أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد فارس - انسحاب ترامب من سوريا: صراع قومى-قومى.














المزيد.....

انسحاب ترامب من سوريا: صراع قومى-قومى.


خالد فارس
(Khalid Fares)


الحوار المتمدن-العدد: 6382 - 2019 / 10 / 17 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انسحاب ترامب من سوريا. صراع قومى-قومى.


ننظر الى قرار ترامب القاضى بالانسحاب من سوريا, كأحد التجليات, للصراع الدائر بين ثلاثة اتجاهات, ذات مضمون كونى.

الاتجاه الأول: "الترامبولوجيا (من دونالد ترامب) ": يقارع دونالد ترامب فى ساحات المدرسة الأمريكية التقليدية, التى أنضجها الديمقراطيون, على أسس ليبرالية رأسمالية تنطلق من تعدد الهويات والمواطنة المعولمة.

يتحرك دونالد ترامب كرأس حربة لتفكيك فكرة عولمة تقوم على تعدد الهويات, لانه يطمح الى عودة منطق السياسة العالمية الى معادلات قومية أو تبادل قومى (بلغة الاقتصاد تبادل علاقات اقتصادية على أساس قومى), وهى مدرسة فى السياسة بزغت مع الجاكسونية (نسبة الى الرئيس السابع للولايات المتحدة الأمريكية). "القومية الجاكسونية" التى ترى فى التمركز القومى منطلقاً.
هذا التيار, يكره سياسات الهوية أو المواطنة المتعددة الهوية, وكاره بشدة لليسار. وهو التيار الأقوى, و الذى يدير "اللعبة" السياسية الكونية, وتكتيكاته لها أثر مباشر على دفة الصراع.

الاتجاه الثانى: تيار أوروبا الموحدة, الذى يعيش اليوم محاولة يائسة للانتقال الى "أمة مواطنة".

يقول ألان تورين فى كتابه براديغما جديدة لفهم عالم اليوم " حيث تولى ألمان أمثال يورغان هابرماس ودانيال كوهن -بنديت, قيادة حملة تدعو الى إنشاء مواطنية أوروبية, بدافع من عدائهم العميق لكل قومية ألمانية,... عادت فأطلقت بعدها مجدداً فكرة إنشاء دستور.....فقد تراجعت الفكرة الفدرالية... لقد حاز الاوروبيون على جواز سفر "أوروبى" يحدد جنسيتهم الجديدة, بالتأكيد, ولكن هل يخولنا ذلك الكلام على مواطنية أوروبية, بالمعنى الذى كان يقصده فَرَنْسيو الحقبة الثورية حين كانو يتنادون بإسم "مواطن".
هذا التيار كاره للقوميات, يمقت اليسار الراديكالى الشيوعى. جاء قرار البرلمان الاوروبى بتاريخ 18/9/2019, الذى طالب "بادانة النازية والشيوعية غير الديمقراطية", تجسيدا لذلك.

الاتجاه الثالث: اليسار فى العموم المنتشر فى أوروبا وأميركا والعالم,

أحد أبرز قادته, وزير المالية اليونانية المستقيل Varoufakis, ففى مقابلة له بتاريخ 31/3/2016 مع برنامج Hard Talk , http://www.bbc.com/news/uk-politics-eu-referendum-35933841 يقول: "أن أروروبا وحش بحاجة الى تَحَضرْ....لقد خلقنا هذه الوحش, ...إنه يحتقر الديمقراطية من أعماقه....إجماعنا عليه لايعنى أننا نوافق عليه, بل أن تفكيكه لن يقودنا الى الأفضل, لذلك علينا أن نجعله أكثر حضاريا وأكثر ديمقراطية ".
وهذا التيار كاره للقوميات المنغلقة و المواطنة الليبرالية, ويدعو الى استعادة دور المجتمع فى الحياة العامة السياسة والاقتصادية والثقافية, و الغاء التمايزات الطبقية.

ماعلاقة ذلك كله بما يجرى فى سوريا؟, "الفِتَنْ القومية"

انسحاب ترامب من سوريا يأتى فى سياق التكتيكات لتعزيز الصراعات القومية, و خلق حاجة الى أميركا القومية الرأسمالية, أو على أسس من توازن المصالح على أسس قومية. يرى فى روسيا وتركيا مشاريع قومية. كلاهما يعمل على أسس قومية, روسيا تطمح الى بناء مشروعها القومى, وتركيا تطمح الى بناء مشروع قديم, تم تسميته سابقا "أمة عثمانية جديدة تجمع بين الاتراك و العرب, المسلمين".
اذا تشكل فى المحيط الأوروبى كُتل قومية أو مشاريع قومية, سيضع أوروبا أمام تحديات جديدة, منها اطلاق شرارة المشاريع القومية من الداخل الأوروبى. فى نفس الوقت, سيضع اليسار الراديكالى الأوروبى, أو اليسار فى العموم, أمام معضلة كبيرة, فالقوميات ليست الحيز الذى يحبذه اليسار التحررى, لان الطبقات الاجتماعية ستتعرض الى انصهار فى تكتلات قومية, أخطرها تلك التى لها أبعاد دينية-قومية وعرقية. ينظر ترامب الى أوروبا (الالمانية الفرنسية) أو اليسار الاوروبى, على أنها عبئاً, يجب التخلص منه. من أجل ذلك, تحمس كثيراً لجونسون, رئيس وزراء بريطانيا.

