أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهدي سعد - دروز 48 وعقدة الأقلية














المزيد.....

دروز 48 وعقدة الأقلية


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:04
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كان المرحوم المعلم كمال جنبلاط يؤكد دومًا على أن الدروز هم "الأقلية التي لا تعرف عقدة الأقليات"، لكننا نلاحظ أن هذا المبدأ لا ينطبق على دروز إسرائيل، إذ تعاني هذه المجموعة البشرية في بلادنا من داء اسمه "عقدة الأقلية" ، وهو داء نفسي جماعي خطير تعاني منه شرائح واسعة من المجتمع الدرزي في البلاد.
تتمثل هذه العقدة بالشعور بالخوف من البيئة العربية المحيطة بهذه الطائفة، وكثيرًا ما نسمع مقولات سخيفة تدل على هذا الأمر، مثل قولهم: "الله لا يحكمهم!"، مما يدلل على مدى استشراء الانعزالية في هذا المجتمع المنطوي على نفسه والآخذ يومًا بعد يوم بالانغلاق والتقوقع أكثر وأكثر.
يعود سبب هذه العقدة إلى عملية غسيل الدماغ التي أجريت على فئات واسعة من أبناء الطائفة من قبل المؤسسة الصهيونية الرامية لفصل الموحدين الدروز عن أبناء شعبهم ودينهم وأمتهم وتنشر الإشاعات المغرضة والكاذبة لدق الأسافين بين أبناء الشعب الواحد وإقناع الدروز بالخطر الداهم عليهم، مما خلق أجواء من الكراهية والعنصرية في المجتمع الدرزي لكل ما هو عربي، وهذا الأمر ناتج طبعًا عن الجهل الذي يعاني منه أبناء الطائفة الدرزية في بلادنا وانسياق عدد كبير من الزعامات التقليدية ذات التأثير على عقول الناس وراء الدعاية الصهيونية، مما خلق أرضًا خصبة لبث تلك الدعايات المغرضة والتي أدت إلى هذا الأمر.
بين فقر الفكر والوعي الكاذب:
إلى جانب ذلك تعاني الطائفة الدرزية في إسرائيل من حالة من الفقر الفكري المدقع الناتج عن استشراء الجهل في صفوف أبناء الطائفة، فحتى المتعلمين والمثقفين بيننا يعانون من هذا الفقر الفكري، فكيف من الممكن أن نفسر حديث من نوع "أفيغدور ليبرمان جيد للدروز" ؟! ، أليس هذا ناتج عن فقر فكري تعاني منه أوساط كبيرة في صفوف الطائفة؟
هذا المثال يؤكد على التخلف الذي تتواجد به الطائفة، فمن السهل أن تبث إشاعة ما في المجتمع الدرزي لتصبح حقيقة ثابتة، وهذا ناتج طبعًا عن غياب العقلانية في التفكير عندنا.
وهناك مصطلح أخر يفسر حالة المجتمع الدرزي في البلاد وهو "الوعي الكاذب" الذي أطلقه كارل ماركس، والذي يعني الشعور بوعي مزيف لدى مجموعة ما من جراء فقدانها لهويتها الحقيقية، فالموحدون الدروز في إسرائيل يعيشون حالة انقطاع دائم عن أصولهم وجذورهم الدينية والمذهبية والحضارية والثقافية والقومية والوطنية الخ...، لا بل تنكر لهذه الأصول والجذور، فأين العروبة والإسلام وفلسطين اليوم في مجتمع الموحدين في هذه الديار؟، وحتى هويتنا المذهبية الخاصة كموحدين قد فقدناها من خلال عمليات تشويه التاريخ والعقيدة التي يقوم بها الأوصياء على تراثنا التوحيدي الأصيل والذي يزورونه لغاية في نفس يعقوب.

إننا نعيش في وضع يرثى له من كافة النواحي المعرفية والخلقية الناتج عن ابتعادنا عن أصلنا وانغماسنا أو انصهارها الكاذب في المجتمع الإسرائيلي، فنحن نعيش في حالة تنعدم فيها كل القيم الروحية الشرقية والعقلانية الغربية، وتنتشر فيها حالة من الهمجية والفوضى المادية والركض وراء شهوات النفس، وهذا ما نلحظه في حملة الانتخابات الحالية التي يتراكض فيها ممثلو الأحزاب الصهيونية على أصواتنا لأنهم يعرفون أنه من السهل إقناع هذه الطائفة والضحك عليها من خلال حفنة من المال أو جرعة من الوعود الكاذبة.
هذه هي الطائفة، وعلى بني معروف السلام.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أنت القاتل يا شيخ-


المزيد.....




- في ضربة لنتنياهو.. استقالة بيني غانتس من حكومة الحرب
- حزب الوحدة الشعبية ينعي الرفيق القائد الوطني والقومي التقدمي ...
- سموتريتش عن استقالة غانتس: هذا بالضبط ما كان يهدف إليه السنو ...
- ماكرون يعلن حل البرلمان الفرنسي ويدعو إلى انتخابات تشريعية ف ...
- -وول ستريت جورنال-: السعودية والولايات المتحدة تقتربان من إب ...
- الهند: في نتائج أسوأ من المتوقع... مودي يؤدي اليمين الدستوري ...
- عاجل | ماكرون يعلن حل البرلمان الفرنسي ويدعو إلى انتخابات تش ...
- هنية: أي اتفاق لا بد أن يتضمن وقفا دائما للعدوان الإسرائيلي ...
- صحيفة روسية: أوكرانيا باتت ساحة لاختبار أسلحة غربية متطورة
- -رئيسة دائرة التحريض-.. شقيقة الزعيم كيم توجه تحذيرا لكوريا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهدي سعد - دروز 48 وعقدة الأقلية