أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - - فضائيات ٠٠٠ بلا فضاء -














المزيد.....

- فضائيات ٠٠٠ بلا فضاء -


حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 447 - 2003 / 4 / 6 - 14:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

حين يذهب العالم لينام ، اويفيق للفطور في النصف الثاني من الارض ٠
يذهب اهل العراق الى اسرتهم ، بعد التوكل على الله ، ﻻ للنوم بل لانتضار قنبلة او صاروخ او كيمياويات صدام المتوقعة في اي لحظة ٠
ومنذ اكثر من ثلاثة عقود يحمل العراقي في جيبه كفن وكومة من الاحلام الميتة ، ومن دون ان يلتفت اليه ﻻ الضمير الانساني وﻻ الشرعية الدولية وﻻ اخلاق الشرفاء وﻻ الخوة العربية ٠٠٠ وﻻ حتى الرب نفسه !
اما اليوم فيبدو انه علينا ان نبكي من شدة الفرح ، لان اصوات وفضائيات العالم وصحفه وشوارعه تنادي بدم العراق المهدور ٠
ونخص منها فضائيات الاشقاء العرب :
وعلى الرغم من ان الاعلام العربي بشتى قنواته ، ومنذ ان خلق هو عبارة عن صدى مكرر مع قليل من ( البهارات ) لاصوات انظمته وحكوماته التي ليس
لها من هم سوى ترسيخ الشعار القائل ( الله الوطن القائد ) في عقول شعوبها ٠٠ طبعا : ( الله - القائد، الوطن - القائد، القائد - القائد ) ٠
ومع ثورة التقنيات والاتصالات التي حدثت في العالم ، كان للدول العربية نصيب ﻻ باس به من هبة هذه الثورة٠ ويبدو انه علينا ان نبكي مرة اخرى من
شدة الفرح ، هذه المرة لانه صارت لنا على الاقل فضائيات بلا حدود ( المفروض الحدود الجغرافية والاهم حدود المعرفة والحقيقة ) ، لكننا سرعان
ما نكتشف انه علينا ان تعود للبكاء ٠٠٠ يبدو اننا امة مخصصة للبكاء واللطم ، وخطوتنا بالمقلوب ٠ نقول حين نكتشف ان هذه الفضائيات هي بلا فضاء ٠
مجرد شكل اخر من اشكال الاعلام المضلل ، المصيبة ان هذا الاعلام حتى بخططه التمويهية ﻻ يشبه الاعلام الغربي المتهوم من قبل الاول بالغير اخلاقي
والغير عادل والمتسلط ٠٠٠٠بل ان الاعلام العربي هو اشبه بكوميديا سوداء لم تعد مجدية وﻻمسلية ٠ والطامة الاكبر انه يتاجر اليوم بدم العراق في سبيل
ايدلوجيات وسياسات وكراسي احزابه وحكوماته ٠
قبل ايام خرج علينا استاذ سوري قدير في محطة فضائية ، في البدا تفاخر بدراسته الجامعية في فرنسا ٠٠ ثم صلى على النبي وعلى رئيس حكومته وعلى
كل الصالحين ٠٠ بعدها راح يحكي لنا عن تاريخ امريكا ، وعن تاريخ ابادتها للهنود الحمر ! وفي الجزء الاخر من الشاشة كانت المحطة تعرض صور
حية عن الصواريخ التي تهوي على بغداد الاحزان وعلى بصرة الجروح والمصائب ٠
( فالوا لنا انه من البديهي ان يكون الاعلامي والمثقف والفنان بل حتى الانسان البسيط ، ان يكون ملتزما بالحقيقة من كل ابعادها وباخلاص وشرف وعدالة
كي نعتبر انفسنا جادون في مشروع طمانينة الارض )
لكن الاستاذ السوري يبدو انه لم يقرا او يدرس تاريخ صدام وﻻ تاريخ الابادة في المنطقة العربية منذ عهود الخلافة الاسلامية حتى خلافة الجمهورية الوراثية
او ربما هو خجول ، او انه يعتقد ان تاريخنا العربي موضوع ﻻ علاقة له بنكبة الامة العربية التي ﻻ تعرف وﻻ تفهم عن نفسها غير المفاخرة بالبطولات
الغابرة والامجاد والكبرياء والعبقرية في ابتكار شماعات جاهزة ولكل مصائبنا وحطامنا ٠
اما الصورة التي تحتل جزء من الشاشة ( بغداد المقصوفة او البصرة المنكوبة ) ما الذي يمكن ان تقوله اذ ما خصصنا الجزء الثاني المقابل للاول ،للقطات
من مدينة حلبجة وهي تسمم بوحشية بواسطة طائرات صدام الجرثومية اوللقطات من مدافع واسلحة مافيا صدام وهي تبيد اهالي البصرة وكل اهالي العراق
المنتفض في اذار ٠ لكن ٠٠ عذرا ٠٠ ليس اثناء هذا البرنامج المخصص للهنود الحمر ، من الممكن وهذا اضعف الايمان ولو لخمس دقائق في اي وقت
تختاره والدعوة مفتوحة لكل فضائيات العرب وقنوات اعلامه المخلصة لحقيقة معاناة الشعب العراقي ٠
غير انني تذكرت ٠٠٠٠
فحين كان اليمن يتقاتل !
كان التلفزيون العراقي والمحطات العربية تتحدث عن الهنود الحمر وبطولات خالد بن الوليد ؟
وحين قصفت مدينة حماه السوري من قبل نظامها !
كان التلفزيون العراقي والمحطات العربية تتحدث عن الهنود الحمر وبطولات خالد بن الوليد ؟
وحين ٠٠ لبنان وحربه الاهلية ، مجازر الجزائر ، ماسي السودان ٠٠كانت كذلك وباصرار ٠
باستثناء فلسطين ٠٠وعلينا ان نبكي للمرة الالف من شدة الفرح لان المصداقية العربية في قضية فلسطين تتحدث عن الهنود الحمر وبطولات خالد وتاريخ
بني صهيون ٠ على الاقل موضوع ثالث ٠

( حين درسنا السينما في اكاديمية الفنون في بغداد ، قال لنا استاذ التصوير : ان الصورة المرئية يمكن لها ان تكون عاهرة او تكون قديسة ، ويمكن لها ان تصبح منطفاة ، رغم انك قد تتوهم انها حية ، او انها تصير متقدة الى الحد الذي ستنافس فيها قيمة الشمس ، فاختر ان تكون كاميرتك في راس شاعر او
راس قواد ٠٠ وانت المسؤول في كل الاحوال عن ضميرك الذي سيطاردك طوال حياتك وطوال موتك )
حين يذهب العالم لينام او يفيق للفطور في النصف الثاني من الارض ٠
يذهب اهل العراق ومنذ اكثر من ثلاثة عقود للموت والعذاب ٠

[ ملاحظة ]
ليست امريكا هي التي تقوم الان بتخليص العراق من تماسيحه ٠٠ بل هي دماء الابرياء من اهل العراق ٠


حسن بلاسم
كاتب ومخرج من العراق ٠
[email protected]

 



#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخلص ام بروتس


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - - فضائيات ٠٠٠ بلا فضاء -