أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حكومة الكوارث لن تحمي منها.














المزيد.....

حكومة الكوارث لن تحمي منها.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6410 - 2019 / 11 / 16 - 00:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن تهتم الحكومة وتكترث لما تصيب الكوارث فئة من الشعب أو منطقة من المناطق المغربية أمر ليس فقط محمودا بل هو واجب وأوكد لأنه يدخل ضمن اختصاصاتها . وأن تُحدث صندوقا للتضامن ضد الكوارث قرار جيد يحقق هدفين رئيسيين هما : التخفيف من معاناة الضحايا وتعويضهم جزءا من الخسائر التي لحقت بهم ؛ والهدف الثاني وهو غاية في النبل والوطنية ويتمثل في تجسيد قيم المواطنة ووحدة الشعب المغربي الذي يشاطر الضحايا وذويهم الخسائر والآلام . فهل استحضرت حكومة البيجيدي هذه القيم السامية وهي تفكر في موارد هذا الصندوق ؟ وهل درست الأمور من كل جوانبها ؟ وهل حددت طبيعة الكوارث التي سيغطيها الصندوق وصنفت أسبابها ؟ بالتأكيد لم تفعل الحكومة ، ليس لكونها كانت تحت الضغوط النفسية والمادية لكارثة ما ، لا قدر الله، لم تترك لها المجال للتفكير والدراسة ، بل لأنها دأبت منذ 2011 على ضرب مصلحة الشعب ، خصوصا فئاته الفقيرة والمتوسطة . فعلى مدى ثماني سنوات لم تتخذ الحكومة ولو قرار واحد يفيد مصلحة الشعب ويخدم غالبية فئاته . ذلك أن الخلفية العقدية والإيديولوجية للحزب الذي يرأس الحكومة لن تسمح له بالتفكير خارج مرجعيته . فهو سجين "الاقتصاد الإسلامي" القائم على "الفتوحات" التي يعتبرها المصدر الوحيد لموارد الدولة . أي أن الاقتصاد الإسلامي لا يقوم على الابتكار والاستثمار لإنتاج الثروات وإنما على تنويع الجبايات والضرائب ( الخراج ، الفيء ، الزكاة ، الصدقات ، الجزية ، السبي ، الاسترقاق الخ) لضمان مداخيل قارة للدولة دون أدنى استثمار . هذا هو المنطق الذي يتحكم في طريقة تدبير الشأن العام من طرف البيجيدي ، وبموجبه يصبح الشعب في خدمة الدولة وليس الدولة في خدمة الشعب ؛ أي أن موارد الدولة تتشكل من قوت الشعب ورزق أبنائه . بهذا المنطق أحدثت حكومة البيجيدي رسما ضريبيا على أصحاب السيارات والدراجات النارية لتمويل صندوق التضامن ضد الكوارث . والحكومة ، بهذا القرار ، ستنسف الأهداف النبيلة للتضامن الوطني من عدة وجوه :
أولها : أن عددا من الكوارث مثل الفيضانات مثلا يكون السبب المباشر فيها إما انعدام البنيات التحتية أو ضعفها ، بحيث تكون الحكومة هي المسؤولة الوحيدة عن هذه الكوارث بسبب تقصيرها أو إهمالها لما تقتضيه المصلحة العامة ( نموذج فاجعة ملعب تارودانت الذي أقامته السلطات المعنية في مجرى الواد). في مثل هذه الحالات على الحكومة أن تتحمل وحدها مسؤولية الكوارث وليس الشعب .
ثانيها : إحداث رسم ضريبي على أصحاب السيارات والدراجات النارية دون غيرهم سيجعلهم يشعرون بالغبن والظلم لأن الحكومة تحملهم وحدهم ضريبة التضامن ؛ الأمر الذي سيبعث في نفوسهم الإحساس بالإكراه بدل التضامن .
