أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - ترامب – أردوغان والحب - الصعب -














المزيد.....

ترامب – أردوغان والحب - الصعب -


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 6384 - 2019 / 10 / 19 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترامب – أردوغان والحب " الصعب "
بعد أن هدد القرصان الأمريكي وتوعد بضرب الإقتصاد التركي وقال عن أردوغان عبارات لا تقال بحق حليف .. وبعد أن أثبت ترامب بكل الأساليب أن لا حليف ولا صديق لأمريكا الصهيونية إلا كيان العدو الصهيوني ، وبعد أن زمجر السلطان العصملي وتفاخر وقال من القول ما حسبناه الأكبر والأعظم وبأنه من يوجه العالم ومن يستطيع التمرد على القرصان حين توعد بعدم مقابلة نائب ترامب ووفده إلى اسطنبول ، بعد كل ذلك ظن الكثير بأن القطيعة بين أردوغان وترامب باتت أمراً واقعاً ... وبعد كل ذلك .. وما أن زار " بينس " نائب ترامب والوفد المرافق له عاصمة العصملي ، وبعد أن احتفى أردوغان بهم ووافق على تعليق عملية نبع " السلام " ، خرج علينا ترامب بتغريدته التي تؤكد حجم الحب والعلاقة الكبيرة التي تجمعه بأردوغان حين قال عن صفقة وقف إطلاق النار " هذه الصفقة كان لا يمكن أن تتم قبل 3 أيام ، إذ كانت تستلزم وجود بعض الحب "الصعب" لإنجازه ، إنه أمر عظيم وفخور بالجميع " !
انصاع السلطان لأوامر القرصان فأوقف ضربه للكرد الذين كانوا هدفاً مباشراً له باعتبارهم إرهابيين ومهددين للأمن القومي التركي مقابل تعهد ترامب بضمان انسحابهم من منطقة الحدود السورية التركية وبعمق 32 كيلو متراً .. فخسر الكرد رهانهم على أمريكا ، وضربت أمريكا طموحهم بإنشاء كيان لهم في شمال شرقي تركيا ، وشعر السلطان بنشوة انتصار فارغ لا معنى له مع وصول الجيش العربي السوري للحدود المشتركة بين سوريا وتركيا مسقطاً بوصوله بذلك نظرية المنطقة الآمنة التي سعى إليها أردوغان منذ عدة سنين... فكانت الجمهورية العربية السورية المنتصر الحقيقي من صفقة الحب " الصعب " ومن مغامرة العصملي .
من مراجعة الأحداث نلاحظ بأن السلطان العصملي يحاول تقليد كيان الصهاينة وأمريكا بعدم التزامه بالاتفاقيات الموقعة ... فلو كان هدفه الأمن كما اشاع لطالب وعمل مع الدولة السورية على تنفيد اتفاقية أضنة 1998 والتي فيها بنود تكفل عدم وجود أي نشاط لحزب العمال الكردستاني التي اشار إليه أردوغان ووصفه بأنه أكثر إرهاباً من داعش وهو ما أكده ترامب في أحاديثه ايضاً ...
وعلى ذلك وهو الأمر الأكثر واقعية فإن أردوغان لن يفي بوعده ولن ينسحب من شمالي سوريا بسرعة وطواعية على الرغم مما وعد به ترامب حين تعهد " لحبيبه الصعب " بأنه لن يبقى في سوريا مدة طويلة !!! وهو وعد تكذبه الوقائع .
إن عشق أردوغان للسلطة والتوسع يقوده لمحاوله تقليد وتجاوز مصطفى كمال أتاتورك حين استولى وبموافقة من دول الاستعمار في معاهدة لوزان سنة 1923 على مناطق واسعة من شمالي سوريا مثل مرسين وطرسوس واضنة وعنتاب وكلس ومرعش واورفة وحران وديار بكر وماردين فأتاتورك يريد تسجيل نهباً جديداً للأراضي العربية يفوق نهب لواء الإسكندرونة حين زورت تركيا وفرنسا سنة 939 إرادة الشعب العربي في سوريا وفبركت استفتاء لم يقره العرب ولم يعترفوا به فسلخت بموجبه لواء الاسكندرونه عن سوريا ، وربما تتضح أهداف أردوغان وأطماعه التوسعية ايضاً بدخوله شمال العراق واستقرار جيشه في " بعشيقة " منذ أكثر من أربع سنين باتفاق مع الكرد المتصهينين .. والغريب هنا سكوت الكرد في العراق عن أطماعه بل وتواطئهم معه رغم احتجاج وشكوى الحكومة المركزية في بغداد ....
وبالعودة إلى ما ذكره ترامب عن الحب " الصعب " فإن واقع الحال يفند ذلك أيضاً فصعوبة الحب في الغالب تحول دون الوصول للهدف المشترك كما لاحظنا وسمعنا وقرأنا في قصص وروايات الحب الكثيرة والتي انتهت في الغالب بالفراق ... فلو كان الحب الأمريكي التركي صعباً لما أفضى لاتفاق في بضع ساعات ولكنه " حب " عميق ومتأصل ، فهو حب مبني على لقاء المصالح على قاعدة الفكر الصهيوني الإمبريالي الذي يستهدف تدمير كل مراكز القوة في الوطن العربي سواء كان ذلك بالاحتلال والعدوان المباشر أو بالتعاون مع عدو العرب الأول المتمثل بكيان العدو الصهيوني ، فما قامت به تركيا من دور أثناء العدوان الثلاثيني على على العراق كان كبيراً وما تفعله من تكرار للعدوان على شمالي العراق بحجة مقاتلة حزب العمال الكردستاني كبيراً أيضاً .. ولعل الخاسر الأكبر من كل ذلك هم الكرد فعلى الرغم من تلاعبهم ونفاقهم فقد تخلى عنهم ترامب ولم يبق معهم أحد إلا كيان العدو الصهيوني وكسبت سوريا الجولة ولسان حالها يقول سيتم قريباً رفع العلم السوري على كل شبر من أرض سوريا .
ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
18 / 10 / 2019



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكراد سوريا بين حلم الدولة أو دولة الفدرلة أو الإندماج الوطن ...
- تركيا والكرد وجهان للعدوان المستمر على سوريا
- كيف يكون ذلك الرئيس قدوة؟
- جدلية العودة والتحرير
- منظمة «أوتبور» وانقلاباتها من صربيا إلى الربيع العربي ففنزوي ...
- فنزويلا منارة للثورة و- مادورو - رمزاً لها
- أحجية التصويت على مشروع القرار الأمريكي لإدانة المقاومة
- أنا لاجئ فلسطيني و- الأونروا - كانت وما تزال - توأمي -
- أنا لاجئ فلسطيني وتلك المنظمة لا تمثلني
- أنا لاجئ ولن أخرج من جلدي حتى العودة
- شكراً للأونروا وتباً لأمريكا
- صفقة القرن مولود ميت بانتظار الدفن
- قانون القومية - يهودية الدولة - تطبيق فعلي لصفقة القرن
- بيع الفلسطينيين أراضيهم للصهاينة بين الحقيقة والإشاعة
- بوتين ... مش أبوعلي
- أمريكا دولة مارقة ...
- من منظمة للتحرير إلى منظومة للتمرير
- من سيخلف عباس
- أليست روسيا حليفاً ...
- جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطيني


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - ترامب – أردوغان والحب - الصعب -