أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهيرة أبو الكرم - هلوسات














المزيد.....

هلوسات


شهيرة أبو الكرم

الحوار المتمدن-العدد: 6411 - 2019 / 11 / 17 - 13:42
المحور: الادب والفن
    


جسدي الفاني،ذاكرتي الهشّة، روحي اللعينة الدائمة، اسمي العتيق...أشيائي الأخرى كلها تزعجني، حساسيتي المفرطة، عيناي اللتان تلاحظان كل شيء ولا تستقران في حركة دائمة هما، نبضات رأسي من الجانبين، حرارة أذنيّ، حشرجة أنفاسي ... بدأت أشعر بالدوار، عيناي تدوران وتدوران وتدوران، حاضرة أنا وغائبة، قريبة وبعيدة ...أنا في اللامكان، ربما أنا في المنتصف اللعين، أشعر بأنّني مبتورة موزعة الأشلاء... تجدني في كل شيء وفي اللاشيء وعاجزة عن إيجاد نفسي، عاجزة عن أن أكون أي شيء، ضائعة تائهة فاشلة ربما ... الدوار يشتد بي مجددا... أرى الجدران تقترب من بعضها البعض في محاولة لمعانقة بعضها، وانا في المنتصف حتما سألتصق في هذه الجدران المسكونة، حتما سأموت ... تكوّرت على نفسي وأغمضت عينيّ.. واحد،اثنان، ثلاثة، وأربعة، فتحت عينيّ... لا شيء لا جدران لا مكان، فقط أنا ويد ناعمة تتحسّس صدري وتصل إلى عنقي وتحكم قبضتها... أهذي أنا، أهلوس، أجلس وأقف أبكي وأضحك، أختنق تارة وأخرى أتنفس، أشهق وأزفر، أتحرك وأسكن ومن ثم أستسلم ،أستسلم وأشعر باللاشيء سوى شعوري بأن ّهذه اليد طرحتني أرضا، مجددا تسرّب الهواء اللعين إلى صدري، لقد ظننت أنها النهاية، ويا ليتها كانت كذلك، تسربت موسيقى إلى أذنيّ، بعدها شعرت بحركة إحداهنّ، لقد كانت ترقص حولي تتمايل ثملى، تقهقه بصوت ساخر ومغرٍ للحياه، أظنّها تقيم طقوسا لعينة لا علم لي بها ...بقيت أرضا، فقط رفعت رأسي وتبعت عيناي حركات خصرها وزنارها، اشتدت الموسيقى وزادت حماسة وبدأت تشتد هي بالحركه اشتدت واشتدت واشتدت الموسيقى لأعلى حدّ، وأصبحت هي تتحرك بسرعة رهيبة، ولم تعد عيناي تستطيع اتباعها، لقد أثارت الغبار من حولي وباغتتني فجأه بعينيها اللوزيتينِ، ووضعت وجهها أمام وجهي وقالت: أنت لعنة المساكين، لم أكترث لشيء، لا أظن أنّه هناك أسوأ من هلوساتي هذه إذا عشتها واقعا... قلت: ومن أنت، وماذا تريدين؟ أين وأنا؟ والى أين سأصل؟ قاطعتني وقالت: أنا ملهمتك، أنا نبضك وخوفك وحرفك وثملك وصحوك، انا منجيتك وقاتلتك، انا ناي وكمان وعود عتيق، أنا عامود رخام وزهرة ياسمين تسلقتك، وندى سقط على جبين الزهور، أنا مهلكتك حتما أو منقذتك أنت تختارين من أكون أنا، وضعت كفها أمام فمها ونفخت في وجهي غُبارا أزرق، شهقت أنا وشعرت بروح جديده تدخلني ووقفت بقوّة، وكأن تعباً لم يكن فيَّ، وعادت الموسيقي وبدأت أرقص أنا ...إنها بداخلي لقد استوطنتني ...بدأت أضرب نفسي في كل الرخام الذي ظهر فجأه حولي، قطرات دمي تعلق على تلك الجدران وأنا أضرب نفسي ...إلى أن قذفتها خارجي، رأيتها ماثلة أمامي بجسد آدمي، كم تبدو فاتنة، ملأتُ صدري بالهواء وأغمضتُ عينيّ، ركزت في العودة إلى نفسي أو على الأقل في العودة إلى ذاك المكان الأول الذي أظنه غرفتي اللعينة، أنفاسها تقترب مني أشعر بها، فتحت عينيّ لأجد أنها ليست هنا، وأجد نفسي في مكاني الأول، نعم إنّها غرفتي ولكنها بلا سقف، ومن ثم أظلمت الغرفة، وتكونت سحاة تعلوها ظهر من خلالها وجه من لا أعرف اسمها وقالت: سأعود لك ليلا سيكون الوقت شيقّا، فتحت عينيّ بقوة، وعدت من صدمتي وهلوستي على طرقات الباب وصوت أمي تقول: كفاك نوم استيقظي وصلي الفجر.



#شهيرة_أبو_الكرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس
- الطبع غلب التطبع-خاطرة
- نحن والحزن جيران
- ممنوع المرور
- عليّ وجدّتي والقطط


المزيد.....




- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهيرة أبو الكرم - هلوسات