أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مصباح مخيمر - نوفمبر الثورة الجزائرية وإعلان الدولة الفلسطينية ... وقضية أسرى في صدارة المشهد














المزيد.....

نوفمبر الثورة الجزائرية وإعلان الدولة الفلسطينية ... وقضية أسرى في صدارة المشهد


عماد مصباح مخيمر

الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 10 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتواصل حلقات التاريخ لتصنع اللحظات الفارقة للأمم والشعوب، تتواصل هذه الحلقات لتجسد ترابطاً وعلاقة جدلية إيجابية تحقق سمات أو خصائص تميز الهوية القومية والوطنية للشعوب، والأمة العربية بقوميتها الواحدة شكلت حاضنة لولادة هويات وطنية متكاملة تشكل أساساً لوحدتها أو في تطلعاتها للوحدة، والمصير المشترك للأمة الواحدة يكون عاملاً أساسياً في تكريس أسس التوحد في ظل القضايا المصيرية التي بتفاعلاتها ونتائجها تشكل بدورها مبرراً محتوماً لتحقيق الوحدة بين مكونات الأمة الواحدة.
تشكل القضية الفلسطينية مركزية وأولوية لدى الشعوب العربية، ودعم ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهته للمشروع الصهيوني بات أمراً لا ترف للخيار أمامه، فالمشروع الصهيوني لا يشكل تهديداً وجودياً للشعب الفلسطيني وحسب، ولكنه يهدد أيضاً الأمة العربية جمعاء، ويهدد الدولة العربية نفسها بإستهداف أمنها القومي وتغذية منابع التشظي والتمزق بين مكونات الأمة العربية الواحدة، الأمر الذي ينبغي أمامه الإدراك بمدى خطورة المشروع الصهيوني ومنطلقاته الأيديولوجية العنصرية الإجرامية، والتي لا تقيم وزناً للمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية.
تمثل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي مثالاً بارزاً على مدى إجرام هذا الإحتلال في انتهاكه لكافة القوانين الدولية، وارتكابه جرائم بحق الإنسانية جمعاء حين النظر في ماهية الجرائم المرتكبة بحق الأسرى في سجون الإحتلال، فهناك القتل المتعمد، التعذيب الوحشي بكافة أشكاله النفسي والجسدي والمعنوي، الإهمال الطبي المتعمد، والحرمان من الزيارة، ظروف معيشية قاسية لا تقيم وزناً لمعايير الآدمية، وقضاء مجرم ينتهك القانون الدولي ويصدر أحكاماً جائرة هي أقرب لسلوك العصابات الإجرامية، ورغم كل ذلك إلا أن الأسرى الأبطال بصمودهم وتصديهم لآلة الإجرام الصهيونية وكافة الممارسات الوحشية بحقهم، أصبحوا أسطورة صمود وبطولة في صدارة مشهد النضال الفلسطيني، ومعلماً بارزاً في ملحمة الشعب الفلسطيني البطولية في كفاحه لانتزاع كامل حقوقه الوطنية والتاريخية.
إن قضية الأسرى باتت في صدارة المشهد الفلسطيني، ودعم هؤلاء الأسرى البواسل بات واجباً ذو أولوية ملحة، والحفاظ على حقوقهم ودعم أسرهم هم وشهداء الشعب الفلسطيني كان أولوية لدى القيادة الفلسطينية بتصديهم الصارم للمخطط الصهيوني الهادف إلى النيل من الأسرى والشهداء والمس بعدالة وشرعية قضيتهم بأساليب ملتوية خبيثة، إلا أن القيادة الفلسطينية كانت على وعي وإدراك وطني مسئول لخطورة الأهداف الصهيونية، من خلال التأكيد مجدداً – كما كان دائماً – بأن حقوق الأسرى والشهداء هي أولوية لا مجال للتنازل عنها بأي حال من الأحوال، وأن الشهداء والأسرى هم في المشهد الأهم للشعب الفلسطيني، ليكون التصدي والإفشال للمشروع الصهيوني الهادف للنيل من شهداء وأسرى الشعب الفلسطيني.
