبأسرع وقت ممكن مهما كانت التضحيات !
لقد تظاهر مرضى الثلاسيميا هناك في الميادين نتيجة لشح الأدوية المخصصة لهم وارتفاع ثمنها بعد رفع الدعم الحكومي عنها بما يصل الى 400-$- للوصفة الواحدة وأبرزها الفوليك اسيد ، وحقن الدسفرال لسحب الحديد الزائد من الدم ،علما أنهم بحاجة الى نقل دم كل 3- 4 اسابيع ، ما دفع الكثير منهم للاحجام عن أخذ العلاج المطلوب كاملا الأمر الذي تسبب بوفاة العديد منهم وإصابة آخرين بجلطات دماغية ونوبات قلبية ، ” الطفل ابراهيم الخليل ” كان أحدهم ، لقد تظاهر ذوو الاحتياجات الخاصة للمطالبة بتوفير ما يحتاجونه من رعاية طبية مفقودة في المستشفيات الحكومية قبل أن يصيبهم ما أصاب الطفل المشلول “مروان ” الذي تعطل كرسيه الكهربائي مؤخرا وليس بمقدور والده إصلاحه كونه من العاطلين عن العمل ويعاني من الفقر المدقع ونتيجة لذلك اضطر مروان الذي اصيب بالشلل من جراء صاروخ سقط قريبا من منزله المستأجر ذات حرب وضياع الى استخدام كرسي صيني قديم ومتهالك سقط بسببه على الارض فأصيب بكسر مضاعف في الذراع اليسرى سبب له من الالام المبرحة ما أرق ليله وأقض مضجعه !
أما “حمد” وما ادراك ما حمد الذي أذهل العالم بأسره ، فهو حلاق شاب اسمه الحقيقي احمد فراس معروف بين المتظاهرين السلميين بـ” حمد ” تيمنا بقصيدة مظفر النواب الشهيرة ( للريل وحمد ) ومطلعها “مرّينه بيكم حمد واحنه بقطار الليل وإسمعنه دك اكهوه وشمينة ريحة هيل ” اذ يعاني هذا الشاب البالغ من العمر 17 عاما من سرطان الدم (اللوكيميا ) وبرغم مرضه الفتاك فإنه يتشرف بحلاقة المتظاهرين مجانا منذ بدء التظاهرات السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة في الخامس من اكتوبر الماضي ، معبرا عن مرضى السرطان ووقفاتهم الاحتجاجية المشرفة التي خرجت للمطالبة بإنصافهم وشعاره في ذلك ” يد تحارب السرطان ويد تحارب الفساد”، ويبقى السؤال الحائر هنا هو هل يحتاج مرضى السرطان في العراق الملوث باليورانيوم المنضب والفسفور الابيض والمواد الكيماوية والاشعاعية والمخلفات الصناعية والنفطية الى تظاهرة ينظمونها بمعية ذويهم للمطالبة بتوفير العلاج الذي يحتاجونه بألحاح اضافة الى متطلبات كشف المرض مبكرا، أم أن الجهات الحكومية هي التي يتوجب عليها أن تعمل جاهدة وتواصل الليل بالنهار لتوفير العلاج الناجع وأجهزة الكشف الطبي لهم مجانا وعلى مدار الساعة من غير تلكؤ ولا تأخير ؟!
معاناة هؤلاء وأمثالهم من المسحوقين والمهمشين والعاطلين بظل حكم الفاسدين والمفسدين في العراق كانت حاضرة بين أنامل رسامي الكرافيتي الذين جسدوا ألمهم خير تجسيد على جدران نفق التحرير والمطعم التركي وبقية الساحات والميادين المطالبة بـوطن وبـ ” خبز ، حرية ، عدالة الاجتماعية ” وإحالة جميع الفاسدين الى القضاء وحل أحزابهم التي أحالت العراق خرابا بالجملة اضافة الى تغيير الدستور وقانون المفوضية واعضائها وإجراء إنتخابات مبكرة بأشراف أممي بعيدا عن المحاصصة لمقيتة ا!
