أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماره بن عبد الله - رحيل أسد الجزائر... هكذا يرسم القدر مشاهد توديع الرجال.














المزيد.....

رحيل أسد الجزائر... هكذا يرسم القدر مشاهد توديع الرجال.


عماره بن عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 24 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ويترجَّل الفارس عن صهوة جواده... إنها لفاجعة أليمة قاسية أن تـودع الجزائر في هذا الوقت بالذات، قائدا عسكريا بمآثر وخصال المجاهد الفريق أحمد قايد صالح، وهو من هو ذلك الوطني المخلص الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد، لمِا حباهُ الله به من حكمة وتبصر وصفاء ووفاء للجزائر وللشهداء الأبرار ومن إخلاص للشعب الجزائري الأبي، إخلاص تشهد عليه المرافقة الوطنية الصادقة والعمل الدؤوب المثابر على المرور بالجزائر إلى الأمن والأمان، آمنة مستقرة وشامخة.
رحل القائد الملهم منتصرا بمعية شعبه بعد آخر معركة جهاد قادها في سبيل الجزائر الحرة المستقلة الديمقراطية الشعبية، بعد أيام فقط عندما وضع قطار الجزائر على السكة، بعد أكثر أشهر من التجاذبات وحَراك لم تُرَق فيه قطرةُ دم واحدة، رحل صاحب العهد والميثاق والشرف، المتشبع بقناعات وطنية لا تحتمل الريب ومواقف جمهورية أبدية، رحل الوالد الحنون والأخ الصالح والقائد العظيم، رحل الأسد الأشوس الذي كان للجزائر نعم المنيع و للدولة خير الناصح المعين، على مدار سنوات وأحداث، رحل صاحب التجربة الطويلة والحنكة المشهودة، رحل الرجل الطيب السريرة، والدائم الانشغال بخدمة البلاد، والمحنك في تدبير أمورها وذو جاهزية منقطعة النظير في الدفاع عنها والذود عن حماها، إن كان في وقت الحرب أو في زمن السلم، في وقت الأزمة أو في زمن البناء والتجديد والتشييد، رحل القايد صالح منهَكا ومتعَبا من جراء عمل مضن، فيه لم يكلّ ولم يملّ، تنقلاتٌ في عز الحر إلى كل مناطق البلاد جنوبا وشمالا وغربا وشرقا، ناصحا وخطيبا ومتفقدا ومفتشا، مرافقا لحَراكٍ شعبي وحيرة وقلق شعبي عارم، أمام وضع غير عادي بعد تحمل رئيس الدولة أعباءً لم يكن مهيّأ لها لا صحيا ولا نفسيا. لكن الراحل هو من دعمه في تحمُّل عبء المسؤولية عبر قبول المهمة الوطنية ضمانا لاستقرار الجزائر وأمن الجزائر وحفاظا عليها من عبث العابثين والمغامرين وكيد الكائدين في الداخل والخارج، رحل بعدما قلّد وسام الصدر من الاستحقاق الأكبر من طرف رئيس الجمهورية المنتخَب الذي همس فيه آذنه قائلا "الجزائر أمانة في عنقك"، نعم إنه الحقيقة التي استيقظ عليها الشعب الجزائري وكل العالم صباح الاثنين، والتي مفادها رحيل الفريق أحمد قايد صالح إلى جوار ربِّه وقد أدى الأمانة كاملة، بعد أن صان أمانة الشهداء وسلم الوطن آمنا لأهله، ثم ترحل ليخبر الشهداء أنه لم يخن رسالتهم و أنه صمد لآخر نفس و نبض فيه.
نعم فقط توّحد الشعب الجزائري برمته، على نعي الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي نائب وزير الدفاع الوطني، الذي مزج بين الاستراتيجية والشخصية، في مسايرة ظروف عصيبة كادت أن تلقي بالجزائر إلى الهاوية، فكان قد وعد وأوفى بعهده، وعد بإيصال البلاد إلى برّ الأمان، ووعد بعدم إراقة أي قطرة دم جزائرية، ووعد باحترام إرادة الشعب، ووعد بالالتزام بالمخارج الدستورية للأزمة، ووعد باجتثاث الفساد والمفسدين، وأوفى بالوعد والعهد، وأثبت أمام الله والشعب أنه صان الأمانة، وسلّم البلاد لرئيس منتخب وشرعي، وشاءت إرادة الله أن يُسلّم الفريق قايد صالح روحه الطاهرة إلى باريها، ويلتحق بالرفيق الأعلى، ولسان حاله يقول الله فاشهد أني قد أوفيت بالوعد والعهد، وشاء القدر أن يجتمِع الجزائريون على أن هذا الرجل هو من طينة العظماء، وأنه دخل بحق التاريخ من أبوابه الواسعة، ونقش اسمه بأحرف من ذهب في سجل التاريخ، نشهد أنك حفظت الأمانة وصنت الوديعة ، وأنك من أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله والشعب عليه... الوداع الوداع يا فقيد الوطن.



#عماره_بن_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر تنتصر .. هنيئا نصرنا ولا نامت أعين الأعداء...!!
- لأننا أبناء الجزائر: مصممون على الانتصار ..!!
- الوطن غال ونفيس، لا يباع ولا يشترى مهما كان الثمن
- الجزائر تنتخب...الجزائر تنادي أبنائها البررة...؟
- لا ملجأ ولا منجى لإستقرار الوطن إلا بالانتخابات ..!!
- فلنكن يد واحدة ضد كل من يريد زعزعة استقرار الوطن
- الاعلام ... نحن في حرب ليس ككل الحروب..!!
- يومها رمت فرنسا بالجزائريين في -نهر الموت - .. !
- لأننا شعب ثائر له قلب ينبض -فلسطين-.. !!
- الجزائر تنتخب: الجزائر ليست للبيع يا دعاة المجالس التأسيسية ...
- الجزائر تتهيأ لدخول التاريخ ..!!
- الجزائر: حان الوقت لتسريع وتيرة الحل...!!
- الحوار... طريق خلاص فاسلكوه..!!


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماره بن عبد الله - رحيل أسد الجزائر... هكذا يرسم القدر مشاهد توديع الرجال.