أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد كشكار - عن أي خبراء وبرامج تتحدثون أيها الحكام الذين ليس بإرادتكم تحكمون، السابقون منكم واللاحقون؟














المزيد.....

عن أي خبراء وبرامج تتحدثون أيها الحكام الذين ليس بإرادتكم تحكمون، السابقون منكم واللاحقون؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 17:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إنكم والله كالشعراء تقولون ما لا تفعلون وفي كل حزب تهيمون، لا فرق بينكم إلا وعود وهمية علينا صباحا مساء ترددون.

لنبدأ بـ"تفريك الرمانة"، مشاكلنا في تونس تنقسم إلى قسمين، مشاكل يمكنكم حلها لو توفر فيكم الصدق في القول والإخلاص في العمل (شيئان في بلدي قد خيبا أملي *** الصدق في القول والإخلاص في العمل، الشاعر التونسي العظيم المغمور منوّر صمادح)، ومشاكل لا يمكنكم حلها حتى ولو لبستم جبة عمر بن الخطاب، هو رضي الله عنه أما أنتم فالله حتمًا لن يرضى عن أفعالكم حتى لو رضي عن صلاتكم وصيامكم:
1. ما هي المشاكل التي يمكنكم حلهاّ؟ هي مشاكل لا تتطلب خبراء ولا برامج ولا هم يحزنون، مثل:
- الحد من سرقة الباﭬاج في علبة مطار قرطاج.
- تنظيم جدول أوقات لحسن تسيير بعض القطارات على مسافة بعض الكلمترات بين برشلونة وحمام الشط وبين التيجييام وسيدي بوسعيد.
- رصد هلال رمضان.

2. ما هي المشاكل التي لا يمكنكم حلهاّ ولو حرصتم؟ هي مشاكل فعلا تتطلب خبراء وبرامج، وجوستمان لأنها برامج اقتصادية مهمة ومربحة فقد منعكم أصحابها الغربيون من التدخل فيها وأخرجوها عن دائرة نفوذكم وإرادتكم وحجّروا عليكم الخوض فيها، محرّمة على خبرائكم إلا المرتزقة منهم ومغيبة قصدا في برامجكم (يُسمى بالفصحى الاستعمار غير المباشر):
- ميناء رادس، ميناءٌ تمرّ عبره جل السلع المهرّبة وهو على بعد أمتار من قصور قرطاج والقصبة وباردو ونورُ فساده يكاد يفقأ عيونكم. أرُوني ما أنتم فيه فاعلون إن كنتم من الصادقين! سيدكم مهاتير محمد، عمر خطاب ماليزيا، الذي لا يقدر على المزايدة على وطنيته أحدٌ، تعرّض قبلكم لنفس المشكل ووجد له حلا جذريا، حلا يبدو في ظاهره غير وطني وهو الآتي: كلّفَ شركة أجنبية، أظنها أسكندنافية (خير أمة أخرِجت للناس فعلا وليس قولا)، كلفها بمقابل بالسهر على تطهير كل نقاط العبور الحدودية، البرّية منها والبحرية والجوية. خلال عام أو عامين أنهت مهمتها، قبضت ثم غادرت، وتسلم مهامها طاقم ماليزي نظيف جديد.
- المديونية، المصيبة أن مُقرضَكم الوحيد والإجباري (FMI) عملاق وأنتم جنبه أقزام. وماذا يستطيع فعله القزم أمام العملاق؟ اللهم نقلة نوعية في القلب والضمير، تنقلكم من قزم إلى عملاق! وما أمام الإرادة البشرية شيءٌ مستحيل. قَدِرَ عليها حديثًا أبطال قارّتنا الروانديون والأثيوبيون، فهل يعجز عن الإتيان بمثلها التونسيون؟
- النظافة والتلوث البيئي: تراكم الزبلة المنزلية في الطرقات والساحات وتراكم الفضلات الكيميائية في خليج ﭬابس وواحة ﭬابس وسماء ﭬابس. العملاق الغربي الرأسمالي هنا أيضًا هو المذنب، اخترع نمطا استهلاكيا جشعا معاديا للبيئة وخلق له في بلاده تكنولوجيا التخلص من الفضلات. صدّر لنا (غصبًا عنا) نمطه (المنتج كثيرا من للفضلات) بحثا عن الربح السريع ولم يصدّر لنا تكنولوجيته للتخلص من الفضلات لأنها تنقص من أرباحه هو لأنه هو نفسه المستثمر الصناعي الأول في بلادنا. فتراكم فضلاتنا في طرقاتنا وبحارنا إذن ليس حجةً علينا بل حجةٌ على حكوماتنا: استوردتْ غصبا عنها نمطا غربيا استهلاكيا مضرّا بالبيئة لأنه ينتج كثيرا من الفضلات ولم تستورد أو المستثمرون الأجانب في تونس لم يريدوا أن يأتوا بتكنولوجيتهم للتخلص من الفضلات، لم يأتوا بها، قصدا لأنها مكلفة، طمعًا في الربح الكثير دون ضمير ولا رقيب ولا حسيب (قوانينهم تُطبَّقُ حرفيا في بلدانهم وتمنعهم من إلحاق الضرر قصدا ببيئتهم، أما قوانيننا فلا تُطبَّقُ حرفيا في بلداننا ولا تمنعهم هم الأجانب من إلحاق الضرر قصدا ببيئتنا. لنا الله!)، مثال: متعددو الجنسيات المستثمرون في الصناعات الكيميائية الملوثة بـﭬابس، مطالبون قانونيا برسكلة نفاياتهم عوض التخلص من الصلبة منها (phosphogypse) في خليج ﭬابس ومن الغازية منها (phosphore) في صدور الـﭬوابسية. لماذا لم يرسكلوها؟ لأن الرسكلة تتكلف أموالا طائلة وسادتهم غير مستعدين للتضحية ولو بنسبة 1% من جملة أرباحهم.

