أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - الشعب المصري أمام امتحان التغيير















المزيد.....

الشعب المصري أمام امتحان التغيير


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 04:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعب المصري أمام امتحان التغيير

الحديث عن مصر ، هو حديث عن دولة عظيمة ذات تاريخ مجيد ، دولة الفراعنة والاهرامات ودولة ذات ثقل تاريخي وسياسي ممتد في الزمان والمكان ، مصر هي قلب افريقيا وصحة القلب وانتظام نبضاته وسلامة شراينه يهم جسم افريقيا والعالم . ومن الصدف التاريخية العجيبة ان يقود محمد علي باشا نهضة مصر في مرحلة من المراحل الحاسمة في التاريخ وان يجابه الحملات الفرنسية والانجليزية وان يبني مجد مصر في عصر من العصور . لينهض من جديد محمد علي المقاول في سنة 2019 ليستنهض همم المصريين من اجل التغيير والثورة ضد اوضاع اقتصادية وسياسية اجمع كل المراقبين والمهتمين على انها اوضاع ماساوية.
ان الصراحة تقتضي ان نقول بان النظام العسكري الذي استولى على مقاليد السياسة في مصر منذ اجهاض ثورة 25 يناير وما تلاها من انتفاضات شعبية فرط كثيرا في الثقل الجيوسياسي والوزن الاقليمي لبلد يحسب له الف حساب في الحرب والسلام في الشرق الاوسط ، لكن نظام السيسي اصبح عنوان للانبطاح والتفريط في الموقع السياسي التاريخي لمصر ، نظام نشر الرعب البوليسي وملا السجون بالمعارضين واستغل فزاعة الاخوان من اجل الانقضاض على الحكم ومحاولة ارجاع عقارب الساعة الى الوراء بتعديل دستوري يحول مصر من بلد الحركية السياسية والحيوية الثقافية والفنية الى نظام الحزب الواحد والراي الواحد من بلد انجب العقاد والغيطاني و توفيق الحكيم و امين العالم.. الى بلد اصبحت فيه الثقافة جرما لا يغتفر واملفكر الحر معتقل لايحق له البوح ولو بكلمة . صحيح ان النظام المصري استطاع لحد الان اخماد كل المظاهرات والمطالبات الاصلاحية مستعملا اسلحته البوليسية الرهيبة و سجونه الكثيرة ، لكن حتما الشعب المصري اجلا او عاجلا سينتفض ضد هذا النظام الذي افقر شعبه فيما نظامه غارق في الفساد وبناء القصور وتشييد المدن الجديدة وامعن في اذلال شعبه بممارسات قمعية يستغل فيها القضاء لتصفية المعارضين السياسيين. نعم قد يستطيع نظام السيسي ان يفرض قبضته الامنية على الناس البسطاء الضعفاء ولكن حتما الازمة الاقتصادية الخانقة التي يرزح تحت نيرها الشعب المصري والانحباس السياسي الذي تعرفه البلاد كلها مؤشرات على ان القادم سيكون عبارة عن انتفاضات وثورات و انقلابات وقد يفتعل النظام السيساوي احداث ارهابية لتخويف الداخل المصري وتبرير قبضته القمعية من جهة ومن جهة اخرى حشد التعاطف الخارجي من قبل القوى الدولية التي يؤرقها الارهاب وترتعد حتى من ذكر اسمه . لذلك امام تصاعد عزلة النظام السياسي المصري داخليا وخارجيا يمكن ان يقدم النظام المصري على اي عمل يمكنه به الهاء الراي العام وتوجيه الراي العام الدولي نحوه . تفتح سيناريوهات عديدة امام نضال الشعب المصري وقواه التغييرية امام هذه العزلة الدولية لنظام سياسي عسكري فاشل :
1- ان يراهن الشعب على فئة من الجيش المصري التي سئمت وضاقت درعا بفساد السيسي والمقربين منه وبالتالي تحقيق تحالف وطني بين القوى المدنية وجزء من القوى العسكرية الاصلاحية لبناء نظام وطني انتقالي في افق اعطاء الكلمة للمدنيين ورجال السياسة والتدبير .
2- المراهنة على الانتفاضات والمظاهرات السلمية والصمود امام الالة القمعية و رص الصفوف والاستفادة من اخطاء الماضي ، حيث ان النظام المصري الحالي استغل الفرقة بين المصريين والاختلافات الايديولوجية بينهم وضخمها وعمل على توسيع الهوة بين القوى الاصلاحية والتغييرية ، فخسر العلماني والاسلامي واليبرالي الحكم وفاز العسكر في النهاية ، هذا الدرس السياسي يجب ان تستوعبه القوى السياسية والمدنية الطامحة لتغيير سلمي ديموقراطي نحو حكم ديموقراطي رشيد تستحقه مصر وشعبها العظيم .
لاشك ان راس النظام الحالي لا يملك كاريزما سياسية تؤهله لاقناع الداخل والخارج ، لا هو بمستوى جمال عبد الناصر ولا بجراة السادات و لا حتى بديبلوماسية مبارك ، لكن قوى دولية كبرى ستحاول ان تدافع عنه في المحيط والخليج ، فاسرائيل اكبر المتوجسين من اي تغيير راديكالي غير متوقع في مصر ، لذلك ستعمل اجهزتها بكل تاكيد في تعطيل اي نفس تغييري في مصر ليس في صالحها ، خصوصا وان اوضاع مصر تؤثر تاثيرا مباشرا على اوضاع اسرائيل والمنطقة ، فنظام ديموقراطي شعبي في مصر هو خسارة لا محالة لاسرائيل التي تطمح في عزل الفلسطينيين في افق ابتلاعهم واخضاعهم ، دول عربية اخرى ليس في صالحها اسقاط السيسي لانها تراهن على نظامه لقمع والتضييق بل واجتثات الاخوان المسلمين لذلك ستدعمه قوى اقليمية ودولية لان في بقائه في السلطة مصلحة استراتيجيه لها ، لكن رغم هذه المعطيات يبقى الداخل المصري وقواه الحيه ومستوى نضجه وتفاعله مع المعطيات الدولية هو المحدد الرئيسي في مستقبل نظام عسكري يفقد بريقه يوم بعد يوم . اذا ما قرر الشعب المصري النضال والصمود وعبر عن وحدة قواه و وضوح اهدافه فلا القوى الاقليمية ولا الدولية قادرة على ايقاف رغبة الشعوب والادلة التاريخية على ذلك كثيرة ، فالنظام التونسي السابق كان مدعوما من طرف فرنسا الى اخر يوم، لكن صرخة البوعزيزي واستعداد الشعب التونسي للتغيير اجهضت احلام فرنسا في بقاء نظام زين العابدين بن علي . نفس الشئ كان في امريكا الاتينية وفي افريقيا الجنوبية حيث احتضنت القوى الاستعمارية انظمة فاشية و سلحتها ضد شعوبها وحمتها استخبارتيا وامنيا لكن عندما هبت نسائم التغيير والمطالبة بالحرية سقطت انظمة البؤس والتبعية واعطيت الكلمة للشعوب ولو بعد تقديم فاتورات نضالية باهضة الاثمان من الدماء و التضحيات.
الشعب المصري امام امتحان الانتقال الديموقراطي السلمي قد ينجح هذه المرة او لا ينجح ولكن حتما ارادة الشعب المصري في التغيير الديموقراطي تكبر يوم بعد يوم وتتقوى ارادته في اللحاق بركاب الديموقراطيات الناشئة ، الثمن السياسي والحقوقي الذي سيدفعه احرار الشعب المصري قد يكون باهضا لكن التاريخ علمنا ان الشعوب قد تمرض ولكن لا تموت وان اسبانيا والبرتغال واليونان وايطاليا والمانيا... كانت رازحة الى عهد قريب تحت نير انظمة تسلطية عسكرية دموية لكنها اليوم حققت انتقالها الديموقراطي واصبحت شعوبها تنعم بالديموقراطية وحقوق الانسان والتداول السلمي على السلطة.

