أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد كشكار - يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعًا)، قد بالغوا وبِنِية حسنة وانخرطوا في معزوفة نقد أداء مؤسسات القطاع العام، مبالغة تخدم الخوصصة ولا تخدمنا!














المزيد.....

يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعًا)، قد بالغوا وبِنِية حسنة وانخرطوا في معزوفة نقد أداء مؤسسات القطاع العام، مبالغة تخدم الخوصصة ولا تخدمنا!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6441 - 2019 / 12 / 18 - 13:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مقدمة قد ترفع كل لَبْسٍ:
في العنوان، قلتُ "بالغنا وبِنِية حسنة في نقد أداء مؤسسات القطاع العام" ولم أقل "أخطأنا"، أما النية الحسنة فلا تعفينا من نقد أنفسنا والأخطر وللأسف أن الندمَ لا يُجَبِّرُ ما كُسِرَ.

1. المبالغة في نقد النظام التربوي العام:
- قلنا عنه أنه نظامٌ فاشلٌ 100%، وهذا تشخيصٌ مبالغٌ فيه كثيرًا. الدليلُ القاطعُ على وجاهة نقدي الذاتي الجديد لِـنقدي القديم، وهو الآتي: آلاف التلامذة التونسيون الذين هاجروا لمواصلة دراستهم الجامعية لم يجدوا صعوبة كبيرة (ما عدى اللغة، ألمانية أو روسية) في التعلم والتحصيل بل في التميّز والتفوّق أحيانًا في أرقى الجامعات الأوروبية وفي أعقد العلوم الصحيحة والتجريبية.
- أدمغتنا المهاجرة خرّيجة تعليمنا العمومي (أطباء، مهندسون، أساتذة تعليم عالٍ) وجدت إعجابًا وترحابًا حيث ما حلت في أوروبا أو في الخليج.
2. المبالغة في نقد النظام الصحّي العام:
قلنا أن مستشفياتنا مهملة وخالية من التجهيزات، وهذا تشخيصٌ مبالغٌ فيه كثيرًا. لستُ طبيبًا ولم أقمْ ببحثٍ ميدانيٍّ في مؤسساتنا الصحية، وما دمنا في باب ترجيح كفّة القطاع العام، سأكتفي بتقديم ثلاثة أمثلة، أمثلة لا تنفي النقد بل تُنَسّبه: أ. أخت زوجتي أجرِيت لها عملية معقدة جدًّا، إزالة ورم سرطاني في المخيخ، في مستشفى بن حميدة بالعاصمة. شُفِيت منه تمامًا والحمد لله (لو عملتها في مصحّة لتكلفت عشرات الملايين من مليماتنا). ب. أخي أجرِيت له عملية دقيقة، إزالة كِيسْت في الحلق، في مستشفى ﭬبلي. شُفِي منه تمامًا والحمد لله. ج. صديقي أجرِيت له عملية إزالة المرارة في مستشفى الحبيب ثامر. تمت بسلام وفي ظروف طيبة في قسم جديد ونظيف.
3. المبالغة في نقد نظام المواصلات العمومية:
- بالصدفة، ميترو تونس-حمام الشط يُعَدُّ من أفضل وسائل النقل العمومي في تونس وأرخصها ثمنًا.
- شركة تونس الجوية، طيّارون أكْفاء ورحلات آمنة مع شيءٍ من التأخير وسرقة بعض الأدباش في بعض الأحيان.
4. المبالغة في نقد الاتحاد العام التونسي للشغل:
اختزلناه في مكتبه التنفيذي وكِلنا له، بحلاله وحرامه، ما طابَ لنا ولذَّ من اللكمات الموجعة ونسينا دور قواعده ومناضله في الثورة وفي معارضة بن علي.

خاتمة:
للأسف، مبالغةٌ في النقد أرادتها لنا لوبيات القطاع الخاص لغاية في نفس يعقوب وجرّتنا وراءها دون أن نشعر وجعلتنا نلهج بالأمر وننطق بألسنتِنا ما تريده هي وكأننا نريده نحن، ضحاياها، وأصبح حالنا كحال مَن يقطع الغصن الذي يجلسُ عليه. خوصصة هذه القطاعات العمومية لن تزيدنا إلا فقرًا على فقرٍ ولن يستفيد منها إلا محرّضونا، رجالُ الأعمال الجشعون. في الختام لن أطلبَ منكم الكفَّ عن النقد بل أرجو الكفَّ عن المبالغة فيه.

Ma source d’inspiration : La philosophie d’Alain Deneault

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 17 ديسمبر 2019.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جل يساريينا الماركسيين التونسيين، مثقفون بورجوازيون صغار، أع ...
- منذ نصف قرن وتونس تَشْهَدُ -جريمةً- في حقِّ الدولةِ الصلبةِ ...
- ترجمة لبعض المفاهيم الإسلامية التي صادفتها في قراءاتي بالفرن ...
- فلسفة الأخلاق؟
- المجتمع الجمني بين الأمس واليوم (1952-2019)؟
- مَن هي الفئات الاجتماعية التي انخرطت كليًا في النمط المعَوْل ...
- لا أتفق مع القوميين المتحزبين المتعصبين في المواقف التالية؟
- ما وراء التحرر الجنسي في مجتمعاتنا الحديثة السائلة؟
- الجهادُ ضدَّ النفسِ، شعاري في الحياة؟
- من كوارث المجتمع الرأسمالي السائل (La société liquide)؟
- الأحزاب الصلبة والنصف-صلبة والسائلة في تونس؟
- وصفة ماكرونية ماكيافيلية للقضاء على الانتفاضات الشعبية: انتف ...
- -البيداغوجيا النبوية-: رسولُنا وَضَعَ ثقتَه فِينا، فلْنكنْ ع ...
- إيريك زمّور، عدو خمسة ملايين مسلم فرنسي. مَن هو؟
- خَمسُ خِصالٍ لأبي بكر الصدّيق، خَمسٌ ميزته عن باقي الخلفاء ا ...
- عن أي خبراء وبرامج تتحدثون أيها الحكام الذين ليس بإرادتكم تح ...
- اليساريون التونسيون المنبتّون؟
- مناجاة الذات الحائرة!
- تاريخ معاصر: الحزب الشيوعي الفرنسي (PCF) والجزائر من 1920 إل ...
- تعليقٌ مُرٌّ، مرارة نهب الرأسمالية المعولَمة للمال العام، تع ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد كشكار - يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعًا)، قد بالغوا وبِنِية حسنة وانخرطوا في معزوفة نقد أداء مؤسسات القطاع العام، مبالغة تخدم الخوصصة ولا تخدمنا!