أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الإله إصباح - حميد برادة والعداء الدفين لليسار














المزيد.....

حميد برادة والعداء الدفين لليسار


عبد الإله إصباح

الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 01:44
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



يبدو أن الشهيد المهدي بن بركة لا زال يخيف أعداءه إلى الآن حتى بعد مرور كل هذه السنوات على اختطافه واغتياله. وهذا هو ما يفسر سعيهم الدائم إلى النيل منه وتشويه صورته عملائهم المدسوسين في الجسم الإعلامي. و ما أقدم عليه المدعو حميد برادة يندرج في هذا الإطار. ادعى في عرض له أنه يريد إلا الحقيقة، وهكذا راح ينسج من خياله حكايات عن مؤامرات استهدفت النظام في الستينيات من طرف قيادات ورموز الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وعلى راسهم الشهيد المهدي بن بركة. وخلاصة ما سرده أن النظام بريء تماما من كل ما ألصق به من جرائم الاغتيالات والاختطافات، وأن ما قام به ليس إلا دفاعا عن النفس بعد اكتشافه مؤامرات استهدافه في كل مرة وحين. وطبعا مع هذا السرد المغرض تغيب الحقائق المرتبطة بطبيعة النظام اللاشعبية واللاديمقراطية، تغيب حقيقته الاستبدادية وسعيه إلى التفرد بالسلطة ونهج سياسات طبقية معادية للجماهير. النظام الذي لم يكن يخفي ارتباطاته بالدوائر الامبريالية يصبح في عرض حميد برادة ضحية وما قام به ليس إلا رد فعل طبيعي اقتضته ضرورة حماية الذات من المتآمرين.
وقد قيل أن حميد برادة دمعت عيناه، وبدا متأثرا وهو يردد أن ما يريده هو قول الحقيقة أمام التاريخ، وها نحن نكتشف أن هذه الحقيقة مطابقة بالصدفة لرواية النطام حول هذه الحقبة من تاريخ المغرب،. بل يتطوع ويزيد من خياله أن الشهيد المهدي بن بركة كان على موعد مع جلاده أفقير، وقد تأكد برادة من ذلك لمجرد أنه التقى الابراهيمي في باريس وأخبره أن الشهيد سيلتقي الجنرال واستنتج من ذلك أن الجينوال المقصود هو أفقير وليس الرئيس الفرنسي الجينرال دكول علما بأن أفقير في ذلك الوقت لم يكن جنيرالا، ولم ينل هذه الرتبة إلا بعد اختطافه واغتياله للشهيد.
وحميد برادة طبعا يقدم نفسه كشاهد من قلب الحركة الاتحادية، ومن تم فهو يريد أن تحوز روايته كل المصطاقية المطلوبة. علما بأن هذه الحركة كانت مستهدفة بالاختراق من طرف أجهزة الاستحيارات، ولطالما تم اكتشاف العديد من العملاء والمندسين داخلها كأي حركة تقدمية تخوض صراعا مريرا ضد الحكم الفردي المطلق. واكيد أن حميد برادة كان واحدا من هؤلاء، وإلا ماذا كان دوره بين المناضلين إن لم يكن مقتنعا بمشروعهم؟ لقد استحلى طويلا صفته كصحفي مقرب من دوائر اليسار، والواقع أنه كان دوما مقربا من دوائر السلطة وكان يقدم خدماته لها متخفيا في قلب اليسار، وإلا كيف نفسر أنه الصحفي المغربي الوحيد والأخير الذي أجرى حوارا مع الحسن الثاني
وإنه لأمر طبيعي جدا أن يكون الشخص المتمخزن عدوا لليسار، وعدوا للشهيد المهدي بن بركة، فاليسار هو النقيض المطلق للمخزن. وبرادة في شهادته المزعومة لم يكشف إلا عن عدائه الصميمي. والدفين لليسار باعتباره كان ولا يزال أحد خدام المخزن الأوفياء. سأله ذات مرة صحفي هل كان الحسن الثاني دكتاتورا؟ أجاب : لا لم يكن ديكتاتورا، أردنا ضربه فضربنا. هكذا إذن يتم تبييض صفحة النظام واختزال الصراع السياسي ضد الاستبداد إلى مجرد ضرب وجرح متبادل.
والواقع أن برادة بهذه الشهادة المغرضة يستأنف الصراع المتواصل ضد اليسار من طرف المخزن، وهو صراع يروم استهداف الذاكرة ، لأن ميدانه في هذه الشهادة يطال مجال التاريخ بتحريف الحقائق وتشويهها قصد تكريس رواية تخدم رغبة السلطة في تبرئة ذمتها من جرائم سنوات الرصاص. إن السلطة تريد تاريخا مغايرا لما وقع وحدث بالضبط، إذ هي تراهن على تغييب الحقيقة بخلق حقيقة أخرى موازية يتم إنجازها بمراكمة الأكاذيب حتى تنطمس الحقيقة كما حدثت وتسود رواية وحيدة هي الرواية المخزنية كما صاغها ويصوغها عملاؤها المندسون.، تم بعدها تعمل على الترويج لها من طرف المواقع التابعة لها ومن طرف كل من يكن عداء وحقدا متأصلا لليسار. وبذلك تكون الخلاصة التي تترسخ في أذهان الأجيال الصاعدة هي أن اليسار ظالم ومفتري والنظام بريء وضحية لم يقم إلا بصد هجمات خصوم هم مجرد متعطشين للسلطة.
يستطيع أعداء الشهيد أن يتمادوا في اختلاق الأكاذيب وتزييف الوقائع والأحداث، غير أنهم لن يفلحوا أبدا في النيل من صورته كرمز من رموز حركات التحرر الوطني، وقائد يساري فذ، استطاع أن يكرس صورته كبطل من أبطال التحرير ومناهضة الطغيان والاستبداد.



#عبد_الإله_إصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد عمر بن جلون.. والعود الأبدي لفكرة اليسار
- الناصرية.. مشروع نهضوي مجهض
- البوكر 2019 تسلل الرداءة إلى القائمة القصيرة
- أي علاقة بين الماركسية والذهاب إلى الحج
- الإسلام .. وأزمة الانفصال بين العبادة والأخلاق
- ثورة لم تكتمل، قراءة في مذكرات المناضل امحمد التوزاني.
- بن كيران، نهاية كاريزما الضحالة والتهريج
- أحمد بن جلون صديق الهوامش
- الشهيد المهدي بن بركة والانتقال من التقليد إلى الحداثة
- بوب ديلان وناس الغيوان
- الشهيد المهدي بن بركة، وحدة اليسار والملكية البرلمانية
- عبدالرحمان بنعمرو..وعدالةالذاكرة
- في دلالات التحاق عضو من العدالة والتنمية بصفوف داعش
- التوزيع العادل للثروة والمسالة الديمقراطية
- عبد الصمد بلكبير والحركة السلفية
- أحمدعصيد وتجريم التطبيع مع إسرائيل
- المؤتمر السابع لحزب الطليعة ورهان وحدة اليسار
- الشهيد المهدي بن بركة، بلاغة الوضوح ومنطق التسوية
- حركة 20 فبراير ومرحلة ما بعد الاستفتاء
- الشعب المصري يواصل ثورته بعزم وإصرار


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الإله إصباح - حميد برادة والعداء الدفين لليسار