أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - زيارة بنس نائب الرئيس الأمريكي .... ما وراء الأكمة وما وراءها















المزيد.....

زيارة بنس نائب الرئيس الأمريكي .... ما وراء الأكمة وما وراءها


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 6420 - 2019 / 11 / 26 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قام نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بنس بزيارة مفاجئة وغير معلنة إلى العراق قبل أيام , خلافا لكل الأعراف والتقاليد المتعارف عليها في زيارة المسؤولين بين الدول, حيث لم تطلب الإدارة الأمريكية موافقة الحكومة العراقية على هذه الزيارة أو حتى أخذ رأيها فيها , أو التشاور معها حول هدف وبرنامج الزيارة التي عادة ما يتم الإتفاق عليه مسبقا , وبما في ذلك إعداد بيان ختامي لهكذا زيارة سلفا يعلن في وسائل الإعلام عند إنتهاء الزيارة . والغريب أن الحكومة العراقية إكتفت بالإدعاء بعلمها المسبق بالزيارة من باب حفظ ماء الوجه لا أكثر ولا أقل . لم تتم الزيارة عبر مطار بغداد الدولي أو أي من مطارات العراق ومنافذه الحدودية في الدخول أو الخروج, ولم يكن هناك أي إستقبال رسمي حيث تشير الأنباء إلى أن دخول نائب الرئيس بنس عن طريق قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار.ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول أمريكي رفيع المستوى العراق بهذه الطريقة , فقد سبقه إليها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب وآخرون.أن هكذا زيارات تثير حولها الكثير من الشبهات والتساؤلات والمخاوف المشروعة على أمن وسيادة وإستقرار العراق.
المعروف أن العراق يرتبط بإتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 2014 لتأمين أمنه وإستقراره طبقا لبنود تلك الإتفاقية وتجهيزه بالأسلحة والمعدات وتقديم الخبرة والمشورة وتدريب قواته المسلحة. تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية حاليا قواعد عسكرية متعددة منتشرة في مدينة بغداد ووسط العراق وشماله. كما وقّعت واشنطن، عام 2014، اتفاقية عسكرية مع حكومة إقليم كردستان شمالي العراق, وكأن إقليم كردستان دولة مستقلة عن العراق تتصرف حكومته المحلية على هواها دون الرجوع إلى الحكومة المركزية , في حالة غريبة وشاذة لم نشهد لها مثيلا في الدول الفدرالية , ومنها الولايات المتحدة الأمريكية التي لا يمكن أن تسمح لأية ولاية من ويلاتها عقد أية إتفاقية أمنية مع أية دولة خارجية , ناهيك عن السماح لها بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها , ذلك أن عقد هكذا إتفاقات من مسؤولية الحكومات المركزية حصرا . نصّت الإتفاقية الكردية الأمريكية على بناء (5 ) قواعد عسكرية: قاعدة قرب سنجار، وأخرى في منطقتي أتروش والحرير،و قاعدتين في مدينة حلبجة بمحافظة السليمانية قرب الحدود الإيرانية، وقاعدة في التون كوبري التابعة لمحافظة كركوك. وتكمن خطورة عقد الأقاليم إتفاقات عسكرية مع الدول الأجنبية وإقامة قواعد عسكرية على أراضيها , بتهديد أمن بلدانها الوطني. فيا ترى ماذا سيكون عليه الحال لو أن البصرة او بعض المحافظات الجنوبية عقدت إتفاقية أمنية مع إيران وسمحت لها بإقامة قواعد عسكرية على غرار ما هو حاصل الآن في إقليم كردستان تحت أية ذريعة كانت ؟ وكذا الحال فيما لو قامت محافظة الموصل بتحويل المحافظة إلى إقليم ودعت تركيا إلى إقامة قواعد عسكرية على أراضيها في إطار إتفاقية أمنية فيما بينها, أو محافظة الأنبار وسواها قامت بالمثل بدعوى الإحتماء بالمملكة لعربية السعودية أو دول أخرى مثلا. ألا يعني ذلك تمزيق العراق شذر مذر .
أسّست الولايات المتحدة الأمريكية بموجب الإتفاقية المعقودة بينها وبين الحكومة العراقية قاعدة كبيرة لقواتها في مطار "القيارة" العسكري، جنوبي مدينة الموصل, وقاعدتين أساسيتين في محافظة الأنبار غربي العراق، والتي تحاذي سوريا والأردن, هما قاعدتي عين الأسد والحبانية. كما اتخذت واشنطن من قاعدة بلد الجوية الواقعة في محافظة صلاح الدين مقرّاً لها للتحكّم بطلعات طائرات "إف 16"، وقاعدة في معسكر التاجي شمالي بغداد، توجد فيها قوة لأغراض التدريب. وفي بغداد اتخذت القوات الأمريكية من قاعدة "النصر" داخل حدود مطار بغداد الدولي مقراً لها، تستخدم للقيادة والتحكّم والتحقيقات والمعلومات الاستخبارية. وبرغم هذا الوجود العسكري الأمريكي الكبير لم يحقق العراق أمنه وإستقراره,والأدهى من كل ذلك أن الرئيس الأمريكي ترامب يطالب العراق بدفع مليارات الدولارات بدعوى تحريره في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني , أنها دمرت العراق دولة وحضارة وأعادته إلى عصر ما قبل الحضارة . ولو أن هناك قدر ولو بسيط من العدالة في إطار ما يطلقون عليه " الشرعية الدولية " لوجب عليهم الإعتذار من الشعب العراقي أولا, واعادوا ما دمرته آلتهم الحربية الفتاكة وانصفوا ضحايا عدوانهم ثانيا .
وإذا كان مفهوما صمت الحكومة العراقية عن هذه الزيارة ربما لعجزها أولقلة حيلتها أو لعدم رغبتها بإثارة مشاكل مع راعي منظومتها السياسية لاسيما في هذه الظروف التي تواجه فيه تحديات مصيرية لا تهدد وجودها فحسب , بل ومجمل نظامها السياسي ومرتكزاته الأساسية , ولا يختلف موقف مجلس النواب عن حال الحكومة حيث إالتزم جميع أعضائه الصمت ولم ينبس أي منهم ببنت شفة على غير عادتهم وضجيهم الصاخب في وسائل الإعلام , إلاّ أن ما يثير الإستغراب حقا صمت متظاهري الإنتفاضة التشرينة المندلعة في الوقت الحاضر في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب إزاء هذه الزيارة المريبة في هذه الظروف , وإستهانة الإدارة الأمريكية بالعراق دولة ووطنا وشعبا , والتعامل مع العراق كولاية أمريكية تسرح وتمرح فيها على هواها . كان يمكن أن توفر هذه الزيارة فرصة للتعبير عن غضب العراقيين تجاه الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي تسببت بدمار العراق ونهب ثرواته عبر حكومات فاسدة ومفسدة حظيت بدعمها ورعايتها, وحرمت شعبه من أبسط حقوقه بالتمتع بحياة حرة كريمة , ومزقت وطنا حرا وفتت مجتمعا آمنا ومستقرا , وزرعت فتنا تسببت بإزهاق أرواح بريئة . كان في الأقل المطالبة بإجلاء هذه القوات من أرض العراق . ليبقى العراق حرا سيدا في أرضه ووطنه دون وصاية أي أحد , خاليا من أية قواعد عسكرية وتأثيرات أجنبية وتدخلا بشؤونه الداخلية .
وثمة مسألة أخرى جدير بالملاحظة هنا , تأكيد نائب الرئيس الأمريكي من أربيل , دعم الإدارة الأمريكية للكرد بعامة وسلطة إقليم كردستان بخاصة في الوقت الذي تتمتع فيه سلطة الإقليم بصلاحيات واسعة جعلت منه دولة فوق الدولة العراقية , لها دستور ورئاسة وحكومة ومجلس نواب وعلم وقوات مسلحة, لها قوانين خاصة بها فوق القوانين العراقية حيث لا تسري في الإقليم سوى قوانينه, ويتمتع الإقليم بثروات الإقليم بمفرده في الوقت الذي يشارك العراق بثرواته بوصفه جزءا من العراق , كما يشارك الكرد في تولي مناصب حكومية رفيعة في الدولة العراقية وتصريف أعمالها بموجب نظام المحاصصة الطائفية والأثنية سيئ الصيت ويتدخلون في كل شاردة وواردة من شؤون العراق , بينما لا يستطيع أكبر مسؤول عراقي من إبداء أي مشورة أو تقديم رأي يتعلق بشؤون الإقليم فلا يستطيع نقل أو محاسبة ولو موظف بسيط في الإقليم . فأي قسمة ضيزى هذه , وهنا نقول أن العراق هو من يستحق الدعم والإسناد لوضع الأمور في نصابها الصحيح لبناء وطن حر ومستقل. وبرغم كل ما غنموه الإقليم من الدولة العراقية, ما إنفك بعض القادة الأكراد يهددون بالإنفصال عن العراق إذا لم تدفع الحكومة العراقية لهم هذه الجزية التي يرونها مستحقة لهم مقابل بقائهم ضمن الدولة العراقية,على الرغم من علمهم اليقين بإستحالة إنفصالهم عن العراق, لا الآن ولا في المستقبل المنظور لأسباب محلية وإقليمية ودولية . ولعل تجربة الإستفتاء الذي أجرته سلطة الإقليم قبل مدة والذي لم يستطع الإقليم المضي بتنفيذ أي من نتائجه وسط معارضة دولية واسعة عدا إسرائيل التي شجعته ودعمته ووظفت كل إمكاناتها لإنجاحه من منطلق سياستها الرامية لتفتيت دول المنطقة إلى دويلات وكانتونات طائفية وأثنية تكون لها الهيمنة عليها. وأخيرنقول لا يجدي نفعا الإتكاء على الأجانب مهما بلغت قوتهم بتحقيق المطالب الوطنية المشروعة , ذلك أن الشعب وحده هو مصدر القوة وأساس الشرعية.



