أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - التعصّب الديني والقومي أساس تأخر المجتمعات الانسانية















المزيد.....

التعصّب الديني والقومي أساس تأخر المجتمعات الانسانية


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التطرف الديني يؤدي الى عجز المجتمع في التفكير على حل مشكلاته وتطوير ذاته حتى يصبح مجتمعاً مضطرباً وغير مستقل، لذا يتطلب منّا تطوير الثقافة والتطور الحقيقي للتعليم وتشجيع النقاش والحوار والبعد عن الغلو في فهم النصوص الدينية والربط بين العطاء للمجتمع والعطاء للفرد. أكثـر مـا يواجـه المجتمعـات خطـورة هـو التطـرف الدينـي والتعصـب القومـي حتـى في المجتمعـات غيـر المتنوعـة قوميـا ً. ظاهرة التطرف الديني ظاهرة قديمة العهد وفي كل زمن تأتي بوضع معين حيث تأتي بدافع الاهداف الدينية وتوجد وراء تلك الاهداف الدينية اهداف سياسية من قبل التنظيمات المتطرفة ومن خلال لجوؤها الى العنف لتحقيق تلك الاهداف.أن التعصب جمود في العقل وخلل فكري يدفع بعض الناس إلى التوهم بأنه أفضل من غيره، ولا يسمح بالتعددية الفكرية، وهو جاهلية مقيتة, المجتمعات المتحضرة على مر العصور تعد اختلاف وجهات النظر مصدر خصوبة فكرية، تثري الفكر الإنساني والتجربة الحضارية، وتعين على رؤية الأمور من زوايا مختلفة، فتضيف عِلماً إلى علم، وعقلاً إلى عقل، وتجربة إلى تجربة وكل هذا يصب في النهاية في صالح المجتمع الذي يحترم أدب الحوار، وإذا انطلقنا من هذا المبدأ فعلينا الالتزام بالرفق واللين والاستماع لكل الآراء،.. كما أنه يجب على كل صاحب حق أو وجهة نظر أن يطلب حقه بالأصول المتعارف عليها شرعاً وقانوناً حتى لا تشيع ثقافة قانون الغاب. الاثار الاجتماعية للتطرف الديني كثيرة ولا يمكن حصرها فهي تؤدي الى دمار المجتمع بأكمله والتي تتمثل بنشوء الافكار الضالة وظهور التناقض في حياة الناس وما يجدونه من مفارقات عجيبة بين ما يسمعون وما يشاهدون، من خلال ظهور التناقضات الكبيرة في ما يقرأه المرء وما يراه وما يتعلمه وما يعيشه وما يقال وما يعمل وما يدرس من خلال إحداث اختلالاً كبيراً في التصورات وارتباكاً في الأفكار، والتي تؤدي الى تفكك المجتمع وعدم ترابطه، وعجزه عن التفكير في حلول مشكلاته وعن تطوير ذاته ويصبح مجتمعاً تابعاً ويفقد استقلاليته وتحديد مصيره ومستقبله.
في عام 1963، بدأت الأمم المتحدة مفاوضات الأدوات القانونية بالتركيز على إنهاء التعصب الديني. وقد حدث هذا بالتوازي مع المجمع الثاني الفاتيكاني – وهو حدث نوعي للعالم في حد ذاته. وضع أولوية للعرق والدين شكل تحدياً للدول العظمى المشاركة في الحرب الباردة ولكنه مثل معادلة سياسية سمحت بوجود دافع للمشاركة بشكل أكبر في صناعة قانون حقوق الإنسان العالمي. كان التمييز العرقي هو نقطة الضعف السياسية بالنسبة للولايات المتحدة. وأصبحت اتفاقية محاربة التعصب الديني الأولوية لحكومة المملكة المتحدة في الفترة من 1964، ولعبت دوراً مهماً في التغيير الصارم للسياسة في عام 1966 والذي أدى لاعتراف المملكة المتحدة أخيراً بأن "حقوق الإنسان قضية شرعية ولها أهمية عالمية".
