الاخلاقيون الجدد

حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 450 - 2003 / 4 / 9 - 01:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كم نبلغ من العمر ياترى على هذه الارض ٠٠ وهل انجزنا حتى يومنا هذا معرفة اخلاقية كافية بامكانها ان تعيننا في ممارسة انسانيتنا بسلام٠
يبدو ان الاوقات الحرجة التي نشترك فيها من اجل تقرير مصير قضية او مازق انساني ما يخصنا جميعا ككائنات معرفية تقطن هذا الكوكب
هي ٠٠ لحظات ﻻبد منها ٠ للامتحان او لنزع بعض الجلود التي اقصاها الزمن عن حيويتنا تجاه معارفنا الاخلاقية بالتحديد - والتي لن تكون لائقة
الا اذ ما انصهرت مع الخطوة - خطوة عملاق الانسان الذي يشتهي ويصارع من اجل ان يكتمل فينا ٠ ومن اجل اي شيئ نلصق بنا صفة المجدد
معارضين التكرار٠
وحين نمتحن اليوم بالارهاب والدكتاتوريات والتي هي في الاصل من نفس الجرثومة - المتفق على بشاعتها وتهديداتها لمضامين وجودنا-
نجد البعض وقد انفسم علينا في الاتفاق الاخلاقي باخلاقه الجديدة -وحتى الان ﻻباس بذلك - مادامت المعرفة الاخلاقية المتراكمة لدينا تتيح لنا الاصغاء
لكل الاصوات التي من المفترض انها تساهم في بناء العالم المطمان الذي نشتهيه سرا وعلانية٠
لكن ومن المحزن ان البعض يحمل معرفة اخلاقية فصامية - وهو المازق الذي باغتنا حين جاء وقت طرح السؤال الملح الذي تناسيناه كل ذلك الوقت
المكلف اولا واخيرا على الجانب الماساوي لكل الذين ابادتهم مجزرة الدكتاتور -سؤال-- نظام صدام والشعب العراقي--
فراحوا ينشقون وينقسمون ٠٠وتناسل علينا اخلاقيون جدد راحوا٠٠ يهتفون من خلال شتى وسائل الاعلام والشوارع والمنابر حتى يومن هذا ، ا ولئك المتفقون معنا على ارهابية الارهاب
والذين يودون التحاور مع ارهابية صدام -والتي ﻻتقارن بالاولى على صعيد انتهاك وابادة وترهيب الشعوب ٠ هل يتطلب الامر منا مراجعة الاحصاءات
الاجرامية التي انجزها صدام بالتفصيل ٠٠٠ ام يمكن للاخلاقيون الجدد ان يشرحوا لنا اين كانت تلك الشرعية الاخلاقية التي يطالبون بها لان
امريكا انفردت بعمل عسكري ضد النظام العراقي دون الاستماع والاخذ بنصائح مشاريعهم التي ﻻتساهم الا في الاجهاز على الشعب العراقي المحتضر٠ وترسيخ
شرعية لدكتاتور هو احد اشكال الارهاب الاشد عتمة ووحشية ٠٠ اين كانت تلك الشرعية الاخلاقية حين كان صدام يصلب شعبه طوال تلك الاعوام
ويرهب جيرانه٠
ايمكن لنا ان نظن ان الانقسام عى حقيقة ان الجريمة جريمة - هي اهانة معيبة ومخجلة لمعارفنا الا خلاقية التي من المفترض اننا شيدناها برحلة شاقة
وموجعة كلفتنا الكثير من عذاباتنا الانسانية ٠ والاخلاق المعلبة والباردة التي يود البعض ان يقدمها لنا على انها وجبة الوجبات - وان طبخة الغير هي
طبخة مشبوهة وغير شرعية وهي السم الاخير الذي سيبيدنا ٠٠والا يمكننا ان نظن انها ذريعة فصامية عنادية ونفعية الاتجاه٠

لكن الوقت قد مر٠٠٠ ودماء ثمينة تدفع وحرب وانفاس وتكهنات واخلاقيون تعساء وعالم اتعس ٠

 

#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات