أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس عبد الوهاب امين - هل ستنتصر الديقراطية من جديد على اقزام الطاغية المقبور؟














المزيد.....

هل ستنتصر الديقراطية من جديد على اقزام الطاغية المقبور؟


فارس عبد الوهاب امين

الحوار المتمدن-العدد: 6380 - 2019 / 10 / 15 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حق التظاهر والاحتجاج مكفول دستوريا وهو ممارسة اتاحتها الانظمة الديمقراطية خاصة اذا كانت تلك المظاهرات تمتلك شرعية الاحتجاج على الفساد والطبقية التي باتت متغلغلة في جميع مفاصل الدولة.

وفي العراق لا يتطلب الامر شرحا او تحليلا، فالفساد بات احد مميزات الدولة بجميع مؤسساتها دون استثناء، ولكن ما يجعلنا نتوقف قليلا امام المظاهرات الاخيرة انها مثلما استطاعات ان تجمع الفقراء والشباب العاطلين عن العمل والمواطنين الذين ارهقهم فساد السلطة وجشعها والمطالبين بحقوقهم المشروعة والمسلوبة، فأنها جمعت ايضا جوق من مخلفات الطاغية المقبور والذين اخذوا يعقدون اجتماعاتهم ويكثفون اتصالاتهم في العديد من الدول القريبة والبعيدة، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي تضج بمنشوراتهم النتنة محرضين وداعمين للمظاهرات في محاولة لتغيير مسارها من البحث عن الحقوق الى اسقاط النظام برمته دون ان يكون هناك بديل واضح لما بعد سقوط الدولة.

بالتأكيد هؤلاء الاقزام لا يسعون لاعادة النظام السابق بهيكليته او تنظيماته السابقة لسبب بسيط انهم اصبحوا ازلام الفساد والظلم الحالي في كافة مرافق الدولة العراقية . الغالبية من هؤلاء الاقزام تنعموا واستمتعوا بالحرية الإعلامية والفكرية والاجتماعية ولا يمكن لهم العيش مع مفردات النظام السابق من حيث سيطرة هيكلية الحزب على المواطنين.

المتابع الجيد لنمط التظاهرات والشعارات التي رددت من بعض المندسين يستطيع ان يشخص بشكل واضح محاولات الماكنة الاعلامية للاقزام في تضليل الرأي العام وتشتيته تزامنا مع حملة الكترونية تمجد بسنوات الذل والمهانة التي حكم بها الطاغية المقبور العراق وفعل ما فعل من اجرام ودمار لهذا الوطن الذي مازال يأن من وجعها، ولا بد من تشخيص هذا الموضوع بدقة وعمق لتحديد الفرقة بين الرغبة التاريخية التي تستوطن البعث كفكر بالاستيلاء على السلطة واقصاء الاخرين وبين امكانية العودة والمقبولية من خلال استغلال صوت الشعب الغاضب من جهة وفشل احزاب السلطة في تحقيق ادنى متطلبات المواطن من جهة اخرى، وهو ما يستدعي حضور الوعي واليقظة من قبل المتظاهرين لعدم الانجرار وراء مطلب الانقلاب والعودة الى حكم القائد العسكري الذي سيتحول مع الوقت الى القائد الضرورة.

ان اجهاض مشروع البعث المدعوم استخباريا من دول عديدة يكون من خلال تجنب شعارات الوحدوية والفئوية والابتعاد عن التحريض الالكتروني الذي بات احد اهم مخرجات الاجتماعات البعثية التي اكدت على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الاجيرة للقفز على وجع الامة وسلب مطلبها من خلال التثقيف بسياسة القائد الاوحد واقتلاع النظام الديمقراطي.