إمضائي (مواطن العالَم، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 3 نوفمبر 2019.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليساريون التونسيون المنبتّون؟
- مناجاة الذات الحائرة!
- تاريخ معاصر: الحزب الشيوعي الفرنسي (PCF) والجزائر من 1920 إل ...
- تعليقٌ مُرٌّ، مرارة نهب الرأسمالية المعولَمة للمال العام، تع ...
- -وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ-: دعاءٌ صباحيٌّ صادرٌ عن يساريٍّ م ...
- مساهمة بيداغوجية في ظاهرة حملات النظافة والتزيين المنتشرة هذ ...
- أيُّ أمَّةٍ نَحْنُ؟
- ماذا جنيتُ من مسيرة طويلة من التأقلم الواعي مع مجتمعي التونس ...
- ماذا جنيتُ بعد تعليمٍ جامعيٍّ طويلٍ، متقطعٍ ومتعثرٍ؟
- من قضايا المسلمين العادلة: قضية كشمير؟
- تأملات فلسفية كشكارية من وحي الكاتب -الفوضوي-المحافظ-، الفيل ...
- في تونس، مدرستُنا مدرستانِ، واحدة متوسطة لأبناء الفقراء، وال ...
- في أحزاب أقصى اليسار التونسي، حتى الانتهازية عندها رجال، -رج ...
- نقدٌ شديدٌ موجهٌ إلى قيادة حزب النهضة وتمجيدٌ موضوعيٌّ لقاعد ...
- تحليلٌ مختصرٌ لتدوينتي السابقة المختزلة جدًّا -جرّبْ، افتحْ ...
- أول مرة أفرحُ بطيفٍ من اليسار التونسي الماركسي!
- -جبهة أفندية- عوض -جبهة شعبية-؟
- فكرةٌ حول النساءِ، حتمًا لن تعجبَ الرجالَ، وأظنها لن تعجب ال ...
- أمام -سعيّد رئيس- ثمانية تحدّيات كبرى، الله والشعب يكونان في ...
- سلوكٌ ثقافيٌّ ذاتيٌّ، أنشرُهُ، ليس تَبَجُّحًا، بل إحياءً وان ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد كشكار - عن أي خبراء وبرامج تتحدثون أيها الحكام الذين ليس بإرادتكم تحكمون، السابقون منكم واللاحقون؟