احمد الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1615 - 2006 / 7 / 18 - 12:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الواضح أن العملية الإسرائيلية المسماة "أمطار الصيف" الدامية بدأت تتدحرج ككرة نار آخذة في طريقها الهدنة وأية مساعي لوقف إطلاق صواريخ القسام أوتحرير الجندي جلعاد، وباعتبارها سياسة عسكرية منهجية لإدارات إسرائيلية متعاقبة أتت في سياق استكمال حملة السور الواقي الوحشية التي بدأت عام 2002. والتي مهدت من خلالها وقف التطور المؤسساتي الفلسطيني باتجاه الدولة الفلسطينية، وتواصل اليوم خطواتها من خلال حملة "أمطار الصيف" أيضا" نحو أهداف مركزية ثلاثة: 1- تدمير كل ما تبقى من البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني 2- كسر الإجماع الوطني الفلسطيني الذي توحد بعد الحوار الداخلي على أساس وثيقة الوفاق الوطني المستندة على وثيقة الحركة الأسيرة، 3- كسر إنجازات حماس التي تمثلت بالوصول عبر الانتخابات للسلطة فشكلت حكومتها.
ومن المنظور العملياتي لحرب إسرائيل فحملة "أمطار الصيف" ستكون دماء تغرق قطاع غزة وبعض أجزاء الضفة الفلسطينية وهي ستؤدي ليس إسقاط حماس فحسب بل إسقاط السلطة الفلسطينية بكاملها، وبالتالي البديل المنطقي للعملية السياسية المتوقفة أصلاً سيكون الخيار العسكري الفلسطيني ، بمعنى أن كل كتائب وألوية وأجنحة المقاومة الفلسطينية بكل تياراتها ستخوض غمار المقاومة باعتباره العنوان الوحيد في ظل التصدي لحرب إسرائيل التي رفضت وما زالت العملية السلمية التي بدأت دوليا" تحت ما يسمى أوسلو عام 1993 وكل ما بعدها من كامب ديفيد وشرم الشيخ ووادي عربة وصولاً لخارطة الطريق، وإقليميا" المبادرة ا لعربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت العربية عام 2002 والتي أعيد تفعيلها في قمة الخرطوم العربية عام 2006.
فإن كان العرب مستعدون للسلام على أسس واضحة وهي قرارات الشرعية الدولية والأرض مقابل السلام وإن كان الفلسطينيون ضمناً وقبل العرب قد قبلوا بالشروع بالمفاوضات مع إسرائيل على أساس "اتفاقية أوسلو" الذي مهد المجتمع الدولي لها كأساس للتسوية الشاملة وبعدها دفع هذا المجتمع الدولي بعين واحدة نحو استخراج مبادرة وثيقة جنيف الظالمة لتضرب القضية الجوهرية للصراع ألا وهي قضية اللاجئين وشطبها من التسوية عبر جعلها قضية ذات طابع عربي ودولي معني بحلها من خلال التوطين، وبعد0000 كل ذلك الانحياز والكيل بمكيالين- الأمريكي والأوربي- وفي ظل كل هذه المبادرات والاتفاقيات التي صبت كلها في صالح كيان الحرب الإسرائيلي، هل يكون هناك حاجة للسؤال: لماذا رفضت إسرائيل وما زالت ترفض السلام؟ والجواب يأتينا مباشرة عبر حملة "أمطار الصيف"، أمطارها قذائف من مختلف العيارات على المجتمع المدني الفلسطيني من إعادة الاحتلال وتدمير كل البنية التحتية، إيغالا" ومزيدا" من القتل للأبرياء والاغتيالات لنشطاء المقاومة، لتعبر وبلغة صريحة لا للسلام نعم للحرب نعم لطمس قضية الشعب الفلسطيني بكل مكوناتها.
جواب واضح لا لبس فيه، حيث إسرائيل اليوم على قمة شجرة عالية جداً وبات من الصعب عليها النزول. كما أنها ما زالت تعيش في زمن الاستعمار القديم الذي تلاشى، لتؤكد على وجودها كدولة يهودية استيطانية استعمارية.
ومن الواقع العملياتي للعدو الإسرائيلي المركزي في المنطقة العربية بات العنوان الوحيد عربياً وفلسطينيا: أولا" دعم قوى النهوض العربية وتوحدها باتجاه المواجهة السياسية الفاعلة دولياً وثانيا"دعم وإسناد الحالة الوحدوية الفلسطينية المقاومة لحرب إسرائيل على الأرض سياسياً ومادياً ، بمعنى وجوب إيصال كل ما يؤمن صمود الشعب الفلسطيني من خلال ثقب ورفع مظلة الحصار الإسرائيلي.
العرب ونحن ضمنهم، أكيد، برسم تفعيل الدبلوماسية، لا نريد أن نقول النائمة بل المرتبكة000 تجاه فضح حرب إسرائيل اليوم، داخل مجلس الأمن وخارجه، في المجتمعات الدولية ومحافلها وبيدنا اتفاقية جنيف الرابعة التي هي أساس القانون الدولي من حيث مسؤولية الاحتلال عن الشعب المحتل، وتحميلها مسؤولية الجرائم المرتكبة بحقه، لنفعلها أمام الهيئات الدولية والمدنية وغير الحكومية، نستطيع نحن كعرب إن توفرت لنا الإرادة فعل ذلك عبر التحرك الدبلوماسي الجاد والشامل في مواقع تواجدنا الدولي.
أما إعلامنا وتصويره لحرب إسرائيل على أنها تواجه نداً عسكرياً وأن أهدافها تحرير جنديها الأسير ووقف "العنف" الفلسطيني، فليسمحوا لنا – نرجو من أقلامكم الوطنية الشجاعة تسمية الأشياء بعينها، شعب تحت الاحتلال كفلت له الشرعية الدولية مقاومة هذا الاحتلال عنوان واحد لا أكثر مطلوب تفعيله.
ونتوجه للأخوة العرب الرسميين، ساعدونا في كسر الحصار الظالم على شعبنا، عززوا صمودنا سياسياً، ونحن ندرك تماماً ما نعانيه جميعاً من ضغوطات أمريكية وأوروبية وإسرائيلية لكن_ _ _ نستطيع العمل بأشكال مختلفة دبلوماسية وسياسية تؤمن تخفيف الضغوط علينا كعرب أولاً وكشعب فلسطيني ثانياً.
عنوان اليوم "إن أردنا العمل فلنسأل ونحصل الأجوبة، وإن أردنا عدم العمل ونجانب الحقائق فلنعتقد ونبدي الآراء وعندها لن نعمل ولن نفعل" نيتشة.
أخيراً الجوع الفلسطيني (لحقوقه) سيخضع الجيش الإسرائيلي كما خضع للمقاومة اللبنانية التي حررت معظم أراضيها، فأسراه مقابل أسرانا بالحد الأدنى.
#احمد_الحاج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