أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان عبد الرزاق - الثورة اللبنانية المجيدة















المزيد.....

الثورة اللبنانية المجيدة


مروان عبد الرزاق
كاتب

(Marwan)


الحوار المتمدن-العدد: 6389 - 2019 / 10 / 24 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه اليوم السادس للانتفاضة اللبنانية المجيدة، التي انطلقت في السابع عشر من تشرين الأول. وهل هي ثورة أم هي مجموعة من الاحتجاجات الشعبية المؤقتة لأهداف؟
بالعموم تبدأ الثورات بانتفاضات عفوية تجاه مسائل اجتماعية واقتصادية تتعلق بالعيش، أو بالحريات العامة والخاصة، وسرعان ما ترتقي في أهدافها نتيجة عدم استجابة السلطة لأهداف الانتفاضة. وتتسم الانتفاضة بالثورة عندما تنادي بالحرية، فكل الثورات تطالب بالحرية والكرامة الإنسانية، وإنها أيضاً تطالب بالتغيير الجذري للنظام الاستبدادي السائد. وأن يشترك بالانتفاضة الشعب كله أو أغلبيته. وأن تكون الانتفاضة سلمية ترفض العنف والعنف المضاد. وبالتالي كل هذه العوامل متوفرة في الانتفاضة اللبنانية، وبالتالي هي ثورة للحرية بعد أن تخلى هذا الشعب عن بنيته الطائفية، أي شعر بالحرية عندما تخلص من كابوس الطائفية، وتقديس الزعيم التاريخي الذي لم يقدم شيئاً للشعب.
والذي ينقص الثورة هو عدم وجود قيادة للثورة، مثل حركة التغيير السودانية مثلاً، وهذا يبدو مقصوداً، حتى يتنفس الشعب من الذين يتحدثون باسمه، ريثما تتم تشكيل هذه القيادة من خلال الثورة، عبر المجالس المحلية، أو التنسيقيات التي تتشكل خلال مسيرة الثورة. وهذه الثورة غير مدعومة من أي معارضة سياسية لأنها غير موجودة أصلاً، إنما بعيدة عن كل الأحزاب والطوائف. وكذلك حتى الآن غير مدعومة من أية قوة خارجية وهذا مكسب كبير للثورة اللبنانية.
وشعارات الثورة وأهدافها غير معقدة مثل: "الشعب يريد اسقاط النظام". اسقاط الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مصغرة من التكنوقراط، بعيداً عن الحكومة الراهنة. واعداد برنامج انتخابي جديد لانتخابات برلمانية مبكرة. ورحيل الطبقة السياسية بالكامل بما فيهم رئيس الجمهورية ونصر الله الذي يعبث بالنار تجاه هذه الثورة. ورفض الطائفية والطائفية السياسية. والمفيد أنها ترفع العلم اللبناني شعاراً لها، بعيداً عن كافة الاعلام للأحزاب الطائفية البغيضة. يعني إسقاط الطبقة السياسية بالكامل "كلّون يعني كلون" بدون استثناء.
وهذه الثورة نتيجة تراكمات للأزمة الاقتصادية والسياسية منذ اتفاق الطائف وتشكيل الحكومة ذات التقاسم الطائفي بعد حرب طائفية استمرت خمسة عشر عاماً. والنظام السياسي متعدد الطوائف حيث يتقاسمون مراكز السلطة والثروة، وصولاً إلى الحكومة الأخيرة التي تشكلت بعد تسعة شهور من الاضطرابات حيث سيطر حزب الله بأغلبية داخل الوزارة، متحالفاً مع التيار الوطني الحر، الذي وضع ميشيل عون رئيساً للجمهورية. حيث "نسبة البطالة مع التضخم بلغت "٣٦٪"، ونسبة الفقر "٤٠٪"بتعبير "ناصر السعيدي"، وأن الشباب اللبناني يشكل النسبة الأعلى للهجرة في العالم. وقد اشتركت كافة الأحزاب السياسية في الوزارة والبرلمان، بحيث لا يوجد معارضة خارج النظام. وأضاف إلى ذلك تدخل حزب الله في سوريا ومشاركته النظام السوري في قتل الشعب وثورته، مما أضفى على النظام نوع من الانقسام تجاه السياسة الخارجية، والحرب والسلام، التي يقررها حزب الله.

