أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - عن العنف مرة أخرى وأخرى..!














المزيد.....

عن العنف مرة أخرى وأخرى..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشير الحقائق والمعطيات أن عدد ضحايا العنف المتفشي والمستشري في مجتمعنا العربي وصل إلى 79 ضحية، آخرها الليلة الماضية في بلدة طرعان الجليلية، وهو المرحوم فالح دحلة، الذي قتل خلال شجار عنيف بين عائلتين.
وهذا دليل ومؤشر حقيقي على عمق ظاهرة العنف والجريمة في مجتمعنا، التي تحولت إلى وباء خطير من الصعب علاجه والخلاص منه.
مجتمعنا العربي غارق حتى أذنيه في أعمال العنف والشجارات والطوش على خلفية انتخابات السلطة المحلية، أو ما يسمى " شرف العائلة "، ومشاكل الأرض ومواقف السيارات وأحقية العبور وعدم دفع الاستحقاقات المالية والديون، أو خلافات على منصب أو وظيفة أو إمام جامع وغيرها من الحلافات السخيفة التي يجب أن لا تقود إلى سفك دماء أو سقوط ضحايا وقتلى وجرحى.
لقد شهد مجتمعنا في الأشهر الأخيرة حراكًا شعبيًا احتجاجيًا ضد غول العنف، وأقيمت سلسلة من الفعاليات والنشاطات لمواجهة مظاهر الجريمة، كالوقفات الاحتجاجية ورفع الشعارات والاضرابات العامة ومسيرة السيارات الى القدس واغلاق الشوارع، ولكن كل ذلك لم يجدِ نفعًا، ولم يردع أعمال العنف والاجرام والزعرنة، حتى بتنا نتساءل : من سيكون الضحية القادمة ؟!.
كلنا متفقون أن مسؤولية تنامي العنف في مجتمعنا هو سياسة المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة، التي تؤثر على أجيالنا وتجعل حياتهم في ضغط متواصل ودائم، وخاصة في مجالات العمل والبطالة والأرض والمسكن وغلاء المعيشة، ولكن يجب علينا الاعتراف قبل كل شيء، أن العنف الذي يحصد أرواح الشباب في عمر الزهور ومقتبل العمر، هو نتاج التربية والتنشئة الخاطئة لأولادنا وأبنائنا، وغياب الرقابة من قبل الوالدين، بفعل انشغالهم في أعباء الحياة اليومية وذهابهم لعملهم في ساعات الصباح الباكر وعودتهم في ساعات متأخرة، وهذه التربية من المفروض أن تبدأ في البيت والمدرسة.
والحقيقة أننا أصبحنا نعيش انفلاتُا وانحدارًا أخلاقيًا وفوضى اجتماعية تصل حد التسيب، وابتعاد عن القيم النبيلة الأصيلة الجميلة، وكل ذلك قاد ويقود إلى الجنوح والاجرام والمخدرات وارتكاب اعمال العنف.
يجب محاصرة وتطويق غول العنف واستئصال ظاهرة الاجرام من جذورها، وهذا يتطلب ارادة قوية واستمرارية وطول نفس، وتكثيف الترشيد والتوعية، وفحص البيت جيدًا وترتيبه من جديد، وبناء منظومة أخلاقية بين أبناء وبنات الجيل الجديد، والعمل الدؤوب على تربية وتنشئة اجتماعية سليمة وصحيحة للأجيال الجديدة، على أساس القيم الانسانية والدينية القويمة، والاستمرار في الحراك والجماهيري الواسع لخلق حالة من الضغط على أذرع السلطة الحاكمة كي تقوم بواجبها بجمع الاسلحة المرخصة وغير المرخصة، وملاحقة عصابات القتل والاجرام والخاوة والقضاء عليها نهائيًا.
ومما لا شك فيه أن المؤسسة الاسرائيلية وأذرعها معنية ببقاء هذا الحال في مجتمعنا، فلعنف هو أنجع وسيلة تقوم بها من اجل تفكيك وتمزيق نسيجنا الاجتماعي، وضرب مشروعنا الوطني والاخلاقي والثقافي وصولًا إلى انهياره.
من الضروري اعادة النظر في كل مفاهيمنا الاجتماعية ومسلكياتنا وممارساتنا للحفاظ على النسيج الاجتماعي والسلم الاهلي، والقضاء على مظاهر العصبية القبلية والعائلية والعشائرية، والعمل الدؤوب على تربية أبنائنا على اساس سليم وصحيح قيمي، وزرع قيم الخير والمحبة والتسامح والعطاء في نفوسهم، وحل المشاكل بالهدوء والتروي والحوار الهادئ العقلاني، وليس بكاتم الصوت ولغة الرصاص، والتخلص من حالة وعادة " الثأر " الجاهلية.
فهذا برأيي المتواضع هو العلاج الحقيقي والسبيل في مواجهة ظواهر الجنوح والقتل والعنف والجريمة في مجتمعنا العربي.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرهان على غانتس خاسر ..! !
- أمجد ناصر يترجل عن صهوة القصيدة !!
- انتفاضة الشعب اللبناني إلى أين ؟!
- ذكرى مجزرة كفر قاسم
- ليس من عادات وأخلاق كفر ياسيف ..!
- هبة الشعب العراقي ضد الحكم الطائفي الفاسد !!
- باقة ورود للمرأة الفلسطينية في عيدها الوطني
- الرقة ودفء الإحساس في قصيدة مروة زهير أيوب
- بلادي
- نقطة ضوء في المشهد اللبناني
- الشيوعي الأخير
- الراحل د. شمعون بلاص كاتبًا وإنسانًا
- في رحيل الكاتب والباحث والمثقف العبري من اصل عراقي البروفيسو ...
- - سقوط الغزلان - كتاب جديد للكاتب الناقد د. محمد هيبي
- كلمة بحق الناشطة د. فاطمة اغبارية أبو واصل
- اهداف العدوان التركي على سوريا!!
- سؤال حول الثقافة العربية الراهنة!
- - الإصلاح - في عدد جديد
- جيفارا.. كلمات في ذكراه
- أطماع - سلطان - تركيا في شمال سوريا ..!


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - عن العنف مرة أخرى وأخرى..!