|
العلمانية مطلب شعبي و الرسول (ص) كان علمانيا
عبير سويكت
الحوار المتمدن-العدد: 6444 - 2019 / 12 / 22 - 17:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العلمانية مطلب شعبي و الرسول (ص) كان علمانيا.
عبير المجمر (سويكت)
ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم علمانيا مع المختلف عنه دينيا و ثقافيا؟؟؟
قضايا الساعة السودانية تتصدرها مطالبة بعض الحركات المسلحة بعلمانية الدولة و حق تقرير، و قد ربطت الحركة الشعبية قطاع ـ الشمال بقيادة الحلو حق تقرير المصير بعلمانية الدولة ، فإن لم تجد استجابة في أحقية المواطنة بلا تمييز و إلغاء الشرعية الإسلامية و بسط العلمانية عندها تكون ممارسة تقرير المصير الشرعية.
و علمانية الدولة ليست مطلب الحركة الشعبية قطاع ـ الشمال جناح الحلو فقط بل و مطلب حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور و كذلك جزء من الأصوات الشبابية داخل حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي .
إضافة إلى أن معظم الأصوات الشعبية السودانية و تلك التي أحدثت ثورة ديسمبر التصحيحية المجيدة على نطاق واسع باتت تطالب بالعلمانية، و شريحة كبيرة من أبناء الإسلاميين، بعد أن ذاق الشعب السوداني بمختلف مكوناته الأمرين على مر تاريخ الحكم السوداني من العقلية المتاجرة بالدين و، " التدين المغشوش" كما وصفه العلامة الغزالي رحمة الله عليه، و من قال فيهم الإصلاحي الإسلامي مصطفى المنفلوطي:(ليت هؤلاء الذين ينفقون أعمارهم في الحيض و الإستحاضة، و المذي و الودي، و الحدث الأصغر و الحدث الأكبر، يعرفون من سر الدين و حكمته و الغرض الذي قام له، ما يعرف هؤلاء الذين لا يفهمون معني الجنة و النار، و لا يميزون بين الدين و التين).
و سرده في نهاية روايته مدينة السعادة التي هي عبارة عن نقد إجتماعي في قالب أدبي :(عجبت أن يكون مثل هذا الإيمان الخالص راسخا في نفوس أهل هذه المدينة، و لم يرسل إليها رسول، و لم ينزل عليها كتاب، وأهلها لا يعرفون الجنة و النار و لكنهم بلغوا مرحلة الموحدين الصادقين الذين يعبدون الله مخلصين له الدين لا يرجون ثوابا و لا يخافون عقاباً).
و كذلك الإمام الازهرى و رجل الدين الإصلاحي التجديدي الوسطى الشيخ عبده رحمة الله عليه في وصف رحلته لباريس لحضور مؤتمر 1881 و بعد عودته منها و مقولته الشهيرة (وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين، و عندما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكن لم أجد إسلامًا).
و مقولة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :( إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة).
سابقاً كانت العلمانية أحد مطالب الأخوة الجنوبيين السودانيين و اليوم هي أحد المطالب الرئيسية للأخوة في جبال النوبة، فأما ديمقراطية كاملة الدسم المواطنة بلا تمييز أو تقرير المصير، فهل يتجزأ السودان مرة أخرى بسبب من يدعون خوفهم على الإسلام و دولة الإسلام؟؟؟ و المحافظة على الهوية السودانية التي يدعون أنها سوف تسلب أن جاءت العلمانية؟؟؟ ، فهذه الإدعاءات تسمى فرفرة مذبوح يخاف “الوسطية المعتدلة و الإصلاح ” و يسميها “حداثة غربية و فسوق “، يخاف "العلمانية"، و“دولة القانون” و أحقاق الحق و يقول أنها “علمانية هدم الدين"،و إنما يخافون على تجارتهم أن تبور و يريدون إستمرارية بناء الذات و الجاه و السلطة على حساب تغيب العقول و المتاجرة بإسم الدين،" ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين".
السودان كان و مازال حتى بعد انفصال الجنوب بلد متنوع عرقيا و أثنيا و ثقافيا و دينيا، و العدالة الإسلامية قبل الإنسانية تروى أن اذا وجد التنوع الديني و الإختلاف فأنت لا تفرض شرعية إسلامية على بلد و أن كانت أغلبيته مسلمة، لأن هناك جزء من الشعب لا يؤمن بهذا المعتقد، أما إذا أتفق الشعب باجمعه عبر استفتاء شعبي ديمقراطي حر نزيهة بأنه يتمسك بفرض الشرعية الإسلامية و يفرض العلمانية فهذا شي اخر، لكن القرار لا يتخذ عبر حزب او إعلان الحرية و التغيير و مجلس سيادي و لا يحزنون، لا قطعا عبر استفتاء شعبي مباشر.