وتنضم الثورة اللبنانية إلى ثورات الربيع العربي بكافة الأهداف والسلمية لتحقيق الحرية، بدءً من تونس وانتهاءً بالجزائر التي مازالت تصارع النظام القديم واسقاط رموزه بعد ثمانية شهور من بدايتها. والمفارقة الأولى أن الجيش اللبناني هو جزء من السلطة، ولم يقتل المتظاهرين كما هو الأمر في سوريا وغيرها. وقد صرح وزير الدفاع بأنه "ما من جيش وقف ضد شعبه إلا واندثر"، ونحن مؤسسة تحافظ على حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي، وحفظ الأملاك العامة والخاصة". وبنفس اللهجة عبرت وزيرة الداخلية عن حماية المتظاهرين.
، لكن هذا الجيش غير قادر على اسقاط النظام، أو الحلقة الأولى فيه، كما حصل في تونس ومصر ومؤخراً في الجزائر والسودان. وبالتالي على الثورة التي تمتلك فرصة ذهبية بانضمام هذا الشعب كله لتحقيق النصر واسقاط الطبقة السياسية الاستبدادية الحاكمة، وتحقيق الفقرة الهامة في اتفاق الطائف، أي تحقيق: "الهدف الوطني..وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية مهمتها دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية.. وإلغاء قاعدة التمثيل الطائفي واعتماد الكفاءة والاختصاص في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية" كما ورد في اتفاق الطائف الموقع منذ ثلاثين عاماً، إلا أن النظام السياسي أصر على الطائفية والتقاسم الطائفي بحثاً عن السلطة والثروة ضمن دائرة الفساد التي تنهش ثروات الوطن، والوطن بدون كهرباء وماء و"الزبالة" في كل الأماكن، بحيث يشعر الشعب اللبناني بالجوع..

وهذه الذهبية عليها أن تواجه نظاماً طائفياً غير قابل للإصلاح، وأنها ستواجه ليس مستبداً واحداً، إنما مجموعة من المستبدين الطائفيين المشتركين في الحكم بنسب مختلفة، وجميعهم مشتركين بتدمير لبنان، واسقاط النظام الطائفي يعني أن الثورة ستقف في وجه كل الثقافة الطائفية المتشكلة منذ عقود. فرئيس الجمهورية يدعو الجيش لوقف التظاهرات، والحريري يلتمس بورقته الاقتصادية مع السفراء الغربيين، ورفض إجراء أي حوار مع المتظاهرين، ونبيه بري يرفض الاستقالة بحجة الفراغ الذي سيحدث إذا سقطت الرموز السياسية ومنهم نبيه بري الذي يشغل رئيس لمجلس النواب منذ عقود. وحزب الله يهدد بالمحاكمة لمن يستقيل، وممنوع على رئيس الحكومة بالاستقالة، وأنه سيلجأ للحل الأمني لقمع التظاهرات، وهو يقف ضد الثورة، مع نبيه بري كما أرسلوا الزعران على الدراجات النارية وهم يحملون اعلام حزب الله وحركة أمل بقصد استفزاز المتظاهرين وفرط التظاهرة، وقد يلجؤون لحالات أقسى قد يمارسون العنف بشكل مباشر، وقد يعملوا على مسيرات مضادة بهدف القضاء على الثورة.
لقد كسر الشعب اللبناني حاجز الخوف من النظام والأئمة المرافقين لهم، وقادرين على التضحية بأرواحهم في سبيل الحرية والعيش الكريم. وقد "كسروا أيضاً الحواجز الطائفية" وعبروا عن الهوية الوطنية البديلة الحقيقية للتقاسم الطائفي الموبوء الذي جعل الوطن مكاناً للجوع، والفقر والتشرد. وممسكين أيضاً بإرادة قوية على الاستمرار بتظاهراتهم، رافضين كل أوراق الإصلاح المقدمة لهم لأنها صادرة عن حكومة فقد الشعب ثقته بها عبر عقود، وتريد للشعب أن يصمت، والشعب مستمر في التظاهر إلى أن تتحقق أهدافه.
من جديد، الفرصة ذهبية أمام الشعب اللبناني كي يتغلب على الطائفية الفاسدة، وهي خطوة أولى كي يقيم الدولة الوطنية المنشودة، والعيش الكريم في دولة ديمقراطية برلمانية حديثة.



#مروان_عبد_الرزاق (هاشتاغ)       Marwan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نبع السلام- أو -نبع الدم- في الجزيرة السورية
- رواية «حرب الكلب الثانية»: «فانتازيا واقعية» ومرايا ضريرة لو ...
- رواية «بريد الليل»: رسائل لم تصل للقارئ عبر ساعي البريد التا ...
- انكسار المقاومة وتوحّش الواقع في رواية «القوس والفراشة»
- رواية: فرانكشتاين في بغداد
- ساق البامبو
- حمام الدار-احجية ابن الازرق
- الانبثاقات السياسية في الثورة السورية
- القمة الأمريكية وكوريا الشمالية
- تشريح الثورة
- ثورة السودان
- وارسو: مؤتمر للسلام أم للحرب
- صعود الجهادية التكفيرية
- هل النظام السوري طائفي؟
- صراع المتشابهات في سوريا(الجزء الثاني)
- صراع المتشابهات في سوريا)الجزء الاول)
- لن اتهم احدا
- بين وثائق القاهرة وخطة الخبراء للانتقال السياسي في سوريا
- ملاحظات اولية:رسالة من مثقفين سوريين للجمعية العامة
- ملاحظات اولية حول مسار الثورة السورية-لماذا لم تنتصر الثورة؟


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان عبد الرزاق - الثورة اللبنانية المجيدة