أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - العالم والمؤرخ الجزائري محمد اركون : مؤسس علم الاسلاميات التطبيقية ومقتحم قارة اللامفكر فيه .















المزيد.....

العالم والمؤرخ الجزائري محمد اركون : مؤسس علم الاسلاميات التطبيقية ومقتحم قارة اللامفكر فيه .


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 6412 - 2019 / 11 / 18 - 07:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم والمؤرخ الجزائري محمد اركون : مؤسس علم الاسلاميات التطبيقية ومقتحم قارة اللامفكر فيه .
محاولة الكتابة عن عالم كبير من طينة ووزن الدكتور محمد اركون، تجربة مهمة وضرورية لكنها شاقة .لان فكر محمد اركون يتميز بالغزارة والموسوعية والدقة الكبيرة مما يصعب على غير المتخصصين مثلي الادعاء بالاحاطة الشاملة بفكره و مخرجاته النظرية والفكرية. لكن قررت المغامرة وركبت موج التحدي لاكتب اسطرا قليلة لا توفي الرجل ما يستحقه من دراسات ومناقشات ولكن على الاقل للمجتهد المخطئ اجر الاجتهاد . لمحمد اركون اسهامات هامة تأسيسية فيما يتعلق بفهم المنظومة الاسلامية بجميع مكوناتها ، بل انه من الداعيين الرئيسيين لإعمال منتجات الفكر العلمي النقدي لتفكيك واعادة بناء تصوراتنا وتمثلاتنا عن الفكر واللاهوت الاسلاميين خصوصا وان المنهجية الكلاسيكية التي تتكئ على الفكر الدوغمائي انتشرت واستولت على افهام الناس وحصرت تفكيرهم في مسلمات يقينية ايمانية يصعب التشكيك فيها بالنسبة للمؤمنين بها ، لذلك تصدى محمد اركون بشجاعة وبفكر تنويري تحرري في كتاباته العديدة المنتقدة للعقل الدوغمائي المسيج لاي افكار تحررية ، لذلك قال محمد اركون في بداية كتابه قضايا في نقد العقل الديني ،؟ كيف نفهم الاسلام اليوم؟ مايلي :"ان الصعوبة الكبرى التي تواجهنا هنا تكمن في كيفية تحرير العقل النقدي من القيود الابستمية و الابستمولوجية التي فرضها العقل الدوغمائي على جميع الممارسات الفكرية والثقافية التي قام بها الفكر البشري منذ انتقاله من المرحلة "البدائية" او "الوحشية" (بحسب مصطلح كلود ليفي ستروس) الى مرحلة الزراعة المدنية...... الواقع ان العقل الدوغمائي اغلق ما كان مفتوحا ومنفتحا . وحول ما كان يمكن التفكير فيه بل ويجب التفكير فيه الى ما لا يمكن التفكير فيه. ونتج عن ذلك تغلب ما لم يفكر فيه اثناء قرون طويلة على مايجب التفكير والابداع فيه ". استطاع محمد اركون بمنهجه النقدي ان يعيد صياغة تساؤلات ممنهجة عن مسلمات طالما اعتبرها العقل المستكين الى المسلمات يقينا ، لذلك استعان محمد اركون بعدة علمية تضم علم الفيلولوجيا وعلم الانثربولوجيا والسوسولوجيا وبالعلوم الانسانية الاخرى في تحليل الخطاب والنص الدينيين وفي تحليل الظاهرة الدينية وتبنى في مقاربته التحليلية ما اسماه بالتمرد العقلي ضد الممارسات الاعتباطية للعقل والاعراض عن قوانين البحث العلمي . "لقد سبقنا ابو حيان التوحيدي الى مثل هذه الاشارات والتنبيهات ، واظهر دور التمرد العقلي ضد الممارسات الاعتباطية للعقل ، والاعراض عن قوانين البحث العلمي المعتمد على المناظرة المتقيدة بشروط علمية واخلاقية واجتماعية مضبوطة.رحم الله ابا حيان الذي علمني القيمة الفكرية للتمرد العقلي اذا ما ضاق المجال امام الممارسة الهادئة و"المنهاجية " للعقل."
