أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - التظاهر حق كفلته الدساتير واعلانات حقوق الإنسان















المزيد.....

التظاهر حق كفلته الدساتير واعلانات حقوق الإنسان


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 6416 - 2019 / 11 / 22 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، وحتى الآن، فشلت الحكومات المتعاقبة في تحقيق المطالب الأساسية للمواطنين، وتحقيق الرفاهية المتواضعة التي يطالب بها الشعب العراقي، وهو يعيش في بلد غني بالثروات والموارد، فرغم ثرواته الهائلة، فهو بلد يعاني الفقر وعدم الاستقرار الأمني وضعف البنية التحتية، وتراجع مستوى التعليم، والصحة وباقي القطاعات الحيوية الأخرى، الأمر الذي وسّع من فجوة انعدام الثقة بين الشعب والسلطة الحاكمة، بعد الوعود التي قدمتها الحكومات منذ سنين ماضية. كل ذلك دفع المواطنين للخروج إلى الشارع في تظاهرات شعبية غاضبة لم تطالب فقط بتحسين الوضع الاقتصادي بل طالبت أيضا بإسقاط النظام. التظاهرات العفوية، ولأنها عفوية، وضعت الحكومة في حيرة من نفسها في كيفية التعامل معها، ومع غضب الجماهير المنتفضة ضد الفساد المستشري. وإذا كانت القيادة العراقية تأمل في إنهاء التظاهرات المستقبلية، فلن تستطيع الاستمرار في الاعتماد على توظيف العنف لمواجهتها. وعوضا عن ذلك، يجب على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي اتخاذ إجراء فوري من خلال الشروع في عمل إصلاحات جادة وتشكيل حكومة يتمتع أعضائها بالنزاهة وتكون خاضعة للمساءلة والمحاسبة من قبل الشعب العراقي.
ولّدت الاحتجاجات إلى الآن الكثير من الإجراءات لكن من دون أي تطبيق على ارض الواقع من جانب الحكومة. ومع ذلك، فقد كانت التداعيات السياسية كبيرة. لقد أضعفت المظاهرات الائتلاف الحاكم أكثر، حيث تسعى الأطراف إلى إلقاء اللوم على بعضها بعضاً. مع استمرار الاحتجاجات ، فقد قدم المسؤولون الحكوميون المزيد من التنازلات، وبدا في بعض الأحيان أنهم يتنافسون مع بعضهم بعضاً لإثبات أنهم يعتبرون مطالب الجمهور مبرّرة وسيبذلون قصارى جهدهم لتنفيذ الإصلاحات المناسبة. النظام السياسي في العراق أقل مركزية من مثيلاته في معظم الدول العربية. ففي حين يوجد اتجاه واضح نحو زيادة المركزية في بغداد - مثلما هو حال احتكار السلطة في يد رئيس الوزراء - فقد تم انتخاب مجالس المحافظات في العراق (يتم تعيين المحافظين). كما أن في العراق مجالس محلية، على الرغم من أنها تشكّلت في عملية غير ديمقراطية اختطلت فيها التعيينات المباشرة بالاستشارات، ولم يتم تجديدها منذ ذلك الحين. يقرّ الدستور العراقي بحق المحافظات، بشكل فردي أو كجزء من مجموعة، بالمطالبة بالاعتراف بها كأقاليم، ما يتيح لها التمتع بالاستقلال والحكم الذاتي الموجود الآن في كردستان فقط. فإذا ما طالب ما لا يقل عن ثلث أعضاء مجلس المحافظة بتشكيل إقليم جديد، يتعين على الحكومة النظر فيه. يصعب على الحكومة العراقية تجاهل الإنجازات الاجتماعيّة التي حقّقتها التظاهرات إلى الآن. بالمقابل، ثمّة تحدّيات تواجه الحركات الاحتجاجيّة في جميع دول العالم بما فيها العراق. لا ينفي تقرير "ذا بيرسبكتيف" تحقيق التظاهرات نتائج ميدانيّة مثل إسقاط رؤساء ورفع الأجور. لكنّ هذه الحركات ليست ناجحة بالمقدار الذي يظنّه البعض. ففي دراسة صادرة عن جامعة "برينستون" الأميركيّة سنة 2014، تبيّن أنّ الرأي العام لا يؤثّر كثيراً على صناعة السياسات. التظاهرات ضدّ الحرب على فيتنام سنة 1965 لم تنجح في الولايات المتّحدة والأمر نفسه ينطبق على مناهضة الحرب ضدّ العراق في واشنطن ولندن. حتى مسيرة الحقوق المدنيّة التي ألقى فيها مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير لم تكن وحدها ما أقرّ التشريعات الحقوقيّة اللاحقة. إنّ العلاقة بين التظاهرات والاستجابة السياسيّة لمطالبها موجودة غير أنّها في كثير من الأحيان غير مباشرة. في 2011، أصدار علماء اقتصاد من جامعتي هارفارد وستوكهولم دراسة بيّنوا فيها كيف بإمكان التظاهرات التأثير على النتائج الانتخابيّة في المدى البعيد. ودرس هؤلاء نشأة "حزب الشاي" ودعوته في 15 نيسان 2009 لاحتجاجات ضدّ الإنفاق الحكوميّ وزيادة الضرائب. تفاوتت أعداد المتظاهرين بحسب المناطق التي شهدت أو لم تشهد أمطاراً في ذلك اليوم. وفي انتخابات الكونغرس سنة 2010، حصد الجمهوريّون عدداً أكبر من الأصوات في الدوائر الانتخابيّة التي لم تشهد أمطاراً أي تلك التي ضمّت عدداً أكبر من المتظاهرين.