نعم لقد تنوعت الفنون التشكيلية والابداعات المعبرة التي جسدت سلمية التظاهرات من جهة ورقيها من جهة اخرى وعكست ما عاناه الشعب العراقي عموما والمتظاهرون خصوصا طيلة فترة الاحتجاجات من اغتيال واختطاف وقنص وتهديد وترويع طال الناشطين والاعلاميين اسفر عن استشهاد 500 متظاهر واصابة اكثر من 22 الفا حتى الان ، إنه تجسيد فني بطريقة حضارية سلطت الضوء على أبرز أيقوناتها ومجمل تضحياتها ما أثار تفاؤلا وحقق تفاعلا على مختلف الصعد بوجود هذا الجيل الشبابي الباحث عن وطن وحرية فقدهما منذ أمد بعيد ، الجيل الرافض للهيمنة الشرقية والغربية على قرارات العراق السيادية ، الجيل العاشق لأرضه ولصناعاته المحلية ومنتجاته الوطنية ، فهذا الفنان حيدر سلمان ، ابدع في الرسم على ما أطلق عليه ” مظلات التحرير” كأسلوب متفرد وغير مسبوق عراقيا للاحتجاج والثورة ، وهذا الرسام البصري المبدع “سجاد مصطفى” الذي أطلق فنا غاية في الروعة يجمع بين الخط و والتشكيل على الجدران وبأسلوب يخلب الالباب لخص من خلاله مأساة العراقيين بمختلف مكوناتهم على مدار 16 عاما ، وإستعرض أسماء الشهداء الذين سقطوا برصاص القناص وقنابل الغاز المسيل للدموع التي اطلقت على صدور ورؤوس المتظاهرين لقتلهم وليس لتفريقهم من قبل ما يسمى بالطرف الثالث الذي وعلى ما يبدو أن السلطات التنفيذية تخشى الافصاح عن هويته ، كذلك الرسام المبدع علي كاظم ، الذي رسم لوحة جمعت شهيد الناصرية ” ابن سنوة ” مع شهيد بغداد ” ابن ثنوة ” في لوحة غاية في الابداع .
رسامو كلية الفنون الجميلة ومعهد الفنون كانت لهم بصماتهم هناك أسوة بأقرانهم مجسدين ايقونة الساحات ” التك تك ” وابطاله ، شهداء التحرير ، حب العراق ورايته الوطنية التي اسقطت بقية الرايات ، أمهات الشهداء اللائي يزفُنَّ فلذات أكبادهنَّ في سبيل الوطن والحرية تباعا ، إبراز دور حلاقي التحرير ، طباخي التحرير ، معالجي التحرير ، خبازي التحرير ، مصوري التحرير ، شعراء التحرير ، فرقة مكافحة الدخانيات ، كذلك الرسم الثوري بالكتابة المسمارية وبأسلوب ما بعد الحداثة ، كل ذلك شكل تطورا أذهل القاصي والداني وأبرز من الطاقات الخلاقة والخامات الواعدة ما كانت أحزاب العملية السياسية الخائبة تحاول طمسه عن عمد طيلة عقد ونيف لتظهرنا أمام العالم بمظهر المتخلفين والجهلة لا أكثر ، وهكذا هو حال الشعوب الحرة حين تصحو لترص صفوفها ، لتوحد كلمتها ، لتتجاهل اختلافاتها ، لتتناسى خلافاتها حينئذ لابد لشمس الحرية من أن تشرق على ارض الثورة من جديد ولو بعد حين رغما عن أنوف الحاقدين ومزدوجي الجنسية والتبعية .أودعناكم أغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ” أوبن بوفيه ” مناقشات الماجستير والدكتوراه معضلة بحاجة الى ...
- الحوار الصحفي قبل أن يتحول الى نعيق وخُوار !
- صديقي الصحفي قبل أن ترتكب خطأ خانقا !
- التحقيق الصحفي الفعَّال لكبح جماح التضليل الإعلامي الدجال !
- الشعب والقضية الفلسطينية وطاحون الانقسام
- الجبهة الديمقراطية – النشأة والمسار
- -أمطار الصيف- حرب في داخل عملية


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - ابراهيم ومروان وحمد ..آهات عراقية يرسمها الفنانون ولايرثيها من السياسيين أحد !