بذل الدكتور محمد اركون جهودا مضنية من اجل انجاز نقلة نوعية في الفهم العلمي للدين الاسلامي حيث ناضل ضد الاطروحات الجاهزة والتصنيفات الكلاسيكية المكررة والمفاهيم السطحية الشائعة و طالب بقراءة علمية للنص الديني وفي صلبه القران الكريم لذلك دعا في عدد من كتاباته الى عدم ادعاء احتكار فهم النص القراني وادعاء استنفاذ كل معانيه وفهمه فهما مطلقا متعاليا عابرا لكل الازمان والحقب ، يقول محمد اركون :" لقد آن الاوان لكي "يقرأ" المسلمون القران ، لكي يفهموه على حقيقته ، لكيلا يقولوه ما لا يريد قوله ، آن الاوان لان يكفوا عن اسقاط هلوساتهم السياسية عليه ،لان يعترفوا به ككتاب ديني اولا وقبل كل شئء .آن الاوان لان يروه في نسيجه اللغوي الحقيقي القائم على الرموز الرائعة والمجازات المتفجرة التي تسحر الالباب."...وبالتالي فالخطاب المجازي او الرمزي لا يمكن اختزاله الى معنى احادي الجانب ، لا يمكن سجنه في قوالب جامدة كما فعل الفقهاء والمتكلمون والمفسرون الكلاسيكيون فيما بعد وذلك لتلبية حاجات المجتمع المفهومة في وقتها." ولكنهم اذا اخذوا المعنى المجازي على اساس انه حرفي اعتقدوا انهم استنفدوا المعنى وهم لم يستنفدوه وانما قيدوه."
هنا يطرح سؤال محوري وجيه ؟، هل اكتفى الدكتور محمد اركون بنقد الموروث الديني ام انه اقترح بدائل عملية للخروج من حالة الانحباس النظري والتفسخ السياسي الذي بني عليه هذا الانحباس ؟ .
الحقيقة ان المرحوم محمد اركون قام بمجهود نظري و اسهام واضح في تقديم اجوبة عن كيفية الخروج من المازق الذي اوقعنا فيه العقل السكولاستيكي التقليدي ، حين اعتبر اركون ان المهمة العاجلة امامنا هي :" اعادة قراءة كل التراث الاسلامي على ضوء احدث المناهج اللغوية ، والتاريخية ، والسوسيولوجية ، والانثربولوجية (اي المقارنة مع بقية التراثات الدينية ، وبخاصة ما حصل في الغرب المسيحي) .ثم القيام بعدئذ بتقييم فلسفي شامل لهذا التراث لطرح ما اصبح ميتا فيه ومعرقلا لحركة التطور ، والابقاء على العناصر الصالحة من اجل استخدامها في البنيان الجديد."
لا يمكن فهم واستيعاب الفكر التنويري والحداثي للمفكر محمد اركون دون التعرف على الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية التي اثرت في بناء شخصيته منذ ولادته وطفولته في قرية تسمى عين العربا بمنطقة القبايل الامازيغية بالجزائر اثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر ، حيث تأثر المرحوم محمد اركون بمفكرين امازيغيين كبيرين نقشا اسمهما في سجلات الادب الامازيغي المقاوم باللغة الفرنسية ويتعلق الامر ب مولود معمري صاحب رائعة "la colline oubliéeالذي اعاد الاعتبار للذاكرة الجماعية القبايلية وعبر عن روح ثقافة لا يمكن اماتتها او محوها وكذلك الكاتب مولود فرعون صاحب الابداع الادبي المتميز le fils du pauvre. كما ان الدكتور محمد اركون تاثر بعدد من كبار المفكرين منذ تعيينه استاذا مساعدا في السوربون سنة1962 كمبرز في اللغة والاداب العربية ، من هؤلاء المفكرين المؤرخ بروديل وخاصة اهتماماته بتاريخ المتوسط وهي اهتمامات تتقاطع مع انشغالات الدكتور محمد اركون كما انه تاثر بنقاشات وكتابات بول ريكور وخاصة المنشورة في المجلة الفرنسية الذائعة الصيت esprit كما انه استفاد من المنهج التفكيكي لجاك دريدا خصوصا في اسهاماته النظرية في نقد التقاليد الميتافيزيقية و كان لكتابات ونظريات ميشيل فوكو وفتوحاته الابستيمولوجية وقطائعه المعرفية التاثير الكبير على فكر ومنهجية الدكتور محمد اركون. . يقول محمد اركون في استجواب اجراه مع الباحث رشيد بن الزين مايلي : "oui, l’un des changement les plus important dans ma propre évoultion fut certainement du a Michel Foucault ,a la rupture dans son approche épistémologique. ».
سيظل المفكر محمد اركون حاضرا بيننا بفكره التنويري ومقارباته التحليلية العلمية و سيبقى نبراسا تهتدي اليه كل الارادات الباحثة عن ارساء ثقافة ديموقراطية متحررة من اسار الخرافة والتضليل والتبجيل ، حيث ان فكر اركون يمكن الباحثين والمهتمين وصناع القرار الثقافي والفكري من الاطلاع على المخفي والمغيب واللامفكر فيه في الثقافة والتراث الاسلامي ويعطي للاجيال اللاحقة ارضية فكرية ونظرية صلبة لبناء عقل متحرر يستطيع مسألة اليقينيات و تفكيك الافكار والمسلمات الجاهزة وبناء ثقافة علمية قادرة على انتشالنا من التخلف والنكوص والتبعية بكل اشكاها.


