احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 06:07
المحور:
الادب والفن
شيئٌ عن الأسطورة
كان في المدينة رجل فقير بائس لا يقوى على تدبير عيشه و إعالة أهله،وبلا عمل،وبيته خالٍ تماماً من الدقيق والزيت،ليس فيه الا الحطب و الماء و هما مجانانِ ، و من بركات الغابة القريبة من القرية..
و من هنا وهناك يحصل على كسيرات خبز بمساعدة زوجته الوفية..من الجيران و الأقارب، وذات يوم و هو يفكر في إيجاد حل لمشكلته العويصة و الى متى يعيش هكذا و يبقى على هذا الوضع البئيس ،و بقربه زوجته الصبورة،فقالت له:
- يا رجل لما لا تكون (فتاح فال)،ولو في حارتنا..هناك الكثيرون يؤمنون بهذا العمل ،قراءة الكف،واطلاع البرج،و الضرب في الرمل، و قراءة الفنجان، ،و غيرها؟
الرجل:
- يا زوجتي العزيزة ،أنا رجل أميّ يعني لا أجيد القراءة و الكتابة نهائياً..فكيف لي أن أكتب الأدعية و أقرأ الأبراج!!..حتى لست بقادر على أن أكتب إسمي!! ،ثم ليس لنا من مال نشتري به كتاباً..
- الزوجة:
- يا رجل دعك من هذا النقاش..كثير من فتّاحي الفال لا يعرفون القراءة و الكتابة؛يعني أنهم مثلك أيضاً أميّون، الرجل:
- و كيف؟
- الزوجة:
- أنا سأعمل لك كتاباً جميلاً و جيداً.
- الرجل:
- و كيف ذلك ؟
- الزوجة:
- أنت لا عليك ..الأمر عندي،فغداً كل شئ جاهز.
الزوجة:
- يا رجل دعك من هذا!أنا سأعمل لك كتاباً جيداً ،جميلاً،محترماً يعجب الناظرين ،و عليه نقوش و رسوم .
الرجل :
- و كيف ذلك؟
الزوجة:
- لا عليك ..إذا وافقت على العمل،ستجدُ الكتاب المطلوب بين يديك غداً،أمهلني يوماً واحداً.
الزوج في شيء من الإنكسار :
- حسناً إذا كان الأمر كذلك فأنا أوافق على ذلك.
وفي اليوم التالي حصل الرجل على كتاب أنيق و خرج بزي لائق وأسمى نفسه بـ "ملا نمينه"،سخرية بالكتاب الذي يحمله وعلم أنه من القش و الخرق.
واتخذ ركناً متواضعاً له في السوق، ينادي : فتّاح فال ،قارئ الأحوال ،للنساء و الرجال ،والأطفال.
وهكذا بدأ بعمله الجديد،ليدبر أمور حياته..بعد حصل على زبائن و مريدين،للباقته و حلاوة لسانه مع الناس.
و بين ليلة و ضحاها شاع صيته بين أبناء القرية و القرى المجاورة ،ثم استدعاه شيخ المنطقة .
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