يــبرز التطــرف والتعصــب الدينــي والقومــي في الدولة متعددة القوميات والاديان والمذاهب كعنـاصـر تهــدد وحــدة المجتمــع إذا مــا اســتغلت لهــذا الغــرض. وهـذا يسـتلزم اتخـاذ التدابيـر اللازمـة لمواجهـة ألافـكار المتطرفـة والمنحرفـة التـي تمـلأ عقـول أتبـاع الارهـاب، وتعريـة الدوافـع ألايديولوجيـة التـي يعتقـد المتطرفـون بأنهـا تـبرر اللجـوء لاعمـال العنـف وكشـف زيفهـا وبطلانهـا. وعـلى الجامعـات والمراكـز الفكريـة والثقافيـة ومنظمــات المجتمــع المدنــي أن تأخــذ دورهــا في مجــال التوعيــة بمخاطــر التعصــب الدينــي والقومــي وترســيخ روح المواطنــة عنـد أفـراد المجتمع. وبشــكل عــام يمكــن القــول ان عوامــل مثــل البطالــة وانتشــار الفقــر ، والعيــش عـلـى هامــش الحيــاة في ظــل وجــود فـوارق طبقيـة كبـيرة ، مـن شـأنها صناعـة بـؤر للتوتـر ، وزراعـة ألاحقـاد بـين فئـات المجتمـع.
ان معطيـات الواقـع تفـرض علينـا ضرورة الانتبـاه إلى خطـر البطالـة و الفقـر ، لانهـا بمثابـة قنابـل اجتماعيـة موقوتـة تنتظــر محفــزات لانفجارهــا ، وقــد يتــم اســتغلال مثــل هــذه الظواهــر لصناعــة الارهــاب بمختلــف صــوره وأشــكاله ، ولــما كانـت سياسـات المسـكنات الاقتصاديـة التـي تتبعهـا بعـض الـدول ترجـئ هـذه الانفجـارات ، فإنهـا لـن تمنعهـا مـا لـم يتـم التعامـل مـع هـذه التحديـات بطريقـة جذريـة ، ومـن الواضـح ان الامـر بحاجـة الى اسـراتيجية فعالـة لمحاربـة البطالـة و الفقــر تســتند بالاســاس الى منظــور مجتمعــي شــامل ومتكامــل ,جهــد متعــدد الاهتمامــات ، مــع ضرورة اعتمــاد التخطيــط الوقائـي لمكافحـة مثـل هـذه الظواهـر بمـا في ذلـك تخميـن المتطلبـات الحـاضرة والمسـتقبلية في هـذا المجـال . عــلى لجنــة مكافحــة الارهــاب في الامــم المتحــدة تفعيــل عملهــا مــن تقديــم الدعــم التقنــي والفنــي والتدريــب ,وبنــاء قــدرات المؤسسـات المعنيـة بمكافحـة الارهـاب في المنطقـة العربيـة وبخاصـة في العـراق الـذي يواجـه منـذ سـنوات عـدة تحديـات أمنيـة واسـعة النطـاق ، كمـا ان عليهـا تحمـل مسـؤوليتها تجـاه الانسـان في المنطقـة العربيـة والعـراق، وتجـاوز دورهـا المجاملاتي اتجـاه السياسـات الدوليـة الداعمـة للارهـاب ومصـادر تمويلـه وتدريبـه وايـواء خلاياه ، وتطويـر مواقفهـا مـن الاقتصـار عـلى الشــجب والاســتنكار والرفــض في البيانــات الرنانــة الى آليــات عمــل فعالــة وسريعــة وعميقــة تتضــح مخرجاتهــا واثارهــا عــلى الانسـان اكثـر ممـا يتداولـه العـالم الخيـر ، ذلـك ان الارهـاب فعـل اجرامـي بـكل المقاييـس والاطـر واصبح يتحـول بوضـوح الى حـرب ابـادة جماعيـة وزعزعـة ايمـان الانسـان بآليـة السـلم ، وبـدون التعـاون والتشـارك الحقيقـي المخلـص مـن قبـل الامـم المتحــدة ســيتحول المجتمــع الانســاني الى فوضى تعتنــق مبــدأ مواجهــة الارهــاب بالارهــاب وليس بالقانون . و المجرم الذي يحركه باعث سياسي أو عقائدي يسعى الى تحقيق هدف سياسي أو عقائدي بوسائل غير قانونية بسبب عدم توفر وسائل قانونية فعالة لتحقيق هدفه بوسائل سلمية أو انه يرفض كلياً أو جزئياً النظام القانوني أو الأيديولوجي الذي يعمل في ظله، الأمر الذي يعني من ناحية علم الإجرام أن يدّعى مجرمو هذه الفئة أنهم يعملون دفاعاً عن النفس مضطرين أو مجبرين. فالفاعل إما أنه ضحية لنظام ما أو يدافع عن نظام ما، ولذلك يصح القول بأن ما هو إرهاب بالنسبة للبعض هو بطولة بالنسبة للبعض الآخر. ليس بمقدور المرء أن يقبل بأن مثل هؤلاء الفاعلين الذين تحركهم بواعث عقائدية (ايديولوجية) ينبغي أن يوضعوا على قدم المساواة التامة قانونياً أو أخلاقياً مع مجرم عادي ينتهك حرمة القانون من أجل بواعث شخصية أو أنانية، واذا كان على المرء أن يقبــــــل بأن الجريمة التي تدفع إلى ارتكابها بواعث سياسية يجب لسهولة الاستعمال اعتبارها جريمة عادية، فانه يكون من غير المقصود السماح لبعض الدول بأن توسع اختصاصها القضــــــائي. من أجل محاكمة الفاعلين تارة كمجرمين سياسيين عالميين، وتارة أخرى كمجرمين عاديين من أجل ولذات الجريمة. إذن الإرهاب هو أداة أو وسيلة لتحقيق أهداف سياسية، سواء كانت المواجهة داخلية، بين السلطة السياسية وجماعات معارضة لها، أو كانت المواجهة خارجية بين الدول.