هؤلاء الاقزام ومن تحالف معهم ليس وحدهم الان من يجيدون استغلال الواقع الافتراضي ومواقع تواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الاخرى بل احزاب السلطة الفاسدة لديها جيوشها الالكترونية ايضا، في السنوات الماضية تجلى الصراع والاحتدام بين الجيوش الالكترونية بشكل واضح بين فريق يدافع عن زمن الطاغية المقبور ويقوده عناصر ايضاً يمكن وصفها بالمنافقة وحالمة بوهم استحالة التحقيق، وبين فريق يدافع عن النظام السياسي الاعرج الحالي ويقوده اشخاص يمثلون بعض الاحزاب التي وجدت في السلطة فرصة لتحقيق المكاسب والارباح ، وللأمانة التاريخية ان كلا النظامين لم يقدما شيء لهذا الوطن ولم يرتقيا بحال المواطن لتحقيق ادنى حقوقه، مع الفارق ان الوضع الراهن هو حصيلة عملية ديمقراطية افرزت احزاب لا تجيد التعاطي مع الوضع السياسي والاقتصادي في حين المرحلة السابقة خضعت لحكم دموي استبدادي استحوذ على السلطة بانقلاب ودعم المخابرات المركزية الامريكية.

ولذلك يبقى الخيار الديمقراطي هو الحل الاسلم للحفاظ على الوطن من انياب الحاقدين والمنافقين الجائعة والمتعطشة للسلطة لاراقة المزيد من الدماء مع اجتثاث تام لكل احزاب السلطة الحالية التي لا تختلف بشي عن حقبة السابقة من جانب التسلط والسرقة والفساد والقتل.

ان الوضع العراقي الان اشد تعقيدا مقارنة بالعقود الماضية، والجماهير امام اختبار صعب لذلك يجب ان تكون خطواتها مدروسة ومطالبها واضحة وموضوعية وفي مقدمتها حل البرلمان وتجميد عمل الحكومة ومنح سلطة ادارة الدول بيد الجهاز القضائي وحل جميع الاحزاب وتحديد جدول زمني لاجراء انتخابات يمنع فيها مشاركة الاحزاب واي برلماني حالي اوسابق مع تعديل بعض فقرات الدستور، اما الاكتفاء بطرح مشروع اقتلاع الديمقراطية ورفع شعارات الانقلاب فكله يصب في خدمة اقزام الطاغيىة الذين يتربصون بهذا الوطن.



#فارس_عبد_الوهاب_امين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاسد لا يصلح الفساد
- القطاع الخاص ودوره في التنمية و احتواء الموارد البشرية العرا ...
- الصاروخ البالستي والصاروخ الدولاري
- الحكومة القادمة : من دولة مستهلكة الى دولة منتجة
- في ذكرى ثورة 14 تموز 1958 محاولات الكشف التي تعرض لها تنظيم ...
- ثورة 14 تموز دروس وعبر في الذكرى السابعة والخمسون


المزيد.....




- -صفقة مع الشيطان-.. نائب أمريكية تهاجم قانون ترامب -الضخم وا ...
- أثاث ينمو من الأرض على مدى 10 سنوات.. والنتيجة تحف فنية نادر ...
- الجيش السعودي يثير تفاعلا بتدشين أول سرية منظومة -ثاد- الأمر ...
- نشاط جديد في موقع -فوردو- الإيراني.. والصور تظهر ردم حفر خلف ...
- إجراء إسرائيلي يهدد مستقبل عشرات الطلبة الفلسطينيين بالضفة
- أسلوب استقبال محمد بن سلمان للرئيس الاندونيسي ولقطة مع وزير ...
- الإبلاغ عن أكثر من 1850 حالة إخفاء قسري في بنغلاديش
- عدة مصابين في إطلاق نار بمركز تجاري في ولاية جورجيا الأميركي ...
- 17 شهيدا بغزة في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم
- وزراء من حزب ليكود يطالبون نتانياهو بالإسراع في ضم الضفة الغ ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس عبد الوهاب امين - هل ستنتصر الديقراطية من جديد على اقزام الطاغية المقبور؟