أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لغز تجاور استغلال الشعوب والديمقراطية















المزيد.....

لغز تجاور استغلال الشعوب والديمقراطية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تشدنى- منذ سنوات- مفارقة تدعوللتأمل..وهى أنّ بعض الأنظمة الاستعمارية (مثل الولايات المتحدة الأمريكية) ومثل إسرائيل التى اغتصبتْ وطن الشعب الفلسطينى..وبالرغم من ذلك فإنّ هذيْن النظاميْن، تأسّـس وترسّـخ فيهما المفهوم العصرى لآلية (نظام الحكم الديمقراطى) وفى ظل هذا النظام (كما فى دول أوروبا والهند واليابان..إلخ) وصل الأمرلدرجة نقد رئيس الدولة..وليس ذلك (فقط) وإنما اتخاذ الاجراءات القانونية لعزله من منصبه..كما حدث مؤخرًا فى أمريكا وإسرائيل.
ففى إسرائيل وجــّـه المدعى العام الإسرائيلى بعض الاتهامات لرئيس الوزراء (نتانياهو) فى (قضايا فساد) وأعلن المدعى العام (أفيخاى ماندلبيلت) أنّ التهمة الأولى أنّ نتنايهوأنه تلقى هو وزوجته ((هدايا) تقـدّرقيمتها بنحو200 ألف دولارمن رجل الأعمال الأسترالى (جيمس باكر) ومن منتج سينمائى فى هوليود..وهومواطن إسرائيلى اسمه (أرنون ميلكان) مقابل تقديم بعض التسهيلات الاقتصادية.
والتهمة الثانية (خيانة الأمانة) لأنه لم يـُـحافظ على (حقوق الوطن التى هى حقوق جميع الإسرائليين) وأشارالمحققون مع نتانياهوأنّ عقوبة الرشوة السجن عشرسنوات أوالغرامة أوكليهما..ووفقا للقانون الإسرائيلى ((يتعيــّـن على رئيس الوزراء التنحى (من تلقاء نفسه) إذا أدانته لجنة التحقيق..ولكن بوسعه البقاء فى منصبه، طوال فترة الاجراءات القانونية..وتقديم الطعون (عربية سكاى نيوز- 23 نوفمبر2019)
ومن مظاهرالحراك الاجتماعى داخل إسرائيل، المنافسة بين نتانياهو و(بينى جانتس) رئيس هيئة الأركان السابق، حيث اقتحم عالم السياسة، مدججــًـا (بعداء بالغ لرئيس الوزراء نتانياهو..وقـدّم نفسه على أنه سيـُـعالج الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلى..واتهم نتانياهوبأنه هوالسبب فى هذه الانقسامات..وجانتس شكــّـل (تحالف أزرق- أبيض) كمنافس رئيسى لنتانياهوفى ديسمبر2018واستغل اتهامات الفساد الموجــّـهة ضد نتانياهو..وجانتس كان عند أول مهمة له بعد عمله مع المخابرات الإسرائيلية ((المشاركة فى تأمين زيارة السادات للقدس عام1977وعمل ملحقا عسكريا لإسرائيل فى أمريكا، بين عامى2005، 2009.
هذا المنافس القوى لنتانياهويتمتع (بحقوق المواطنة الكاملة) فلم يأمرنتانياهو بإعتقاله..ولاحتى بتحديد إقامته..كما يحدث فى الأنظمة العربية.
أما المنافس الثانى لنتانياهوفهو(أفيجدورليبرمان) حيث سيلعب (حزب إسرائيل بيتنا) بزعامته دورًا حاسمًـا فى تحديد تشكيل وقيادة الحكومة الائتلافية المقبلة، علمًا بأنه عمل مساعدًا لنتانياهو(زعيم حزب الليكود اليمينى) واستقال ليبرمان من الحزب..وشكل حزبه (إسرائيل بيتنا) الذى لايقل تطرفــًـا عن الليكود..ويشمل برنامجه السياسى ((دعم المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية المحتلة..وعمل ليبرمان فى شبابه (حامل حقائب فى المطار) وفى حملته الانتخابية طالب بضروة تجنيد طلبة المدارس الدينية (الحريديم) الذين يحصلون على إعفاء (رسمى من الحكومات المتعاقبة) من التجنيد الإجبارى.