الحركات الاجتماعية توجد وتعزز حضورها وتحركاتها في كل أنحاء العالم، وتسير قدما من الدفاع إلى الهجوم للقيام بدور حاسم في صياغة مشروعات خلاقة لبناء إستراتيجية سياسية موجهة للمواطنين. الحركات الاجتماعية سواء كانت في شمال العالم أو في جنوبه لها بلا شك أهداف سياسية معلنة أو مضمرة؛ ولا يعني هذا الرغبة في الاستيلاء على السلطة، بل تغيير علاقات القوة الذي هو شرط للتغيير، فهي تستهدف نقد السلطة عبر وسائل متنوعة، وتهدف لإحداث تغييرات في النظام القائم أو في بعض جوانبه على الأقل. يمكننا القول إنّ ظاهرة الاحتجاجات الاجتماعية عابرة لمختلف النظم السياسية، فهي موجودة في النظم الديموقراطية وغير الديموقراطية، لكنها في الأولى عادة ما تؤدي إلى تطوير النظام ولفت الانتباه إلى ثغراته وإلى المظالم الاجتماعية، يؤدي إلى تحسين أدائه وأحيانا تجديد نخبته. أما الثانية فإنها تكرس أو تعمق أزماتها، لأنها عادة ما تعجز عن الاستجابة لمطالب المحتجين، يلبي جانبا ويرفض جوانب أخرى، بصورة لا تجعل السلطة تستفيد من الاحتجاجات، من أجل التطور الديموقراطي والانفتاح السياسي. لهذا فإن الاحتجاجات أي كان شكلها، لها أهمية محورية في عملية التغير الاجتماعي وتحقيق المطالب، وعلى اختلاف أنواعها ومسببات حدوثها وانتشارها ونجاحها وفشلها، فإنها بقيت فاعلا رئيسيا في المشهد السياسي والاجتماعي ، وتبقى رغبة الإنسان في ممارسة الاحتجاج ضد اللامساواة والحيف والتهميش والعبودية، وغيرها من مظاهر الظلم الاجتماعي. ويستمر الحراك الاحتجاجي في العراق، قد تخفت وتيرته أو تتضخم حسب السياقات وتفاعلات السلطة السياسية، لذلك،نعتبر أن الاحتجاجات لن تنقطع، وأن المسعى الأساسي في المحافظة على سلميتها، والاتجاه في منحى توافقي، يعيد للمواطن العراقي اعتباره كمواطن، على المستوى الاجتماعي والسياسي والحقوقي وضمان التوزيع العادل للموارد والحقوق والثروات. إذا ما انتهجت الدّولة استراتيجيات تنمية كما وردت في الدستور ومحاربة الفساد،ستعطي نفسا جديدا للممارسة السياسية وتعيد ثقة المواطن في السياسية والفعل السياسي.
ويواجه اليوم الكثير من النشطاء في عموم العراق التهديد والقتل من قبل الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، ففي محافظة البصرة ,اغتيل الناشط المدني حسين عادل وزوجته سارة في منزلهما وسط المحافظة خلال الشهر الماضي ، وذلك على خلفية مشاركتهم في التظاهرات. وسبق إن تعرض الزوجين إلى التهديد من قبل مسلحين مجهولين بعد تظاهرات عام 2018 وسافروا إلى تركيا هرباً من القتل، حتى عادوا هذا العام، ليتم اغتيالهم على أيدي تلك الجماعات المسلحة.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من الأزمة في العراق ولبنان
- ما تحتاجه الدولة العراقية
- العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية
- الانتفاضات للمطالبة بالتغيير نتيجة التهميش
- مسؤلية الدولة الحديثة عن انتهاكات حقوق الانسان زمن العولمة
- دور التكييف في وصف الدعاوى المرفوعة أمام القضاء
- الشرعية الدولية لحقوق الانسان
- تأثير إجراءات مكافحة الإرهاب على حقوق الانسان
- التكييف للجرائم بين القانونين الموضوعي والاجرائي
- الاساس القانوني للتكييف
- مرحلة تنفيذ العقوبة
- حقوق الإنسان في زمن العولمة الراسمالية ( كتابي الثالث )
- سبل مواجهة امريكا واحباط مخططاتها التي تعمل على تحقيقها بذري ...
- الاحداث والمتغيرات التي أثّرت في تشكيل الدولة العراقية
- الوهابية
- تأثير المحاصصة السياسية على عمل البرلمان العراقي
- حماية حقوق الانسان دوليا
- التعصّب الديني والقومي أساس تأخر المجتمعات الانسانية
- الدور الامريكي في خلق الازمات الاقتصادية السياسية والاجتماعي ...
- تلوث البيئة الناتج عن الحروب وعمل الانسان


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - التظاهر حق كفلته الدساتير واعلانات حقوق الإنسان