انغير بوبكر
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان
باحث في قضايا التنمية والديموقراطية وحقوق الانسان
دبلوم السلك العلي في التدبير الاداري من المدرسة الوطنية للادارة-الرباط-
دبلوم المدرسة الوطنية للدراسات السياسية
دبلوم المعهد الدولي لحقوق الانسان ستراسبورغ

0661093037



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور برهان غليون المثقف العضوي السوري الذي حلم بثورة لم ت ...
- الشعب اللبناني ينتفض ضد الطائفية والفساد.
- الدكتور فالح عبد الجبار :عالم الاجتماع السياسي العراقي الذي ...
- من دروس الخيانة الامريكية والغربية للاكراد ؟
- لماذا يعتبر العثماني وحزبه من اكبر الرابحين في التعديل الحكو ...
- من اجل جبهة حداثية تقودها المؤسسة الملكية بالمغرب .
- في سبيل اعداد نموذج تنموي مغربي جديد
- الشعب المصري أمام امتحان التغيير
- الاقتصاد الافريقي يصنع التاريخ من جديد
- الحراك الجزائري خطوة اولى نحو تحرر الشعب الجزائري
- هل تعيد الانتخابات الرئاسية التونسية إحياء امال الشعوب في ان ...
- الناشط السياسي والحقوقي التونسي سمير النفزي : اصبح الحديث عن ...
- ماذا تحقق للقضية الامازيغية بعد مرور 20 سنة من حكم الملك محم ...
- اغتيال كمال الدين فخار و محمد مرسي كعنوان ونتيجة للاستبداد ا ...
- المصالح الفرنسية في المغرب تحتم على الدولة الفرنسية مساندة ا ...
- بعض دلالات زيارة البابا للمغرب.
- متى يعلنون حياة الشعب الجزائري؟
- كيف أجهضت حكومة بنكيران -الاسلامية- طموح شباب حركة 20 فبراير ...
- الحركة الامازيغية المغربية تقود ثورة هادئة لدمقرطة الدولة وإ ...
- سمير امين : المفكر الاقتصادي الماركسي الذي ناهض التبعية وناض ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - العالم والمؤرخ الجزائري محمد اركون : مؤسس علم الاسلاميات التطبيقية ومقتحم قارة اللامفكر فيه .