ومن يكفروا و يجرموا كل من يتحدث عن العلمانية و المزايدة على الآخرين نقول لهم:("لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى")، وهؤلاء المتطرفين من بقايا النظام البائد نزيدهم تذكيرا أن المؤمن كيس فطن، و الأصل في الإسلام أنه دين يسر و ليس دين عسر، و دين وسيطة، و الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغضب قط كغضبه من المتشددين وقال : هلك المتشددون الذين لا يخففوا على الناس ولا يعاملوهم بيسر، و يقال في الأثر أن الرسول صلعم لم يخير في أمر إلا و اختار أيسره و أسهله وأوسطه تخفيفا علي الناس و رفقا بهم.
و نزيدهم علما أن الرسول صلعم في تعاملاته مع الآخر المتخلف دينيا و ثقافيا... إلخ كان علمانيا، و السودان يشمل اختلاف و تنوع واسع النطاق، و يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم الرسول في صلح الحديبية عندما وصل سهيل بن عمر من قريش لعقد هدنة لمدة عشر سنوات، فقال الرسول صعلم : أكتب يا على بسم الله الرحمن الرحيم، و هنا قال سهيل : من الرحمن الرحيم؟ نحن لا نعرف الرحمن الرحيم أكتب : بأسمك أللهم، فرد الرسول صلعم :إذن امحوها يا علي، فمحاها على رضى الله عنه، ثم تابع الرسول صلعم :هذا ما أتفق عليه محمد رسول الله، و هنا أوقفه سهيل وقال : لا تكتبها لأني لا أقر أنك رسول الله ولو كنت أقر بذلك لأمنت بك، فقال الرسول صلعم : لا بأس امحوها يا علي، فرد على : لا و الله لا امحوها، فقال الرسول صلعم : أرني إياها يا علي وقام الرسول صعلم بمحوها بنفسه.
و ذكرى فأن الذكرى تنفع المؤمنين، فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر، نذكرهم كذلك بأن الإمام أحمد بن حنبل عندما قام بتغير جزئيه في مذهبه إحلالا للديمقراطية، و اتباعا للموضوعية والوسطية و المرونة، فالامام أحمد بن حنبل في مذهبه يقرأ البسمله في سره لا يجهر بها، ولكن عندما صل بالمدينة جهر بالبسملة و عندما سئل : لماذا خالفت جزئيه في مذهبك؟ فرد قائلاً : فعلتها احتراماً لصاحب هذا المقام الذي كان يجهر بالسملة.
فيما يتعلق بموضوع جبال النوبة بالتحديد بعد انفصال الجنوب ما زالوا يحتفظون بخصوصيتهم الدينية و الثقافية و لا يمكن إجبارهم على القبول بالعيش تحت حكم يرفض العلمانية اذا كانت مطلبهم، و يبقى تقرير المصير حق شرعي أقره العالم الدولي القانوني الإنساني، و يحق لهم في حالة رفض العلمانية تقرير مصيرهم فلا يجبر إبن آدم على ما لا يريد متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهم أحرارا.
#عبير_سويكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الواثق البرير أمينًا عاماً لحزب الأمة، وعسى أن تكرهوا شيئاً
...
-
الحركة الشعبية قطاع الشمال تزيح الستار عن خفايا و خبايا مفا
...
-
رئيس وزراء شرعي للسودان يشدد على المراجعات و نقد الذات، و حز
...
-
الصادق المهدي في الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق يطرح القض
...
-
العبقرية الفكرية و الهندسية مع الأديب الأريب عميد كلية الهند
...
-
فض الإعتصام و لجنة تحقيق نبيل أديب لقتل القضايا الحية و دفنه
...
-
ماذا وراء تهرب حمدوك من حسم ملف اليمن و عودة الجنود السوداني
...
-
حمدوك ما بين الأمنيات و الحقائق و الواقع حول رفع السودان من
...
-
منظمة السودان الجديد الإنسانية
-
من الذي يخاف تقديم البشير للمحكمة الجنائية و لمصلحة من محاول
...
-
الرئيس السوداني المعزول و خيارات المحاكمة القضائية ما قبل و
...
-
علماء السلطان و التوجه من دعارة دق الطبول و حرق البخور للسلط
...
-
إمام الأنصار يتحدث عن إجتهاده الفكري لمستقبل البلاد -التأصيل
...
-
أمام الأنصار يحذر من التآمر الإنقلابي إذا حدث الإنسداد و يؤك
...
-
حوار مع زعيم الأنصار الإمام الصادق المهدي حول الراهن السياسي
...
-
حزب الأمة القومي يعلنها داوية: لا لسياسة التمكين الحزبي و ال
...
-
نداء السودان يدعو الحكومة الإنتقالية لحماية المواطنين و توفي
...
-
نص رسالة محي الدين أبو الزاكي ممثل أسرة المعتقل وليد عبدالرح
...
-
الصادق المهدي في الجلسة الإفتتاحية بالعين السخنة:نداء السودا
...
-
خفايا و خبايا قضية الشاب السوداني وليد عبدالرحمن و شهادة صمو
...
المزيد.....
-
هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
-
اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة
...
-
خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض
...
-
تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل
...
-
“toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة
...
-
فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات
...
-
“العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج
...
-
الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق
...
-
أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|