عندما نتكلم عن التعصب الديني ينبغي علينا أن نبحث في أسبابه التي أدت لظهور هذه العقلية المتحجرة. بالتأكيد ومن غير شك أن النتيجة التي وصل إليها المتشدد لم تكن وليدة لحظة أو يوم أو يومين بل كانت حصيلة سنوات عدة تناوب عليها عوامل اجتماعية واقتصادية مختلفة. تعاني مجتمعاتنا من مشاكل كبيره على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي. فالتفكك الأسري والمشاكل اليومية التي يتربى عليها الأبناء وفقدان الطفولة البريئة وتجاهل الإرشاد التربوي للشباب وتوفير فرص عمل متكافئة كلها أسباب خرقت فجوة كبيره استغلها أصحاب الفكر المتشدد ليملأوا بها عقول الشباب الصاعد.
لذا على الدولة ممثلة بالحكومة ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب الترويج للتسامح الذي هو اساس السلم الأهلي من خلال تأمين التنوع وادارته من خلال التشريعات المناسبة وتحقيق مصالحة وطنية تحفظ حقوق جميع المواطنين وتأسيس مشروع وطني وان تكون الدولة على حياد بين فئات المجتمع (تقف على مسافة واحدة من الجميع) من خلال محاسبة ومعاقبة من يروج للتطرف والعنف من خلال القوانين والقضاء وتعزيز التواصل بين الحكومات المحلية والمواطنين. وضبط الخطاب الديني والتوافق فيما بين المؤسسات الدينية على خطاب واضح ومعتدل ينبذ العنف، وينأ عن التطرف، ووضع ضوابط معينة لإعلاء المنبر كون المؤسسات الدينية هي من اهم عوامل الضبط التي تحمي المجتمعات من كل مخاطر ممكن ان تحدث حتى وان كان تأثيرها بدأ يتضائل في الآونة الاخيرة فيجب احياء ضوابطها من جديد.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الامريكي في خلق الازمات الاقتصادية السياسية والاجتماعي ...
- تلوث البيئة الناتج عن الحروب وعمل الانسان
- الاستعمار الجديد
- إفول الهيمنة الامريكية وشيك
- واجبات القائمين على الامن داخل السجون
- دور السلطة الادارية في تنفيذ القانون للمحافظة على النظام الع ...
- الهدف من سياسة التجريم والعقاب هو حماية المجتمع وتأهيل الجان ...
- صدر قبل شهرين الجزء الثاني من كتابي العدالة الجنائية لاجل مك ...
- وجوب فصل الدين عن السياسة حفاظا على قدسية الدين وللأ تفشل ال ...
- الديمقراطية الحقيقية ضمانة لحقوق الانسان
- الاتفاقيات الدولية وميثاق الامم المتحدة ومدى حفظ حقوق ألإنسا ...
- انعكاس العولمة على اقتصاد دول الشرق الاوسط
- دور الامم المتحدة ومجلس الامن في حفظ السلم والامن الدوليين
- التوتر القائم بين الهند والباكستان من مصلحة أمريكا واسرائيل
- تداعيات السلاح النووي على الأمن و السلام الدوليين توازن الرع ...
- عن مؤتمر وارسو
- الثروات الطبيعية وتأثيرها على السياسة الامريكية في الشرق الا ...
- الديون الخارجية وآثارها على التنمية الاقتصادية
- دور الرقابة في الحد من الفساد واستقرار الدولة
- تمرد ترامب على الدبلوماسية و التقاليد الامريكية والدولية


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - التعصّب الديني والقومي أساس تأخر المجتمعات الانسانية