يـُجاورذلك الحراك الاجتماعى، حراك آخرمُـتمثـــل فى الفسطينيين الذين أصبحوا أعضاء فى البرلمان الإسرائيلى (الكنيست) وكذلك (تيارعرب48) ويمثلهم المُـدافع القوى عنهم (أيمن عودة) الذى نجح فى انتخابات2015ليكون عضوًا فى الكنيست..ورئيسـًـا للقائمة العربية المشتركة، التى حققتْ تقدمًا كبيرًا فى الانتخابات الأخيرة، مما أعـدّها لتكون (ثالث أكبرقوة فى الكنيست) ونفس الشيىء يمكن أنْ يقال عن المناضلة (عايدة توما) المرشحة عن القائمة العربية المشتركة..وأنّ التقدم الذى أحرزته القائمة ((سـدّد ضربة شديدة لرئيس الليكود ورئيس الوزراء نتانياهو)) (تحقيق مطوّل- صحيفة الأهرام19سبتمبر2019- ص13)
ويـُـعتبرنتانياهومن أكثرالشخصيات الإسرائيلية إثارة للجدل (داخل إسرائيل وخارجها)..وذلك بالنظرإلى رئاسته لحزب الليكود..وهوالحزب الموصوف بالتطرف..والمواقف الرافضة للاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، ولأنّ الشعب الإسرائيلى ليس (كتلة واحدة) لذلك نجد مؤيدين له ولسياسته، بدليل أنه فازبأصوات الذين رشحوه لرئاسة مجلس الوزراء أكثرمن مرة: كانت الأولى فى الفترة1996-1999والثانية فى مارس2009وأعيد انتخابه عام2013، وعام2015ومازال هورئيس الوزراء ونحن فى عام2019وذلك بعد أنْ فازحزب الليكود بقيادة نتنياهوبأغلبية المقاعد فى البرلمان..وبذلك حصل نتنياهوعلى الولاية الخامسة.
وإذن يكون الباحث أمام حقيقة- وإنْ كانت مفزعة- لكن يجب الاعتراف بها..وهى أنّ قطاعـًـا واسعـًـا من الإسرائيليين مؤيدون لسياسة نتنياهو..ولكن مقابل ذلك القطاع، خرج إسرائيليون فى مظاهرات حاشدة ضد نتنياهو..ورفع المتظاهرون شعار(إستقالته) وشعار(وزيرالجريمة) وكان ذلك فى مارس2019..وذلك بعد إعلان المُـدّعى العام الإسرائيلى أنه سيـُـوجـّـه اتهامات بالفساد لرئيس الوزراء نتنياهو(بوابة الأهرام3مارس2019)..وذكرتْ صحيفة الغد الأردنية (26سبتمبر2009) أنّ عددًا من المُـحللين الإسرائيليين..وجــّـهوا نقدًا (وتوبيخـًـا) ضد رئيس الوزراء نتنياهوبسبب خطابه أمام هيئة الأمم المتحدة..وأشاروا إلى أنه فى خطابه كان ((يـُـتاجربالمحرقة اليهودية)) وهوالأمرالذى أكــّـدته صحيفة ها آرتس الإسرائيلية..حيث أبرزتْ فى صفحتها الأولى، ثلاثة مقالات لكــُـتاب إسرائيليين تقدميين، مثل الكاتب (جدعون ليفى) والأكثرأهمية خروج المظاهرات التى هتف فيها المئات من الإسرائيليين ((نتنياهوكارثة على إسرائيل))
هذا الهتاف (فى مارس2019) بأنّ نتنياهوكارثة على إسرائيل، سبقه هتاف مُـماثل (وبنفس الألفاظ) فى التسعينيات من القرن العشرين..وهوما ذكره الكاتب الراحل لطفى الخولى، فى الحديث الصحفى الذى أجرته معه الصحفية الأستاذة (زينب عبدالرزاق) ونــُـشرفى مجلة (نصف الدنيا- إبريل1994..وكان الحوار- الذى امتـدّ إلى عدة حلقات- يدورحول مؤتمركوبنهاجن..والانتقادات التى وُجـّـهتْ للطفى الخلولى، بسبب مُـشاركته فى هذا المؤتمر..وكانت المظاهرات تسيريوميـًـا في اسرائيل ضد سياسة نتانياهو..ويرفعون لافتات تقول: "نتانياهوأسوأ وأخطررئيس وزراء في إسرائيل" ويـُـوجـّـهون أيضًـا لافتات إلي كلينتون تطالبه بحمايتهم من نيتانياهو.