وانطلاقاً من مسؤولياتها القومية كانت جمهورية الجزائر في صدارة مشهد الدعم والمساندة لأسرى القضية الفلسطينية، جزائر الشهداء والعروبة وبشكل يتسم بالديمومة تفرد يومياً وأسبوعياً مساحات كبيرة في صحفها ووسائل إعلامها بكافة أشكالها لإبراز قضية الأسرى دعماً ومساندةً، وفضح الممارسات الصهيونية الإجرامية بحقهم، الأمر الذي يعني إن الجمهورية الجزائرية وإنطلاقاً من عروبتها وانتماءها القومي، تدرك أن دعم الأسرى هو استحقاق وواجب قومي، يصب في اتجاه التلاحم والمشاركة في القضايا المصيرية التي تواجه الأمة العربية، لقد ساهمت الصحافة ووسائل الإعلام الجزائرية في إحداث إختراق نوعي في الوعي العربي تجاه قضية الأسرى، هذا الإختراق كان ضرورة لتكريس الدعم والمساندة للأسرى، كونهم من الحاملين لجذوة الكفاح والنضال الفلسطيني.
في الفاتح من نوفمبر 1954 إلى التاسع عشر من مارس 1962 الثورة الجزائرية التي حققت التحرر والإنعتاق من الإستعمار الفرنسي، كفاح امتد لثمان أعوام وبدعم من معظم الدول والشعوب العربية، الأمر الذي كان معلماً هاماً في صناعة الهوية الوطنية الجزائرية، هذه الهوية بسماتها الثورية في إطارها القومي العربي، جعل من الجمهورية الجزائرية تقدم الدعم بكافة أشكاله للقضية الفلسطينية على مدار منعطفاتها وتحولاتها كافة، فالكثير من المجالس الوطنية الفلسطينية تم عقدها في الجزائر، والكثير من قادة العمل الوطني الفلسطيني كانت الجزائر محطة هامة لهم، إضافة إلى احتضان الفلسطينيين وفتح آفاق العمل والتعليم والحياة أمامهم.
في الخامس عشر من نوفمبر 1988 كانت دورة المجلس الوطني الفلسطيني، دورة الإستقلال الفلسطيني، ومن الجزائر أعلن الرئيس الرمز الشهيد/ أبو عمار قيام دولة فلسطيني، في صناعة لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الشعوب الفلسطيني، لتظل الجزائر محفورة في أذهان وقلب الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم المؤيدين للحق الفلسطيني في صراعه الوجودي مع المشروع الصهيوني، إن إعلان الدولة الفلسطيني وإعتراف الكثير من الدول من العالم بها، مهد الطريق لإكتساب عضوية دولة مراقب في الأمم المتحدة في انجاز تاريخي للشعب الفلسطيني، وحلقة في بناء صيرورته المأمولة في إقامة دولته وانتزاع كامل حقوقه بأشكالها كافة.
لقد تشكلت في شهر نوفمبر لحظات تاريخية، لحظة اتسمت بإندلاع الثورة الجزائرية لنيل حرية واستقلال الشعب الجزائرية، ولحظة أخرى تمثلت في إعلان الدولة الفلسطينية من الجمهورية الجزائرية، ولحظة أخرى جسدت الترابط ما بين الشعب الفلسطيني والشعب الجزائري وباقي مكونات الأمة العربية، في تصديهم للقضايا المصيرية التي تواجه الأمة العربية، ولحظة أخرى كان عنونها التضامن والدعم والمساندة لأسرى القضية الفلسطينية، لقد كان للجمهورية الجزائرية الريادة والمبادرة والإبداع في دعم ومساندة كافة القضايا الوطنية للشعب الفلسطيني، توج هذا الأمر بتكريس كافة الوسائل والأدوات الإعلامية بأشكالها كافة بإبراز قضية الأسرى، وإعلان ملاحم البطولة والصمود لهم في تصديهم لآلة الإجرام الصهيوني.



#عماد_مصباح_مخيمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي فضيل ... من فلسطين الوفاء وذاكرة عصية على النسيان
- جزائر الشهداء والعروبة ... وهل يكفي الشكر والإمتنان؟!


المزيد.....




- السعودية.. ضجة وفاة -الأمير النائم- بين تداول تصريح سابق لوا ...
- مصر.. رد علاء مبارك على تعليق ساويرس عن عمر سليمان نائب حسني ...
- سوريا.. السفارة الأمريكية بعد لقاء مع مظلوم عبدي: الوقت قد ح ...
- أسرار الحياة المزدوجة لـ-السلطان- زعيم المخدرات المولع بالبو ...
- هجوم على النائب العربي أيمن عودة.. كسروا زجاج سيارته وبصقوا ...
- بالفيديو.. الجزيرة نت داخل سفينة حنظلة المتجهة لكسر حصار غزة ...
- إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مصباح مخيمر - نوفمبر الثورة الجزائرية وإعلان الدولة الفلسطينية ... وقضية أسرى في صدارة المشهد