أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نيرمين ماجد البورنو - صداقات عابرة ....!














المزيد.....

صداقات عابرة ....!


نيرمين ماجد البورنو

الحوار المتمدن-العدد: 6448 - 2019 / 12 / 27 - 12:24
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الأصدقاء ليس بكثرتهم حولك إنما بنوعيتهم وبمن يأتيك دون أن تناديه ومن يربت على كتفك دون أن تخبره بأنك مثقل بالهموم والالام والأوجاع, فالصّداقة كالمظلّة كلما اشتدّ المطر زادت الحاجة لها وكالحلم والكيان الذي يسكن الوجدان, وفي الشعر العربي قائل الشاعر: سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصف, فلا تشارك غيورا ولا تسألن حسودا ولا تجاور جاهلاً ولا تؤاخ مرائياً ولا تصاحب بخيلاً ولا تستودع سرك أحداً, ولا تتفاخر بأنّه لديك أصدقاء بعدد شعر رأسك، فربما تكتشف عند الشدائد بأنك أصلع, إن العبرة ليست بكثرتهم والتباهي والتفاخر بهم إنما بصدقهم وعطائهم وانسانيتهم وأخلاقهم ومحبتهم, فصديق واحد يتصف بتلك الصفات النبيلة خير من مائه من غيره ممن صداقتهم تتسم بصحبة الغفلة والبحث عن المصالح الذاتية وقضاء الأوقات بأمور تافهة بلا معني وبلا هدف.
يمكننا اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن نتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي فالكثير منا يضم في حسابه فيسبوك مئات الأشخاص وربما الالاف, فلقد أصبح الجميع متاحين في كل وقت وكل ذلك بسبب الانفتاح العالمي الذي شهدته جميع بلدان العالم خاصة الطفرة التكنولوجية من انترنت وتقنيات حديثة، ويعتقد معظمنا أن كثرة الأصدقاء شيء حسن ونافع بينما يطمح اخرين الى مزيد من الشعبية والشهرة على فيسبوك, فالصداقة ليست بطول السنين بل بصدق المواقف, فلا تطلق الصداقة على كل عابر طريق بحياتك حتى لا تقول يوما الاصدقاء يتغيرون ويتلونون فالصداقة جبل شاهق الا يستلقه الا الأوفياء, ولقد توصل باحثون من جامعة ترينت في نوتنغهام البريطانية إلى نتيجة أن أولئك الذين يتمتعون بأعداد كبيرة من الأصدقاء على شبكات التواصل الاجتماعي يتعرضون لمخاطر الإصابة بأمراض نفسية, لانهم يجدون صعوبة في تحديد هويات كل هؤلاء الاشخاص مما يسبب اصابته بنوع من العقدة النفسية.
تسير بنا الحياة في زمن متقلب لا يثبت على حال مرة نجد أنفسنا في غني ومرة في فقلا وتارة نجد أنفسنا في سعادة وهناء وأخرى نجدها في حزن وبؤس وألم فالحياة لا تدوم على حال فنلتقي بأناس بعضهم من يبقي ويثبت في حياتنا وأخرين يولون الأدبار ولا يمكن أن نحكم على الصداقة الحقيقية الصادقة الا اذا بنيت على أسس قوية ثابتة عمادها الحب والاحترام والمودة والوفاء والحكمة والثقة المطلقة وأهم شيء الوفاء بحيث لا تقوم الصداقة على مصلحة أو منفعة متقطعة حسب الحاجة وتنقطع بانقطاع الفائدة, فأصدقاء المصلحة مثل الفايروس المنتشر متواجدون لا يهمهم بالحياة سوى مصلحتهم فلا يهتمون بأمرك ونجاحك وتألقك بل بالعكس يطمحون الى تدميرك, ويقال بأن أصدقاء المصلحـة مثل البلياردو من ضربــة واحـدة يتفرقون ، وأما الأصدقاء الحقيقيون مهما تفرقوا يجتمعون ولو بعد حين, لان الأمر هنا لا يُصنف إلا كونه نفاق منظم في زمن سادت فيه لغة المصالح والعربدة.