000
وإذا انتقلنا من إسرائيل إلى أمريكا، سنجد نفس (ظاهرة الحراك الاجتماعى) بفضل الديمقراطية، بالرغم من (ظاهرة استغلال موارد الشعوب التى شاء سوء حظها أنّ يحكمها ملوك ورؤساء يدورون فى الفلك الأمريكى) ومن أمثلة الحراك الاجتماعى الديمقراطى، ما وجــّـهه السفيرالأمريكى بالاتحاد الأوروبى، حيث أكــّـد على اتهام الرئيس الأمريكى ترامب بأنه ((يعمل لمصلحته الشخصية)) ويفضلها ((على الصالح العام)) وأنه تأكــّـد من وجود ((مقايضة بين تعليق مساعدات بقيمة 391مليون دولار..وإعلان أوكرانيا فتح تحقيق، بشأن منافس ترامب الديمقراطى (جون بادين) فى انتخابات الرئاسة القادمة..وذلك مع مراعاة أنّ السفير(سوندلاند) كان حليفــًـا لترامب، مثله مثل وزيرالخارجية (بومبيو) الخاضع والمؤيد لسياسة ترامب الخارجية (مهما كانت خاطئة..ومتهوّرة) وقال السفيرفى الجلسة العلنية، والمُـصوّرة تليفزيونيا، أنه يعتقد أنّ ترامب ((كان يضغط على أوكرانيا للتحقيق بشأن منافسه (جون بايدن) وأنّ وزيرالخارجية الأمريكى كان علم بالمكالمة التليفونية بين ترامب ورئيس أوكرانيا)) (المصرى اليوم- 23نوفمبر2019)
إنّ الوجه الاستعمارى لأميركا يـُـقابله الوجه الديمقراطى..وهوالوجه المُـضيىء..والذى يتجاهله معظم الإعلاميين العرب (والمصريين) لأنه بفضل هذه الديمقراطية، يحدث أنْ يضع المواطن الأمريكى رأسه برأس الرئيس، لأنّ هذا المواطن آمن بحقه فى الاختلاف، بل وحقه فى الخطأ، وأنّ الفيصل فى أى نزاع أوخلاف يكون فى ساحة القضاء..وهذا ما حدث مؤخرًا فى المواجهة بين ترامب ورئيس المحكمة العليا (جون روبرتس) الذى ردّ على ترامب وقال له: إنّ القضاء الأمريكى (مستقل) وهوليس قضاء أوباما أوقضاء أنظمة الاستبداد..وذلك على خلفية تحدى قاضى المحكمة الجزئية (جون تيجار) الذى عرقل قرارترامب بعدم السماح للمهاجرين المكسيكيين اللجوء لأميركا..وأضاف رئيس المحكمة: لدينا مجموعة عظيمة من القضاة المخلصين، يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق العدالة..وكانت النتيجة أنْ كتب ترامب اعتذارًا (على تويتر) لرئيس المحكمة العليا..ولكنه كرّركلامه عن وجود (قضاة أوباما)