انغير بوبكر
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان بالمغرب
حاصل على الاجازة في التاريخ بجامعة ابن زهر اكادير
باحث في قضايا الديموقراطية والتعدد الثقافي وحقوق الانسان
حاصل على دبلوم السلك العالي للمدرسة الوطنية للادارة بالرباط
خريج المدرسة المواطنة للدراسات السياسية
دبلوم المعهد الدولي لحقوق الانسان بستراسبورغ
[email protected]



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الافريقي يصنع التاريخ من جديد
- الحراك الجزائري خطوة اولى نحو تحرر الشعب الجزائري
- هل تعيد الانتخابات الرئاسية التونسية إحياء امال الشعوب في ان ...
- الناشط السياسي والحقوقي التونسي سمير النفزي : اصبح الحديث عن ...
- ماذا تحقق للقضية الامازيغية بعد مرور 20 سنة من حكم الملك محم ...
- اغتيال كمال الدين فخار و محمد مرسي كعنوان ونتيجة للاستبداد ا ...
- المصالح الفرنسية في المغرب تحتم على الدولة الفرنسية مساندة ا ...
- بعض دلالات زيارة البابا للمغرب.
- متى يعلنون حياة الشعب الجزائري؟
- كيف أجهضت حكومة بنكيران -الاسلامية- طموح شباب حركة 20 فبراير ...
- الحركة الامازيغية المغربية تقود ثورة هادئة لدمقرطة الدولة وإ ...
- سمير امين : المفكر الاقتصادي الماركسي الذي ناهض التبعية وناض ...
- فيصل دراج : الناقد الروائي الكبير و مثقف الاغتراب المزدوج .
- هل ستضحي الدول الغربية بمبادئها وقيمها من اجل مصالح اقتصادية ...
- ادوارد سعيد: مثقف المضطهدين وناقد الاستشراق المؤدلج
- الديبلوماسي ومدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية السابق برنار ...
- الديبلوماسي ووزير العدل المغربي محمد اوجار في استجواب هام مع ...
- من اجل ديبلوماسية مغربية قوية ترتكز على الدفاع عن حقوق الانس ...
- لماذا انتهك النظام السوري كل الخطوط الحمراء بدون رقيب ولا حس ...
- ماذا لو كان حزب الله هو قاتل رفيق الحريري؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - الشعب المصري أمام امتحان التغيير