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يجب أن يقال
- حكومات عراق ما بعد 2003
- الإنتفاضة التشرينية ... قراءة موضوعية
- العزف النشاز على وتر الطائفية
- العراق مستودع بارود ... حذار أن ينفجر
- التظاهرات في العراق ... ثمة تساؤلات مشروعة؟
- رحمة بالعراق ... رفقا بدماء العراقيين
- الأمانة العلمية وحقوق الملكية الفكرية
- -الديمقراطية العراقية - ... ديمقراطية ممسوخة
- هل باتت دولة العراق ... دولة الرجل المريض حقا ؟
- تداعيات المنظومة الأخلاقية في العراق ... من يوقفها ؟
- آه ... يا عراق
- التعليم العالي في العراق... كيف نصلحه؟
- حديث في الطائفة والطائفية
- إنهيار الدولة العراقية ... قراءة موضوعية متأنية
- اخلاقيات المهنة
- نظرة في مفهوم الدولة والحكومة
- الدولة المدنية في العراق... دولة لكل العراقيين
- مشروع تجنيس الأجانب في العراق ... لمصلحة من ؟
- الفوضى الخلاقة ... الربيع العربي وأشياء أخرى بينهما


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - زيارة بنس نائب الرئيس الأمريكي .... ما وراء الأكمة وما وراءها