وهذا الموقف سبقه موقف آخرمع مراسل شبكة سى. إن. إن (جيم أكوستا) الذى سأل ترامب عن سبب وصفه قافلة المهاجرين القادمين من أميركا اللاتينية بأنها (غزوللولايات المتحدة) ولما لم يقتنع المراسل برد ترامب قال له: ولكنهم على بعد مئات الأميال من حدود الولايات الأمريكية، فكيف وصفتهم بالغزاة؟ فسخرترامب منه..وقال: تعال اجلس مكانى لتديرالبيت الأبيض..وأذهب أنا للعمل فى شبكتك فأضاعف أعداد المشاهدين المتدنية. تجاوزالمراسل السخرية..وبدأ يسأل سؤالا آخرفسحبتْ مندوبة البيت الأبيض الميكروفون من يده..ولكنه تشبث به، فقال له ترامب ((أنت وقح)) وأصدرقرارًا بمنعه من دخول مقرالرئاسة، فإذا بالشبكة الإخبارية ترفع دعوى قضائية ضد ترامب ((لانتهاكه حق الصحافة)) والبديع فى الأمرأنّ شبكات أخرى وإعلاميين آخرين انضموا للدعوة القضائية..والأكثرأهمية هوتضامن شبكة (فوكس نيوزالموالية لترامب) مع شبكة سى. إن. إن..وانتهى الصراع بإنتصارالصحافة والشبكات الإخبارية، بموجب الحكم الصادربإلزام إدارة البيت الأبيض بالسماح لمراسل الشبكة (جيم أكوستا) بدخول مقرالرئاسة لتغطية الأحداث (أهرام23/11/ 2018) وصحف أخرى..وهذا الحكم ينطبق على جميع الصحفيين والمراسلين.
وهكذا يتأكد إنّ للديمقراطية (سحرها) بل ومعجزاتها..ويتبيـّـن ذلك عند طرح السؤال المُـوجع لأنظمة الاستبداد: هل ما حدث فى المثال المذكوريـُـمكن أنْ يتحقق فى أنظمة مُـعادية للديمقراطية..والتى تعتبرمقرالرئاسة وأصغرموظف فيها (خط أحمر) لايجوزمعارضته أونقده أو- حتى- الاختلاف معه؟ بل إنّ سحرالديمقراطية بلغ ذروة عالية يجب التوقف أمامها، لدرجة أنّ الجمهورى الشهير(جون ماكين) وصف أداء ترامب بالكارثى..وأنه أسوأ أداء لرئيس أمريكى..وأنّ أداءه يقترب من حد الخيانة للوطن الأمريكى (مكرم محمد أحمد- أهرام18يوليو2018)

والمتأمل لدورالصحافة وتاريخ نشأتها لابد أنْ يتساءل: ما شكل المجتمعات الإنسانية بدون صحافة؟ ولابد أنْ يعترف بفضل الأوروبيين، فقد صدرتْ أول صحيفة بريطانية (دايلى كورانت) عام1702..وفى عام 1746أسس فيلدنج جريدة (كوفنت جاردن جورنال) وفى عام1785أسس جون والترجريدة التايمز..وفى ألمانيا صدرتْ أول صحيفة أونشرة إخبارية عام1740..وأول صحيفة فى أميركا (بوسطن نيوزليتر) عام1703عندما أدخل (تومس جرين) المطبعة..وأول صحيفة فى مصرعام1816باللغتين العربية والتركية..ومع حملة نابليون صدرتْ صحيفتان فى مصرباللغة الفرنسية، ثم أنشأ محمد على (جريدة الوقائع المصرية)
وإذا تجاوزالباحث عن البدايات..وتأمل دورالصحافة فى نشر(المعلومة) فى القرن العشرين..ونشرالأخبارالتى تــُـحاول السلطة تجاهلها أوإخفاء أدق تفاصيلها. ووصل للألفية الثالثة ارتفع سقف حرية الصحافة (وبصفة خاصة فى أوروبا وأميركا) ومن أبرزالأمثلة الحديثة: التحقيق الصحفى الذى نشرته صحيفة (نيويورك تايمزالأمريكية) عن تهرب الرئيس الأمريكى ترامب من أداء الضريبة.