لا يؤمن ترامب بأن هناك أى امكانية للأكراد للبروز كقوة قومية. وجد فى مشروعهم مضيعة للوقت وخسارة مالية, ولكن للأكراد دور تحريضى, فى اشعال الفتيل القومى. وجد ترامب فى "اسرائيل", كل ما يحلم به (الحلم القومى اليهودى) الذى سيتصدى الى أوروبا الموحدة واليسار العالمى وحتى يسار حقيقى ينبع من تحالف يهود مع تيار عالمى أو أوروبى.

والأهم بالنسبة له, ومعه "اسرائيل", فان اشعال المعركة القومية بين القوى الكبرى فى المنطقة, سوف يهدد فرص مشروع قومى عربى, وحدوى. لأن تحويل الصراع فى العالم و المنطقة, الى قومى-قومى, سيعزز أفكار الانفصال والانقسام, وخلق "أوطان" بديلة وجديدة, كما حدث ابان الدولة العثمانية وهيمنة القوميات الامبريالية الاوروبية.

المشروع العربى الحديث, الذى يعيش مرحلة مخاض طويل, وصراع بين اقطاب, يرتهن, حسب ما أعتقد, الى ما ستؤول له المعركة فى سوريا, والى ما ستوؤل له المواجهة بين المقاومة والكيان الاستعمارى الصهيونى, هذا من جهة, ومن جهة أخرى الى ماتؤول له حراكات الشارع العربى فيما بعد "الربيع العربى", واطلاق حراكات جديدة مثل حراكات نقابة المعلمين فى الأردن, وحراك الشارع العراقى, وغيرها.
هل ستوجه هذه الحراكات البوصلة باتجاه ثلاثة مسائل: أولاً: الاستقلال, والتخلص من معادلات المشروع الصهيونى الممتد فى حواشى السياسة العربية, ثانياً: عمل الشباب وحقهم فى العمل المنتج واجور مناسبة لحياة كريمة, ثالثاً: الحرية الفردية التى تحقق للفرد استقلاله (وليس تبعيته) متكاملاً مع مجتمعه. وهل ستشكل هذه مفاصل فكر عربى حديث (كونى)؟

سيحارب ترامب من أجل تحويل الملف الكردى وملفات أخرى الى تناقضات ذات طابع قومى, أو أن تكون مركزية القومية منطلقا لعلاقات الاقتصاد السياسى, لكى يتم فتح الطريق للقوى ذات المنطلقات القومية لقيادة العالم.





#خالد_فارس (هاشتاغ)       Khalid_Fares#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حركة التضامن فى بولندا الى حركة الاحتجاج فى هونج كونج. صر ...
- الأمة والدولة 2/3-أ: علمانية بلا تنوير.... نحو مشروع فلسفى ع ...
- مقاربة الأمة والحداثة (2/3)
- صناعة الأمم الحديثة واستقلالها وحريتها. الأمة العربية: لا اس ...
- تشكيلة المجتمع العربى (المستوى الاقتصادى).
- سوريا ما بعد الديمقراطية أمة مُقاوَمَة......ما بعد سايكس بيك ...
- مَهدى عامل - صفاء الوجود من نمط الانتاج ليس الا فى وجوده الن ...
- مقالة فى الاسس المادية (2). تقسيم العمل فى المنشأة والتقسيم ...
- رأس المال فى نسخته المترجمة للدكتور فالح عبدالجبار.
- مقالة فى الأسس المادية
- الجدلية العربية- الدول الصهيونية والدولة العربية. وجه التشاب ...


المزيد.....




- رد فعل المارة كان صادما.. شاهد لص يهاجم طالبة في وضح النهار ...
- شاهد.. عراك بين فيلة ضخمة أمام فريق CNN في غابات سيريلانكا
- وزارة الصحة في غزة: 37 شخصا قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية.. ...
- الضربة الإسرائيلية على إيران.. صور أقمار صناعية حصرية تظهر ا ...
- الحرب على غزة في يومها الـ 197: قصف على رفح رغم التحذيرات ال ...
- غرسة -نيورالينك- الدماغية: هل تستولي الآلة على ما بقي لنا من ...
- وزارة الدفاع الروسية: أوكرانيا هاجمت أراضينا بـ 50 طائرة مسي ...
- العراق.. قتلى في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- فرقاطة ألمانية تنهي مهمتها ضد الحوثيين في البحر الأحمر
- وفاة رجل أضرم النار في نفسه وسط نيويورك.. ماذا قال في بيان م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد فارس - انسحاب ترامب من سوريا: صراع قومى-قومى.