علينا أن ندقق في اختيار الأصحاب فأهل الثقة والوفاء قليلون جدًا بهذا الزمان فالصداقة كنز ومن يحافظ على كنزه يظل غنيا, فطوبى لمن له أصدقاء حقيقيون لا يتلونون ولا يغيرون أقنعتهم مع تغير الفصول فمن يملك اصدقاء صادقون ثابتون حقيقيون فليحافظ عليهم ويحاول ألا يخسرهم بتصرفات غير لائقة, فقد قال الإمام العسكري (عليه السلام) :”من كان الورع سجيته والكرم طبيعته والحلم خلته كثر صديقه والثناء عليه وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه”.
محزن جداً أن تكتشف بعد فوات الأوان أن صديقاً لك استغلك استغلالا فجاً ليصل الي مبتغاه في الدنيا, والأسوأ أن تتعامل معه بنفس الطيبة صافية نقية فتمسي تندب حظك العاثر بالتعرف على هذا الصديق المخادع, فتستعيد ذاكرتك معه لعلك تجد أثراً لما كان يضمره لك فلا تجد شيئا فتذكر ان للمصلحجية أناس متخصصه بها عالمه بكل تفاصيلها تتقنها كما تنتقي ملابسها يتشكلون ويتلونون كالحرباء يقتربون لمال وجاه ولمنصب وما دمت تعطيه وتبذخ في عطاءك يثني عليك وما ان تفقد مميزاتك حتى يغادرك الى غير رجعه , ساعيا الى صيد جديد.
يقول جبران خليل جبران، "لا تطلق مسمى صديق على كل عابر يمر في حياتك، حتى لا تقول يوما: الأصدقاء يتغيرون", فتذكرت في هذه المقولة عالم السوشيل ميديا وما يعرض به من فضائح وتهديدات ووعيد لمشاهير كانوا في يوم من الأيام أصحاب وكيف انهار ذلك كله فجأة وتحولوا الى اعداء وكشفوا المستور من خلال تشوية صورهم أمام العالم ومن خلال الشتم بأبشع الألفاظ اللاأخلاقية, أي حال وصلنا اليه ونحن نشاهد يوميا حروب كلامية؟ كل ذلك جعلنا نؤمن بأن أصحاب العقول في راحة فعلا! وان نؤمن بحقيقة ان الانسان هو من يجعل نفسه مثل قطعة النقود بوجهين أمام الناس يقضي عمره كله متنقلا بين جيوب الناس, وقال الشاعر: إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى, إن الصداقة في هذا الزمن أصبحت سلعة نادرة الوجود وغالية الثمن, الصداقة مش صداقة عمر أو مدرسة ولا جامعة ولا عمل, الصداقة هي صداقة روح وفكر فلنحرص كل الحرص على انتقاء الروح قبل الجسد, فجمال الحياة يتجلى مع صديق يسبر غورك، ويفهم نظرتك، ويفرح لفرحك، ويواسي حزنك, فالعبرة ليست في الكثرة إذن ابدا فالأصدقاء ليسوا تحفا تقتني في متاحف الصداقة والبراءة ولا في مطارات الدنيا ومقاعد الدرجة الأولي في الطائرات والحافلات والقطارات, وليس لمركزك ولاسم عائلتك ونفوذك وثروتك وجمالك وأناقة هندامك ولا في القائمة الطويلة من الاشخاص ولكن يكمن في الجمال العابق في نبلك وروحك وانسانيتك وثقافتك وشخصك وفكرك فكن انسانا صديقا صادقا تسعد وتسلم.



#نيرمين_ماجد_البورنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقات مسمومة...!
- كلمات ...!
- استأجر صديقاً...!
- العبادة المهجورة ...!
- أطفال الشعلة ...!
- الصورة فوتوشوب ...!
- لا تصورني ...!
- أعطِ وستأَخَذ...!
- أرحل بأناقة ...!
- في ثوب السكون تختبئ الاحلام...!
- كن وسطاً... !
- شهادات ودكاكين!
- الفطام الإلكتروني ...!
- وباء التيك توك !
- شاليه الُفقراء...!
- بنَاتُنا لسن أَحْجَارًا على رُقْعَةِ الشطرنج...!
- الاكتناز القهري ...!
- جراثيم التعليم -فنلندية-.. !
- يوتيوباتنا العربية وعطش الشهرة !!!
- عَقْلاَطِفيّة .... !!!


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نيرمين ماجد البورنو - صداقات عابرة ....!