بدأ التحقيق الصحفى برصد الأصول المالية للرئيس وأسرته..وتبين أنّ ترامب هو(قطب أوملك) العقارات..وادّعى أنه تلقى من والديه مبلغ400مليون دولار. ثم تبيـّـن أنّ هذا المبلغ انتقل إليه عبرالتهرب الضريبى..وأنّ الصحفى الذى جمع مادة التحقيق، امتلك شجاعة الكتابة حيث ذكرأنّ ما قاله ترامب عن تلقى أموال من والديه (محض كذب) وجاء بالتحقيق أنّ والد ترامب وأسرته أسسوا شركة بهدف أنْ تكون (واجهة) لإخفاء المبالغ التى حصلوا عليها من والديهم..والهدف من هذه الشركة التهرب من أداء الضريبة المستحقة، لأنه كان يتحتم عليهم تسديد الضريبة وفقــًـا للقانون..وأضاف الصحفى أنه بعد أنْ تولى ترامب الحكم فإنه ساعد والده للحصول على تخفيضات ضريبية (بملايين الدولارات) بالمخالفة للقانون، ليس ذلك (فقط) بل ساعده على تثمين قيمة ممتلكاته العقارية بأقل من قيمتها الحقيقية، بهدف خفض قيمة الضريبة التى يتعيـّـن عليه دفعها كرسوم انتقال التركة..وذكرالصحفى أنه اعتمد على ((التصاريح الضريبية لفريد ترامب (الوالد) وشركاته..وأشارإلى أنه لم يتمكن من الحصول على تصاريح الرئيس الضريبية، لأنه يرفض نشرها))
وإذا كان موضوع التهرب الضريبى غاية فى الأهمية (خاصة عندما يمس شرف رئيس الدولة) فإنّ الأكثرأهمية هوأنّ الصحيفة الأمريكية تعاملتْ مع رئيس الدولة..وكأنها تتعامل مع أى مواطن يتهرب من أداء الضريبة..وهى فى نظرالقانون وفى نظرالمجتمع من الجرائم التى ترقى لمرتبة (خيانة الوطن) كما أنّ حرية الصحافة وصلتْ لدرجة الكتابة عن (شعبية الرئيس) التى شهدتْ تدهورًا بما يـُـنبىء ببداية العد التنازلى لاعتزاله أوتنازله عن المنصب كما حدث مع الرئيس نيكسون بسبب فضيحة ووترجيت..والتى فجـّـرها الصحفيان (كارل برنستين) و(بوب وود) فى صحيفة (واشنطن بوست)
وفى إفتتاحية صحيفة (نيويورك تايمز6سبتمبر2018) فجـّـركاتب الافتتاحية موضوع التساؤلات حول ماهية التعديل رقم25من الدستورالأمريكى الذى يـُـمكن بموجبه عزل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية..والذى قد يواجهه الرئيس ترامب يومًـا..وفى الشهورالقليلة الماضية ظهرأكثرمن كتاب لصحفيين أمريكيين ينتقدون سياسة ترامب الداخلية والخارجية، لدرجة أنْ وصفه أحدهم (بالقاتل) بسبب تأييده للأنظمة الدكتاتورية والميليشيات الإرهابية..وإذا كان عدد قراء الكتب أقل من عدد قراء الصحف، فإنّ أكثرمن صحيفة أمريكية عرضتْ أهم ما فى هذه الكتب، لتشويق القراء..وتشجيهم على قراء الكتاب..وهوما فعلته صحيفة (نيويورك تايمز) التى عرضتْ كتاب (الخوف) تأليف (بوب وودوارد) الذى أشارإلى تجاهل كبارمعاونى الرئيس ترامب لأوامره..وكانت النتيجة غضب الرئيس بعد نشرالمقال، حيث جاء به أنّ مسئولارفيع المستوى (رفض ذكراسمه) كشف عن وجود حركة مقاومة ضد ترامب داخل البيت الأبيض بهدف (كبح نزعاته) وتطورتْ لدرجة التفكيرفى الإطاحة به..وكل ما فعله ترامب أنْ كتب أكثرمن تغريدة على تويتروصف فيه الجريدة بالفاشلة..وأنّ ماتفعله هو(خيانة) وأنّ الجريدة تنهار..وقد صرّحتْ سارة ساندرزالمتحدثة باسم البيت الأبيض، أنّ الإدارة محبطة بسبب نشرمقال مثيرللشفقة ومتهوروينم عن أنانية.
