محمد كشكار
الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 19:33
المحور:
كتابات ساخرة
يبدو لي أنه كان الأجدرُ بهم (أحزاب أقصى اليسار والمتذيّلون لهم من القوميين) أن يُسَمّوا جبهتهم "جبهة أفندية" (معجم المعاني الجامع: أفندي هو السَيِّد، وهي كلمةٌ تركيَّة أصلها يوناني، كانت تُستعمل لقبَ اعتبارٍ لأصحاب الوظائف المدنيّة والدِّينيَّة ورجال الشريعة والعلماء، شاعت في مصر منذ حكم الأتراك ثم أُلغِيتْ)، عوض "جبهة شعبية"، لأن الأفندي لا يمكن أن يكون شعبيًّا حتى ولو خرج من جلده، هو مواطن منبتّ منفصل عن الشعب بطبيعتة: وضعه المهني والاجتماعي والثقافي وضع أفندية، مخّه مخ أفندية، كرشه كرش أفندية، هندامه هندام أفندية، جلساؤه كلهم أفندية، معارفه كلها أفندية، فضاءاته فضاءات لا يرتادُها إلا الأفندية أمثاله، مواضيعه مواضيع أفندية، لغته لغة أفندية، نُطقُه نُطقُ أفندية، شُربُه شُرب أفندية، جلسته جلسة أفندية، ميولاته الموسيقية ميولوت أفندية، وحتي سجائره ماركة أجنبية.
لو فعلوها لكانوا أصدق مع أنفسهم ولاحترمهم الشعب أكثر ونالوا في الانتخابات عددًا مشرِّفًا من أصوات الأفندية ومعهم شوية من أصوات الطبقة الشعبية.
إمضائي (مواطن العالَم، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي مستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique
#محمد_كشكار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