أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بوذراع حمودة - الثابت الذي لا يتغير.














المزيد.....

الثابت الذي لا يتغير.


بوذراع حمودة
(Boudra Hamouda)


الحوار المتمدن-العدد: 6437 - 2019 / 12 / 14 - 09:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


خابت آمال الانسان بعدد النجوم في السماء، واستحالت ثوابته رمادا في مهب الرياح تسبح، وشكه في وجدانه ومعمورته ما انفك ينقطع، فنفجر من ذلك نهر سرمدي من الأفكار والتيارات والتوجهات ما عادت تحصى، منها ما جعلت من الناس أصرا وعشائر وشعوبا وأمما متحدة، ومنها ما تمخض عنه سيل من الدماء والحروب لا تزال دمائها إلى اللحظة تسيل والدموع ما يملئ الوديان والمحيطات أجمع وألم بقدر ما يبيد الوجود أسره.
فاختلف الانسان حول ذاته وتصنيفها، كما اختلف على وجوده وطبيعته، من حيث الأصل والمآل وما ذات البين والبين، فراح الفكر البشري مترنحا ما بين الثبات وعدمه يجوب، ولأواصله يسود فلا هو ثبت على نفسه ولا على عالمه ووجوده، ومنه من ابتغى عقيدة أو تفكيرا أو نظرية لها يرتكز ولقلقه الدؤوب يتهرب ولباله يريحه من عناء التفكير.
وبفعل فعل اكتفاء الانسان من التفكير ما آل به إلى العدم من حيث الوجود ومن آل إلى انعدام الوجود في ضل وجود لا جادة في وجوده، لكن حتى اكتفاءه من التفكير تفكير في حد ذاته، فلا مفر من التفكير فهل هو ثابت؟ لكن وقائع الأخبار من الغابر ما يؤكد وما يفند، ومن معايشة الحاضر كذلك ما يساند وما يعارض، ومن الاستشراف ما يعزز وما يثبط ولكل ما سبق من يقر ومن يكذب.
إلا أن التحرك نحو الأمام ما هو ثابت بفعل حركة الزمن وقصص التاريخ تأكد، لكن من الفقهاء من أفتى بالتحرك نحو الوراء ومن الوقائع ما يشهد، ومن المتفلسفين من يرجه للزمن عودة للخلف ومن الانتكاسة لا يعتصم، ومن نفي الحركة والزمن كثوابت وموجودات مادية ورمزية من اتجه.
وبحكم الفعل في الارادة وانتفائها ما جعل للشيء خياران، وبحكم الخيار تتمخض الخيارات، كما للبحر أنهار وللأنهار وديان وللوديان برك وللبرك بؤر وللبؤر تجويفات وللتجويفات أعماق وللأعماق منابع وللمنابع أنهار وللأنهار بحار وللبحار محيطات وللمحيطات.....ومن هذه الدائرة لعدد الخيارات في الفعل والعدم وللإرادة مشيئة وللمشيئة خيار ومن هنا يتبلور الشيء وعدمه.
فالشيء معاين، واللاشيء مُرمَز وفي وجوده خلاف، فلم يكن شيء في وجدانه من الثابت فكيف يكون للعدم إثبات؟
لكن الانسان وسط الثابت واللامثبت يعيش، وبذلك يعيش، ومن الصراع يَعيش ويُعايش ويُعَيش ومن الوجود والعدم يترنح فوجود الانسان وسط الوجود، ووجوده من العدم ووجود كل ما سبق لأمور متشابهة غير مثبتة.
فالخلاف كائن وعدمه من الاتفاق حاصل، ولهذا يعتبر الانسان لغزا وحياته لغزا وعالمه لغزا ولغزه لغزا، ولكي يستمر لبد من أيكون له ثابت واخترنا أن يكون الثابت هو النسبية، فالرأي له نقيضه والوجود له نقيض وللنقيض نقيض، ولكي يثبت الانسان لبد من أن يكون ثابته هو النسبية واللاثبات، فهذا ما لا يجمع الانسان على رأي وفكر لكن يجمعه على كونه ثابت لدى كل انسان، وما أحوجنا اليوم في وسط عالم يملئه الكذب، والحقد، والكره، والغدر، والقتل.....أن يثبت الانسان على اللا ثبات الذي يجعل منه انسانا يتقبل الجميع ويتقبله الجميع، ومن أجل ذلك وجب علينا جميعا أن نشد الرحال نحو وجهتين: الأولى نحو النسبية المطلقة أو الثابت الذي لا يتغير، والآخر نحو الأنسة لنتمكن من أن نجعل فوق كل شيء مختلف فيه ثابت النسبية التي ثبتت لدى الانسان وبها الانسان يثبت.
المخرجات:
 الثابت الذي لا يتغير هو النسبة، وجب التوجه نحوها جمعاء.
 التوجه نحو الأنسنة ضرورة في ضل النسبية واللا ثبات.



#بوذراع_حمودة (هاشتاغ)       Boudra_Hamouda#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعين خفية.
- النظام الجزائري بين الشمولية والديموقراطية.
- الدولة افراز شعبي
- احتفالية عيد الميلاد
- لعبة الموت
- ماذا بعد
- الطيبة المرضية


المزيد.....




- الإعلام الإسرائيلي يرجح استقالة بن غفير إذا تم التوصل لاتفاق ...
- كيم يؤكد للافروف دعم كوريا الشمالية الكامل لروسيا في حرب أوك ...
- محكمة أمريكية تلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع خالد شيخ محمد -ال ...
- مظاهرات احتجاجية بمدن وعواصم أوروبية رفضا لحرب غزة
- لافروف ينقل رسالة من بوتين إلى كيم جونغ أون.. ماذا جاء فيها؟ ...
- اختطاف وقتل.. جريمة مروعة تودي بحياة رياضي مشهور في البرازيل ...
- مسؤول إسرائيلي كبير يوجه -رسالة تهديد- إلى تركيا بسبب إف-35 ...
- طهران تضع شرطا قبل العودة للمحادثات النووية مع واشنطن
- الإفراط في القهوة خلال الطقس الحار.. خطر خفي على صحتك
- تحقيق أولي يكشف ما حدث قبل تحطم الطائرة الهندية بلحظات


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بوذراع حمودة - الثابت الذي لا يتغير.