وذكركاتب الافتتاحية أنه حاول مع آخرين فى مقرالرئاسة التصدى لترامب. ووصف سلوكه بأنه ((غيرأخلاقى)) وأسلوبه فى إدارة الوطن بالتهوروالتفاهة..وأنه يتخذ قرارات غيرمدروسة..وأنّ جذورالمشكلة تكمن فى إفتقارترامب للمسئولية الأخلاقية..وعدم التزامه بأى مبادىء..وعندما هاجمتْ إدارة البيت الأبيض الصحيفة..وطلبتْ من رئيس التحريرالكشف عن اسم المسئول داخل البيت الأبيض الذى كتب الافتتاحية، دافعتْ الصحيفة عن موقفها وعن قرارها بحجب اسم كاتب افتتاحيتها..وكتبتْ على تويتر: إنّ نيويورك تايمزتتخذ اليوم خطوة نادرة بنشرافتتاحية بدون اسم..ونحن فعلنا ذلك بناءً على طلب الكاتب الذى يـُـعد مسئولارفيع المستوى داخل إدارة ترامب..ومعروف لنا جميعـًـا..وبالتالى فإنّ كشف اسمه سيـُـعرض عمله للخطر(نقلا عن صحيفة الأهرام7سبتمبر2018- ص8)
000
أود التركيزعلى أنّ تهرب ترامب وأسرته من الضرائب، أوالكــُـتب التى هاجمتْ ترامب، أوما ذكره المسئول داخل مقرالرئاسة، فإنّ كل ذلك كان مجرد مدخل لهدفى الأول من مقالى وهو: سقف الحرية الذى تتمتع به الصحافة الأمريكية (وفى أرشيفى المزيد عن الصحافة الأوروبية واليابانية والهندية..ودول أمريكا اللاتينية وإسرائيل) وأنّ تلك الحرية هى الرافعة الأساسية لتقدم الوطن..وأنّ دورالصحافة لايقل عن دورالمُـفكرين التنويريين، الذين خلــّـصوا أوروبا من الكهنوتيْن الدينى والسياسى، بينما (سقف) حرية الصحافة المصرية (والعربية) شديد التواضع..وأزعم- بلا مبالغة- أنّ (سقف الحرية) مايزال فى (مرحلة روضة الأطفال) قياسًـا على (مدارس الصحافة) فى المُـجتمعات المُـتحضرة، مع اعترافى بوجود استثناءات..ولكن الاستناءات- كما فى القانون- لايجوزالقياس عليها أوالتوسع فيها..ولكن هذا لايمنع من (وجود التناقض داخل أمريكا وإسرائيل) بين الحراك الاجتماعى (بفضل الديمقراطية) وبين استغلال الشعوب.



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد الغعل العربى على انحيازأمريكا لإسرائيل
- سقطت العروبة والعروبيون يحاولون إسعافها
- تطابق الناصرية والإسلام
- كتابة باحث إسلامى عقلانى
- الشعب الإيرانى ومعركته مع المرجعيات الدينية
- لمن البقاء: للحقيقة أم للأكاذيب؟
- عجائب الحكم العسكرى الناصرى
- ذكرى مولد التنويرى الكفيف
- إسرائيل والعرب فى وعى لطفى الخولى
- إزدهار العلاقات العربية الإسرائيلية
- سياسة أمريكا الخارجية وسياستها الداخلية
- دفتر التنوير المتأرجح
- أدعياء وحصدوا الشهرة والنجومية (2)
- الأدعياء رغم تخصصهم فى الفلسفة
- العداء العربى لرموز التنوير
- أحمد أمين: عرب اليوم هم عرب ما قبل الإسلام
- الأدلة المضادة للرواية الأمريكية عن11سبتمبر
- العلاقة الملتبسة بين المثقفين الملتصقين بالسلطة
- هل الأرض ((بتتكلم عربى))؟
- السلطة فى الإسلام مثل أى منظمة استبدادية


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لغز تجاور استغلال الشعوب والديمقراطية