ثالثها : غياب العدل والإنصاف ، بحيث ساوت الحكومة بين أصحاب الدرجات النارية العادية وبين أصحاب الشاحنات والحافلات والسيارات الفاخرة ؛ فجميعهم يؤدون نفس المبلغ ، من جهة ، ومن أخرى أعفت الحكومة الشركات والمقاولات الكبرى وذوي الدخل المرتفع بالإضافة إلى الوزراء والبرلمانيين الذين من المفروض أن يكونوا في خدمة الشعب ويعبروا عن التضامن معه بالتنازل عن قسط من التعويضات التي يتقاضونها من جيوب الشعب .
رابعها : الإصرار على استنزاف خزينة الدولة عبر دعم صندوق تقاعد الوزراء والبرلمانيين بملايير السنتيمات وكذا تخصيص ما يقرب من خمسة آلاف مليار سنتيم لتجديد أسطول سيارات الوزراء ومكاتبهم في الوقت الذي تعاني فيه الميزانية العامة من عجز مهول كان في المفروض مواجهته باعتماد سياسة تقشفية صارمة . ففي الوقت الذي تعلن فيه حكومات عدد من الدول تخفيض تعويضات وأجور البرلمانيين والوزراء وحذف معاشاتهم لأنهم ليسوا موظفين ، نجد حكومة البيجيدي ترفع من تعويضات هؤلاء (4 آلاف درهم إضافية شهريا لحضور جلسات البرلمان ..) وترسّم تقاعدهم مدى الحياة . فكيف سيستسيغ المواطن العادي الرسم الضريبي المفروض عليه وهو الذي لا يملك سوى دراجة نارية عادية أو سيارة متواضعة يتنقل بها إلى عمله في ظل انعدام أو ضعف خدمات النقل العمومي ، بينما الوزراء والبرلمانيون والمدراء العامون وكبار الموظفين والمقاولات والشركات الكبرى لا تتحمل أي قسط ضريبي لمواجهة الكوارث ؟؟
خامسها :الكذب والنصب على الشعب . فحين قررت حكومة البيجيدي برئاسة بنكيران إلغاء صندوق المقاصة ووفرت 45 مليار درهم سنويا وعدت أنها ستخصصها لتوفير وتجويد الخدمات الاجتماعية ودعم الاستثمار ؛ لكن الواقع أثبت للمواطنين كذب الحكومة وأفقدهم الثقة في خطابها وسياستها . فالحكومة التي تعد وتخلف ، ترفع الضرائب والأسعار ولا تدعم القدرة الشرائية لعامة المواطنين لا يمكن الائتمان إليها ولا تصديق وعودها.
لهذا لا يمكن لحكومة هي في حد ذاتها كارثة على الشعب والوطن أن تنجح في مواجهة الكوارث .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية مواقف الريسوني من العلاقات الرضائية.
- قُتِل زعيم الإرهابيين ولم تُقتَل عقائد الإرهاب .
- مدونة الأسرة تقر بالعلاقات الجنسية في فترة الخطوبة.
- لما العقرة يعقر الدين والدستور.
- أيها الريسوني :حقوق الإنسان كل لا يتجزأ .
- أية رسائل للعفو الملكي عن هاجر الريسوني؟
- الإجهاض بين الفقه الإسلامي والتوظيف السياسوي .
- أي مغرب نريد ؟
- ماذا تحقق بعد 18 سنة من الحرب على الإرهاب ؟
- تعالوا نرفع التجريم عن الإجهاض .
- حكومة البيجدي تصادق على مصادرة حقوق الطفل.
- شورط المتطوعات وخزي البرلماني.
- حرية الإضراب وحرية العقيدة عند الإسلاميين .
- جهوية ألمانيا وجهوية المغرب .
- مفهوم المواطنة داخل منظومة الفكر الإسلامي
- في السياسة والدين
- في رمضان تتغوّل انحرافات التديّن .
- ما فائدة اعتذار عائض القرني ؟
- حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية
- لماذا فشلت -ثورات الربيع العربي-؟


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حكومة الكوارث لن تحمي منها.